دبي: «الخليج

احتفلت «كيوليس إم إتش آي»، شركة النقل والمسؤولة عن تشغيل وصيانة «مترو دبي» وتشغيل «ترام دبي»، بفوزها بجائزة «نافس» المرموقة للعام الثاني على التوالي، لتميزها في ملف التوطين، بحضور موظفيها وكادرها الإداري.

تمثل جائزة «نافس»، التي أطلقت تحت رعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة «نافس» بهدف تكريم الشركات الخاصة التي حققت إنجازات بارزة في التوطين والاحتفاء بالمواهب الإماراتية المتميزة في القطاع الخاص، تمثل إنجازاً مهماً لشركة «كيوليس إم إتش آي».

من جهة أخرى، وضمن فئة «المواطنين في القطاع الخاص» ممن حققوا مستوى عالياً من المهنية في عملهم، حصل حمد الشحي، الذي يشغل وظيفة مراقب رئيسي بمركز عمليات التشغيل (OCC) لدى «كيوليس إم إتش آي»، على المركز الثاني في فئة الوظائف التخصصية، حيث تنافس في الجائزة مع نحو 5000 متقدم.

عذاري محمد

ويُعدّ هذا الإنجاز الفردي شهادة على تفاني حمد ومهاراته الاستثنائية، كما يعكس ثقافة التميز التي تسود بيئة العمل في الشركة وحرصها على تطوير موظفيها.

ويشكل هذا التكريم إنجازاً مهماً يضاف إلى سجل إنجازات الشركة الحافل، ويضيء على التزامها الراسخ بدعم المواهب الإماراتية وتمكينها من الوصول إلى إمكاناتها الكاملة، بما يتماشى مع هدف حكومة الإمارات، المتمثل في تعزيز القدرة التنافسية للمواهب الإماراتية في القطاع الخاص.

ففي عام 2023، أبدت الشركة التزامها الراسخ بتطوير المواهب الإماراتية، بترقية 41 مواطناً إلى مناصب عليا. وتعزيزاً لهذه المبادرة، رقّت الشركة 24 إماراتياً إضافياً في عام 2024.

ولم تقتصر إنجازاتها في التوطين على ترقية الموظفين فحسب، بل شملت مشاركة فعالة من الإماراتيات في القوى العاملة. ففي الوقت الحالي، تشكل الإماراتيات 56% من إجمالي القوى العاملة، وتشغل 21% منهن مناصب عليا.

وهذا يعكس التزام الشركة بتوفير فرص متساوية للرجال والنساء، وتعزيز دور المرأة في مختلف مجالات العمل.

في هذا الإطار، قالت أمل عبد اللطيف، الرئيسة التنفيذية - رأس المال البشري «إيماناً منها بأهمية الاستثمار في بناء كوادر وطنية متميزة تُسهم «كيوليس-ام اتش آي» في تحقيق رؤية الإمارات. وتمتلك شركتنا أكبر مركز تدريب معتمد في السكك الحديدية، ما يجعلها رائدة في تنمية القدرات البشرية في هذا القطاع الحيوي. ونحن نقدم برامج تدريبية داخلية متنوعة مصممة خصيصاً لتعزيز مهارات موظفيها الإماراتيين، وتطوير مسيرتهم المهنية، بما في ذلك برامج تنمية المهارات القيادية وبرامج الموهوبين. ونخطط للدخول في شراكة مع المعاهد التعليمية والسلطات الحكومية لتقديم برامج مركزة وفرص تدريب للطلاب والخريجين الجدد، بهدف بناء جيل جديد من الكوادر الوطنية الماهرة في قطاع السكك الحديدية».

وقالت عذاري محمد، مديرة إدارة تنفيذي الموارد البشرية والتطوير في قطاع الدعم الإداري المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات «الاستثمار في الكوادر الوطنية هو الاستثمار الحقيقي لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة. وستواصل مؤسسة القطارات جهودها الداعمة لملف التوطين الذي توليه الهيئة اهتماماً وحرصاً بالغين. ونؤكد ترسيخ الشراكات وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أعلى نسب التوطين في القطاع الخاص، وخلق فرص عمل جديدة للشباب الإماراتي الطموح، ورفدهم بالمهارات والمعارف التي تؤهلهم لدخول سوق العمل».

