الرباط – أكد سفير دولة الإمارات بالمملكة المغربية أحمد الظاهري تبوء المغرب لموقع مؤثر في السياسة العالمية نتيجة نجاح سياسة القوة الناعمة الفريدة للمملكة، مشيدا بالسياسة الانفتاحية التي انتهجها العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ منذ توليه العرش خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني في يوليو/تموز 1999.

وهو ماعزّز العلاقات مع الدول الصديقة والعربية وعلى رأسها الإمارات.

ونقلا عن جريدة هسبريس الإلكترونية المحلية، أبرز الظاهري أهمية تبنى المغرب سياسة خارجية منفتحة على جميع القوى الإقليمية والدولية في عهد الملك محمد السادس مما جعل من المملكة بلدا صاعدا ورائدا في مصاف الدول الأكثر نموا، وهو ما تؤكده المؤشرات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والواقع الجيوسياسي.

وتحتفل الرباط في 30 من شهر يوليو/تموز الجاري بعيد العرش الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرون لتولي العاهل المغربي حكم البلاد على إثر وفاة والده الملك الحسن الثاني في فترة كانت فيها المملكة تواجه جملة من التحديات الداخلية والخارجية. وتمكّن من بناء مغرب جديد راكم عديد الإنجازات.

ونأى المغرب في سياسته الخارجية عن سياسة المحاور وحاد بها عن مناطق الاستقطاب بين مختلف الفاعلين الدوليين، فضلا عن تعزيز التعاون مع الدول الصديقة وإقامة علاقات وثيقة معها، لا سيما الدول الخليجية، وعلى رأسها الإمارات التي شهدت في ربع القرن الأخير تطورا في العلاقات الثنائية ترجمته مواقف البلدين في مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية.

ووفق المصدر ذاته قال السفير الاماراتي بالرباط إن العاهل المغربي "حافظ على سمعة وصورة المغرب كبلد للتضامن والتعايش الديني وملتقى للحضارات ومصدر إلهام لباقي الدول بفضل تجربته النموذجية في إطلاق المبادرات، على غرار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، إضافة إلى تجربة تدبير مختلف الأزمات والكوارث كأزمة جائحة كوفيد-19 وزلزال الحوز".

وأضاف أن سنوات حكم الملك محمد السادس "تجّسد قصة نجاح مُلهمة بفضل قيم يتمتع بها المغرب مبنية على التلاحم بين العرش والشعب تجسدت في قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية لمواجهة تحديات الحاضر وإكراهات المستقبل"، لافتا إلى أن قيم التضامن مكنت المملكة المغربية من مواجهة رياح الربيع العربي بثبات وعزم، والوقوف مع العرش في التصدي لتهديدات الخارج والدفاع عن الوحدة الترابية وتحقيق قيم التآزر والتكافل بين مختلف جهات والأقاليم المغربية لإنقاذ ضحايا زلزال الحوز.

كما شدد على أنه "استطاع، في ربع قرن، القيام بثورة هادئة غيّرت ملامح المملكة المغربية واقعا في الحاضر وستغيرها في المستقبل، باستضافة الحدث العالمي كأس العالم لكرة القدم في سنة 2030 بمشاركة إسبانيا والبرتغال، في تجسيد جميل لتلاقي الجغرافيا والتاريخ في صورة مُبهرة لعبقرية الملك محمد السادس".

وشهدت العلاقات الثنائية المغربية الإماراتية خلال الخمسة والعشرون سنة الأخيرة تطورا ملحوظا، وهو ما أكده الظاهري، لافتا الى أن دولة الامارات تعدّ أهم وجهة خارجية يزورها العاهل المغربي في أكثر من ثماني مناسبات، مما ساهم في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين وتعزيز الشراكة الى أبعاد استراتيجية متجددة ومتنوعة، بفضل حكمة قائدي الدولتين.

وأشار إلى أن "هذه الفترة شهدت توقيع اتفاقيات في مختلف القطاعات ساهمت في الرفع من حجم التبادل التجاري من أقل من 100 مليون دولار عام 1999 إلى مليار و300 مليون دولار عام 2023، ومن أقل من مليار دولار عام 1999 إلى 30 مليار دولار عام 2023″، مضيفا أن "هذه الأرقام تعبر عن هذه النجاحات المثالية والمُلهمة".

