بوابة الوفد:
2024-09-19@23:49:30 GMT

تعرف على مقصد العدل فى القرآن

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

العدل بين الناس من صفات المتقين ووقد ورد لفظ العدل وما اشتق منه في القرآن الكريم، تسع عشرة مرة، مستعملا بمعاني الحكم بالحق، وضد الجور، والإنصاف، والقسط، والسوية وما إليها، مما سبق ذكره.

 على أنه ينبغي التنبه دائمًا إلى أن المقاصد القرآنية هي أصل المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية. ومقاصد القرآن مبسوطة في الكتاب العزيز كله لا يقتصر البحث عنها على الآيات التي ورد فيها اللفظ الدال عليها أو المؤدي معناها، وإنما يرتحل للوقوف عليها بين دفتي المصحف الشريف، المرة بعد المرة، ليقف الراغب في التعرف على مقاصد القرآن الكريم على طلبته.

كيف لا وهو الذي لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، ويظل غضًا في فم كل قارئ وقلبه ما أخلص النية في تلاوته، وقصد بها وجه الله تعالى.

فمن ذلك قول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وقوله في الآية نفسها ﴿فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ... والمراد بالعدل في هذه الآية، بموضعيها، الحق، بألا يزيد في الدَّيْن ولا ينقص منه بل يتحرى الحق والمعدلة بينهم.

ومن ذلك قول الله تعالى في سورة النساء: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ…﴾.

 

من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة، وأن يتحاكم إليها دون سواها، قال تعالى: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾.وقال تعالى: ﴿وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم﴾ .

ومن حق الفرد أن يدفع عن نفسه ما يلحقه من ظلم، قال تعالى: ﴿لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم﴾  ومن واجبه أن يدفع الظلم عن غيره بما يملك.

ومن حق الفرد أن يلجأ إلى سلطة شرعية تحميه وتنصفه وتدفع عنه ما لحقه من ضرر أو ظلم، وعلى الحاكم المسلم أن يقيم هذه السلطة، ويوفر لها الضمانات الكفيلة بحيدتها واستقلالها .

قال تعالى: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا﴾ [النساء: 58]. وقال تعالى: ﴿يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب﴾.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

حافظوا على فلذات الأكباد قبل فوات الأوان

 

خليفة بن عبيد المشايخي

 khalifaalmashayiki@gmail.com

 

غدا عالمنا المعاصر يشهد اليوم تحولات جذرية في كل مفاصل الحياة، وباتت تلوح وتتسطر في الأفق مشاكل كثيرة متنوعة ومختلفة، ويعج واقعنا المعاش حتى اللحظة بمشاهد مخيفة ومرعبة، من حيث أن القادم بقدر ما سيكون أكثر رفاهية وراحة، وسيشهد تطورًا وتقدمًا هائلًا في الصناعات الرقمية والإلكترونية والتكنولوجيا، بقدر ما ستواجه المجتمعات والأسر المحافظة، صعوبات كثيرة.

وتتمثل هذه الصعوبات في عدم قدرتها النأي بأجيالها عن سيئات ومساوئ القادم، وتلك الثورات التكنولوجية، والأيام المنفتحة المقبلة علينا بخيرها وشرها، جنبنا الله تعالى كل الشرور والآفات. فالجيل الحالي والمقبل، سيواجه مشقة في تحمل مسؤولية المحافظة على نفسه من الأهواء والإغواء، ومن الانجرار وراء الشهوات والشبهات والملذات واللهو واللعب، والوقوع في الفساد والمحرمات وتفريغ الوقت فيما لا فائدة منه، والركون الى براثن تلك السلبيات والأخطاء والذنوب، التي ستفرخ تبعاتها هنا وهناك، وستكون السائدة آنذاك ونمط الحال والواقع، وستقودة تلك الإخفاقات والمعطيات، ليكون جيلا انهزاميا وضعيفا وهشا ومفلسا من كل الأخلاق الحسنة ومقومات الرجولة والشدة والعصامية.