وأشارت عذاري إلى أن الهيئة تعمل على تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وخلق بيئة محفزة لهذه الشركات بالشراكة معها من أجل تطوير الكوادر المواطنة وتوطين الوظائف التخصصية وفتح آفاق جديدة للمواطنين في مجالات العمل الخاص المتنوعة وذلك في إطار تكامل الأدوار وتكاتف الجهود لتحقيق مؤشرات التوطين.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مترو دبي إمارة دبي فی القطاع الخاص

إقرأ أيضاً:

جاذبية الاستثمار وطريق الاستدامة في عُمان

تقف سلطنة عمان على أعتاب مرحلة جديدة من الازدهار الاقتصادي، حيث تشارف «رؤية عمان 2040» على إكمال عامها الرابع على طريق النمو والتنمية المستدامة، وقد تحقق الكثير من المكاسب والمنجزات، وأصبحت عمان اليوم تنعم باستقرار اقتصادي ومالي وتنافسية استثمارية جيدة تمثّل أسسًا صلبة لتحقيق غاياتها الكبيرة والانطلاقة نحو المستقبل.

وما بين عامي 2020 و2024 حدثت تغيرات جذرية فـي الأوضاع المالية والاقتصادية فـي سلطنة عمان، فقد تغلبت على التحديات الكبيرة التي هددت المركز المالي للدولة نتيجة العجز المالي المتراكم للميزانية وحجم الدين العام وضعف النمو. وكان لابدّ من التعامل مع تلك المخاطر وعلى رأسها الدين العام، كأولوية فـي عملية الإصلاح الشاملة، حيث نجحت فـي تحسين الوضع المالي واستقراره، وخفض الدين إلى 14.4 مليار ريال عُماني خلال العام الجاري، وتراجعت نسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي من 62.3 بالمائة فـي عام 2021 إلى أقل من 35 بالمائة، ليصبح عند الحدود الآمنة، وتحول عجز الميزانية إلى فوائض مالية مع ارتفاع النفط وضبط الإنفاق.

واللافت فـيما حققته عمان ليس فقط تراجع حجم الدين العام، وتقليص كلفته، بل نجاعة السياسات للموازنة بين الجوانب الاجتماعية، ومتطلبات تقوية المركز المالي للدولة، وتمكين الاقتصاد من التوسع والنمو وتذليل التحديات التي ظلت تواجه استدامة التنمية.

لقد بقي الاقتصاد العماني لسنوات طويلة يعاني من المحدودية، وقلة المشروعات الإنتاجية الكبرى التي يمكنها توسعة حجم الاقتصاد وتوفـير فرص عمل مستدامة، ثم خاض النمو الاقتصادي دورة صعبة بلغت ذروتها فـي عام 2020 مع تفاقم تبعات الجائحة وتراجع النفط الذي أثر سلبًا على الأنشطة الاقتصادية.

ولمواجهة ذلك، كان على الدولة التركيز على تحسينات وضرورات اقتصادية عديدة للتعافـي، والدفع بالتنويع الاقتصادي ودعم القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإيجاد بيئة داعمة لنمو الاستثمار المحلي وريادة الأعمال، فأطلقت الحكومة الكثير من البرامج والمبادرات المحفزة والرامية إلى تحقيق المستهدفات التي تطمح الوصول إليها خصوصًا ما يرتبط بنمو الاقتصاد.

والآن تخطو عُمان بثبات نحو التنويع والحد من الاعتماد على النفط مسترشدة بالرؤية المستقبلية، ففـي السنوات الثلاث الأولى من الخطة الخمسية العاشرة سجل متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.5 بالمائة مقتربًا من مستهدفات «رؤية عُمان 2040» بتحقيق معدل نمو 5 بالمائة بنهاية الخطة العاشرة، وبدأت القطاعات غير النفطية فـي حصاد ثمار توجهات التنويع من خلال معدلات النمو المرتفعة التي سجلتها، حيث بلغ نموها 4.2 بالمائة بنهاية النصف الأول من العام الجاري، وتتحول إلى قاطرة لدفع النمو القائم على التنويع.

