سرايا - وفقًا لتقارير منظمات الأمم المتحدة المعنية، تم استئصال مرض شلل الأطفال في الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 25 عامًا. على مدى عقدين، بلغت نسبة التغطية للتحصين ضد هذا المرض في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة، حوالي 99٪. هذا الإنجاز الكبير تحقق رغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، والحروب المتعاقبة، والحصار المستمر.

لكن في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2023 وما تلاها من هجمات على قطاع غزة، أصبحت هذه الإنجازات مهددة بالزوال.

وذكر الدكتور مهند النسور والدكتورة ندى أحمد في مقال لهما انه في أقل من عام منذ بداية الأحداث، انخفضت نسبة تغطية التحصين في غزة إلى 89٪، وفقًا لآخر تقديرات اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية رغم جهود حملات التطعيم التي بذلت من جميع الأطراف للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال الذين فاتتهم التطعيمات أو لم يتم تطعيمهم خلال الصراع. في ظل الظروف الراهنة تعطل برنامج التحصين الروتيني، وباتت الظروف اليومية غير قابلة للحياة حيث يقطن مخيمات اللجوء أعداد مكتظة من النساء والأطفال والشيوخ وفي ظروف تفتقر لمعايير الصحة والنظافة الأساسية، وحيث زادت مخاطر انتقال الأمراض مع التهجير القسري المتكررفي وقت زمني قياسي، وبات قطاع غزة مرتعًا لعدة أمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتي من أفتكها مرض شلل الأطفال. ففي 23 يونيو 2024، تم الإعلان عن ثبوت وجود فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني المتحور (VDPV2) في ست عينات من مياه الصرف الصحي من موقعين حتى الآن.


تهديد شلل الأطفال في غزة عابر للحدود في ظل محيط غير مستقر

وتابع الطبيبان: لقد بات انتشار شلل الأطفال داخل غزة وشيكًا في ظل غياب مناعة القطيع التي تتطلب تغطية تطعيم بنسبة لا تقل عن 95٪، فأصبح سكان غزة عرضة للخطر وعلينا دق ناقوس الخطر بعجز النظام الصحي على السيطرة على انتشار لهكذا مرض خطير. لهذا التهديد الطارىء تداعيات إقليمية ففيروس شلل الأطفال شديد العدوى ولن يكون محصورًا في قطاع غزة وقد ينتشر إلى دول مجاورة، خاصة تلك التي لديها تغطية تطعيم منخفضة، فتشير تقديرات تغطية التطعيم العالمية الجديدة إلى حالة من الركود والتي توعز في المنطقة للوضع الإنساني وحالة عدم الاستقرار المستمرة التي أضعفت النظم الصحية.

الحاجة الملحة إلى استجابة فورية

وذكرا: علينا الآن التحرك وبشكل فوري لتحقيق استجابة فورية ومنسقة وشاملة تقودها السلطات الصحية المحلية والمنظمات الصحية الدولية وبالاستناد إلى التجارب السابقة الناجحة في البلدان ذات السياقات المماثلة في المنطقة، فإلى جانب الرصد البيئي وللحصول على صورة أوضح عن شلل الأطفال في غزة، نحتاج إلى تعزيز المعيار الذهبي للكشف عن شلل الأطفال وهو رصد الشلل الرخو الحاد (AFP) الذي يتضمن مراقبة حالات الضعف العضلي المفاجئ أو الشلل لتحديد العدوى المحتملة بشلل الأطفال. وفي حين أن المراقبة ضرورية لتقصي المرض، هناك حاجة أيضًا لاتخاذ إجراءات فورية للاستجابة لما يتاح لنا من بيانات، اذ يجب تنفيذ حملة تطعيم تفاعلية باستخدام لقاح شلل الأطفال الفموي الأحادي النوع 2 (mOPV2) أو لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد النوع 2 (nOPV2) لتعزيز المناعة ضد فيروس شلل الأطفال النوع 2 بحيث يعتمد اختيار اللقاح على ما هو معتمد من قبل السلطات الصحية، بالطبع. يجب أن تستفيد تنفيذ هذه الحملات من الأساليب المبتكرة وذات التكلفة المنخفضة نظرًا لتقلص الموارد ونقص مقدمي الخدمات الصحية والتحديات المتعلقة في صعوبة الوصول إلى المجتمعات الأكثر حاجة. كما بات التعاون متعدد القطاعات في هذا السياق أساسيا لأن شلل الأطفال هو فيروس ينتقل عن طريق الفم والبراز ويمكن أن ينتشر من خلال المياه الملوثة فعلى أصحاب المصلحة من القطاع الصحي التعاون مع قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة (WASH) لتحسين ممارسات الصرف الصحي والنظافة وضمان الوصول إلى المياه النظيفة للحد من انتشار الفيروس، كما أن هناك حاجة أيضًا إلى المزيد من الاستثمارات في تمكين المجتمع المحلي والذي يمكن أن يتم من خلال تعزيز التواصل المجتمعي الفعال وإشراك المجتمع بالتدابير الوقائية وخلق التوعية عن الخطوات التي يتم اتخاذها للسيطرة على انتشار الفيروس.

يشكل اكتشاف شلل الأطفال في قطاع غزة مصدر مثير للقلق اذ يشكل خطر للصحة العامة ويتطلب اتخاذ إجراءات لحماية الصحة في غزة وخارجها. السرعة هي المفتاح النجاح الحقيقي للاستجابة لهذا الخطر الصحي.

الكتاب
الدكتور مهند النسور هو طبيب وخبير معترف به دوليًا في مجال علم الأوبئة الميداني والبحوث التشغيلية ونظم الصحة العامة، وزميل gكلية الصحة العامة في المملكة المتحدة وهو المدير التنفيذي للشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت).

الدكتورة ندى أحمد هي أخصائية صحة عملت سابقًا، عملت في وزارة الصحة السودانية في مناصب قيادية مختلفة كمديرة صحة الأم والطفل، ومديرة برنامج التحصين الموسع، والمديرة العامة للرعاية الصحية الأولية. تعمل حاليًا كأخصائية تقنية أولى في امفنت.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: فیروس شلل الأطفال شلل الأطفال فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مركز تدريب بهيئة المستشفيات التعليمية يحصل على اعتماد المجلس الصحي

أعلنت وزارة الصحة والسكان، حصول مركز تدريب الأمانة العامة، برئاسة الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، على اعتماد المجلس الصحي المصري، كمركز تدريب معتمد في مختلف التخصصات الطبية.

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، تُعد ذراع بحثي للوزارة، تعمل على رفع كفاءة الأطقم الطبية بفئاتها المختلفة داخل وخارج الهيئة، من خلال منظومة بحثية وتدريبية متكاملة، تضم نخبة من الكوادر والخبرات العلمية والتدريبية.

اصرت علي مواصلة العمل رغم وفاة والدتها ..وزير الصحة يشكر طبيبة اشموننائب وزير الصحة تتفقد مراكز تنمية الأسرة بأسوان وتؤكد أهمية تمكين المرأة المصريةوزير الصحة يفتتح مؤتمر "قمة زراعة الأسنان" لمناقشة احدث الابتكاراتوزير الصحة: القيادة السياسية تضع الملف الصحي على رأس أولوياتها

وأضاف «عبدالغفار» أن المجلس الصحي المصري يعمل على التأهيل والتدريب التخصصي، وتطوير مستوى التدريب الطبي والصحي للفرق الطبية على الممارسة الطبية والصحية الآمنة، كما يختص باعتماد البرامج العلمية والتدريبية المهنية والتخصصية الصحية العليا لمرحلة ما بعد التعليم الجامعي، واعتماد الشهادات المهنية لمن يجتاز هذه البرامج في فروع العمل الصحي الطبي المختلفة من جهات التدريب المهني المعتمدة من المجلس، واختبارهم للتحقق من استيفائهم للتأهيل الكافي للممارسة الطبية والصحية التي تحقق أعلى درجة لأمان المرضى ولضمان تحسين الخدمات الصحية في مصر، وفقاً للسياسة الصحية والطبية العامة للدولة.

البحث العلمى والتدريب والتعليم الطبي المستمر

ومن جانبه، أفاد الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، أن الهدف الرئيسي من إنشاء الهيئة، يتمثل في البحث العلمى والتدريب والتعليم الطبي المستمر، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبية، بالكفاءة اللازمة.  

واستكمل أنه انطلاقا من هذا الدور الهام فإن الهيئة توفر البرامج التدريبية لجميع مقدمي الرعاية الصحية، كما إنشأت مركز تدريب الأمانة العامة منذ عام 2016، وتم تجهيزه بأحدث الوسائل المتطورة (قاعات محاضرات – قاعات تدريب – معامل محاكاة)، بالإضافة إلى مراكز تدريب في جميع المستشفيات والمعاهد، لإقامة المحاضرات والمؤتمرات وورش العمل، مع تفعيل نظام Moodle LMS في التدريب.

وأكد رئيس الهيئة أن هذا الاعتماد يأتي تحقيقًا للتكامل والتعاون في مجال التدريب بين المجلس والهيئة لتحقيق المعايير الدولية للممارسة الصحية الآمنة، لضمان تحقيق مركز تدريب الأمانة العامة بالهيئة للمعايير الدولية في مجال التدريب والتعليم الطبي.

فيما أوضح الدكتور أحمد هيبة مدير مركز تدريب الأمانة العامة بالهيئة، أن المركز منذ نشأته قام بتنظيم 33 دبلومة مهنية فى مختلف تخصصات الطب الدقيقة، وكان آخرها الدبلومة المهنية لأمراض السكر، والتي تم اعتمادها أيضًا من المجلس الصحي المصري.

وتابع أن عدد المتدربين في 30 دبلومة بلغ 2,683 متدرب، كما تم عقد 8 آلاف و284 برنامج تدريبي بمركز تدريب الهيئة ووحداتها، حيث بلغ عدد المتدربين 144 ألف و841 متدرب، ليصل إجمالي عدد المتدربين 147 ألف متدرب، كما حصل المركز على اعتماد جمعية القلب الأمريكية كمركز تدريب معتمد للبرامج التدريبية التي تنظمها الجمعية في مجال الإنعاش القلبي الأساسي والمتقدم، كما شاركت الجمعية مع الهيئة في إطلاق البرنامج الأول للرعاية المتقدمة لمرضى السكتة الدماغية.

مقالات مشابهة

  • «الصحة» تُعلن حصول مركز تدريب المستشفيات التعليمية على اعتماد المجلس الصحي المصري.. صور
  • مركز تدريب بهيئة المستشفيات التعليمية يحصل على اعتماد المجلس الصحي
  • الصحة تبحث سبل تعزيز التعاون الصحي مع وفد من الهلال الأحمر‏ القطري
  • الرعاية الصحية: منصة إلكترونية للأطباء وتوسيع حملات التوعية بمحافظات التأمين الصحي
  • الصحة: إجراءات فورية لتوفير الصبغة لجهاز الأشعة المقطعية بمستشفى حلوان
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • استشارية توضح دلالات الأظافر التي تأخذ شكل الملعقة وأسبابها الصحية..فيديو
  • مسيرة في حدائق الصحوة لتعزيز الوعي الصحي بالسمنة
  • محافظ أسوان: نقل تبعية دراو للرعاية الصحية ضمن مستشفيات التأمين الصحي
  • إطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة لحماية الأطفال وتعزيز الصحة العامة