صورة رجل الأعمال الشاب الذي يُنظم الرحلات السياحية الداخلية والخارجية والبرامج الترفيهية ويُقدم العديد من الخدمات للعائلات العربية في دولة الملاذ الآمن، لم تكن كافية لغسل سمعة الإرهابي المصري الهارب حسام السيد السيد عبد المنعم خليفة، المعروف باسم "حسام خليفة"، وإخفاء شخصية التكفيري الهارب من أحكام بالسجن تزيد على المائة وعشرين عامًا في ست قضايا، لاتهامه، بالاشتراك مع آخرين، بارتكاب جرائم القتل والشروع في القتل والتظاهر والتجمهر وقطع الطريق والانضمام للخلايا الإخوانية المسلحة وحيازة أسلحة ومفرقعات وتخريب وإتلاف المرافق والممتلكات العامة.

بعد استقراره المؤقت في المحطة الأولى من محطات رحلة الهروب الكبير، كان الإخواني حسام خليفة يُحرض علانية على استهداف رجال الشرطة في مدينة الزقازيق، ثم يُعلن في منشورات عبر "الفيسبوك" أن قوات الأمن اقتحمت مسكنه في محافظة الشرقية تسع مرات للقبض على عدد من أفراد أسرته الإخوانية، من بينهم شقيقه عبد الله السيد، واقتحمت عدة أوكار بحثًا عنه في عدد من المحافظات قبل هروبه خارج البلاد.

كان الإرهابي الهارب يعترف بأنه على صلة اتصال وتواصل مع أعضاء الخلايا النوعية المسلحة التي كانت تستهدف رجال الشرطة داخل مصر، وكتب منشورًا عبر "الفيسبوك" بتاريخ الأربعاء الثالث من مايو 2017، اعترف فيه بأن حركة "حسم" الإرهابية "تتبع وبكل فخر أبناء جماعة الإخوان"، مؤكدًا أنها نفذت هجومًا إرهابيًا على كمين دائري مدينة نصر بالقاهرة في الأول من مايو 2017. وكان هذا الاعتراف يعني أن قيادات التنظيم الإخواني المصري بالخارج يتابعون جرائم حسام خليفة، وهم يعقدون معه صفقات تزوير جوازات السفر ويطلبون منه تنفيذ مهام خاصة، ثم يزعمون أن "الجماعة الأم تلتزم بالسلمية" وتتبرأ من التكفيريين الأعضاء في الخلايا المسلحة!

ظهر الإرهابي حسام خليفة في صدارة صفوف أعضاء ما يُسمى "المكتب العام لجماعة الإخوان" الإرهابية في العديد من المناسبات، وكان يلتقط الصور التذكارية مع أخطر التكفيريين الهاربين المشاركين في معسكرات تدريب الإرهابيين بالمناطق النائية في محطة الهروب الأولى.

وفي الرابع عشر من يوليو 2017، اعترف الإخواني الهارب بأن قوات الأمن اقتحمت مسكنه في عاصمة دولة الملاذ الآمن لتنفيذ أمر ضبطه وإحضاره في بلاغ قدمه القيادي الإخواني صبري خلف الله، عضو مجلس الشعب السابق وعضو مجلس شورى الجماعة الإرهابية ومسؤول المكتب الإداري السابق للجماعة بمحافظة الإسماعيلية. وزعم أنه فوجئ بإقامة دعوى قضائية تتهمه بالتبديد وخيانة الأمانة والاستيلاء على مبالغ مالية سُلمت له يدًا بيد ليقوم بتسليمها إلى إخواني آخر، وكانت صدمته كبيرة عندما رأى إخوانه أعضاء الجماعة يشهدون عليه أمام المحكمة ويُقسمون بأغلظ الأيمان على صحة ما جاء في بلاغ الاتهام المُختلق!

وكشف إخواني هارب كواليس الاتهامات المتبادلة بين حسام خليفة وآخرين من قيادات "الإخوان"، وقال إنه لم يتسلم المبالغ المالية على سبيل الأمانة، وإنما سُلمت له لتنفيذ مهمة تزوير جواز سفر لطالب إخواني هارب. وأكد الإرهابي الشاهد أن حسام خليفة نفذ ما طلبه "الإخوان" منه في وقائع سابقة وسلمهم جوازات السفر المُزيفة، ولكنه فشل في تنفيذ المهمة الأخيرة فطالبوه بتحمل المسؤولية ورد المبالغ كاملة. فامتنع عن الرد على اتصالاتهم الهاتفية وتهرب من الجميع. وعندما تحقق من فشله في الحصول على المبلغ المطلوب، تجرأ وأعلن رفضه لجميع طلباتهم، فهددوه بإقامة دعوى قضائية تتهمه بالنصب والاحتيال فاستقبل التهديد بالسخرية، لأنه كان يعلم أن قيادات "الإخوان" شركاء له في جرائم تزوير جوازات السفر ولن يقدموا بلاغًا يكشف بعضًا من جرائمهم. ولم يتوقع أن يختلقوا له قضية تبديد وخيانة أمانة متكاملة الأركان!