وتبدو النتائج أكثر وضوحًا فـي التطورات الإيجابية المتواصلة فـي تنافسية الاقتصاد وجاذبية الاستثمار، من خلال مبادرات تبسيط إجراءات الاستثمار وبرنامج إقامة المستثمر والتحول الرقمي لخدمات المستثمرين، ونجاح تطوير صالة «استثمر فـي عُمان» كواجهة ومنصة للاستثمار وهو ما أسهم فـي توطين 29 مشروعًا استثماريًا بقيمة 1.2 مليار ريال عماني. وحققت جاذبية الاستثمار زيادة مستمرة فـي حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وسجل إجماليه التراكمي نحو 26 مليار ريال عماني بنهاية النصف الأول.

وفـي جانب آخر يمضي جهاز الاستثمار قدمًا فـي تنفـيذ خطة التخارج وتخصيص بعض الحصص فـي الشركات الحكومية وطرحها للاكتتاب العام فـي بورصة مسقط، مستهدفًا زيادة إيرادات الدولة وإفساح المجال لعمل القطاع الخاص، ضمن توجه الحكومة لتركيز دورها على توجيه وتنظيم الاقتصاد وتمكين القطاع الخاص من قيادة النمو وتوليد الوظائف.

وضمن الدور الحكومي، أصبحت المبادرات والحوافز والبرامج الحكومية النوعية تتيح دعمًا كبيرًا ومتزايدًا لنمو القطاع الخاص الذي تعوّل «رؤية عمان 2040» على شراكته الفعالة، وكان من أبرز المبادرات تبني السياسة الوطنية للاستفادة من المحتوى المحلي والتي تسهم فـي توطين الصناعة وأنشطة الخدمات ودعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وفتحت مبادرات البرنامج الوطني «استدامة» أفقًا واسعًا لدعم القطاع الخاص، وتعزيز دور القطاع المالي والمصرفـي فـي التمويل وتنمية المشروعات خاصة مع إطلاق البرنامج التحفـيزي لسوق المال الذي تضمّن إعفاءات ضريبية كبيرة لتشجيع إدراج شركات القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة فـي بورصة مسقط.

ويقف جهاز الاستثمار العُماني وراء الكثير من المبادرات الاستراتيجية، حيث دشّن صندوق عمان المستقبل الحزمة الأولى من مشروعات الصندوق التي اجتذبت نحو 600 مليون ريال عماني من الاستثمارات الأجنبية، مما سينعكس على النمو الاقتصادي، وتوسعة قطاعات التنويع وتشجيع الشركات الناشئة وتوفـير فرص عمل مجزية للعمانيين.

وتتواصل مساعي توسعة حجم الاقتصاد وزيادة اندماجه مع الاقتصاد العالمي من خلال الشراكات مع المستثمرين والقطاع الخاص، والشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة فـي مشروعات كبرى مثل السكة الحديدية، وتطوير منطقة الظاهرة الاقتصادية المتكاملة، والمشروع العملاق مصفاة الدقم، والذي جرى افتتاحه بداية هذا العام ليسهم فـي تحفـيز نمو أنشطة تكرير النفط بشكل كبير، وقد بلغ معدل نموها 64 بالمائة خلال النصف الأول من العام الحالي، إضافة إلى إطلاق عدة مشروعات للهيدروجين الأخضر تناهز استثماراتها 50 مليار دولار مما يؤهل عُمان لتكون قوة عالمية فـي هذا القطاع، ويدعم توجهها نحو زيادة روافد النمو المستدامة.

لقد استطاعت عمان بفضل حكمة قائدها المفدى ـ حفظه الله ـ وجهود أبنائها بثّ الحيوية فـي الاقتصاد، وتكلل الاستقرار الاقتصادي والمالي برفع التصنيف الائتماني إلى مستوى يعزز الجاذبية الاستثمارية وارتفاع ترتيبها فـي العديد من المؤشرات الدولية، وقفزت 39 مرتبة فـي مؤشر الحرية الاقتصادية وتقدمت 27 درجة فـي مؤشر ريادة الأعمال، وارتفعت مكانتها فـي العديد من المؤشرات الأخرى.

ويمكننا القول أن سلطنة عُمان اليوم أمام مرحلة جديدة من السياسات الاقتصادية، مدعومة بمؤشرات إيجابية ماليا واقتصاديا وأدوات ومبادرات تنموية قوية، وهي فرصة مواتية للتغلب على كافة التحديات وتحقيق الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.