وتميزت العلاقات السياسية المغربية الإمارتية على الدوام بالتشاور المستمر وتطابق وجهات النظر بين قائدي البلدين والدعم المتبادل بالمحافل الإقليمية والدولية، فطالما كانت أبوظبي وقيادتها في صف التضامن مع المغرب منذ اعلان المسيرة الخضراء عام 1975 الى الدعم الثابت للجانب الاماراتي لقضية الصحراء المغربية وكانت المبادرة بفتح القنصلية العامة الإماراتية في مدينة العيون في 4 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020. كما لم تتردّد الرباط في دعم السيادة الإماراتية ومواجهة التهديدات الإرهابية على الجزر الثلاث المحتلة من طرف إيران، وفق المصدر ذاته.

واكّد سفير الامارات بالمغرب على توحّد قيم التضامن وعمق أواصر الأخوة الراسخة التي تجمع قائدي البلدين والشعبين في مواجهة الإرهاب وتعزيز السلام وتحقيق التنمية. وعبرت دولة الإمارات عن تضامنها الإنساني والأخوي مع ضحايا زلزال الحوز، بإعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن جسر جوي إنساني وارسال فريق للبحث والإنقاذ للمشاركة في عمليات إغاثة ضحايا الزلزال.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الملک محمد السادس العاهل المغربی دولار عام

إقرأ أيضاً:

سواحل الصحراء المغربية تستقبل عشرات السفن الروسية قبل سنة 2030

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

تعمل روسيا على تعزيز علاقاتها مع المغرب في مختلف المجالات، ومنها الصيد البحري الذي عرف إطلاق مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تعميق الشراكة والتعاون في هذا القطاع الحيوي، حيث يرتقب أن تطلق روسيا بحلول عام 2030، 50 سفينة صيد جديدة كجزء من استراتيجيتها لتوسيع نشاطها البحري وذلك عبر التعاون الوثيق مع المملكة.

ويعتبر المغرب، الذي يمتلك واحدا من أغنى السواحل البحرية في العالم، شريكاً استراتيجياً لروسيا في هذه الجهود، حيث وقع البلدان في عام 2020، اتفاقاً لإجراء بحوث علمية في منطقة الصيد الأطلسية المغربية، خاصة قبالة سواحل الصحراء المغربية، وهي منطقة غنية بالموارد البحرية، كما أن روسيا تسعى من خلال هذه الشراكة إلى استكشاف المخزون السمكي الهائل في المياه المغربية، مع التركيز على الأنواع الاقتصادية المهمة مثل سمك "القد" و"المرلين".

ويعزز هذا التعاون بين روسيا والمغرب جهود البلدين في دعم الاستدامة البحرية، حيث تتطلع روسيا إلى الاستفادة من الخبرات المغربية في إدارة الموارد البحرية بشكل مستدام، كما أنه (التعاون) يمثل فرصة لتبادل المعرفة العلمية والتكنولوجية في مجال الصيد البحري بين البلدين، وهو ما يعزز من مكانة المغرب كفاعل رئيسي في هذا القطاع.

وبدأت سفينة الأبحاث الروسية "أتلانتنيرو" تنفيذ مهامها البحثية، حيث ستواصل رحلاتها في غرب إفريقيا بالتعاون مع علماء مغاربة لجمع بيانات دقيقة حول المخزون السمكي في المنطقة، ودعم استدامة الموارد البحرية، مما يفتح المجال لفرص اقتصادية هامة تعود بالفائدة على كلا البلدين.

ويُعد التعاون الروسي-المغربي خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير قطاع الصيد البحري في المنطقة، كما أنه يعكس التزام المغرب بتعزيز استدامة موارده البحرية وتطوير شراكات دولية تصب في مصلحة اقتصاده الوطني، خاصة في ظل التحولات العالمية المتزايدة نحو إدارة الموارد بشكل أكثر كفاءة ومسؤولية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ إدارة الأعمال: زيارة الرئيس السيسي لأنقرة تؤكد قوة العلاقات المصرية
  • الإنتربول تشيد بالجهود المغربية في تعزيز الأمن الدولي
  • الداخلية المغربية أحبطت 45 ألف محاولة للهجرة غير النظامية هذا العام
  • الداخلية المغربية أحبطت 45 ألف و15 محاولة للهجرة غير النظامية هذا العام
  • التوفيق: شبكة الطرق الصوفية مكنت من تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية
  • الإمارات وإفريقيا.. علاقات تاريخية متنامية
  • سواحل الصحراء المغربية تستقبل عشرات السفن الروسية قبل سنة 2030
  • أخنوش: الأوراش التي أطلقها المغرب بقيادة جلالة الملك لقيت إشادة المسؤولين الصينيين والأفارقة
  • القمة الصينية الافريقية.. مستقبل واعد للمملكة المغربية
  • «علاقات الشارقة» تبحث القوة الناعمة للدبلوماسية