الإثبات في النفي!!
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
أطياف
طيف أول:
نبئني عن وطنٍ يُبنى على أنقاض أحلامه يرفع علمه على تلال الموت، وتقرع فيه الأجراس إيذانا للمعارك لا لطابور الصباح وطن يدرك كل الحقيقة من أول طلقة لم تدرك قيمته آنذاك، وحاولت أن تكتب بئس المصير!!
وبالرغم من أن البيان الذي أصدره الجيش بموافقته وترحيبه بمباحثات سويسرا تم نفيه، إلا أن هذا النفي كشف الكثير من ملامح القبول التي تحدثنا عنها، حيث أكد أن هناك صوتا ً تفاوضيا قويا داخل المؤسسة العسكرية أصبح يعلو للحد الذي جعله يخرج في بيان للناس، بالرغم من الحصار الإخواني على قرار الجيش.
ملامح تجلت أيضا واضحة وبينة في خطاب البرهان الأخير، والذي اتسم بالهدوء والعقلانية، بالرغم من أنه كان ميدانيا للجنود والضباط في المعارك الذين لم يعتد الجنرال على استخدام لغة السلام معهم.
كما أن الخطاب أيضا خلا من العبارات الداعمة للحرب وجانب فيه البرهان العنف اللفظي، ونأى به عنه نفسه الأمارة بالسوء التي تزين له الحرب وتجمِل له استمرارها وحسمها عسكريا.
وللمرة الأولى يعف لسانه عن شتيمة القوى المدنية ويعتبر البيان الذي خرج، رغم نفيه خطوة استطاعت بها المؤسسة العسكرية كسر القيود الكيزانية التي تحكم الإغلاق على القرار العسكري الأمر الذي جعله يخرج إلى النور، دون أن يحتوي على عبارة واحدة ترفض المباحثات.
أيضا قد يكون خيار رغبة التفاوض هو خيار عقلاني ربما تفسده بيانات القبول المبكرة.
لذلك كانت المرونة واضحة في خطاب البرهان الذي كشف عن نية الجيش في قبول التفاوض على لسانه.
فمنذ أن غادر الجيش مفاوضات جدة لم يرحب بدعوة إلى التفاوض حيث رفض كل المبادرات المقدمة
إن كانت من تقدم ومصر وحتى المنامة التي انسحب منها في آخر محطة التزام.
كما أن التفسير لسحب البيان يؤكد أن الذين قاموا بنفيه ليس لهم مانع في التفاوض، لكن قد تكون لهم مطالب جوهرية تتمثل في الطموح إما للمشاركة في التفاوض أو بطلب المطالبة والبحث عن صكوك للغفران.
وإعلام الفلول بعد تقسيمه ما بين إعلام كرتي وإعلام البرهان يقول الأول فيه إذا قبل البرهان التفاوض، فيجب عليه أن لا يخسر الحركة الإسلامية هذا الطلب يعني أن الحركة الإسلامية ما زالت تحلم بالمشاركة في المفاوضات، بالرغم من أن مغازالتها لحميدتي لم تحرز هدفا، وقابلها الرجل بأُذن الإهمال، وربما تكون منحته الغرور، وجددت فيه رغبة الزحف للسيطرة على مزيد من المدن.
هذا. أو أن مطالبة قيادات التنظيم للجيش بضمانات تجعلهم في منأى عن كل عقاب قد يقره الاتفاق
لذلك ربما يخرج الجيش ببيان جديد لا يشمل الرفض؛ لأن بيان النفي للبيان الأول كان له أن يختصر الطريق، ويرفض الدعوة، ولكن لم يحدث!! وقد يقبل الجيش، دون أن يصدر بيانا، ويشارك كما شارك في مباحثات جنيف.
والخارجية الأمريكية ولا الخارجية السودانية لم تتحدث عن أي إلغاء لزيارة المبعوث الأمريكي توم بريلييو بصحبة مسؤولة الإغاثة كما روجت لها بعض المنابر الإعلامية.
وتعتبر الزيارة هي النقطة الفاصلة ما بين الرفض والقبول للمؤسسة العسكرية لمباحثات سويسرا،
فزيارة حددت لها أمريكا موعدا قبل التفاوض تعني الكثير، وأن ثمة ما تريد أمريكا إيصاله للبرهان.
والناصحون للبرهان من إعلامه (الجديد) الذي استيقظ من غفوته تبنوا حملات الترويج للسلام، وحثه على التقدم نحو المباحثات وقبول الدعوة بغية أنهم يرون أن أي حرب إما أن تنتهي بالحسم أو التفاوض!! (شفت كيف!!
