العشاء الأخير في باريس: إهانة الرموز المقدسة على المنصة الأولمبية
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
28 يوليو، 2024
بغداد/المسلة: في خطوة أثارت غضباً واستنكاراً واسعين، وجه المطران مار بندكتوس يونان حنو، رئيس أساقفة أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، رسالة قوية إلى العالم، ينتقد فيها بشدة ما وصفه بإهانة صور العشاء الأخير للسيد المسيح، من خلال تمثيلها بشلة من المتحولين جنسياً خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس.
وفي بيانه توجه المطران بندكتوس إلى الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات وأبناء الأبرشية المباركين، معبراً عن صدمته العميقة من هذا الفعل الذي رأى فيه إهانة للرموز الدينية المسيحية. وقال: “تفاجئنا بافتتاح الألعاب الأولمبية التي تدل على الوعي الثقافي والحضاري للعالم، ولا سيما للعالم الغربي الذي يحترم حقوق الإنسان، أن تستغل هذه الألعاب التي من شأنها رفع مستوى الإنسان وتدل على رقيه وثقافته، نجدها اليوم تنحط إلى أوطأ المستويات وتبدأ بإهانة الرموز الدينية”.
وأضاف المطران في بيانه: “إنها تنطلق من فرنسا حيث الجذور المسيحية نجدها اليوم تهين صورة العشاء الأخير للرب يسوع المسيح مع تلاميذه، وتمثلها بشلة من المتحولين جنسياً التي يرفضهم العالم ولا يقبل بهم أي إنسان عاقل”. وأعرب المطران عن أسفه العميق لأن يكون هذا التصرف مسيئاً لقيم التسامح والاحترام التي يُفترض أن تعكسها الألعاب الأولمبية.
ويشير هذا الحدث إلى أزمة ثقافية ودينية عميقة تعصف بالعلاقات بين المجتمعات المختلفة. ففي حين أن الألعاب الأولمبية هي رمز للوحدة والتفاهم بين الشعوب، إلا أن استخدامها لتمثيلات مثيرة للجدل قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الدينية والثقافية. وقد أظهر هذا الحدث أن هناك فجوة كبيرة بين ما يعتبره البعض حرية تعبير وما يراه الآخرون تعدياً على مقدساتهم.
وفي مقابلة مع أحد المواطنين من كركوك، قال يوسف عبد المسيح: “لقد شعرت بالإهانة والغضب عندما شاهدت هذا التمثيل المسيء للعشاء الأخير. هذا ليس فقط انتهاكاً لديننا، بل هو استهزاء بمعتقداتنا وقيمنا”. وأضافت ماريا يوسف، وهي ناشطة مسيحية من الموصل: “نحن نطالب بإحترام رموزنا الدينية وعدم استخدامها لأغراض استفزازية. إن احترام المقدسات هو جزء أساسي من أي حوار حضاري”.
من جهتها، علقت ليلى حمودي، وهي أكاديمية : “هذه الحادثة تبرز الحاجة الملحة لحوار حقيقي بين الثقافات والأديان. يجب أن نتعلم كيف نعبر عن أنفسنا دون أن نجرح مشاعر الآخرين أو نهين معتقداتهم”.
وأوضحت رسالة المطران مار بندكتوس يونان حنو الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع الرموز الدينية في الفعاليات العامة، داعياً إلى احترام هذه الرموز وعدم استخدامها بطريقة تسيء إلى مشاعر المؤمنين. كما دعا إلى ضرورة إقامة حوار مفتوح وصريح بين الثقافات والأديان لتعزيز الفهم المتبادل والتعايش السلمي.
وقال المطران بندكتوس: يذكرني هذا الموقف بنص من سفر المكابين الثاني الفصل الرابع عندما أدخل “ياسون” الحضارة الهلنستية، وكانت متضمنة الألعاب الأولمبية، فاستغل فئة المراهقين ودمر بهم العبادة الدينة ونتيجتها كانت دمار المدينة.
وأضاف: أيها الأحبة اليوم فرنسا وغداً ربما بلد آخر، هذا هو المجتمع الغربي الذي نعتقد أن فيه مستقبل أولادنا لننتبه إلى أين نحن ذاهبون ولنحافظ على إيماننا وقيمنا الإيمانية والدينية والتاريخية وعلى أرضنا، لذا أدعو جميع أبناء الأبرشية الأعزاء لتخصيص يوم الاثنين للصوم من أجل أن يغفر لنا الرب هذه الإساءة، ولنحافظ على أولادنا وعائلاتنا وعلى كنائسنا وقيمنا التي إذا فقدناها أصبحنا بلا قيمة، ونصلي من أجل العالم الغربي أن يصحى على أخطائه وإساءته قبل فوات الأوان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة
إقرأ أيضاً:
مطران القدس يدعو للحج إلى الأراضي المقدسة في السنة اليوبيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجّه المطران يعقوب أفرام سمعان، مطران القدس والأراضي المقدسة والاردن لطائفة السريان الكاثوليك، دعوة مؤثرة إلى المؤمنين والحجاج من كل أنحاء العالم لزيارة الأراضي المقدسة خلال السنة اليوبيلية 2025، التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس عامًا مميزًا ومقدسًا تحت شعار “العودة إلى الله”.
في كلمته، شدّد المطران على أهمية هذا العام باعتباره فرصة فريدة للصلاة، والتأمل، وطلب الرحمة، والتوبة، وعيش المحبة والأخوة الإنسانية. وأكد أن الفاتيكان حدد ثلاثة مواقع رئيسية في الأراضي المقدسة لتكون محطات للحج، والتضرع، وطلب الغفران الكامل، وهي:
كنيسة القيامة في القدس، حيث انتصر النور على الظلمة بقيامة السيد المسيح.
كنيسة المهد في بيت لحم، حيث وُلدت البشارة بالخلاص.
كنيسة البشارة في الناصرة، حيث تجسد الرجاء في رسالة العذراء مريم.
وأشار إلى أن الأراضي المقدسة تمر بظروف صعبة منذ سنوات، مما أدى إلى تراجع أعداد الحجاج والزوار بشكل ملحوظ. لكنه أعرب عن أمله في أن تكون هذه السنة لحظة تاريخية مميزة، وفرصة للسلام، والازدهار الروحي، وتجديد الإيمان.
وختم بالدعاء قائلاً:
“لتكن هذه السنة اليوبيلية زمن نعمة ورحمة، ولتعد القلوب إلى الله بالصلاة، وليشهد العالم على جمال الإيمان المتجذر في هذه الأرض المقدسة. ولعل حجّكم هذا العام يكون خطوة نحو تحقيق السلام الذي يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.”