هل تتغير قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
Your browser does not support the audio element.
شهدت قواعد الاشتباك بين حزب الله ودولة الاحتلال إسرائيل مساء أمس الأول السبت تحولا محوريا رغم نفي حزب الله أي علاقة له بالحادث. لكن الضربة بالنسبة لإسرائيل كانت موجعة جدا، الأمر الذي جعلها تطلق تهديداتها المباشرة برد لا سابق له قبل أن تعود وتتمهل قليلا.
لكن الحادث أيا كان مصدره لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد العام في المنطقة، فهو ضمن نسيج أوسع وأكثر تعقيدا في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الحرب الهمجية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة والذي ما زال يرتكب فيها الكثير من المجازر المروعة.
وإذا ما قُرِئ الحادث باعتباره من تنفيذ حزب الله فهو يشكل مناورة استراتيجية جريئة من الحزب، ويؤكد استعداده لأي تصعيد للتوترات مع إسرائيل، كما أنه اختبار حقيقي وحساس جدا لقدرة إسرائيل على الرد المباشر في هذا التوقيت الحساس من عمر الحرب.
ورغم أن حزب الله لم يكن يخفي هجماته على قوات الاحتلال منذ الثامن من أكتوبر إلا أن نفي علاقته بهذا الحدث يفتح الكثير من التأويلات حول مصدر الهجوم.. لكن ثمة فهما آخر يمكن أن يقرأ من الفعل ومن نفيه مفاده رسالة واضحة لإسرائيل وحلفائها أن المقاومة في جنوب لبنان مستعدة للرد والحفاظ على النفوذ في المنطقة وتعزيزه وإظهار القدرات العسكرية التي من شأنها أن تردع العدو الإسرائيلي.
ورغم أن رد الفعل الإسرائيلي والذي بقي خطابيا سياسيا حتى لحظة كتابة هذه الافتتاحية يؤكد على تصميم إسرائيل على حماية حدودها إلا أن التراخي في التنفيذ يؤكد أيضا أن إسرائيل خائفة من ردة الفعل التالية على ردة فعلها، وأن جدوى الرد في السياق الجيوسياسي في المنطقة ليس في صالحها أو أنها لا تستطيع فتح جبهة قتال مع حزب الله في هذا التوقيت.
يبدو المشهد الآن أقرب إلى معادلة صعبة، فالكل يريد الحرب المفتوحة مع الآخر لكن أحدا لا يستطيع تحقيق رغبته، ولكل مبرراته بغض النظر عن منطقيتها، لكن تلك المبررات لا تعفيه من النتائج الخطيرة على المديين المتوسط والبعيد.
وتعرف إسرائيل قبل غيرها أن التصعيد مع حزب الله في هذا التوقيت من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى المفاوضات التي تجري في روما الآن من أجل وقف الحرب وتبادل الأسرى.
وإذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها وتهورت في الرد فإن ردها قد يكون محدودا وبما لا يحول الحرب إلى حرب مفتوحة. وربما أكثر ما تخشاه إسرائيل في هذا التوقيت هو أنها تواجه الجميع: في غزة وفي اليمن وفي العراق.
صحيح أن الجميع يؤكد في هذا الوقت على خطورة الموقف، وهذا ما يقرأ من إعلام العدو ولكنّ الجميع متفق على أن مخاطر التصعيد قد تكون كارثية وأن احتمال نشوب حرب كبرى في المنطقة أصبحت في مرمى البصر.
لكن إسرائيل المتعطشة للحرب يمكن أن تفعل أي شيء بغض النظر عن نتائجه الاستراتيجية سواء على المنطقة أو على الداخل الإسرائيلي.. ولذلك تبقى كل الاحتمالات قائمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی هذا التوقیت فی المنطقة حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تنشئ موقعين عسكريين بقمة جبل الشيخ السوري المحتل
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، عن عزم جيش الاحتلال إنشاء موقعين عسكريين على قمة جبل الشيخ المحتل جنوب غرب سوريا، زاعمة أن عمالا "من قرى درزية سيبدؤون العمل في الجولان المحتل الأحد المقبل".
وقالت الإذاعة "لن نغادر جبل الشيخ السوري حتى إشعار آخر، وعلى العكس، فقد تم إنشاء موقعين للجيش الإسرائيلي على قمة الجبل"، مضيفة أن أحد مواقع جيش الاحتلال في قمة الجبل "هو موقع سوري وجدته القوات مهجورا وتحتله الآن".
وحسب الإذاعة "توجد قوة من نيبال في موقع تابع للأمم المتحدة، لكنها لا تدخل في أي احتكاك مع الجيش الإسرائيلي".
وزعمت الإذاعة أن المنطقة، التي يحتلها الجيش الإسرائيلي حاليا، كانت مسرحا لتهريب أسلحة من سوريا إلى حزب الله اللبناني، خاصة وأن المنطقة تهيمن على كامل الحدود السورية اللبنانية.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي "يحتفظ بشريط أمني يبلغ عرضه 15 كيلومترا في بعض المناطق بجنوبي سوريا، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة السورية المحتلة".
ومنذ 3 أشهر يحتل الجيش الإسرائيلي جبل الشيخ السوري، وهو أبعد نقطة عن حدود إسرائيل.
والأحد الماضي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الحكومة ستسمح قريبا لعمال دروز من سوريا بالعمل في مستوطنات مرتفعات الجولان المحتلة، بزعم تعزيز العلاقات مع الطائفة الدرزية.
إعلانوبينما تؤكد الإدارة السورية الجديدة حمايتها لجميع طوائف البلاد دون تمييز ضمن وطن واحد، تردد إسرائيل ادعاءات عن تعرض الدروز في سوريا لاعتداءات، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة لانتهاك السيادة السورية.
يذكر أن إسرائيل تحتل معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، واستغلت أحداث الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024 ووسعت رقعة احتلالها، بما في ذلك المنطقة السورية العازلة، كما دمرت آليات ومعدات وذخائر للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.