بالقرار التاريخى الذى اتخذه الرئيس جون بايدن بالتنحى عن خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، انهمرت الأسئلة وتدفقت التحليلات، لا فى واشنطن فحسب، بل فى كل عواصم العالم تقريباً، ذلك أن الرجل يشغل أكبر منصب فى العالم. إنه رئيس أكبر قوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية وطبية وفنية إلى آخره.
وبالمناسبة قال لى أحد الأطباء فى دبى مرة إن الطب فى أمريكا متقدم عن الطب فى أوروبا بنحو 100 سنة!.
المهم... لقد تنحى بايدن إذن، بعد أن أقنعوه بأن صحته البدنية والذهنية تحول دون أن يسوس بلاده بكفاءة، وبعد أن ظل الرجل يقاوم ببسالة فكرة التخلى عن الترشح للرئاسة، زاعماً أن صحته على ما يرام، عاد ورضخ لقوانين الطبيعة، المتمثلة فى شحوب قدراته الصحية والذهنية التى رأينا فى الأسابيع الأخيرة ملامح مؤسفة لهذا الشحوب.
والسؤال... متى يتنحى الرئيس؟ أو متى ينبغى على رئيس أى دولة أن يتخلى عن سلطاته بنفسه؟ الحق أن هذا الأمر بالغ الحساسية، فالسلطة والمال يمثلان أكبر عشق يستحوذ على عقول الناس وقلوبهم وأنفسهم. وإذا وصل أحدهم إلى السلطة فمن الصعب التخلى عنها بنفسه إلا إذا كان محاطاً بمؤسسات وأحزاب قوية قادرة على فرض قوانين (اللعبة الديمقراطية) التى ارتضاها الجميع، ومنها إبعاد الرئيس نفسه، إذا لزم الأمر، عن عرين السلطة.
فى حالة بايدن أعلن الوهن الذى أصاب الجسد قراره بضرورة تخليه عن السلطة، أما فى حالة الرئيس الجمهورى ريتشارد نيكسون (1913/ 1994)، فقد ترك السلطة مجبراً بعد أن أثبتت التحقيقات أنه كان يتجسس على الحزب الديمقراطى عام 1972، فاضطر إلى الاستقالة من منصبه الرئاسى عام 1974 وتمت محاكمته، ثم أصدر الرئيس جيرالد فورد قراراً بالعفو عنه، وقد اشتهرت هذه الواقعة باسم (فضيحة ووترجيت).
لاحظ أن الذبول الجسدى الذى اعترى بايدن دفع رجال الأعمال الذين يمولون حملته الانتخابية إلى الإحجام عن تمويل رجل بينه وبين انهيار جسده وقت قصير، علاوة على الضغوط التى انهمرت فوق رأسه من قبل كبار القادة فى الحزب الديمقراطى، كلها تطالبه بوأد حلمه فى البقاء مرة أخرى فى البيت الأبيض.
هكذا إذن امتثل بايدن للأمر الواقع، وهو هنا يتعامل مع جسده المنهك وتياره السياسى الرافض بذكاء وحنكة، فلم يعاند ولم يتكبر ولم يتجبر، وأيقن، أن المستقبل أغلق نوافذ الأمل الرئاسى فى وجهه، وأن عليه أن يفسح المجال لمرشح آخر يمتلك جسداً أكثر حيوية ونشاطاً.
وها هى نائبة الرئيس كمالا هاريس تتقدم الصفوف، وتحظى بتأييد كبار القادة فى الحزب الديمقراطى بمن فيهم الرئيس بايدن نفسه، وتنهال عليها أكثر من 100 مليون دولار من قبل الممولين.
أجل... خلال الشهور المقبلة، سيتابع العالم كله، بلهاث، صراعاً حيوياً على السلطة فى أكبر دولة فى العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ناصر عراق انتخابات الرئاسة أوروبا
إقرأ أيضاً:
الغرف التجارية: تشغيل أكبر مصنع غزل ونسيج في العالم بالمحلة الكبرى يوفر آلاف فرص العمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور محمد عطية الفيومي، رئيس غرفة القليوبية التجارية، وأمين صندوق الاتحاد العام للغرف التجارية، إن تكليفات الرئيس منحت شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى الحياة، باعتبارها أكبر مصنع للغزل والنسيج وأكبر مركز تصديري للصناعة.
وأضاف الفيومي أن تشغيل أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم في مدينة المحلة الكبرى سيسهم بشكل كبير في تعزيز عملية التصنيع المحلي، فضلاً عن توفير فرص عمل كبيرة للشباب.
وأوضح رئيس غرفة القليوبية أن المرحلة الأولى من المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج، التي تشمل ثلاث مراحل، تتضمن تشغيل مصنع غزل 4، ومصنع غزل 1، ومصنع تحضير النسيج 1، ومحطة توليد الكهرباء بالمحلة الكبرى. بينما تضم المرحلة الثانية عدد من المصانع بالمحلة الكبرى وعدد آخر بالمدن الأخرى مثل كفر الدوار، ودمياط، والمنصورة، والمنيا، وحلوان، ومن المتوقع الانتهاء منها قريباً.
وأشار إلى أنه من المقرر الانتهاء من المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج بنهاية عام 2025، وبداية عام 2026 على الأكثر، وفقاً لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء.
وذكر الفيومي أنه، ووفقاً للبيانات الحكومية، فإن التكلفة الاستثمارية لمشروع تطوير صناعة الغزل والنسيج تبلغ 56 مليار جنيه، منها 22 مليار جنيه تتعلق بتكلفة المنشآت، بالإضافة إلى 640 مليون يورو هي تكلفة الماكينات والمعدات.
ويستحوذ مشروع تطوير غزل المحلة على نحو 45% من استثمارات المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج، بتكلفة تقريبية قدرها 26 مليار جنيه، ويشمل 6 مصانع جديدة وإعادة تأهيل وتطوير مصنعين، بينما تبلغ مساحة منطقة مشروعات التطوير والمصانع الجديدة نحو 450 ألف متر.
وأكد محمد عطية الفيومي أن تطوير شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى يعد أمر بالغ الأهمية لعدة أسباب اقتصادية واجتماعية، على رأسها دعم الاقتصاد المحلي والوطني، حيث تعتبر شركة الغزل والنسيج في المحلة الكبرى من أبرز الشركات في قطاع صناعة الغزل والنسيج في مصر، وتساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير العديد من فرص العمل. كما أن تحسين وتطوير الشركة يمكن أن يسهم في زيادة الإنتاجية، وبالتالي تعزيز الاقتصاد المحلي.
وأضاف أن الشركة تعد كبيرة وضخمة، مما يجعلها توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للكثير من العمالة، موضحاً أن تطوير الشركة يعني توفير المزيد من الفرص وتخفيف معدلات البطالة، خاصة في مدينة المحلة الكبرى التي تعد مركز صناعي رئيسي.
وأشار إلى أن التطوير يعزز التنافسية في السوق من خلال تطوير تقنيات الإنتاج وتحديث البنية التحتية، مما يمكن شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى من أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة في السوق المحلي والدولي، ما يساهم في تحسين جودة المنتجات المصرية وزيادة صادرات القطاع.
وأكد الفيومي أن تحديث مصانع الغزل والنسيج واستخدام التكنولوجيا الحديثة يسهم في تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، مشيراً إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى تحسين ظروف العمل وزيادة الإنتاجية والجودة.
ونوه إلى أن شركة الغزل والنسيج بالمحلة تعتبر من أقدم الشركات في مصر، وأن تطويرها يسهم في الحفاظ على تاريخها الصناعي وتعزيز الهوية الاقتصادية للمدينة.