ويتطلب ذلك الآن مضاعفة جهود كافة الجهات والكيانات المعنية بالاستثمار والاقتصاد، بما فـي ذلك الدبلوماسية الاقتصادية التي تنتهجها سلطنة عمان حاليا، حيث يمكنها أن تؤدي دورًا أكبر فـي فتح شراكات جديدة للدولة ولشركات القطاع الخاص، والبناء على ما حققته هذه الآلية من نجاحات فـي جذب الاستثمارات.

والرهان كبير على دور جهاز الاستثمار العماني فـي جذب الاستثمارات الجديدة، كذراع استثمارية حكومية تمتلك خبرات وعلاقات واسعة وشراكات مع كيانات استثمارية عالمية كبرى، وقد نجح خلال الفترة الماضية فـي جلب استثمارات نوعية مهمة. وعليه أن يكرس جهوده فـي توطين التقنيات والصناعات المتقدمة، وكانت استضافته لاجتماع المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية بمشاركة رؤساء وأعضاء من 50 صندوقًا سياديًّا حول العالم تأكيدًا لمكانة لسلطنة عُمان، وانفتاحها تجاه الاستثمارات العالمية وسعيها لتعزيز الشراكات الاستراتيجية للاستفادة من الفرص الواعدة فـي جميع القطاعات.

والعامل الأكثر أهمية المنظومة المشجعة للاستثمارات التي تستوجب التطوير المستمر للتشريعات والحوافز للدفع بجاذبية الاستثمار، وضمان البقاء فـي ساحة دولية تشهد تنافسًا كبيرًا من كافة الدول لجذب الاستثمارات، وقد لمسنا نقلة فـي تنافسية الاستثمار فـي عمان منذ إصدار قانون استثمار رأس المال الأجنبي فـي عام 2019، وما تلى ذلك من تطوير للعديد من التشريعات واللوائح المنظمة للاستثمار، ونستعد لنقلة جديدة فـي تشجيع وجذب الاستثمارات من خلال «قانون المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة» المرتقب صدوره خلال الفترة المقبلة والذي نطمح أن يكون مسهما فـي رفع نسبة التعمين فـي المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة والمدن الصناعية والتي تبلغ حاليا 35 بالمائة.

على نحو مماثل يظل للقطاع الخاص دوره المهم فـي التعامل الإيجابي مع المستهدفات الوطنية خاصة ما يتعلق بتوفـير فرص العمل، ونشاطه فـي تعزيز الشراكات وجذب الاستثمارات، وتفعيل الاستفادة مما تتمتع به غرفة تجارة وصناعة عمان من علاقات وتعاون مع القطاع الخاص والغرف التجارية ومجالس الأعمال المشتركة بين مجموعة كبيرة من الدول وسلطنة عمان.

إن تضافر كافة هذه الأدوار هو ما يمهّد الطريق لاستقطاب أكبر للاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية والوصول لمستهدفات الاستدامة نحو تقليص الاعتماد على النفط، وتنويع الإيرادات، وزيادة نمو القطاع الخاص ليصبح شريكًا فـي التنمية ومصدرًا مستدامًا لتوفـير فرص العمل، والحفاظ على تنافسية وجاذبية الاقتصاد وترسيخ مكانة عُمان كوجهة إقليمية وعالمية للاستثمار.

مقالات مشابهة

  • وزير البترول: 57 شركة عالمية للاستثمار داخل القطاع في مصر
  • إسرائيل : لن نسمح بإدخال الغذاء الى غزة عبر القطاع الخاص
  • «العمل» تنظم ندوات للتوعية بالإسعافات الأولية في منشآت القطاع الخاص
  • «الموارد البشرية» تدعو شركات «الخاص» لتحقيق مستهدفات التوطين قبل نهاية ديسمبر
  • جاذبية الاستثمار وطريق الاستدامة في عُمان
  • جهاز أبوظبي للمحاسبة يتعاون مع مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية لدعم أهداف برنامج «نافس»
  • فرص عمل جديدة لذوي الهمم بشركات القطاع الخاص بالدقهلية
  • لتأهيل المواطنين.. تفاهم بين "نافس" والإمارات وأبوظبي للمحاسبة
  • «التوطين»: 3 حالات ترد أتعاب استقدام العامل المساعد لصاحب العمل
  • حاكم رأس الخيمة يحضر حفل عشاء احتفاءً بالعلاقات الإماراتية الإيطالية