Your browser does not support the audio element.

شهدت قواعد الاشتباك بين حزب الله ودولة الاحتلال إسرائيل مساء أمس الأول السبت تحولا محوريا رغم نفي حزب الله أي علاقة له بالحادث. لكن الضربة بالنسبة لإسرائيل كانت موجعة جدا، الأمر الذي جعلها تطلق تهديداتها المباشرة برد لا سابق له قبل أن تعود وتتمهل قليلا.

. فهي بين راغب في الرد لحفظ هيبتها وبين خائف من ردة الفعل فيما إذا تحول الرد إلى حرب مفتوحة مع حزب الله.

لكن الحادث أيا كان مصدره لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد العام في المنطقة، فهو ضمن نسيج أوسع وأكثر تعقيدا في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الحرب الهمجية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة والذي ما زال يرتكب فيها الكثير من المجازر المروعة.

وإذا ما قُرِئ الحادث باعتباره من تنفيذ حزب الله فهو يشكل مناورة استراتيجية جريئة من الحزب، ويؤكد استعداده لأي تصعيد للتوترات مع إسرائيل، كما أنه اختبار حقيقي وحساس جدا لقدرة إسرائيل على الرد المباشر في هذا التوقيت الحساس من عمر الحرب.

ورغم أن حزب الله لم يكن يخفي هجماته على قوات الاحتلال منذ الثامن من أكتوبر إلا أن نفي علاقته بهذا الحدث يفتح الكثير من التأويلات حول مصدر الهجوم.. لكن ثمة فهما آخر يمكن أن يقرأ من الفعل ومن نفيه مفاده رسالة واضحة لإسرائيل وحلفائها أن المقاومة في جنوب لبنان مستعدة للرد والحفاظ على النفوذ في المنطقة وتعزيزه وإظهار القدرات العسكرية التي من شأنها أن تردع العدو الإسرائيلي.

ورغم أن رد الفعل الإسرائيلي والذي بقي خطابيا سياسيا حتى لحظة كتابة هذه الافتتاحية يؤكد على تصميم إسرائيل على حماية حدودها إلا أن التراخي في التنفيذ يؤكد أيضا أن إسرائيل خائفة من ردة الفعل التالية على ردة فعلها، وأن جدوى الرد في السياق الجيوسياسي في المنطقة ليس في صالحها أو أنها لا تستطيع فتح جبهة قتال مع حزب الله في هذا التوقيت.

يبدو المشهد الآن أقرب إلى معادلة صعبة، فالكل يريد الحرب المفتوحة مع الآخر لكن أحدا لا يستطيع تحقيق رغبته، ولكل مبرراته بغض النظر عن منطقيتها، لكن تلك المبررات لا تعفيه من النتائج الخطيرة على المديين المتوسط والبعيد.

وتعرف إسرائيل قبل غيرها أن التصعيد مع حزب الله في هذا التوقيت من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى المفاوضات التي تجري في روما الآن من أجل وقف الحرب وتبادل الأسرى.

وإذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها وتهورت في الرد فإن ردها قد يكون محدودا وبما لا يحول الحرب إلى حرب مفتوحة. وربما أكثر ما تخشاه إسرائيل في هذا التوقيت هو أنها تواجه الجميع: في غزة وفي اليمن وفي العراق.

صحيح أن الجميع يؤكد في هذا الوقت على خطورة الموقف، وهذا ما يقرأ من إعلام العدو ولكنّ الجميع متفق على أن مخاطر التصعيد قد تكون كارثية وأن احتمال نشوب حرب كبرى في المنطقة أصبحت في مرمى البصر.

لكن إسرائيل المتعطشة للحرب يمكن أن تفعل أي شيء بغض النظر عن نتائجه الاستراتيجية سواء على المنطقة أو على الداخل الإسرائيلي.. ولذلك تبقى كل الاحتمالات قائمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی هذا التوقیت فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد قصف حزب الله ..الجيش الإسرائيلي يعلن الرد و يشن ضربات عنيفة في جنوب لبنان

 

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه شن سلسلة من الغارات الجوية على أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، مؤكداً أنه اعترض عدداً من المقذوفات التي أطلقت من لبنان خلال الليل.

وقال الجيش، في بيان، إن سلاح الجوي الإسرائيلي «ضرب منشآت عسكرية لـ(حزب الله) في مناطق عيترون ومارون الراس ويارون في جنوب لبنان».

وكان«حزب الله» قد أعلن، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، استهداف كريات شمونة شمال إسرائيل بدفعتين من الصواريخ، رداً على سقوط قتلى من الدفاع المدني خلال قصف إسرائيلي على بلدة «فرون».

وكان مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية قد أعلن، السبت، مقتل 3 مسعفين في بلدة فرون.

وأوضح المركز، في بيان نقلت عنه «الوكالة الوطنية للإعلام»، أن «الحصيلة الأولية لاستهداف العدو الإسرائيلي فريقاً تابعاً للدفاع المدني اللبناني كان يقوم بإطفاء حرائق أشعلتها الغارات الإسرائيلية الأخيرة في بلدة فرون، هي استشهاد 3 مسعفين وإصابة 2 آخرين بجروح أحدهما بحال حرجة

مقالات مشابهة

  • الذهب في مصر يواصل استقراره وسط ترقب المستثمرين والمستهلكين: هل تتغير قواعد اللعبة قريبًا؟
  • دعموش: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك
  • بعد قصف حزب الله ..الجيش الإسرائيلي يعلن الرد و يشن ضربات عنيفة في جنوب لبنان
  • قواعد الاشتباك تبدّلت؟
  • نتائج الحراك الرئاسي رهن تطورات المنطقة.. وإسرائيل غير مهتمة بوقف إطلاق النار جنوباً
  • حزب الله يطلق 30 صاروخا وإسرائيل تتوعد بالتصعيد
  • الرد اليمني .. التوقيت سيكون مفاجئا!
  • أبناء تعز يحتشدون في 12 ساحة في مسيرات دعم غزة
  • حزب الله وإسرائيل يتبدلان قصف مواقع عسكرية ومستودعات ذخيرة
  • الرد اليمني .. التوقيت سيكون مفاجئًا؟!