أهمية وضع الحدود لحفظ الخصوصية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
قرأت مؤخراً كتاباً بعنوان: Set Boundaries, Find Peace (ضع حدودك وانعم بالسلام) للكاتبة Nedra Glover Tawwab (نيدرا غلوفر تواب)
تهدف الكاتبة عبر كتابها هذا، إلى تعريفنا بالحدود الصحية، كيف نضعها، وكيف نحقق التوازن بين جوانب حياتنا المختلفة، وكيف نستمتع بعلاقات جيدة مع الآخرين؟
الكاتبة خبيرة في العلاقات، ونصائحها ممتازة في موضوع وضع الحدود، وهي تشرح بدقّة أنواع الحدود المختلفة العاطفية منها و الفكرية و الجسدية و غيرها، وفيها من الإرشادات التفصيلية حول كيفية وضع الحدود وأهمية التواصل، ويتحدث أيضا عن المخاوف و التحدّيات من الخوف من الصراع أو الرفض، ويقدم استراتيجيات عملية للتغلُّب عليها،كان لابدّ من بعد وضع الحدود، المحافظة عليها بأي ثمن، وأن حرية الآخرين تنتهي عند حدود ما يزعجك، بينما تختلف هذه الحدود من شخص لآخر.
ماذا نقصد بالحدود؟
الحدود حسب الكاتبة هي التوقعات والإحتياجات التي تساعدك على الشعور بالأمان والراحة في علاقاتك، وعلى البقاء بصحة جيدة، وهي أيضًا جزء أساسي من الشعور بالراحة عند تفاعلك مع الآخرين، موضحة أن أنواع الحدود بشكل عام ثلاثة: الحدود المسامية أو الضعيفة ،الحدود الصارمة والحدود الصحية.
ويندرج تحت هذه التصنيفات عدة أفكار تحدثت عنها الكاتبة، فالحدود المسامية أو الضعيفة تضرّ بنا دون قصد، ووجودها يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والقلق، وظهور ديناميكيات العلاقات غير الصحية.
أما الحدود الصارمة فيقع هذا التصنيف على النقيض من سابقه، حيث تشبه هذه الحدود بناء جدران عالية لإبعاد الآخرين تمامًا، في حين أن شعور الأمان الذي يحصل عليه الفرد، غير صحي، ويؤدي إلى عزلة تامة ومجموعة مختلفة من المشاكل.
بعبارة أخرى أن الحدود المسامية تعني تقارب غير صحي، بينما الحدود الصارمة منفى اختياري يصنعه الفرد بنفسه، وهو تاريخ طويل من الضعف أو الاستغلال يلجأ بعده الفرد إلى اغلاق الأبواب بينه وبين الآخرين.
نحن نعتز بأحبائنا وأصدقائنا، ولا ندّخر جهداً لمدّ يد المساعدة، حتّى على حساب أنفسنا في بعض الأحيان، وهنا يكمن مصدر الضرر عندما تتحول هذه المساعدة إلى واجب يجب أن يقدم.
عندها تأتي أهمية رسم الحدود ووضع القواعد حتى لا يتجاوزها الآخرون معنا، و تحدِّد هذه الخطوط غير المرئية ما هو مقبول وما هو غير مقبول حماية لراحتنا، رغم أهمية مساعدة من يحتاج من الأقارب و الأصدقاء.
إن من لا يعرف قواعد الحدود ،و عدم التدخل في الخصوصيات، يجد أن المساعدة حق واجب حتّى و إن كان على حساب راحة الآخر.
هناك بعض الأصدقاء أو الأقارب ممّن يلجأؤن للابتزاز العاطفي لتخطّي تلك الحدود. هناك من يخجل و يتغاضى عن ذلك على حساب راحته الذهنية وصحته، وهناك من يصرّ على أن راحته الشخصية هي أهم من أي صداقة.
الصرامة مطلوبة في وضع الحدود ولا يجب أن يستتر المرء خلف الحرج أو الخوف من جرح المشاعر، والوضوح مطلوب حتى لا نقع رهينة لتجاوز الحدود في كل مرة على حساب أنفسنا وراحتنا.
ما ذكر أعلاه لا يشمل بأي حال من الأحوال الأشخاص الذين لا يؤمنون باللباقة و يتقنون فن الوقاحة في التعامل.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: وضع الحدود على حساب
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يخلي المستشفى الإندونيسي ويقصف المستشفيين الآخرين شمالي غزة
أفاد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي، واستهدفت مستشفيي كمال عدوان والعودة، ضمن حملة عسكرية مستمرة منذ أسابيع لتهجير سكان شمالي قطاع غزة.
