صحيفة البلاد:
2024-12-25@09:06:39 GMT

تشويه الأولمبياد

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

تشويه الأولمبياد

استضافة الأولمبياد تمنح الدول المضيفة العديد من الفرص والفوائد، التي تؤثر على مجالات متعددة من الحياة الوطنية؛ مثل الفوائد الاقتصادية والسياحية وخلق فرص العمل، وتعزيز الرياضة، ولكن هناك جانب ثقافي، وهو إظهار الثقافة المحلية للعالم، وكسب الاحترام الدولي لها، وهو أمر بالنظر إلى ردود الأفعال العالمية، فقد فشلت فرنسا فيه بشكل كبير في حفل الافتتاح لأولمبياد باريس، بل إنها فشلت في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال استضافة الأولمبياد، وهو أمر نراه في انقسام الفرنسيين أنفسهم تجاه الانحطاط الذي شاهدناه في حفل الافتتاح.

الأولمبياد فرصة للإبداع والإبهار، من خلال إبراز الكثير مما بإمكان الدولة المستضيفة عمله وتقديمه للعالم، فإرث فرنسا الثقافي غني، ويعكس تاريخها الطويل وتأثيراتها المتعددة عبر العصور شاملاً الفلاسفة والكتاب؛ مثل فولتير، وجان جاك روسو، وفيكتور هوغو، والفن الكلاسيكي والمدرسة الانطباعية بنجومها” مونيه، وإدغار ديغا، ورينوار، والموسيقى الكلاسيكية والحديثة التي شملت إديث بياف، التي أصبحت رمزاً للأغنية الفرنسية التقليدية، وصولاً إلى السينما والأزياء وبيوت الأزياء الراقية؛ مثل شانيل، وديور، وسان لوران، الذين أحدثوا ثورة في عالم الموضة، وفن العمارة المتمثل في كاتدرائيات مثل نوتردام وقصر فرساي ورمز الحداثة الفرنسية برج إيفل، انتقالًا إلى الفلسفة والفكر والتنوير وأساطيرها فولتير وميشيل فوكو، ولكن فرنسا تركت تاريخًا مليئًا بالثقافة والفن، لتبرز أن الشذوذ والانحراف الأخلاقي هو ما يمكنها تقديمه للعالم، وما تشتهر به.

كمية من القذارة الإيحائية شوهت الجماليات الإبداعية الخاصة بحفل الافتتاح والابتكارية، التي صاحبته من خلال القيام بحفل الافتتاح خارج الاستاد، ليرتكز الرأي العام العالمي على الرسائل القذرة التي تم تمريرها تحت عنوان (الحرية) وهم هكذا يشوهون الحرية من خلال مفهومهم المنحرف، لينتقل التشويه ليشمل لوحة العشاء الأخير ذات المكانة الكبيرة في التاريخ المسيحي، وفي خضم ذلك المشهد لم يسلم الأطفال ليتم دمجهم في هذا المشهد المقزز ضمن أجندتهم الخبيثة، بل إن الفرنسين فشلوا في الترويج الصحيح لثورتهم الشهيرة من خلال مشهد ماري أنطوانيت؛ حيث قاموا بحصر الثورة بقطع رأسها وتجاهلوا أن ثورتهم في فترة قصيرة تحولت لمجزرة قتلوا فيها بعضهم البعض لمجرد عدم التصفيق والتهليل لها، ليتحولوا بعد ذلك إلى آلة استعمارية عسكرية، والآن آلة استعمارية فكرية.

للأسف الشديد، المؤسسة الرياضية العالمية أصبحت واهنة وضعيفة، ومخترقة لدرجة أنها فشلت في احترام قناعات أغلبية العالم، مقابل سطوة مجموعة صغيرة تمرر أجندات بغيضة ومنحرفة يرفضها أغلب سكان الكرة الأرضية.
بُعد آخر
يؤسفني القول: إن ما شاهدناه في حفل الافتتاح هو جزء مما سنشاهده في كأس العالم للأندية، وكأس العالم للمنتخبات القادم.

@MohammedAAmri

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: محمد العمري من خلال

إقرأ أيضاً:

تعزيز التعاون الأمني مع فرنسا

اجتمع مدير إدارة العلاقات والتعاون الدولي بوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، نور الدين أبوجريدة، مع المندوب الأمني بسفارة فرنسا لدى ليبيا، لمتابعة مستجدات التعاون الأمني المشترك ونتائج زيارات وفود الوزارة إلى فرنسا خلال الفترة الماضية.

وتم خلال الاجتماع “مناقشة المقترح الفرنسي بشأن إعداد برامج تدريب تخصصي لعام 2025 والذي يهدف إلى تطوير القدرات الأمنية الليبية في مختلف المجالات، بالتنسيق مع الإدارة العامة للتدريب، في إطار تعزيز الشراكة بين البلدين”.

مقالات مشابهة

  • بروتوكول تعاون بين الأولمبياد الخاص المصري وجامعة بنها الأهلية
  • توقيع بروتوكول تعاون بين الأولمبياد الخاص المصري وجامعة بنها الأهلية
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • الكشف عن عملية خاصة للاحتلال فشلت بانقاذ أحد الأسرى الإسرائيليين في غزة
  • خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
  • تعزيز التعاون الأمني مع فرنسا
  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • رشيد جابر: مباريات الافتتاح نتائجها غير متوقعة
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم