القهوة الباردة أم الساخنة.. أيهما تنشطك وتساعد في تحسين مزاجك؟
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
قد يصعب على البعض الشعور بالنشاط دون تناول جرعة صباحية من القهوة، سواء أكانت باردة أم ساخنة. لكن هل يختلف تأثير طريقة إعدادك للقهوة على جسمك؟ وما الأفضل لصحتك ومزاجك؛ القهوة الساخنة أم الباردة؟
ينتج التخمير البارد والتخمير الساخن أنواعًا مختلفة من القهوة، فربما لاحظت ذلك إذا جرّبت تبريد قهوة ساخنة (المعروفة أيضًا باسم القهوة المثلجة)، ووجدت أن مذاقها يختلف عن القهوة التي تصنع باردة.
فهل هناك اختلافات كيميائية بين القهوة الساخنة والقهوة الباردة؟ وهل يؤثر ذلك الاختلاف على استهلاكنا للكافيين؟
للإجابة على هذا السؤال، قام مجموعة من الباحثين في جامعة توماس جيفرسون الأميركية بنشر دراسة عام 2018 في مجلة "ساينتفيك ربورتس"، بهدف مقارنة تأثيرات مختلف طرق تحضير القهوة، سواء من حيث التحميص أو الإعداد.
وقارن الباحثون عوامل مثل مستويات الحموضة، ومضادات الأكسدة، والكافيين في كل من القهوة الباردة والساخنة، مع تنوع درجات التحميص من الفاتح إلى الداكن.
وجدت الدراسة اختلافًا في مستويات الكافيين بين الطرق المختلفة للتحميص ودرجات الحرارة لدى إعداد القهوة.
وأشارت الأبحاث إلى أن القهوة الساخنة تحتوي عادةً على مستويات كافيين أعلى قليلاً من القهوة الباردة، فيما تحتوي أغلب مشروبات القهوة الباردة على كمية أقل من الكافيين، وفق موقع "هيلث لاين".
ورغم أن معظم أنواع القهوة الباردة تستخدم حبوب أكثر خلال الإعداد مقارنةً بالقهوة الساخنة، فإن الباردة تحتوي على كمية أقل قليلاً من الكافيين. وذلك لأن كمية الكافيين المستخرجة تكون أكبر عند تحضير القهوة بالماء الساخن.
كما وجدت الدراسة أن درجة التحميص تؤثر على مستويات الكافيين؛ فالتحميص الفاتح يحتوي على مستويات كافيين أعلى قليلاً من التحميص الداكن.
وكما هو معروف، فإن تناول كمية أقل من الكافيين يؤدي إلى نوم أفضل ليلاً، وتوازن في الهرمونات، وانخفاض مستوى السكر في الدم.
طبقا للدراسة، كانت أكبر الاختلافات تتعلق بمضادات الأكسدة والحموضة، فوفق موقع "بي واي إس"، تنتج القهوة الساخنة مضادات أكسدة أكثر مقارنة بالقهوة الباردة.
ووفقًا لنتائج الدراسة، تحتفظ القهوة الساخنة بمستوى ثابت من نشاط مضادات الأكسدة بغض النظر عن درجة التحميص. بالمقابل، يكون نشاط مضادات الأكسدة في القهوة الباردة أقل قليلاً عند التحميص الخفيف ويستمر في الانخفاض مع التحميص الأغمق. لذلك، قد تكون القهوة الساخنة المحمصة الداكنة أكثر فائدة للصحة من القهوة الباردة المحمصة الداكنة.
في المقابل، اتضح أن القهوة الباردة أقل حموضة في جميع درجات التحميص الثلاث مقارنة بنظيرتها الساخنة. ومع زيادة درجة التحميص، انخفضت الحموضة الكلية لجميع أنواع القهوة.
كما لوحظت زيادة طفيفة في فُروق الحموضة الكلية بين القهوة الباردة والساخنة مع التحميص الأغمق، مما يشير إلى أن التحميص يؤثر على خصائص القهوة من حيث الحموضة والأكسدة ومستويات الكافيين.
بشكل عام، قد تكون القهوة الساخنة أفضل لمضادات الأكسدة، بينما القهوة الباردة قد تكون أفضل لمن يفضلون المشروبات الأقل حموضة.
وبغض النظر عن نوع قهوتك المفضل، باردةً كنت تفضلها أو ساخنة؛ فإن لهذا المشروب العديد من الفوائد الأخرى:
تحسن المزاجأثبتت الدراسات أن تناول أكواب القهوة "يجعلك في حالة ذهنية أكثر إيجابية". كما أن التجربة نفسها يمكن أن تزيد من مشاعر الدفء بين الأشخاص، بحسب ما نشر موقع "كوفي اند ساينس".
ووجدت الأبحاث الممولة من معهد المعلومات العلمية عن القهوة أن القهوة تعمل على تحسين الحالة المزاجية، خاصة في أشهر الشتاء. فشرب كوب يوميًا يمكن أن يحسن المزاج للأشخاص الذين يعانون من تردي الحالة المزاجية، وفقدان المتعة أو الاهتمام بالأنشطة العادية، ونقص الطاقة.
