روائي موريتاني لـعربي21: مثقفو موريتانيا تعاطوا منذ اللحظة الأولى مع طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
قال الشاعر والروائي الموريتاني، المختار السالم، إن الشعراء والأدباء، والمثقفون الموريتانيون عموما تعاطوا منذ اللحظة الأولى لـ"طوفان الأقصى" مع الحدث، باعتباره حدثهم الحضاري الأول الذي لا يسبقه أي شيء مما يجري في المنطقة والعالم.
وأضاف المختار السالم، في مقابلة مع "عربي21" أنّ هذا التعاطي قد تجلّى في صبيب عال من الشعر والمقالات والكتابات والتدوينات والأعمال الفنية الأخرى، فضلا عن التظاهرات والوقوف المؤيدة للقضية الفلسطينية.
ولفت أيضا إلى أن أدباء موريتانيا هم أول من قاموا بنشر "ديوان طوفان الأقصى"، الذي أبدع قصائده كبار شعراء البلاد، وكلها قصائد تغنّت بالحق الفلسطيني، والوقوف مع المقاومة، وإدانة الاحتلال الصهيوني لأرض المعراج الأغر.
وهذا نص المقابلة:
1- في البداية كيف تعاطي الشعراء والأدباء في موريتانيا مع تطورات القضية الفلسطينية عقب العدوان على غزة؟
الشعراء والأدباء، بل المثقفون الموريتانيون عموما تعاطوا منذ اللحظة الأولى لـ"طوفان الأقصى" مع الحدث، باعتباره حدثهم الحضاري الأول. الذي لا يسبقه أي شيء ممّا يجري في المنطقة والعالم.
القضية الفلسطينية قضية إجماع في موريتانيا، وهي باعتراف رسمي وشعبي "قضية وطنية" موريتانية.
وتجلّى هذا التعاطي في صبيب عال من الشعر والمقالات والكتابات والتدوينات والأعمال الفنية الأخرى، فضلا عن التظاهرات والمواقف المؤيدة لقضيتنا الفلسطينية.
وكان أدباء موريتانيا أول من قام بنشر "ديوان طوفان الأقصى"، الذي أبدع قصائده كبار شعراء البلاد، وكلها قصائد تغنت بالحق الفلسطيني وبالوقوف مع المقاومة، وإدانة الاحتلال الصهيوني لأرض المعراج الأغر.
كما أن الجامعات والمعاهد في البلاد قد بادرت بإطلاق تسمية "طوفان الأقصى" على الدفعات المتخرجة الجديدة من كلياتها.
قاد الشعراء الموريتانيون أيضا عمليات التبرّع الشعبية التي نظمت في البلاد وكانت ظاهر لافتة، تمكّن من خلالها الموريتانيون من جمع المليارات لصالح سكان غزة.
2- ما الذي يجب أن يفعل الشعراء والأدباء في الوطن العربي من أجل القضية الفلسطينية؟
كل شيء، هذه قضية دينية في المقام الأول، قضية كرامة، قضية إنسانية. واجب أخلاقي تجاه الوقف الإسلامي. هذه أعدل قضية عند العرب والمسلمين، ولا يحق التنازل بل التراخي في العمل لها ثانية واحدة. تجب المقاومة بالنفس والمال والثقافة. فلسطين ملك لمليارين من المسلمين، ولا يمكن أن تبقى محتلة من طرفة شتات غربي لا يجمعه سوى البعد الصليبي المقيت.
3- كيف تعلّق على ما يراه البعض تراجعا في حضور القضية الفلسطينية في الإنتاج الأدبي والشعري العربي؟
لا أظن القضية الفلسطينية تراجعت في الأدب العربي. بل هي تيمة ثابتة وقاسم مشترك بين الشعراء العرب.
