ليست الشمس وحدها .. القمر يؤثر كذلك على صحة البشر
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
اعتقد كثيرون قديمًا بأن القمر المكتمل يمكن أن يؤثر على جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال، ظن البعض بأنه يدفع البشر نحو سلوك أكثر عنفًا وعصبية. ويشير مصطلح ”مجنون" Lunatic إلى ذلك النوع من الأفكار حيث يأتي من المصطلح اللاتيني Lunar، والذي يعني القمر.
وعلى الرغم من ذلك، رفض الباحثون لسنوات طويلة هذا النوع من الأفكار، خاصة مع تضارب النتائج التي توصلت لها الدراسات بهذا الشأن.
ولكن توصلت عدة أبحاث مؤخرًا، حسبما يذكر موقع ناشيونال جيوغرافيك، إلى أن الدورة القمرية ”لها تأثير خفي" على بعض الأشخاص عندما يتعلق الأمر بالظواهر الدورية مثل النوم والدورة الشهرية عند النساء والتقلبات المزاجية للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب.
ففي دراسة حديثة منشورة على موقع المكتبة القومية للطب بالولايات المتحدة، قام باحثون بتتبع أنماط النوم باستخدام ساعات المعصم لدى مجموعتين مختلفتين تمامًا من المشاركين. وتتكون المجموعة الأولى من 100 فرد من قبائل توبا/ قوم بالمناطق الريفية في الأرجنتين والتي لا يستخدم الكثير منها الكهرباء، بينما تتكون المجموعة الثانية من مئات الطلبة بجامعة واشنطن في سياتل الأمريكية.
ووجد الباحثون أن في الليالي التي تسبق اكتمال القمر ذهب أفراد قبائل توبا/ قوم في الأرجنتين إلى النوم متأخرين 40 دقيقة في المتوسط، كما أنهم ناموا لمدة أقل بشكل عام. لكن ما لم يتوقعه الباحثون أن ذات الأمر تكرر لدى العديد من الطلاب الجامعيين في سياتل، وهي مدينة كبيرة يحجب الضوء الاصطناعي فيها ضوء القمر وغالباً ما لا يكون لدى الطلاب هناك أي فكرة عن موعد اكتمال القمر.
ويتوقع الباحث في مجال النوم بجامعة واشنطن والمشارك في الدراسة، هوراسيو دي لا إغليسيا، أن الأمر قد يعود إلى جاذبية القمر التي تكون أقوى لدى اكتماله بما يؤثر على أنماط النوم.
أما فيما يتعلق بالتقلبات المزاجية، أجرى باحثون في المعهد القومي للصحة النفسية بولاية ماريلاند الأمريكية دراسة تتبعوا خلالها مجموعة من مرضى الاكتئاب ثنائي القطب لمدة 37 عامًا. ووجد الباحثون أن التقلبات المزاجية لدى المرضى ما بين الهوس والاكتئاب ”تتزامن مع دورة القمر حول الأرض".
وفي دراسة أخرى امتدت لنحو 15 عاماً، توصل علماء إلى أن الدورة الشهرية لدى بعض الإناث تتطابق مع دورات القمر. ومع تقدم النساء في السن وزيادة تعرضهن للضوء الاصطناعي ليلاً، قصرت دوراتهن واختفى التطابق، وفقا للدراسة المنشورة على موقع ساينس العلمي.
ويرى الطبيب النفسي بالمعهد الوطني للصحة النفسية والمشارك في الدراستين، توماس وير، أن العديد من الدراسات السابقة بحثت الأمر فقط ”من خلال لقطات لأشخاص مختلفين في نقاط مختلفة من الدورة القمرية، بدلاً من تتبع المرضى على مر الزمن لاكتشاف الأنماط الدورية الدقيقة".
ويوضح وير أن هذا النوع من الدراسات يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق لصحة الإنسان حيث يقول: ”في كثير من الحالات أعتقد أنه يمكننا الاستفادة من هذه المعرفة لمنع بعض أعراض المرض التي تعتمد بشكل كبير على مقدار النوم الذي تحصل عليه. أعرف أن بعض الباحثين الآخرين يبحثون في هذا الأمر الآن وبجدية".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
القمر يتعرض لظاهرة فلكية نادرة
تحول القمر تدريجيا إلى اللون الأحمر في خسوف كلي، الجمعة، وهو مشهد فلكي نادر يُتوقع أن يتبعه بعد أسبوعين كسوف جزئي للشمس.
وسيكون خسوف القمر، وهو الأول لهذا العام، مرئيا في مرحلته الكاملة من القارة الأميركية، ومعظم المناطق الواقعة في المحيطين الهادئ والأطلسي، وكذلك في أقصى غرب أوروبا وأفريقيا.
تحدث ظاهرة الخسوف الكلي، التي تعرف أيضا باسم "قمر الدم"، مرتين تقريبا في السنة، عندما تكون الشمس والأرض والقمر في تراصف تام، ويكون القمر في مرحلته الكاملة.
ينزلق القمر إلى ظل الأرض، ما يحجب أشعة الشمس ويخفف تدريجيا الوهج الأبيض للكوكب.
لكنه لا ينطفئ، إذ تستمر الأرض في إرسال الضوء من الشمس إلى القمر، عبر الأشعة التي تأخذ لونا أحمر.
وقال عالم الفلك في جامعة نوتنغهام ترنت البريطانية دانييل براون، في حديث صحفي، إن ضوء الشمس الوحيد الذي يصل إلى القمر يكون "منحنيا ومنتشرا" عندما يمر عبر الغلاف الجوي للأرض.
وأضاف أن هذه الظاهرة تشبه الطريقة التي يمكن أن يتحول فيها الضوء إلى الوردي أو الأحمر خلال شروق الشمس أو غروبها على الأرض.
وكلما زاد عدد الغيوم وكمية الغبار في الغلاف الجوي للأرض، يظهر القمر أكثر احمرارا.
- كسوف جزئي للشمس
يستمر الخسوف نحو ست ساعات، ومرحلة اكتماله، أي عندما يكون القمر بالكامل في ظل الأرض، تستغرق أكثر من ساعة بقليل.
وفي أميركا الشمالية، يُفترض أن يكون مرئيا قرابة الساعة 05,09 بتوقيت غرينتش.
بعد أيام قليلة، في 29 مارس الجاري، سيحدث كسوف جزئي للشمس يغطي جزءا من الكرة الأرضية.
وسيكون مرئيا فوق شرق كندا وأوروبا وشمال روسيا وشمال غرب إفريقيا.
كما الحال مع خسوف القمر، يحدث كسوف الشمس عندما تكون الشمس والقمر والأرض في تراصف تام. لكن هذه المرة القمر هو الذي يأتي بين الشمس والأرض ويحجب النجم كليا أو جزئيا.
وحتى في حالة الكسوف الجزئي، لا ينبغي مراقبة الشمس مباشرة بالعين المجردة، ولكن فقط بمساعدة نظارات خاصة، إذ يمكن لأشعة الشمس أن تحرق شبكية العين، ما يؤدي إلى أذى دائم في البصر.