وتشير الأبحاث إلى أن تناول 75 مليغراما من الكافيين كل 4 ساعات يمكن أن يؤدي إلى نمط مستدام من التحسن في الحالة المزاجية على مدار اليوم.
تحتوي القهوة على الكافيين، والمغنيسيوم، والمركبات الفينولية، والتي يمكن أن تساعد في استقرار ضغط الدم وزيادة حساسية الأنسولين.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كولورادو أن شرب القهوة بانتظام يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 7%.
رائحة القهوة تقلل من التوترأظهرت دراسة نُشرت عام 2008 في مجلة "الكيمياء الزراعية والغذائية" أن رائحة القهوة الساخنة نفسها يمكن أن تؤثر على نشاط بعض الجينات. وأجريت الدراسة على فئران محرومة من النوم، تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، حيث كان بإمكان المجموعة الأولى استنشاق رائحة حبوب القهوة المحمصة بينما لم يسمح للمجموعة الأخرى بالاستنشاق.
كان للقهوة تأثير مدهش على المجموعة الأولى، حيث كانت رائحة القهوة كافية لتقليل آثار الحرمان من النوم، مثل الإجهاد والتعب، بالتأكيد تضاف تلك الميزة للقهوة الساخنة.
بدون مكونات إضافية مثل السكر والحليب، يمكن أن يساعد شرب القهوة في نقص الوزن دون التضحية بجرعة الكافيين. إذ وجدت دراسة نُشرت في مجلة "علوم الأغذية والتغذية" عام 2018 أن الكافيين يزيد من معدل التمثيل الغذائي ويحسن الأداء البدني، مما يساعد على حرق الدهون.
كما يمكن أن يقلل الكافيين من الشهية ويعزز اليقظة والطاقة. لتحقيق الفائدة القصوى، يُفضل شرب القهوة السوداء وتجنب الإضافات عالية السعرات. ومع ذلك، يجب تناولها باعتدال ومراقبة تأثيرها الفردي على الجسم.
ومهما كانت الطريقة التي قررت بها صنع قهوتك أو طلبها، فإن النكهة النهائية هي توازن دقيق بين العديد من المتغيرات التي تدخل في عملية التخمير:
تحميص الحبوب. الطحن. درجة حرارة الماء. وقت التخمير.فجميع المتغيرات في عملية تحضير القهوة تؤثر على كيمياء المشروب الناتج، وبالتالي على النكهة ومحتوى الكافيين، وبالتأكيد تؤثر على صحتك وحالتك المزاجية.. لذا استمتع بقهوتك واخترها بعناية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القهوة الساخنة القهوة الباردة مضادات الأکسدة من الکافیین شرب القهوة من القهوة ا یمکن أن تؤثر على أنواع ا
إقرأ أيضاً:
هل تؤثّر طريقة تحضير قهوتك على صحتك وما علاقة ذلك بالكوليسترول؟
نشرت صحيفة "ساينس أليرت" الأمريكية تقريرًا يفيد بأن القهوة في غرفة الاستراحة في مكان عملك قد تحتوي على مستويات عالية من المواد التي ترفع مستويات الكوليسترول "الضار" في دمك.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن باحثين سويديين قاموا بقياس مستويات الديرتيربينات في القهوة المحضرة باستخدام مجموعة من آلات تحضير القهوة الشائعة وأساليب التخمير المختلفة. ووجدوا أن غليان كمية كبيرة من القهوة يعد أسوأ مسبب، لكن يمكن تعويض هذه المستويات بسهولة عن طريق تصفيتها.
وتجدر الإشارة إلى أن الديرتيربينات هي مركبات تنتجها النباتات ولها تأثيرات متنوعة على الجسم البشري. اثنان من هذه المركبات – الكافاستول والكاهويل – تم ربطهما بزيادة مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة. تم العثور على مستويات عالية من هذه المركبات في القهوة، ولكن يبدو أن ذلك يعتمد على طريقة استخلاصها.
وأشارت الصحيفة إلى أن آلات القهوة المنتشرة في أماكن العمل حول العالم قد أنتجت أيضًا أكواب قهوة تحتوي على مستويات مرتفعة نسبيًا من الديرتيربينات. يقول ديفيد إيغمان، أخصائي التغذية السريرية في جامعة أوبسالا: "قمنا بدراسة 14 آلة قهوة، وقد لاحظنا أن مستويات هذه المواد كانت أعلى بكثير في القهوة المحضرة بواسطة هذه الآلات مقارنةً بصانعي القهوة التقليديين الذين يستخدمون المرشحات". وأضاف: "من خلال هذه الدراسة، نستنتج أن عملية التصفية هي العامل الحاسم في وجود هذه المواد التي ترفع الكوليسترول في القهوة".
