#سواليف

منع جيش الاحتلال الإسرائيلي عربات نقل النفايات التابعة للبلديات من الوصول إلى المكبات الرئيسية في محافظات غزة، الأمر الذي راكم آلاف الأطنان من المخلفات بين خيام النازحين على مستوى مدينتي خان يونس ودير البلح.
وهذه الجبال من النفايات تنجم عنها روائح سيئة، وحشرات، وديدان وتتسبب بالكثير من الأمراض للنازحين.


قال حسن عبيد لـ« القدس العربي»: «خرجنا من رفح على عجالة وكانت الأراضي قد تكدست بالنازحين، ولم يكن لدينا مال كاف لاستئجار بيت أو حتى قطعة أرض لنصب الخيام وسرنا بالسيارة إلى أن نفد وقودها وتوقفت في هذه المنطقة، ولم يكن أمامنا خيار آخر سوى التسليم للأمر الواقع، وفي بداية الأمر لم نكن متقبلين لمشكلة النفايات وكنا نسعى لإيجاد مكان أفضل، وبحثنا عن لجنة لحل الأمر وإزالة النفايات لكننا أدركنا في النهاية أن الأمر بحاجة لقرار دولة وهذا غير متوفر في حالة الطوارئ».
وأضاف «أكوام النفايات تشكل مشكلة ليّ ولكافة النازحين، فنحن نعاني من هجوم من الديدان على خيامنا. لقد بدأت المعاناة منذ نحو خمسة أيام، استفقنا أنا وأختي على الديدان تسبح على وجه شقيقي الصغير، وعندها على الفور قمنا بتنظيف المكان فوجدنا أكواما من الديدان تصطف أسفل الشادر الذي يحيط بالخيمة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أستخدم أنواعا من المبيدات الحشرية لأقضي على الديدان لكن دون جدوى» .
وأوضح «أعتقد أن التربة قد تشبعت بالديدان، فالنفايات ملقاة على الأرض بشكل مباشر دون فصل أو معالجة، وبالتالي التربة أصبحت ملوثة وبيئة خصبة لتكاثر الحشرات والقوارض، فالديدان جزء من المعاناة فنحن نعاني من الصراصير والناموس والكلاب الضالة وأسراب من الذباب يومياً والفئران، وحياتنا مقسمة لقسمين سهر الليل من لدغات البعوض في الليل ومع شروق الشمس وحتى غروبها تلاحقنا أسراب الذباب التي تقرصنا أيضاً».
أما نضال نعيم فقال لـ«القدس العربي»: «أنا نزحت من بيت حانون منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر. ونزوحي إلى محيط جامعة الأقصى يعتبر النزوح الخامس، فقد خرجت من بيتي إلى معسكر جباليا ومن ثم إلى حي الشجاعية، وذهبت إلى مواصي رفح وأخيرا أتيت إلى مواصي خان يونس، حيث أعاني الأمرين فأنا أكافح الديدان والحشرات والعقارب السامة، والكلاب الضالة. أعيل والدتي وزوجتي وسبعة أطفال، أقضي ليلي في قلق خائفا عليهم من الكلاب ومن العقارب، وهاهي الديدان تلاحقنا من تحت الأرض».
وذكر أن قطيعا من الكلاب قد يكون مكونا من عشرة أو خمسة عشر كلبا يجولون في محيط الخيمة، الأمر الذي تسبب بالتبول اللا إرادي لدى أطفاله الصغار، وفي حال رغبتهم بالخروج من الخيمة إلى دورة المياه لا يتحركون إلا برفقة والدهم الذي يحمل بيده عصا ليحميهم من هجمات الكلاب، معتبراً أن مستقر نزوحه الجديد «غير أمن» .
