في تجمّع حاشد بصنعاء.. شيخ قبلي موالٍ لمليشيا الحوثي يهاجم وزير داخليتها
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
هاجم شيخ قبلي موالٍ للحوثيين، القيادي عبدالكريم بدر الدين الحوثي منتحل صفة وزير الداخلية بحكومة المليشيا غير المعترف بها، تزامناً مع احتدام صراع الأجنحة الحوثية.
جاء ذلك في تجمع قبلي حاشد عقدته قبائل أرحب وبني الحارث في خط المطار الجديد بصنعاء، الذي يأتي ضمن اعتصام مستمر منذ منتصف يوليو الجاري على خلفية مقتل "عبدالرزاق حمود الشرادي الثنائي" وأحد أبناء "الحيمي" بدم بارد، بالقرب من نقطة أمنية تابعة للمليشيا على يد عصابة حوثية يقودها أكرم الشيبري -تاجر خمر- على خلفية مشكلات بين الأخير وبيت الحيمي، وقد سبق قتل شقيق الحيمي قبل سنوات.
ويتهم المحتجون القيادي عبدالكريم بدر الدين الحوثي، ومعمر هراش المعين مدير أمن محافظة صنعاء، الذي تربطه صلة قرابة مع زعيم العصابة أكرم الشيبري، بالتواطؤ والتستر عليه وعلى أفرادها وحمايتهم رغم ارتكابهم جرائم سابقة وهذه الجريمة المشهودة.
وقال الشيخ القبلي فارس الحباري، منتحل صفة محافظ محافظة ريمة، في مقطع فيديو، مخاطباً القيادي عبدالكريم الحوثي: "من لم يحترمنا لن نحترمه، صوروا كلامي وأرسلوه له (يقصد الحوثي)، نحن مطلبنا القتلة فلماذا لم تأت الى مخيم أرحب. انت لست سيد ولسنا خائفين منك ولا من غيرك، نحن من البسناك البدلة أنت وغيرك فلا تنخطوا علينا وتسيسوا مطلبنا".
وأضاف الحباري -وهو أحد كبار مشايخ قبيلة أرحب، شمالي صنعاء: "تحركنا من أجل مظلومية، لكن الدولة والداخلية متكبرة". في اشارة الى تجاهل قيادة المليشيا ووزير داخليتها لقضية مقتل ثلاثة من ابناء ارحب وبني الحارث.
وهدد الحباري، القيادي عبدالكريم الحوثي بقوله: "نحن قادرين نبعد هذا الكبر"، مخاطباً في ذات الوقت مشايخ ارحب وبني الحارث: "ولن نقبل من احد ان يتراجع او يتراخى. ولعنة الله على من يتراجع. والجميع يعرف اننا لم نتراجع في اي موقف".
وقبل أيام، تدخلت وساطة محلية من قبيلة بني حشيش يقودها الشيخ يحيى القاضي عضو مجلس النواب لمطالبة قبيلة أرحب بمهلة لقبيلة حاشد بحضور مشايخ الاخيرة لتحضير الجناة في قضية مقتل "عبدالرزاق حمود الشرادي الثنائي" واثنين من ابناء "الحيمي" على يد عصابة الشيبري وقد اعطت ارحب على لسان ممثلها الشيخ هشام ردمان مهلة اسبوع فقط لتسليم وضبط الجناة وتحقيق العدالة ما لم فإنها ستصعِّد.
ويشهد صراع الأجنحة الحوثية تطوراً واضحاً ومستمراً، في دلالات واضحة على عمق الفجوة بين قيادات صفها الأول، والصراع على النفوذ والإيرادات.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
تصاعد الغضب القبلي يفشل ضغوط الحوثيين على مشايخ صنعاء للتبرؤ من أبنائهم المقاتلين مع الشرعية
فشلت مليشيا الحوثي مجددًا في محاولاتها لفرض وصايتها على القبائل اليمنية، بعد حملة مكثفة مارست فيها ضغوطًا سياسية ومالية على مشايخ قبائل محافظة صنعاء، مطالبةً إياهم بالتبرؤ من أبنائهم المنخرطين في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأكدت مصادر قبلية متطابقة أن قيادة الجماعة عقدت خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات مغلقة مع عدد من شيوخ العشائر، وطرحت عليهم وثيقة مكتوبة تُلزمهم بإعلان التنصل العلني من أبنائهم الذين يقاتلون في صفوف الحكومة المعترف بها دوليًا، لا سيما ضمن القوات المشتركة وقوات حراس الجمهورية التي تمثل رأس الحربة في جبهات الساحل الغربي.
ورغم الترهيب الذي مارسته الميليشيا، فقد قوبلت محاولاتهم برفض قاطع من قبل غالبية المشايخ الذين جددوا تمسكهم بأبنائهم، مؤكدين أن ولاءهم للوطن لا يمكن أن يُشترى أو يُفرض بالقوة. وتصف المصادر هذا الموقف بأنه "انتفاضة صامتة" في وجه مساعي الحوثيين لتفكيك النسيج القبلي، الذي طالما مثل أحد أعمدة الاستقرار المجتمعي في البلاد.
وبحسب المصادر، لم تقتصر أساليب الحوثيين على التهديد والضغط، بل شملت أيضًا محاولات استمالة عبر إغراءات مالية كبيرة، حيث عرضت الجماعة مبالغ ضخمة على بعض شيوخ القبائل في مسعى لكسب تأييدهم وتحقيق اختراق في صفوفهم. لكن تلك العروض لاقت استنكارًا واستهجانًا واسعًا، ورفضها علنًا عدد من وجهاء القبائل، مؤكدين أن "الكرامة لا تُباع ولا تُشترى".
ويرى مراقبون أن هذا الفشل الذريع يعكس تآكل الحاضنة الاجتماعية للحوثيين، وتزايد السخط الشعبي ضدهم، نتيجة السياسات العنصرية والممارسات القمعية التي تنتهجها الجماعة بحق المواطنين، إلى جانب ارتهانها للأجندة الإيرانية على حساب السيادة الوطنية والمصالح الاقتصادية والاجتماعية للشعب اليمني.
كما يُعزى الرفض القبلي إلى إدراك متزايد لدى الشارع اليمني بخطورة المشروع الحوثي، الذي يسعى لتكريس هيمنة سلالية ضيقة على حساب التنوع الوطني والتماسك المجتمعي.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن مشاعر الغضب تتصاعد حتى في مناطق نفوذ الجماعة، ما ينذر بتحولات قد تقلب موازين القوى، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية على مختلف الجبهات.
وتزامنت هذه التحركات الحوثية مع احتدام المعارك في عدة مناطق، أبرزها محافظات مأرب والضالع وتعز والساحل الغربي، حيث تخوض القوات الحكومية والمقاومة مواجهات شرسة ضد الميليشيا.
ويرى محللون أن محاولة الجماعة إضعاف التماسك القبلي في صنعاء تكشف عن قلق داخلي متزايد من تصاعد المقاومة الشعبية، خاصة في عمق مناطق سيطرتها.
ويؤكد هذا المشهد أن الهوة بين الحوثيين والمجتمع تتسع يومًا بعد يوم، وأن محاولاتهم لإعادة إنتاج الولاءات القبلية بما يخدم مشروعهم الطائفي والسلطوي باتت تواجه رفضًا متناميًا، مما ينذر بانكشاف الغطاء الاجتماعي الذي تستند إليه الجماعة للبقاء في السلطة.