غادر الإرهابي حسام خليفة محطة الملاذ اﻵمن الأولى مطرودًا وانتقل إلى دولة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وقبل نهاية شهر نوفمبر من العام 2019، ظهر في ثوب جديد وارتدى قناع رجل الأعمال الشاب الذي يؤسس ويدير شركات سياحية ويُنظم الرحلات الداخلية والخارجية والبرامج الترفيهية، كي تكون غطاءً مناسبًا لعمليات غسل أموال "الإخوان" ونقل الإرهابيين الهاربين من دولة إلى أخرى.

وتعددت أسماء الشركات السياحية التي يتخفى خلفها هو وعدد من شركائه منذ بداية العام 2020 وحتى نهاية النصف الأول من العام 2024، ولكن ظلت شخصية الإرهابي التكفيري كما هي دون تغيير أو تبديل، ولم يتوقف نشاطه الإرهابي المعروف.. وعلى نفسها جَنَت براقش!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حسام خلیفة

إقرأ أيضاً:

مصر وتركيا..وماء التفاؤل

رئيس مصر، عبد الفتاح السيسي، يزور تركيا، ويلتقي رئيسها رجب طيب أردوغان، في الأحوال قد يبدو هذا خبراً عادياً، غير أنه بالنظر لعمق الخلافات وتناقض الأهداف بين القاهرة وأنقرة منذ قرابة عقد من الزمان، فإننا فعلاً إزاء زيارة تاريخية ولقاء نادر بين زعامة البلدين الكبيرين في هذا المشرق.
الرئيس السيسي شدد على أن علاقات "تاريخية" تجمع بين البلدين. والحق أن هذا الوصف حقيقي وليس من باب المجاز أو المجاملات الدبلوماسية، لن نعود للزمن الموغل قدماً، بل لزمن أقرب، فمصر أيام محمد علي باشا هي أكبر "ولاية" عثمانية عربية تستقل عن الباب العالي، تستقل "عملياً" وإن ظلت تابعة معنوياً واسمياً.
أما في العصر القريب، بل القريب جداً، أعني عصر أردوغان الحالي، فإن العلاقة "انفجرت" بعد اصطفاف تركيا الإردوغانية إلى جماعة "الإخوان"، ومصادمة الإرادة المصرية، الدولتية والشعبية، بنبذ حكم "الإخوان" وممثلهم محمد مرسي.
الباقي معلوم، تركيا سخرت سياساتها وإعلامها لمناهضة التحول المصري بعيداً عن الإخوان، واستضافت كل أعداء العهد المصري الجديد، وفي مقدمهم قادة ونشطاء الإخوان، وهؤلاء انطلقوا في حملات إعلامية من منصاتهم في تركيا.
لم يقف الأمر عند السياسة والبروباغندا المعادية، فقد رأينا توغلاً ونشاطاً تركياً عسكرياً في ليبيا بدرجة حادة، وفي سودان البشير بدرجة أخرى.
لكن هذا كان من قبل، نحن شهدنا تحسناً في العلاقات بدأ عام 2020 عندما أطلقت أنقرة حملة دبلوماسية لتخفيف التوترات مع جيرانها في المنطقة.
بخصوص القمة الحالية بين مصر وتركيا واللقاء الذي توج بترؤس الرئيسين المصري والتركي لأول اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى في أنقرة، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات عدة، فقد اتفق الطرفان خلال الاجتماع على 36 بنداً شملت كافة مجالات التعاون المشتركة، والذهاب نحو آفاق دعم التعاون الثنائي في مجال الطاقة وتغير المناخ والإسكان ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
الرئيس السيسي ذكر أنه تم الاتفاق على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، وطي صفحة تلك الأزمة من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة.
هل نحن أمام تحول نهائي ومستدام في العلاقات المضطربة بين مصر وتركيا، وتأسيس قواعد علاقات صحية وغير باطنية!؟
هذا هو المأمول بين بلدين هما من أعمدة منطقة الشرق الأوسط وركيزتان من ركائز العالم الإسلامي. غير أن الدنيا وعوادي الزمن ورياح السياسة تجعلنا، ولا بأس في ذلك، نتفاءل..مع بعض الاقتصاد في الإنفاق من هذا التفاؤل.

مقالات مشابهة

  • مصادر دبلوماسية: التزوير والعنف الجزائري يحرم القارة الإفريقية من فرص مهمة للتطور
  • تفاصيل خطة وزارة الصحة استعدادا لبداية العام الدراسي الجديد -(فيديو)
  • الصحة: لم نرصد أي إصابة بفيروس جدري القرود
  • تفاصيل استعدادات وزارة الصحة لبداية العام الدراسي الجديد (فيديو)
  • غدًا..  أولي جلسات محاكمة القيادي الإخواني يحيى موسى و57 عنصرًا إرهابيًا آخرين لإنضمامهم لداعش
  • مصر وتركيا..وماء التفاؤل
  • أسايش أربيل تعتقل المتهم الهارب من بغداد بمساعدة ضابط شرطة
  • مكافحة التزوير واغلاق المراكز الاحتيالية
  • بحضور المشير خليفة حفتر.. توقيع هدنة شاملة بين التبو والطوارق
  • اللجنة المكلفة بالتحقيق في انفجار صهريج الغاز في عدن تكشف تفاصيل الواقعة وأسبابها والمسؤول الهارب