وعن عدم تمكنه من تأمين عائلته من الكلاب الضالة قال «أنا لا أستطيع شراء خيمة وصنعت لأسرتي خيمة من الأغطية الشتوية التي حصلنا عليها من مساعدات الأونروا (البطانيات) وهي بالنهاية قطعة قماش بالفعل لا تعتبر وسيلة عزل آمنة من دخول الكلاب، وحقيقةً أخر قطع لفصل الأرض عن خيمتي جلبت القماش من الجيران كمساعدة لأسرتي» .
النزوح إلى جامعة الأقصى التي تقوم سيارات البلديات بإلقاء النفايات على سورها كان خيار عائلة عايدة البليشي (53 عاما) التي تعاني من مرض السرطان والتي توقفت عن تلقي علاجها منذ مطلع تشرين الأول / أكتوبر 2023، وذلك نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتقول « عند وصولي لم أحتمل رائحة الشارع، وأعتقد أن هذه المنطقة هي منبع للأمراض، فالذباب كالأسراب، ويأتي على كل أطعمتنا، فأنا أصبحت أخاف من الأكل فهو سيتسبب لي بأمراض جديدة خصوصاً بعد استئصالي للغدد الليمفاوية» .
وأضافت «أنا أكافح طوال اليوم الذباب والناموس، فأنا لم أتلق العلاج المناسب لرفع مناعتي ولا أتناول الطعام الصحي وبالتالي أنا أشعر بأن وضعي الصحي بتراجع، وفي الوقت ذاته توقف علاجي كمريضة سرطان منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، واليوم أنا أعيش في بيئة معادية، كنت أعتقد عند خروجي أني هربت من الموت لكن بالحقيقة أنا هربت من موت إلى موت من نوع أخر وهو التلوث».
وقال المتحدث باسم بلديات قطاع غزة حسني مهنا: «تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي للشهر العاشر على التوالي على تدمير مرافق وآليات البلديات والبنى التحتية، الأمر الذي أدى لتراكم وتكدس أكثر من 300 ألف طن من النفايات الصلبة في مختلف محافظات القطاع، الأمر الذي أدى لانتشار الحشرات والقوارض والروائح الكريهة، وأيضاً التسبب بالأمراض في صفوف النازحين، خاصةً أن النفايات تراكمت على مدار عشرة أشهر دون معالجة» مضيفاً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف أكوام النفايات وأحرقها مما أدى لانبعاث الأدخنة الضارة والغازات السامة منها».
وأوضح أن تراكم النفايات أصبح مكرهة صحية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتسرب عصارة النفايات إلى خزانات المياه الجوفية، مما سيتسبب بتلوث مخزون المياه الإستراتيجي في قطاع غزة، مما سيخلق أزمة حقيقة لسنوات مقبلة، مطالباً بتدخل كافة الجهات المسؤولة لإيجاد حل لهذه المكرهة الصحية، وإدخال المعدات والآليات لتمكين البلديات من العمل، والسماح بوصول ناقلات النفايات إلى المكبات الرئيسية في القطاع.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الکلاب الضالة الأمر الذی

