عقبات الحياة يجب أن تحيينا لا تنهينا
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
أعتقد أنها يجب أن تحيينا وتوقظ فينا حماساً من نوع مختلف وتكشف لنا حقائق بشكل آخر، العثرات التي تمر بنا مهما كانت صعبة إلا أنها تتضاءل مع الوقت إذا أدرك الشخص ماهية التعامل معها وهل هناك حياة
تخلو من العثرات؟ ما من أحد ، إلا وتصادفه العقبات على اختلاف مساحتها وحجمها وسطحيتها وعمقها، وأعتقد أن المتجاوبين مع الحياة هم أولئك الذين يصنفون العقبات ويضعونها في مساراتها الصحيحة ويتعاملون معها كما لو كانت أشخاصا يحاورونهم ليعرفوا مخارجهم وكيفية التعامل معهم حتى وإن ظلت مستمرة ،تظل أضعف من مواجهته.
هكذا هي الحياة كبد ومشقة (خلق الإنسان في كبد) منذ بدء الخليقة والعقبات في حياة الناس توأم التعايش، بعض الأشخاص نسمع حكاياتهم مع الحياة نقف لهم احتراماً ونتعجب من مقدرتهم على التعاطي معها والسيطرة عليها حتى صار خطامها في يدهم مستعينين بالله ومتوكلين عليه يقودون دفتها بنجاح تام بينما بعض آخر ينهار بنيانهم النفسي والجسدي وتتحطم أشرعتهم فتغرق مراكبهم في شبر عقبات أو عثرات وقد تتوقف بهم عند نقطة تجمد ذهني فلا يعودون قادرين على التفكير للخروج من الأزمة بينما نحن كمسلمين كم من نافذة فتحها لنا الله لنخرج من دائرة الهم والغم والتفكير السلبي لعل أبرزها وأهمها العلاقة بالله والتضرع إليه ثم يأتي السعي والعمل الحثيث والتفاؤل بالخير (تفاءلوا بالخير تجدوه) أبغض الله عز وجل اليأس ونهانا عنه ( ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله).
ينصح المختصون عند مواجهة العقبات بعدم التسرع في ردّات الفعل بل من الضروري التحلِّي بالهدوء واستيعاب الموقف للتمكن من فهمه وفهم مشاعرنا حوله وآثاره المباشرة والجانبية ثم اختيار أقرب المقربين وأكثرهم حكمة ومعرفة لتشاركه الموقف كما أنه من المهم جداً ألا يهلع الشخص من موقف صعب أو عقبة قاسية حتى لا يفقد السيطرة على حسن التصرف المؤدي حتماً لنتائج محمودة والعكس صحيح.ولعل أقسى عقبات الحياة وأشدها صعوبة هي (الموت ) هذه النهاية الحتمية لكل كائن والتي نسأل الله أن تأتينا هذه النهاية والله راض عنا ونحن في حل من حقه علينا وحقوق الناس، يعلمنا الله عزّ وجلّ عند هذه المصيبة أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون ) ليربط على قلوبنا برباط الصبر والسلوان وإن بقيت الذكريات فهي تنعشنا وآثارها إيجابية ليست كالجزع وعدم الصبر حتى يصل البعض للموت وهم أحياء .
قيل في الأثر(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) بلا شك المؤمن القوي أحب إلى الله لأنه يؤمن بالمكتوب ويرضى بالقضاء وفي الأثر أيضاً (من رضي فله الرضاء ومن سخط فله السخط) الموت حقيقة صعبة لا نملك حيالها التغيير لكننا نملك الصبر واللجوء لله. المؤمن القوي يتأسى بالأنبياء فلم يواجه كائناً من كان ما واجهه الأنبياء من صعوبات الحياة كل ألوان العثرات والعقبات والمصائب واجهها الأنبياء صلوات الله عليهم لكنهم ثبتوا وناضلوا وصبروا وتحدوا كل الصعاب لأن إيمانهم بالله كان أقوى وإيمانهم برسالتهم كان أعظم .
الأنبياء بشر ولا يملكون من عتاد الدنيا شيئاً لكنهم يملكون اليقين والحكمة والفكر السليم يهتدوا به بعد الله. في الحياة نماذج عظماء واجهوا من صعوبات الحياة الكثير مما قد يهزم ويهدم ، لكنهم واجهوها بتفكير وتحليل وروية وصبر وقد ينجح الشخص في الخروج من الأزمة وقد لا ينجح لكن من المهم ألا تتسرب هذه الأزمة لتفاصيل حياته وصحته وعلاقاته فتدمرها ومهما أسودت الأيام لابد للشمس أن تشرق ومهما أظلمت الليالي لابد للقمر أن يطل بنوره ولابد للنجوم أن تتلألأ.
هكذا هي الحياة كما قالوا: ( يوم لك ويوم عليك ويوم كفاك الله شره) اللهم تولنا فيمن توليت واصرف عنا شر ما قضيت واجعل كل قضاء قضيته لنا خيراً ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تأمينات الحياة «للأثرياء فقط»
فى خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتقليل المخاطر، أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية قرارًا يُلزم شركات تأمينات الحياة بالاستعلام عن الموقف الائتمانى لطالبى التأمين على المبالغ الكبيرة. يهدف هذا الإجراء إلى ضمان حماية شركات التأمين من المخاطر المالية المرتبطة بالتزامات العملاء، ولكن فى الوقت نفسه يثير تساؤلات حول تأثيره على السوق والعملاء على حد سواء.
