موجة الحر: توصيات بتجنب الخروج والتنقل لكبار السن والأطفال إلا للضرورة
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
أصدرت مصالح الحماية المدنية، اليوم الأحد، بيانا صحفيا، دعت فيه المواطنين إلى توخي الحذر واتباع الإجراءات الوقائية لتجنب الأخطار المتعلقة بموجة الحر التي تشهدها عدة ولايات من الوطن خلال هذه الأيام.
وأوصت المصالح بعدم التعرض لأشعة الشمس خاصة الأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال, مع تجنب الخروج والتنقل خلال هذه الفترة إلا في حالات الضرورة, ومن المستحسن الخروج في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء والبقاء تحت الظل قدر المستطاع, مع ارتداء قبعة و ملابس خفيفة (القطن), فاتحة اللون.
كما توصي باستحداث تيار هوائي في المبنى بمجرد أن تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من درجة الحرارة الداخلية, إلى جانب الحرص على إغلاق النوافذ والستائر وواجهات الشرفات التي تتعرض لأشعة الشمس طوال النهار مع إطفاء الأنوار الكهربائية أو التقليل من استعمالها.
وحذرت في نفس السياق, من ترك الأطفال وحدهم بداخل سيارة, إضافة إلى تجنب الأعمال التي تتطلب مجهودات بدنية (الرياضة, البستنة, والحرف الأخرى…), كما نصحت من جانب آخر, بتقديم الماء للأشخاص المسنين والأطفال والمرضى وشربه بانتظام.
أما بالنسبة لسائقي السيارات والذين لا تتوفر مركباتهم على مكيف هوائي, فمن المستحسن تفادي قطع مسافات طويلة خلال الأوقات التي تشتد فيها الحرارة, ومن الأفضل برمجتها في وقت متأخر من المساء عند انخفاض دراجات الحرارة أو بالليل.
وفيما يتعلق بالسباحة, فقد حثت ذات المصالح على تجنب السباحة في المسطحات المائية (السدود, البرك المائية, الأحواض…), وكذلك الذهاب إلى الشواطئ الممنوعة للسباحة.
وبخصوص الراغبين في التوجه الى الفضاءات الغابية, نصحت نفس المصالح بتفادي إحداث أي شيء يتسبب في اندلاع حرائق الغابات.
وتضع المديرية العامة للحماية المدنية, الرقم الأخضر 1021 أو رقم النجدة 14 تحت تصرف المواطنين لإبلاغ على أي خطر مع تحديد طبيعته والعنوان بالضبط من أجل تدخل سريع وفعال.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
أجا الليل وأجا همه.. المساء كابوس يومي يرعب أهالي غزة
"ليلة معتمة في غزة، لا طعام ولا وقود ولا مياه ولا كهرباء ولا إنترنت مع تواصل للقصف العنيف على القطاع.. هذا ما يحدث في غزة كل ليلة ولم نخبركم عنه"، بهذه الكلمات عبّر الصحفي الفلسطيني محمود ذكي العامودي في تغريدة على موقع "إكس" عن معاناة أهالي قطاع غزة اليومية مع دخول الليل.
معاناة الفلسطينيين اليومية مع الليل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جعلت عبارة "أجا الليل وأجا همه" من الأكثر العبارات اليومية انتشارا بين الناس، ووصل صداها إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي مطلق حرب إبادة جماعية على القطاع، أسفرت لحدود الساعة عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ولشرح الحالة وتوضيحها، نشر الناشط الفلسطيني في تدوينة على موقع إكس فيديو لسيدة تحتضن طفليها وتحاول تهدئتهما أثناء القصف الإسرائيلي، وعلق على المشهد قائلا "حالنا وحال كل بيت كل يوم وكل لحظة في غزة، نساؤنا ينمن بملابس الصلاة وأطفالنا ينامون بصعوبة وبكاؤهم لا ينقطع.. اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا".
حالنا وحال كل بيت كل يوم وكل لحظة في غزة
قصف وانفجارات مستمرة
نساؤنا ينامن بملابس الصلاة
أطفالنا ينامون بصعوبة وبكائهم لا ينقطع
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا pic.twitter.com/fjSVu1piwr
— محمد سعيد ???????? (@MhmedPs) November 1, 2023
فيلم رعب"الجو الآن أشبه بفيلم رعب حقيقي!.. عتمة شديدة وظلام دامس، وقصف مدفعي من الدبابات، و(قصف) جوي من الطائرات، وأصوات لشظايا تتطاير بفعل ضربات الموت"، مشهد آخر لحالة الرعب الليلية وهذه المرة على لسان الصحفية الفلسطينية علا عطا الله.
وتضيف عطا الله، في تدوينة على موقع إكس بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، "عواصف ورياح ومطر غزير على البيوت المفتوحة نوافذها، وأصوات الكلاب الضالة التي لا تهدأ، وليل مدينة غزة معجون بالقلق والخوف.. ليلها لا يغفو ولا ينام".
الجو الآن أشبه بفيلم رعب حقيقي!
عتمة شديدة وظلام دامس
قصف مدفعي من الدبابات وجوي من الطائرات
أصوات لشظايا تتطاير بفعل ضربات الموت
عواصف ورياح ومطر غزير على البيوت المفتوحة نوافذها
أصوات الكلاب الضالة التي لا تهدأ
ليل مدينة غزة معجون بالقلق والخوف
ليلها لا يغفو ولا ينام…
— عُـلا عطاالله (@OlaAtaallah) November 19, 2023
20 يوميا فقط مرت على كتابة هذه السطور قبل أن تنضم الصحفية الفلسطينية علا عطا الله برفقة عائلتها إلى قوائم الشهداء بقصف إسرائيلي استهدف منزلها في حي الدرج بمدينة غزة مساء الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023.
لا توجد ليلة هادئة منذ بداية الحرب، هذا ما تؤكده أم صلاح من جباليا شمالي غزة، وتضيف "نحن صامدون في غزة رغم أننا نرى الموت أمامنا في كل يوم وكل ثانية، ومع ذلك أحاول أن أضع حجرا على قلبي وألا أظهر الخوف أمام أطفالي حتى لا أشعرهم بالخوف والضعف".
وتقول في حديث للجزيرة نت "في كل ليلة يستيقظ أطفالي عدة مرات مرعوبين مع كل غارة إسرائيلية، ثم يعودون للنوم مرة أخرى، لقد أصبحوا يفرقون في عتمة الليل بين أصوات القذائف، فهذا صاروخ طائرة إف 16، وهذا صاروخ طائرة زنانة، وهذه قذيفة مدفعية".
وتؤكد أم صلاح أنه مع استمرار القصف وانقطاع الكهرباء، لا يفارق الكشاف الصغير أو كشاف الهاتف المحمول أيدي أمهات قطاع غزة طوال الليل، فهي -مثلهن- تطمئن به أبناءها الخائفين من الظلام، وتطمن به عليهم وعلى سلامتهم.
وتشير إلى أنها مثل كل الأمهات في غزة لا تأخذ حظها من النوم بسبب الخوف الشديد على أطفالها وخاصة عندما يكون القصف قريبا وتتطاير الشظايا والغبار في كل مكان. وتضيف "الحقيقة أن كل أمّ في غزة تنتظر الصباح بفارغ الصبر".
خلفهم النيران والدبابات تحيط بهم والصواريخ من فوقهم ..
ليس مشهداً سينمائياً! هذا هو ليل غزة! pic.twitter.com/XtXc6s4l2c
— MO (@Abu_Salah9) October 30, 2024
كابوس يوميبدوره، يقول المحامي والناشط الحقوقي مروان البرش إن "الليل في غزة وخاصة في منطقة جباليا كابوس حقيقي حيث لا توجد إضاءة أو كهرباء، ووسط الظلام الدامس تنهمر كافة أنواع القذائف والصواريخ من السماء كالمطر".
ويضيف للجزيرة نت "أهل غزة لا يذوقون النوم في الليل حيث يجتمع عليهم الظلام، والقصف الذي لا يتوقف، والبرد الشديد وعدم وجود مأوى حيث يفترشون الخيام خارج البيوت المدمرة".
بداية من صلاة المغرب وحتى السادسة صباحا لا يستطيع أحد الخروج من بيته أو خيمته في مراكز الإيواء، بحسب البرش، الذي يؤكد أنه لا يوجد أي شخص يجرؤ على الحركة ليلا في شوارع شمال قطاع غزة، ومن يتحرك يتم استهدافه مباشرة بالطائرات المسيرة (الزنانة) أو "كواد كابتر".
ويتابع "الناس تخاف ليلا من قذائف المدفعية أكثر من الصواريخ، لأن الصواريخ تكون موجهة وتقتل مباشرة، أما المدفعية فتسقط بشكل عشوائي وتخلّف إصابات مروعة وبترا للأطراف، وفي ظل عدم توفير خدمات طبية يصبح المصاب ميتا مع وقف التنفيذ".
هذا ليل غزة! pic.twitter.com/bDio0B1S95
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) June 8, 2024
ويشير البرش إلى أنه مع غروب الشمس، تجمع كل أم أولادها حولها ولا تستطيع النوم طوال الليل خوفا عليهم، أما الأطفال فلا يتوقفون عن البكاء، فهم يعيشون في رعب طوال الليل مع تساقط القذائف بالقرب منهم.
ويختم حديثه قائلا "مهما حاولت سأعجز عن وصف وضعنا مع الليل لأنه صعب جدا، فمع دخول وقت أذان المغرب يسيطر الخوف على قلوب أهالي غزة، صحيح أن الناس أصبحت لا تخاف من الموت، لكنهم يخافون بالطبع على أولادهم وزوجاتهم، ويحاولون حمايتهم قدر المستطاع".