صحيح أن هناك نوعا من التقيّة الأدبية عند الشعراء المحكومين من "العائلات" التي تمست زورا بـ"الإبراهيمية" التي تعمل وصية على حدود الاستعمار والإمبريالية الغربية.. نعم. هناك شعراء في بعض دول الخليج خضعوا لترهيب أجهزتهم الأمنية وأنظمتهم القمعية شديدة البؤس، التي تنفذ الآن أجندة القضاء على الحلم العربي في التحرّر، لأن هذا التحرر يعني زوال النعمة التي ترفل فيها تلك العائلات.
وقد لاحظنا محاولة قمع الصوت العربي الشعري المؤيد لفلسطين حتى في برامج إعلامية مثل "أمير الشعراء".
ولكن هذا لا يسرى على آلاف الشعراء العرب، من الذين لا يمكن لأي قوة إسكاتهم عن خدمة حضارتهم وقضايا أمتهم والتعبير عن مشاعر شعوبهم. "الأدلاء الرغاليون" و"الأنظمة المنشارية" إلى أفول حتمي.
4- برأيك هل ما تزال القصيدة قادرة على التأثير في المجتمعات والأنظمة؟
وقادرة على أكثر من التأثير، لأنَّ القصيدة قادرة على التنظير والإلهام.. الشّعر هو الفن البشريّ الأول والأسمى. والشعر ثروة الإنسان وعيا وفكرا. والمجتمعات لن تستغني عن الشعر والموسيقى والرسم.. إلخ.
5- أصدرت أول ديوان من الشعر النثري في موريتانيا، حدّثنا عن ديوان البافور؟
نعم. في عام 2016 اتخذت قرار بإصدار أول ديوان من الشعر النثر في "بلاد المليون شاعر". كان حدثا ثقافيا وأقيمت أول ندوة نقدية من نوعها لهذا الديوان.
كما تحولت المقدمة التي كتبها لذلك الديوان المفكر، بدي أبنو المرابطي" إلى أساس كتابه "فلسفة الشعر" الذي صدر لاحقا.
وديوان "البافور" ضمّ بين الديوان 32 قصيدة، ويقع في 110 صفحات من الحجم المتوسط. وقد أصبح مادة للدرس في كلية الآداب. أزعم أنني تحدّيت الذائقة التقليدية الشنقيطية وأصدرت شعرا خارجا على قواعد موروثة منذ عشرات القرون.
لقد مهّد هذا الديوان لقصائد أخرى كتبتها ومن خلالها طرق بقوة في الساحة الأدبية الموريتانية مصطلح "الحداثة" و"ما بعد الحداثة".
وقد نشرت ديوانا ثانيا من الشعر النثري هو "زمن الأنفاس المهجورة"، والآن تحت الطبع الديوان الثالث من هاذ اللون الشعري وعنوانه "إنَّ".
لقد كتبت الشعر النثري وأنا المتمكّن من القصيدة الخليلية، وذلك بدافع تجاوز القوالب النمطية ليس في جانبها الفني الشكلي، وإنما في بنيتها اللغوية والتعبيرية.
لا أسعد بلقب رائد أدب الحداثة في موريتانيا، بل أسعد بأنَّ الحداثة لم تعد "منكرا أدبيا" على الأقل عند النخبة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطينية موريتانيا غزة فلسطين غزة موريتانيا طوفان الاقصي تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الشعراء والأدباء طوفان الأقصى فی موریتانیا من الشعر
إقرأ أيضاً:
مثقفو العراق يطلقون “مبادرة عراقيون” من اجل هوية وطنية جامعة
أبريل 26, 2025آخر تحديث: أبريل 26, 2025
المستقلة/-اطلق مجموعة من مثقفي العراق والناشطين والاكاديميين والصحفيين، اليوم السبت، مبادرة وطنية تهدف الى تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم التسامح والمحبة والاخاء بين أفراد ومكونات العراق كافة.