وقال منير البرش المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة إن قوات الاحتلال أمرت مسؤولي المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا بإخلائه أمس الاثنين قبل اقتحامه في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء وإجبار من بداخله على المغادرة.
وذكرت وكالة رويترز أن العديد ممن أجبرهم الاحتلال على المغادرة وصلوا إلى مستشفى آخر على بعد أميال في مدينة غزة، بعضهم سيرا على الأقدام.
وأوضح مراسل الجزيرة أن إخلاء المستشفى الإندونيسي تزامن مع قصف اسرائيلي استهدف مستشفى العودة في مخيم جباليا.
وتعليقا على هذا التطور، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إجبار الاحتلال الأطقم الطبية والمرضى والنازحين بالمستشفى الإندونيسي على مغادرته استمرار لجرائم الحرب، وأضافت أن المجتمع الدولي مطالب بالخروج من حالة الصمت والعجز غير المبرر أمام ما وصفتها بجرائم الاحتلال الفاشي.
من جانبه، قال محمد صالحة القائم بأعمال مدير مستشفى العودة شمالي قطاع غزة إن قوات الاحتلال استهدفت صباح اليوم الثلاثاء الطابق الثالث من المستشفى، حيث يرقد عشرات المرضى.
إعلانوأضاف صالحة في تصريح للجزيرة أن هذه الانتهاكات يمارسها الاحتلال بشكل يومي من خلال استهداف كل ما يتحرك داخل مستشفى العودة أو في محيطه.
وتأتي عملية إخلاء المستشفى الإندونيسي واستهداف المستشفيات الأخرى القريبة إذ أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته شمالي قطاع غزة.
ومنذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال عملية عسكرية أسفرت عن استشهاد نحو 4 آلاف فلسطيني وإصابة آلاف آخرين وتهجير عشرات الآلاف، في حين قتل 40 جنديا إسرائيليا على يد المقاومة الفلسطينية خلال هذه المدة، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية.
قصف وروبوتات مفخخة
في غضون ذلك، قال مدير مستشفى كما عدوان حسام أبو صفية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت ترسل أمس الاثنين لأول مرة روبوتات مفخخة إلى محيط المستشفى لتعمل لاحقا على تفجيرها مما شكل خطرا كبيرا على كل من في المستشفى.
وأضاف أبو صفية أن 20 شخصا أصيبوا جراء الهجمات الإسرائيلية في مختلف أقسام المستشفى بينهم 5 من أفراد الطاقم الطبي، موضحا أنه ما يزال لديهم حاليا أكثر من 65 حالة مرضية بعد عملية الإخلاء التي اضطروا إليها أمس الاثنين.
وأكد مدير مستشفى العودة أن الأوضاع في المنشأة الطبية تزداد خطورة في ظل استهداف قوات الاحتلال مرة أخرى مولدات الكهرباء وتدميرها لجميع السواتر والأبواب الداخلية، مطالبا بإنشاء ممر آمن لإدخال جميع الإمدادات والمساعدات الضرورية وحماية العاملين في القطاع الصحي من الاستهدافات والهجمات الإسرائيلية المباشرة.
من جهته، قال مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية بقطاع غزة للجزيرة إن قوات الاحتلال تكثف هجماتها على مستشفيات الشمال دون سبب واضح، وتقتل المرضى والطواقم الطبية بالقصف والحصار والتجويع.
وفي السياق، قال منير البرش المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يصعد من استهداف المستشفيات شمالي قطاع غزة، ويريد تكرار سيناريو مستشفى الشفاء بمدينة غزة، حيث تعمد تفجير روبوتات مفخخة في محيط مستشفى كمال عدوان، كما يحاصر المستشفى الإندونيسي بأكثر من 50 دبابة.
إعلانوحذر البرش من أن إجبار المصابين والمرضى على الخروج من المستشفيات سيؤدي الى وفاة الأطفال وكبار السن منهم والحالات الخطيرة.
ناشطون يتداولون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقيام آليات الاحتلال بزرع برميل متفجر أمام بوابة مستشفى كمال عدوان، ووضع براميل متفجرة في شوارع محيطة به حيث ألحقت انفجاراتها أضرارا بمبنى المستشفى#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/IVZLjRwUyD
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 24, 2024
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقيام آليات الاحتلال بزرع برميل متفجر أمام بوابة مستشفى كمال عدوان، كما تقوم قوات الاحتلال بوضع براميل متفجرة مماثلة في شوارع محيطة بالمستشفى، حيث ألحقت انفجاراتها أضرارا بمبنى المنشأة.
كما أظهرت صور خاصة للجزيرة تصاعد أعمدة الدخان بعد غارات إسرائيلية عنيفة في محيط مستشفى العودة.