جاء القرار بعد دراسة معمقة للسوق وشكاوى متزايدة بشأن عدم القدرة على التحقق من القدرة المالية للعملاء الراغبين فى الحصول على وثائق تأمين بمبالغ كبيرة. وفقًا للهيئة، الهدف الأساسى هو تحقيق توازن بين حماية شركات التأمين وضمان استدامة السوق.
قد يُسهم القرار فى تعزيز ثقة العملاء بشركات التأمين، إلا أنه قد يُثير بعض المخاوف لدى العملاء ذوى المواقف الائتمانية غير المستقرة. زيادة الشفافية قد تؤدى إلى توجيه وثائق التأمين إلى العملاء الأكثر استحقاقًا، ولكنها قد تُضيف تعقيدًا فى الإجراءات وزيادة محتملة فى التكاليف.
يرى خبراء أن القرار قد يكون له تأثير مزدوج؛ فمن ناحية، سيساعد شركات التأمين على تقليل المخاطر وتعزيز إدارة الالتزامات المالية. ومن ناحية أخرى، قد يؤدى إلى إطالة مدة الاكتتاب وزيادة التكاليف التشغيلية، ما يضع تحديًا أمام الشركات لتلبية توقعات العملاء.
من جهة أخرى، يوصى خبراء بضرورة توفير آلية واضحة وشفافة لتنفيذ القرار، مع التركيز على ضمان العدالة بين العملاء والابتعاد عن التمييز. كما يشددون على أهمية التعاون مع شركات الاستعلام الائتمانى لتقليل التعقيد وتوفير التقارير بشكل سريع ودقيق.
أكد علاء الزهيري، العضو المنتدب لشركة جى أى جي- مصر، ورئيس الاتحاد المصرى للتأمين، أن قرار الهيئة العامة للرقابة المالية بإلزام شركات تأمينات الحياة بالاستعلام عن الموقف الائتمانى لطالبى التأمين بمبالغ كبيرة يهدف إلى تعزيز استدامة القطاع وتقليل نسب التعثر، خاصة فى ظل ارتفاع قيمة مبالغ التأمين فى بعض الوثائق.
وأشار الزهيرى إلى أن القرار يعكس توجه الهيئة نحو حماية مصالح شركات التأمين والعملاء على حد سواء، لكنه يستدعى من الشركات تطوير آليات الاكتتاب والاعتماد على التكنولوجيا لتسهيل عملية الاستعلام الائتمانى وضمان عدم تأخير إصدار الوثائق.
وأوضح رماح أسعد، العضو المنتدب لشركة «ثروة لتأمينات الحياة»، أن قرار الرقابة المالية يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز منظومة الحوكمة وتقليل المخاطر المالية التى قد تواجه شركات التأمين.
وأكد أسعد أن هذا الإجراء يسهم فى تعزيز الثقة بين الشركات والعملاء، حيث يمنح الشركات القدرة على تقديم تغطيات تأمينية مبنية على أسس أكثر دقة وشفافية، ولكنه فى الوقت نفسه يتطلب من السوق التعاون مع شركات الاستعلام الائتمانى لضمان سرعة تنفيذ الإجراءات دون التأثير على تجربة العميل.
وأشار أسعد إلى أن الخطوة ستساعد فى رفع كفاءة عملية الاكتتاب وتحسين جودة محفظة التأمينات، ما ينعكس إيجاباً على استقرار شركات التأمين وحماية حقوق حملة الوثائق. وأضاف أن إجراء الاستعلام الائتمانى سيقلل من احتمالية قبول مخاطر غير مدروسة، كما أنه يمثل توافقاً مع المعايير العالمية المتبعة فى سوق التأمين.
ولفت إلى أن التعاون مع شركات الاستعلام الائتمانى يحتاج إلى وضع آليات واضحة وميسرة، لتجنب أى تعقيد فى الإجراءات، وضمان تقديم خدمة سريعة وعالية الجودة للعملاء، مع الالتزام الكامل بسرية المعلومات الشخصية وحمايتها.
ويرى د. صفوت حميدة، أستاذ التأمين بأكاديمية السادات، قرار الهيئة خطوة إيجابية نحو تعزيز الشفافية وتقليل المخاطر المالية فى السوق. موضحًا أن هذا الإجراء يعكس تطوراً مهماً فى سياسات الاكتتاب ويضع مصر فى مصاف الدول التى تعتمد نظمًا متقدمة لإدارة مخاطر التأمين. ومع ذلك، شدد على ضرورة مراعاة تحقيق توازن دقيق بين حماية الشركات وضمان سهولة الوصول إلى خدمات التأمين للعملاء، خاصة أن بعض العملاء قد يشعرون بالقلق من تأثير هذا القرار على خصوصيتهم أو مرونة الإجراءات.