«خلف خطوط الذاكرة».. ندوة في ختام معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
نظمت مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان خلف خطوط الذاكرة وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة. شارك في اللقاء الدكتور خالد منتصر والكاتب حسين عثمان.، وأدار اللقاء الكاتب والباحث إيهاب الملاح.
في البداية، قال الكاتب إيهاب الملاح: إن كتاب خلف خطوط الذاكرة الصادر عن دار ريشة ومن تأليف الدكتور خالد منتصر، يعد الجزء الأول للسيرة الذاتية لمنتصر، لافتًا إلى أن الكتاب شهادة ووثيقة على العصر لمرحلة من أخطر المراحل التي عاشتها مصر.
وأوضح أن الكتاب يتطرق إلى فترة السبعينيات التي لها تأثيرًا مباشرًا على ما يشهده المجتمع المصري المعاصر، مُشيرًا إلى أن مصر قبل السبعينيات كانت مختلفة تمامًا عما بعدها إذ اختلفت ثقافة الناس المنتجة للأدب والثقافة.
من جانبه، قال الكاتب والناشر، حسين عثمان: إنه بمجرد أن قرأ للدكتور خالد منتصر بأنه انتهى من كتابة جزء من مذكراته، تواصل معه لنشره في دار النشر التي يمتلكها مشيرًا إلى أنه حين قرر نشر الكتاب كان يعلم أنه سيواجه صدى كبيرًا، مبينًا أنه امتلك الجرأة لنشر الكتاب لإيمانه بأن التنوير هو جهد متواصل ومستمر لتحقيق الهدف في النهاية وغالبًا ما يكون عكس ما يصدره التيار المتطرف.
ورفض "عثمان" الطرح الذي يقول إن الشباب الصغير لا يقرأون في العصر الحالي، لافتًا إلى أن التجربة أثبتت أن الشباب يقرأون بشكل كبير ولكنهم يحتاجون إلى من يقترب من أفكارهم، مُوضحًا أنه بدأ التعرف على التيار الفكري الإصلاحي وهو في عمر العشرين حينما حضر الندوة الشهيرة التي أقيمت في معرض القاهرة الدولي للكتاب بين الدكتور فرج فودة والدكتور محمد الغزالي، لافتًا إلى أن اغتيال فرج فودة ترك أثرًا كبيرًا في نفسه.
و قال الدكتور خالد منتصر: إن الكتاب ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، ولكنه سيرة وطن، مُشيرًا إلى أنه شرع في كتابة هذا الكتاب حينما سأله ابنه عن أسباب التغير الذي شهدته مصر.
واستعرض منتصر، نشأته ومن قبله نشأة والده في دمياط، لافتًا إلى أن والده استطاع أن يصعد من الطبقة الفقيرة إلى الطبقة الوسطى بسبب حرصه على التعليم مُضيفًا إن والده كان أول شاب يحصل على تعليم جامعي في بلدته، لافتًا إلى أن تلك الفترة كانت توجد طبقة وسطى مثقفة في مصر، وتابع: "أننا الآن في زمن انحسار الطبقة الوسطي التي سيكون لها تبعات كبيرة على المجتمع فيما بعد"، لافتا إلى نكسة 1967 كانت لحظة الانكسار لجيل والده.
وأشار منتصر، إلى أن الحركة الثقافية في هذه الفترة هي من ساهمت في تشكيل وعي الجيل الذي شهد الحقبة الناصرية، وقال إن حلم الكتابة ظل يسكنه على الرغم من التحاقه بكلية الطب نزولًا على رغبة والده، مُستعرضًا التحولات الفكرية التي شهدها المجتمع المصري في فترة السبعينيات.
يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة أقيم بمشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، وامتد في الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.