وبينت الصحيفة أن الفريق قام بحساب فوائد شرب ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا لخمسة أيام في الأسبوع. وقد أوضحوا أن استبدال القهوة المحضرة بالآلات بقهوة مصفاة باستخدام ورق الترشيح يمكن أن يقلل من الكوليسترول بنسبة كافية لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية بنسبة 13 بالمئة على مدى 5 سنوات، و36 بالمئة على مدى 40 سنة.
وذكرت الصحيفة أن الباحثين جمعوا عينات من 11 آلة لتحضير القهوة التي تستخدم الحبوب المطحونة مع الماء الساخن ويتم تمريرها عبر مرشح معدني، بالإضافة إلى ثلاث آلات أخرى تخلط مركز القهوة السائل مع الماء الساخن دون تصفية.
ولمقارنة ذلك، قام الفريق أيضًا بتحضير القهوة باستخدام مجموعة من الأساليب، بما في ذلك التقطير والقهوة المغلية. وتم تجميد العينات من كل طريقة وآلة للتخزين والنقل، قبل تحليلها لقياس تركيز الديرتيربينات. كما جمع الفريق أربع عينات إسبريسو من ثلاث مقاصف وأماكن عمل. وجد الفريق أن طرق تحضير القهوة يدويًا أسفرت بشكل عام عن مستويات أقل من الديرتيربينات مقارنة بالحصول على كوب من آلة، سواء كانت آلة تحضير قهوة، آلة تعمل بنموذج سائل، أو ماكينة إسبريسو تقليدية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإسبريسو كان الأسوأ في تحضير القهوة، حيث بلغ متوسط مستوى الكافاستول حوالي 1,060 ملغم/لتر. ومع ذلك، تم تحليل أربع عينات فقط وكانت مستوياتها متفاوتة بشكل كبير، حيث تراوحت من 35.6 إلى 2,446.7 ملغم/لتر. وبالتالي، من الصعب استخلاص استنتاجات واضحة من هذه العينات.
وأضافت الصحيفة أن القهوة المحضّرة بواسطة الآلات السائلة وآلات التحضير الأخرى احتوت على تركيز متوسط من الكافاستول بلغ 174 ملغم/لتر، و135 ملغم/لتر من الكاهويل. ويبدو أن الخيار الأفضل هو القهوة المحضرة باستخدام مرشح ورقي، حيث بلغ متوسط تركيز الكافاستول 11.5 ملغم/لتر، و8.2 ملغم/لتر من الكاهويل.
وكان الاستثناء في طريقة تحضير القهوة المغلية، وهي طريقة غير مصفاة شائعة في دول مثل السويد. وتحضير القهوة بهذه الطريقة أسفر عن تركيز متوسط ضخم قدره أقل من 940 ملغم/لتر من الكافاستول وحوالي 680 ملغم/لتر من الكاهويل.
وبينت الصحيفة أنه لحسن الحظ، يمكن تقليل هذه المستويات بسهولة. عندما قام الباحثون بتصفية قهوتهم المغلية عبر القماش، انخفضت التركيزات إلى 28 ملغم/لتر من الكافاستول و21 ملغم/لتر من الكاهويل. وعلى الرغم من أنهم استخدموا الجوارب لسبب ما، فإن أي قماش أو فلتر ورقي يجب أن يفي بالغرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق يعترف بأن الدراسة تحتوي على قيود كبيرة، بما في ذلك حجم العينات الصغيرة والمتغيرات التي لم يتم أخذها في الحسبان، مثل حجم مسام الفلتر، وضغط الماء، ودرجة الحرارة، وطريقة تحميص وطحن الحبوب.
كما تضاف هذه النتائج إلى مجموعة من الأبحاث المتزايدة والمتضاربة في كثير من الأحيان حول تأثيرات القهوة على الصحة، مما يجعل من الصعب تحديد كيف تتماشى جميع هذه الدراسات معًا. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسات أخرى أن شرب ثلاث أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الأيضية بنسبة 40 بالمئة.
كما تم ربط استهلاك القهوة المنتظم بانخفاض مخاطر الإصابة بالخرف ومرض باركنسون وسرطان الجلد والفم والأمعاء. ويُعتقد أنها يمكن أن تعوض الآثار الصحية السلبية للجلوس لفترات طويلة، بل وقد تساهم في تمديد العمر لسنوات. لكن هذا قد يعتمد على عدد الأكواب التي تشربها يوميًا، وفي أي وقت تشربها – والآن، على كيفية تحضيرها.
قال إيغمان: "معظم عينات القهوة تحتوي على مستويات قد تؤثر على مستويات الكوليسترول لدى الأشخاص الذين شربوا القهوة، بالإضافة إلى خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
وأضاف: "بالنسبة لأولئك الذين يشربون الكثير من القهوة يوميًا، من الواضح أن القهوة المصفاة باستخدام مرشح ورقي، أو القهوة المصفاة بشكل جيد، هي الخيار الأفضل".