سواليف:
2024-12-23@05:50:42 GMT
الديدان والكلاب الضالة… معاناة نازحي غزة بسبب تراكم النفايات
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
#سواليف
منع جيش الاحتلال الإسرائيلي عربات نقل النفايات التابعة للبلديات من الوصول إلى المكبات الرئيسية في محافظات غزة، الأمر الذي راكم آلاف الأطنان من المخلفات بين خيام النازحين على مستوى مدينتي خان يونس ودير البلح.
وهذه الجبال من النفايات تنجم عنها روائح سيئة، وحشرات، وديدان وتتسبب بالكثير من الأمراض للنازحين.
قال حسن عبيد لـ« القدس العربي»: «خرجنا من رفح على عجالة وكانت الأراضي قد تكدست بالنازحين، ولم يكن لدينا مال كاف لاستئجار بيت أو حتى قطعة أرض لنصب الخيام وسرنا بالسيارة إلى أن نفد وقودها وتوقفت في هذه المنطقة، ولم يكن أمامنا خيار آخر سوى التسليم للأمر الواقع، وفي بداية الأمر لم نكن متقبلين لمشكلة النفايات وكنا نسعى لإيجاد مكان أفضل، وبحثنا عن لجنة لحل الأمر وإزالة النفايات لكننا أدركنا في النهاية أن الأمر بحاجة لقرار دولة وهذا غير متوفر في حالة الطوارئ».
وأضاف «أكوام النفايات تشكل مشكلة ليّ ولكافة النازحين، فنحن نعاني من هجوم من الديدان على خيامنا. لقد بدأت المعاناة منذ نحو خمسة أيام، استفقنا أنا وأختي على الديدان تسبح على وجه شقيقي الصغير، وعندها على الفور قمنا بتنظيف المكان فوجدنا أكواما من الديدان تصطف أسفل الشادر الذي يحيط بالخيمة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أستخدم أنواعا من المبيدات الحشرية لأقضي على الديدان لكن دون جدوى» .
وأوضح «أعتقد أن التربة قد تشبعت بالديدان، فالنفايات ملقاة على الأرض بشكل مباشر دون فصل أو معالجة، وبالتالي التربة أصبحت ملوثة وبيئة خصبة لتكاثر الحشرات والقوارض، فالديدان جزء من المعاناة فنحن نعاني من الصراصير والناموس والكلاب الضالة وأسراب من الذباب يومياً والفئران، وحياتنا مقسمة لقسمين سهر الليل من لدغات البعوض في الليل ومع شروق الشمس وحتى غروبها تلاحقنا أسراب الذباب التي تقرصنا أيضاً».
أما نضال نعيم فقال لـ«القدس العربي»: «أنا نزحت من بيت حانون منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر. ونزوحي إلى محيط جامعة الأقصى يعتبر النزوح الخامس، فقد خرجت من بيتي إلى معسكر جباليا ومن ثم إلى حي الشجاعية، وذهبت إلى مواصي رفح وأخيرا أتيت إلى مواصي خان يونس، حيث أعاني الأمرين فأنا أكافح الديدان والحشرات والعقارب السامة، والكلاب الضالة. أعيل والدتي وزوجتي وسبعة أطفال، أقضي ليلي في قلق خائفا عليهم من الكلاب ومن العقارب، وهاهي الديدان تلاحقنا من تحت الأرض».
وذكر أن قطيعا من الكلاب قد يكون مكونا من عشرة أو خمسة عشر كلبا يجولون في محيط الخيمة، الأمر الذي تسبب بالتبول اللا إرادي لدى أطفاله الصغار، وفي حال رغبتهم بالخروج من الخيمة إلى دورة المياه لا يتحركون إلا برفقة والدهم الذي يحمل بيده عصا ليحميهم من هجمات الكلاب، معتبراً أن مستقر نزوحه الجديد «غير أمن» .
وعن عدم تمكنه من تأمين عائلته من الكلاب الضالة قال «أنا لا أستطيع شراء خيمة وصنعت لأسرتي خيمة من الأغطية الشتوية التي حصلنا عليها من مساعدات الأونروا (البطانيات) وهي بالنهاية قطعة قماش بالفعل لا تعتبر وسيلة عزل آمنة من دخول الكلاب، وحقيقةً أخر قطع لفصل الأرض عن خيمتي جلبت القماش من الجيران كمساعدة لأسرتي» .
النزوح إلى جامعة الأقصى التي تقوم سيارات البلديات بإلقاء النفايات على سورها كان خيار عائلة عايدة البليشي (53 عاما) التي تعاني من مرض السرطان والتي توقفت عن تلقي علاجها منذ مطلع تشرين الأول / أكتوبر 2023، وذلك نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتقول « عند وصولي لم أحتمل رائحة الشارع، وأعتقد أن هذه المنطقة هي منبع للأمراض، فالذباب كالأسراب، ويأتي على كل أطعمتنا، فأنا أصبحت أخاف من الأكل فهو سيتسبب لي بأمراض جديدة خصوصاً بعد استئصالي للغدد الليمفاوية» .