والذين لم يشملهم (لطف) البرهان وجهوا له سهام النقد أنه.
إن أراد التخلي عن القيادات الإسلامية، فيجب أن يفكر كثيرا قبل اتخاذ قرار القبول.
لكن من الأفضل أن لا يتردد البرهان في عملية الذهاب إلى جنيف فشعب السودان تواقاً للسلام والمجتمع الدولي الذي يقود المبادرات والمباحثات، ويدعو للتفاوض قادراً على حماية خيار التفاوض من كل ما يتخوف منه الجنرال.
طيف أخيراً:
من سخرية الأخبار
إن وكيل وزارة الخارجية قال إن الوزارة لا تعرف الأسباب التي طردت بها إرتريا القائم بالأعمال السوداني
إلا بعد أن يصل البلاد!!
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
«خيار مطمئن للأسواق المالية».. وول ستريت جورنال تعلق على اختيار ترامب لبيسنت وزيرًا للخزانة
قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد أسابيع من المناقشات والجدل اختيار سكوت بيسنت المستثمر المخضرم ومؤسس شركة كي سكوير كابيتال مانجمنت المختصة في إدارة الأموال والتمويل، لشغل منصب وزير الخزانة الأمريكية في إدارته الثانية.
وأعلن ترامب ذلك القرار - في بيان رسمي أمس الأول - بعد نحو ثلاث ساعات من إغلاق الأسواق المالية حيث جاء اختبار بيسنت نظرًا لتاريخه المهني المستقر ولأنه كان يُعتبر خيارًا مطمئنًا للأسواق، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها اليوم الأحد.
فقبل إعلان ترامب عن اختياره النهائي، كان بيسنت في وضعٍ مثالي ليكون مرشحًا مفضلًا فقد أطلق هو وحلفاؤه حملة علاقات عامة قوية لتعزيز مكانته شملت ظهوره على شاشات الأخبار التي يشاهدها ترامب بانتظام ونشر مقالات رأي في وسائل الإعلام التي يتابعها بشكل وثيق.
وكان قد وصف ترامب بيسنت في محادثات خاصة بأنه أحد أذكى الرجال في وول ستريت وأثنى عليه بشدة لكن ورغم هذه الترشيحات القوية تعرضت مسيرة بيسنت لإعلان اختياره لعدة عقبات أبرزها الهجوم المفاجئ الذي شنه هيوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد للوساطة المالية والاستثمار المصرفي، الذي كان يسعى أيضًا للحصول على المنصب.
في خضم هذه المعركة، قام إيلون ماسك بتغريدة دعم علنية للوتنيك، مما زاد من تعقيد الوضع، حيث أشار إلى أن بيسنت يمثل خيارًا تقليديًا يُمكن تصنيفه كـ خيار الأعمال المعتادة أدى هذا الهجوم إلى إرباك ترامب وفتح الباب أمام التفكير في مرشحين آخرين.
وتصاعدت حدة التوترات بين بيسنت ولوتنيك إلى درجة وصفها مستشارون بأنها حرب باردة أوحتى معركة سكاكين، حيث تبادل الطرفان الهجمات العلنية.
ووفق للمصادر، فقد كانت العلاقة بين الرجلين متوترة جدًا لدرجة أن بعض مستشاري ترامب كانوا يخشون أنهما قد لا يتمكنان من العمل معًا في المستقبل.
مع تعقّد الصراع، بدأ ترامب يفكر في مرشحين آخرين لمنصب وزير الخزانة مثل كيفين وورش عضو مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي السابق ومارك روان الرئيس التنفيذي لشركة أبولو جلوبال مانجمنت وقد سافر روان من هونج كونج إلى مارالاجو لإجراء مقابلة مع ترامب لكن تبين أن كلا المرشحين لم يكن الخيار الأمثل، حيث كانت هناك خلافات حول بعض السياسات الاقتصادية.
واختتمت الصحفية الأمريكية (وول ستريت جورنال) بأن اختيار ترامب لبيسنت يضع حدًا لصراع طويل على منصب حساس، مع العلم بأن التوترات السياسية بين كبار مستشاريه قد تكون مجرد بداية للفترة الثانية من رئاسته التي يُتوقع أن تشهد المزيد من الصراعات الداخلية.
اقرأ أيضاًواشنطن بوست: خلافات بين أعضاء فريق ترامب تصل إلى الشتائم والاعتداء الجسدي
مستشار ترامب السابق: أمريكا ليست ملزمة بقرارات الجنائية الدولية
مع صعود ترامب إلى البيت الأبيض.. مفاجأة في سعر الذهب العالمي