وقد أعلن الدكتور أحمد زايد عن إطلاق «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» تحت شعار «عش ألف عام مع القراءة»، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لمعرض معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب. وقال إن الجائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصري، وتختص بالفئة العمرية من 18 حتي 40، وللتعرف على شروط التقدم وآلية التسجيل يتم الدخول علي الرابط التالي: https://readingcompetition.bibalex.org/Home/home.aspx
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية ندوة مكتبة الإسكندرية معرض الدولي للكتاب ندوة بمعرض الإسكندرية للكتاب معرض مکتبة الإسکندریة الدولی للکتاب خالد منتصر
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية تقيم ندوة عن "الهوية الحضرية لمدينة بغداد وتهديدات التريف"
افتتح أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية ندوة "الهوية الحضرية لمدينة بغداد وتهديدات التريف" للدكتور حميد الهاشمي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العالمية بلندن.
ونظم الندوة برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بقطاع البحث الأكاديمي، استكمالًا لسلسلة ندوات "العلوم الاجتماعية في عالم متغير" التي أطلقتها مكتبة الإسكندرية في أغسطس 2023، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأدارتها الدكتورة ريهام عبد الحميد مدير برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية.
رحب الدكتور أحمد زايد، في البداية، بالدكتور حميد الهاشمي، وقال "إن المجتمعات الريفية والبدوية أثرت على المدن الحضرية في المنطقة العربية، وهو ما يأمل أن يرصده كتاب بدراسة اجتماعية للمدينة العربية"، لافتًا إلى أنه خلال زيارته لمدينة بغداد رصد حب الشعب العراقي للشعب المصري، وشعوره بأنها تحتضنه عكس مدن أخرى التي تكاد تطرد زوارها من الدقيقة الأولى.
وأوضح الدكتور حميد الهاشمي أن مدينة بغداد مجتمع متعدد ومتنوع الثقافات وقد وجد مصادر ترجع إلى القرن الثامن عشر تشير إلى هذا التنوع العرقي والإثني، إذ بدأ سكان بغداد في كسر العزلة تدريجيًا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية والاحتلال البريطاني، وما تبعه من ظهور المدارس الحكومية وبدأ الاختلاط والاندماج فيها وفي قطاعات الشرطة والجيش ووصل هذا الاندماج أيضًا إلى الفنون، ومن هنا بدأت تتبلور الهوية البغدادية.
وتابع "الهاشمي": أنه بعد استلام حزب البعث للسلطة طبق قانون حظر استخدام الألقاب للحد من المحسوبية والواسطة والتمييز، وتم استبداله باستخدام الأسماء الثلاثية والرباعية فقط، هذا الأمر حد من مسألة الاعتداد باللقب العشائري، ولكن بمجرد أن خسر الرئيس السابق صدام حسين حرب الخليج وخروجه من الكويت، حاول استمالة الشيعة ولقب نفسه بـ "عبد الله المؤمن" لاستمالة التيارات الاسلامية وعين شيوخ قبائل، وكان ذلك بمثابة فتح الباب أمام عودة طابع الحياة الريفية إلى بغداد.
وأردف موضحًا أن المقصود بتريف المدينة أنها ظاهرة اجتماعية أكثر من كونها تغيير ديمجرافية أو إدارية بل تعني أنها تأخذ طابع حياة الريف، حيث إن المدينة متوقع أن تكون حاوية أو بوتقة لصهر مختلف الانتماءات، ليس لها علاقة بالدم والقرابة ويسودها القانون، وتوفر فضاءات ترفيهية وطابع حياة ثانوي، وكل هذه المعايير تجدها في بغداد.
واختتم “الهاشمي” حديثه عن القيم الاجتماعية في الحياة الريفية التي يسودها العرف الاجتماعي والذي يشير إلى تغلل الحياة الريفية إلى المدينة، وهو الذي لم يكن موجدًا في بغداد من قبل ولكن بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 وما تبعه من حل للشرطة وتدمير لقوى الأمن عادت القبلية مرة أخرى مؤكدًا
أن مظاهر التريف الحالي في المدينة اللجوء إلى القضاء العرفي بدلًا من سيادة القانون، والسؤال والتمسك بالنسب والعشيرة، والتضييق على الحريات الفردية للمرأة بما في ذلك ملبسها.