قد يصل به الحال ليكون مُنسلخًا من هويته الإسلامية والدينية، وخاوٍ تماما من الوازع الديني الذي من الممكن أن يثبته على الاستقامة والصلاح والإصلاح.

وهنا يتوجب وسيتوجب على أولياء الأمور، تحصين أنفسهم وأولادهم بالدين والإيمان، والفرار إلى الله تعالى، والتمسك بتعاليمه وشرعه ومنهاجه. واذا ما تعهد الجيل الحالي بالتربية الحسنة، فتصرفاته وسلوكه تنزع إلى أمر خطير، وتنذر بشرر يتطاير وسيتطاير هنا وهناك. والصورة من جراء ما نجزم به ونتوقعه، أضحت مُقلقة الى حد التشاؤم من أن المستقبل قد يخبئ لنا الكثير من المفاجآت غير السارة.

نحتاج إلى تضافر الجهود؛ افرادا وجماعات ومؤسسات المجتمع المدني، لا سيما بيئات الدين والإيمان التي يجب على الرجال أن يهبوا إليها، ويصبروا أنفسهم فيها ويفرغوا جهدهم ووقتهم الحلال من أجلها، وفي أن يستخدمنا الله تعالى لخدمة ونصرة دينه، وأن لا يستبدلنا بقوم آخرين.

بعض شبابنا اليوم يرون الغث والسمين، والصالح والطالح، ويتابعون من خلال الشاشات والجوالات المشهورين على اختلاف فئاتهم وأنواعهم، وصار تعلقهم بالممثل الفلاني ولاعب كرة القدم العلاني، يستحوذ على معظم أوقاتهم وطاقاتهم، التي يفرغونها في اللعب وعلى الأجهزة اللوحية والرقمية والمحمولة.

حقيقة ما جعلني أهوي على كتابة هذا المقال الذي سطرت كلماته ونحت أحرفه من حرقة وضيق أصابني، حينما رأيت طفلة في مقطع فيديو، تبكي لأنها لم تتمكن من التقاط صورة مع (سون) وهو لاعب المنتخب الكوري. وأقول يا لها من مصيبة إن كنَّا وصلنا إلى هكذا أمور. ولو حللنا الأسباب التي أدت بتلك الطفلة كالتي شاهدناها وعمرها أقل من عشر سنوات تبكي على (سون) لوجدنا أن الأسرة والوالدين يتحملون وزر ذلك. فماذا عسانا نقول عنها وعن والديها وأسرتها والجو الذي كانت تعيشه، غير أن نسأل الله الهداية والصلاح لكل المسلمين.

علينا أن نحاسِب أنفسنا قبل أن نحاسَب، ونزن أعمالنا قبل أن توزن علينا، ووالله سنقف بين يدي الله وسيحاسبنا على تقصيرنا في تربية أنفسنا وأبنائنا، وفي تفويتنا للاستقامة والصلاح، والله تعالى يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾؛ فالله الله في طلب الصلاح والاستقامة.. الله الله في أن نكون قدوة صالحة لأبنائنا وأهلنا، الله الله في تربية النشء تربية حسنة، فإنهم مستقبل الأوطان وعمادها وسلاحها، والله نسأل الهداية والصلاح والعمل بما يرتضيه.

مقالات مشابهة

  • إذاعة القرآن مصحوبة بالأغاني يثير الجدل.. وأمين الفتوى: كَبيرة تخالف قدسية كلام الله
  • أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي في تلحين آيات القرآن الكريم -(فيديو)
  • تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الخميس 19-9-2024 في محافظة البحيرة
  • فضل دعاء الأم ومكانتها في الإسلام
  • حافظوا على فلذات الأكباد قبل فوات الأوان
  • وعنايته تعالى محيطة بكل شيء
  • تعرف على تفاصيل وموعد حفل أحمد سعد الجديد فى دبى
  • تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 18-9-2024 في محافظة البحيرة
  • حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه
  • تنفيذ حُكم القتل قصاصاً بمواطن قتل زوجته في مكة المكرمة