وجاء في البيان الذي القي، في تجمع أقيم اليوم السبت، في بغداد “نقف اليوم، نحن مجموعة من المثقفين والناشطين والأكاديميين والصحفيين رجالاً ونساء، واستكمالاً لمواقف سابقة، لنعلن بصوتٍ عالٍ عن تمسكنا بالعراق وشعبه، ونستلهم من هويتنا العراقية الحضارية الجامعة قيم التسامح والمحبة والاخاء بين أفراد ومكونات العراق، ولنؤكد رفضنا التام للعبث بمصير وطننا الذي أثخنته الحروب والفساد والخيبات، ولنقف بحزم أمام أية محاولات داخلية أو خارجية لربط مصيره بمصائر بلدان أخرى، أو التفريط بمصالحه، أو التهاون في امتهان كرامة شعبه”.
وأوضح البيان أن “مبادرة عراقيون”، هي “مبادرة ثقافية مدنية بلا دوافع سياسية وليست جزءاً من أي مشروع انتخابي، وإنما تسعى إلى اصطفاف وطني معبر عن صوت الضمير العراقي، لإيمانها بأن الحرية، والمدنية، والتعددية، والشفافية، وكرامة الإنسان، ركائز أساسية لبناء دولة ومجتمع قويّين”.
وحمّلت المبادرة القوى السياسية جميعها مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد، منبه إلى إنّ “عدم مراجعة المسيرة الماضية والتهرّب من نقدها وإصلاحها، سيعجّل بانهيار البلد، ولا حلّ للإنقاذ إلا بتصحيح المسار، تصحيحاً جذرياً مهما كان مؤلماً”.
ودعت الى اتخاذ خطوات كبادرة للإصلاح تتمثل بتطبيق قانون الأحزاب بشكل صارم، ومنع مشاركة أي حزب أو كيان سياسي لا يُثبت تخليه عن السلاح، ولا يُفصح عن مصادر تمويله، وإرساء الحريات العامة وحمايتها دستورياً، وفي مقدمتها حرية التعبير والصحافة والتنظيم، دون قيدٍ أو شرط.
كما دعت الى الالتزام الكامل بمبدأ التداول السلمي للسلطة ورفض الاحتكام إلى العنف والاستقواء الخارجي في فرض الإرادات، مع تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال اعتماد سياسات اقتصادية عادلة وفاعلة، والسعي إلى تقليص الطابع الاستهلاكي الذي يهيمن على الاقتصاد العراقي، بما يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة ويراعي الحقوق الأساسية لجميع المواطنين رجالا ونساء دون تمييز.
5وطالبت حلّ كافة الجماعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة، التي تتحصن خلف شعارات طائفية أو إيديولوجية، والعمل على نزع السلاح من أي فرد أو مجموعة لا تنتظم في صفوف القوات المسلحة الرسمية.مع محاسبة كل المتورطين بقتل المتظاهرين ونهب المال العام، مهما كانت مواقعهم أو انتماءاتهم، وتفعيل مؤسسات الرقابة والقضاء المستقل بما يضمن محاسبة المقصرين والفاسدين بعيدًا عن أي تأثير سياسي.
وتضمن المبادرة الدعوة لحماية استقلالية الإعلام والجامعات ومنظمات المجتمع المدني وتمكينها من أداء دورها الرقابي بحرية ومسؤولية.
كما دعت الى إشراف دولي ومحلي ضامن لتنقية العملية الانتخابية من عمليات التزوير والخروق الأخرى المحتملة في الانتخابات المقبلة. إضافة الى الابتعاد عن نهج المحاصصة في أدارة الدولة واعتماد نهج دولة المواطنة القائمة على الحقوق والواجبات والحريات لكافة مواطني العراق رجالا ونساء.
وفي الختام دعا أعضاء المبادرة في بيانهم من يلتقون مع مبادئها وأهدافها ممن لديهم اسهامات ثقافية مدنية اكاديمية إلى الانضمام اليها.