وأضافت «أنا أكافح طوال اليوم الذباب والناموس، فأنا لم أتلق العلاج المناسب لرفع مناعتي ولا أتناول الطعام الصحي وبالتالي أنا أشعر بأن وضعي الصحي بتراجع، وفي الوقت ذاته توقف علاجي كمريضة سرطان منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، واليوم أنا أعيش في بيئة معادية، كنت أعتقد عند خروجي أني هربت من الموت لكن بالحقيقة أنا هربت من موت إلى موت من نوع أخر وهو التلوث».
وقال المتحدث باسم بلديات قطاع غزة حسني مهنا: «تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي للشهر العاشر على التوالي على تدمير مرافق وآليات البلديات والبنى التحتية، الأمر الذي أدى لتراكم وتكدس أكثر من 300 ألف طن من النفايات الصلبة في مختلف محافظات القطاع، الأمر الذي أدى لانتشار الحشرات والقوارض والروائح الكريهة، وأيضاً التسبب بالأمراض في صفوف النازحين، خاصةً أن النفايات تراكمت على مدار عشرة أشهر دون معالجة» مضيفاً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف أكوام النفايات وأحرقها مما أدى لانبعاث الأدخنة الضارة والغازات السامة منها».
وأوضح أن تراكم النفايات أصبح مكرهة صحية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتسرب عصارة النفايات إلى خزانات المياه الجوفية، مما سيتسبب بتلوث مخزون المياه الإستراتيجي في قطاع غزة، مما سيخلق أزمة حقيقة لسنوات مقبلة، مطالباً بتدخل كافة الجهات المسؤولة لإيجاد حل لهذه المكرهة الصحية، وإدخال المعدات والآليات لتمكين البلديات من العمل، والسماح بوصول ناقلات النفايات إلى المكبات الرئيسية في القطاع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الکلاب الضالة الأمر الذی
إقرأ أيضاً:
في مدينة لبنانية.. إطلاق مبادرة لـفرز النفايات من المصدر
أطلقت بلدية جبيل - بيبلوس مبادرة لفرز النفايات بهدف تحسين إدارة النفايات القابلة لإعادة التدوير لأكثر من 43000 شخص في المدينة، بدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة USAID.وأشارت البلدية في بيان ان "برنامج دعم المجتمع المحلّي (CSP) المموّل من الـUSAID، قدم لبلدية جبيل 397 حاوية جديدة لفرز النفايات القابلة لإعادة التدوير، بقيمة 36168 دولاراً أميركياً، بهدف تعزيز البنية التحتية المحدودة لإعادة التدوير في المدينة وتمكين أفراد المجتمع من الفرز من المصدر".
وأطلقت المبادرة في مبنى البلدية في حضور ووزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، النائب زياد حواط، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور وأعضاء المجلس البلدي في جبيل، مدير مكتب التنمية المحلية في USAID - لبنان مارك ويلت، مدير مكتب البرامج في ال USAID مارك دوغلاس، ورئيس شركة ادارة نفايات لبنان LWM بيار بعقليني.
وشكر زعرور خلال كلمته، "الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة على دعمها"، مشيرًا إلى "التزام الUSAID المستمر بالتنمية المستدامة وحماية البيئة"، وقال: "جبيل المدينة العريقة في التاريخ والتراث، أصبحت رمزًا للتقدم والمبادرات البيئية، ومن أبرز إنجازاتنا إنشاء أول منشأة لمعالجة النفايات منذ 13 عامًا، وتحسينها باستمرار، إطلاق حملات فرز النفايات من المصدر ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية، بناء سفينة فينيقية من 50,000 علبة بلاستيكية بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية، تركيب 350 مصباحًا يعمل بالطاقة الشمسية في المدينة، السعي لإنشاء أول محمية بحرية في قضاء جبيل، ونحن بانتظار إقرار القانون من البرلمان، تنفيذ مشروع أرصفة بطول 2 كم لتشجيع المشي وتنظيم المرور وافتتاح أول محطة باصات كهربائية في لبنان بتمويل من UNDP بقيمة 2.6 مليون دولار".
وأكد التزام البلديّة "حماية البيئة والحفاظ على هويتنا وتراثنا. وبدعم سكان جبيل وشركائنا، ستظل جبيل نموذجًا للابتكار والاستدامة".
بدوره، شرح ويلت أن "هذه المبادرة أكثر من مجرد إضافة حاويات جديدة لإعادة التدوير أو تعزيز البنية التحتية، إنها شهادة على قوة الشراكة، وتفاني مجتمع جبيل، والتزام الولايات المتحدة الدائم بالتنمية المستدامة في لبنان".
وأضاف: "هذه الجهود ستسهم في تخفيف الضغط على المكبّات، وتخفيف التلوث، وخلق فرص عمل في مجالات الفرز والجمع، وتوفير التكاليف على البلدية، إلى جانب إفادة 43,000 شخص من المجتمع المحلّي".
وأشاد وزير البيئة بـ"بلدية جبيل وشركائها والتزامهم بالإدارة المستدامة للنفايات"، وقال: "تُعدّ مثل هذه المبادرات ضرورية لتعزيز الوعي البيئي وتقليل اعتماد لبنان على المكبات، وتتماشى هذه الجهود مع استراتيجية وزارة البيئة لتعزيز الفرز من المصدر وإعادة التدوير، مع دعم اللامركزية، وتعزيز دور البلديات في إدارة النفايات الصلبة".