إقرأ أيضاً:

مجتمع النفايات الفكرية «١»

الواقع أن الجيل المعاصر لم يعش طفولته بهدوء

عكرت عليه وسائل التواصل الاجتماعى بأنواعها حياته، بل إنها قتلت فيه كل معانى البراءة، وخطفته من بين أسرته، فما فاق ابن الثلاث سنوات إلا وقد تجاوز العشر وزيادة، يعيش فى عالم افتراضى بعيدًا عن عالمه الواقعى، وبدورها السيئ أثرت عليه الأجهزة نفسياً وصحياً وفكرياً، وخلقت هذه المنصات الهلامية التى تسبح فى فضاء عار تمام من الفضيلة، وزاد الطين بلة، فالأب مشغول وأم لا تهتم، وكل فرد من الأسرة مهووسة بهذا «النت»، حتى مات فى المجتمع كل ألوان الإبداع والابتكار وساد الكسل والخمول والانشغال بما هو تافه وانحصر الإبداع والتميز فى فرز جيل كسول أقصى غاياته حصد أعلى المشاهدات للحصول على الثراء السريع من خلال عرض يومى لمحتوى كشف ستر البيوت المصرية. 

عندما سئل الكاتب الروسى أنطون تشيخوف عن طبيعة المجتمعات الفاشلة، أجاب: فى المجتمعات الفاشلة، يوجد ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية. تظل الغالبية بلهاء دائما، وتغلب العاقل باستمرار. فإذا رأيت لموضوعات التافهة تتصدر النقاشات فى أحد المجتمعات، ويتصدر التافهون المشهد، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدا، فعلى سبيل المثال، الأغانى والكلمات التى لا معنى لها تجد ملايين الناس يرقصون ويرددونها، ويصبح صاحب الأغنية مشهورا ومعروفا ومحبوبا، بل حتى الناس يأخذون رأيهم فى شئون المجتمع والحياة، أما الكتاب والمؤلفون، فلا أحد يعرفهم ولا أحد يعطيهم قيمة أو وزنا. فمعظم الناس يحبون التفاهة والتخدير، فشخص يخدرنا ليغيّب عقولنا عنا، وشخص يضحكنا بالتفاهات، أفضل من شخص يوقظنا للواقع ويؤلمنا بالقول الحق..

فعندما يغيب الضمير، تموت المبادئ وتكفن الأخلاق.. وتدفن القيم الانسانية لتنتشر الفاحشة والوقاحة حينها البقاء لله فى الامانه والاخلاق والضمير، البقاء لله فى الحياء والخجل والايمان، البقاء لله فى الاخلاص والتعاون والإخاء، ‏فالنفايات الفكرية التى تنتج عن توجيه العقول إلى طرق مظلمة بل وتشويه الفضائل والقيم الراسخة فى معتقداتنا الدينية داخل العقول التى تربت على الفطرة والبراءة باتت الآن تتباهى بالتشبه بفكر الغرب، حتى تحولت إلى نفايات تعشش داخل عقول وفكر جيل بأكمله هى أشد خطرًا على المجتمع من النفايات الموجوده فى الشوارع..!

«التيك توك» هو أحد هذه المواقع التى استطاعت تحقيق انتشار كبير، وأضحى عبارة عن ملهى ليلى مباشر للعريّ والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن.. حيث رفع الحياء... وكشف عورات البيوت المصرية، وقبح المستوى الأخلاقى والانحلال الثقافى فى مجتمع لطالما كان يصنف عرض نسائه فى خانة الحرمات والممنوعات والخطوط الحمراء، وما يثير الانتباه أن الفتيات اللواتى ينشرن هذه المقاطع معظمهن من أسر محافظة.. ما يثبت فشل العملية التربوية التقليدية، وانهيار القيم الأسرية ذات الطابع الدينى والأخلاقى. ناهيك عن أن هذا التطبيق قد ساهم فى كسر هيبة حرمة البيوت بشكل لا يُصدق ويذهل العقول لدرجة أن الفتيات ينشرن رقصهن وميوعتهن داخل بيوتهن بملابس غير محتشمة وبغناء أغلبه من أغانى الملاهى الليلية من خلال تقليد أعمى لهوس الغرب بالرقص الماجن َتعبيرات أقرب ما تكون «ألفاظ الشوارع». الأمر الذى بالتأكيد تشاع فيه كل أنواع النفايات الفكرية التى تقتل كل مظاهر الإبداع والابتكار والتقدم.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • زوجة تطلب الخلع بسبب رفض زوجها شراء الطين لتأكله
  • بسبب الزي المدرسي.. الغرف التجارية توجه مناشدة إلى وزير التعليم
  • حقيقة أزمة حجازي مع "العميد".. وأداء لاعبي مصر "معجزة"
  • ياسمين عز تضرب ولا تبالي.. هجوم على الفنانات بسبب المساكنة ايه الحكاية؟
  • بيرجوين يرد بقوة على انتقادات كومان بسبب انتقاله إلى الاتحاد السعودي
  • عاجل | هآرتس: صور مسربة من سجن مجدو تظهر استخدام الكلاب لإذلال الأسرى الفلسطينيين
  • نجم مانشستر سيتي يهاجم رابطة الأندية الإنجليزية بسبب جدول المباريات
  • طابية عرابي أهم المعالم التاريخية بدمياط تحت سيطرة الكلاب الضالة
  • مجتمع النفايات الفكرية «١»
  • لامين يامال: والدي شجعني على لعب الكرة مع الكلاب