رسائل سياسية بالرصاص في كركوك بعد الهجوم على مقر بارزاني
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
28 يوليو، 2024
بغداد/المسلة: في تطور يعكس التوترات العميقة في مدينة كركوك، تعرض مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه مسعود بارزاني، لهجوم بأسلحة خفيفة. تأتي هذه الحادثة في وقت يقود فيه بارزاني مفاوضات حساسة مع العرب والتركمان لحل أزمة انتخاب محافظ كركوك، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من جهات ترفض أي دور كردي في هذه العملية.
في هذا السياق المعقد، تقول مصادر ان مسعود بارزاني يقود مفاوضات مع العرب والتركمان لحسم معضلة الحكومة المحلية في كركوك. الهجوم على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني يأتي كرسالة سياسية واضحة من الجهات الرافضة لهذا الدور الكردي. المتحدث باسم الفرع الثالث للحزب في كركوك، مريوان جلال، أكد أن الهجوم يحمل رسالة سياسية تعبر عن رفض بعض الأطراف لأي توافق قد يقود إلى تسوية الأزمة.
لكن التحدي لا يأتي فقط من العرب والتركمان، بل أيضًا من جهات كردية منافسة داخل الإقليم الكردي. هذه الأطراف تخشى أن يؤدي نجاح بارزاني في مفاوضاته إلى تعزيز نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني على حسابها، مما يضيف بُعدًا آخر للصراع.
موقف الحكومة العراقيةرئيس الحكومة السوداني، استبق هذه الفوضى المتزايدة بدعوته إلى تقديم مصلحة أبناء كركوك في أي اتفاق بين القوى الفائزة بالانتخابات. خلال استقباله وفداً تركمانياً، شدد على أهمية الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف ويضمن استقرار المدينة.
وتاريخيًا، كانت كركوك مسرحًا لصراعات عرقية وطائفية متجذرة. العرب، الأكراد، والتركمان جميعهم يدّعون حقهم في هذه المدينة الغنية بالنفط، مما جعلها نقطة توتر دائم. عقب سقوط النظام السابق في 2003، أصبحت كركوك منطقة متنازع عليها وفق المادة 140 من الدستور العراقي، التي نصت على إجراء استفتاء لتحديد مستقبلها، لكنه لم يُنفذ حتى الآن.
في كركوك، تتنوع الآراء حول هذه التطورات. يقول علي أحمد، وهو مواطن تركماني من المدينة: “نحن بحاجة إلى حلول حقيقية بعيدًا عن التحركات السياسية التي تزيد من معاناتنا”. بينما تعبر ليلى مصطفى، وهي كردية تعيش في كركوك، عن خشيتها من أن “تُدفع المدينة مرة أخرى نحو الفوضى إذا لم يتم التوصل إلى حل يرضي الجميع”.
من جهته، يرى حسن الجبوري، مواطن عربي من كركوك، أن “التدخلات الخارجية والداخلية تزيد من تعقيد المشهد. يجب أن نضع مصلحة كركوك وأهلها فوق كل اعتبار”.
واستمرار التوتر في كركوك قد يؤدي إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار، ما لم تتمكن الأطراف المختلفة من الوصول إلى تسوية مقبولة. نجاح بارزاني في مفاوضاته قد يكون مفتاحًا لحل الأزمة، ولكنه أيضًا يحمل مخاطر تفاقم الصراعات الداخلية بين الكتل الكردية.
من جهة أخرى، فإن دور الحكومة المركزية في بغداد سيكون حاسمًا في فرض حلول وسط وتجنب تصعيد الأوضاع.
ويجب أن تكون هناك إرادة سياسية قوية لتجاوز الخلافات العرقية والطائفية، ووضع مصلحة كركوك وأبنائها في المقام الأول.
وتظل كركوك مدينة متنازع عليها، تعكس بوضوح التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها العراق. فيما الحلول المستدامة تتطلب جهودًا جماعية وتنازلات من جميع الأطراف، وإلا فإن المدينة قد تواجه مستقبلًا مضطربًا يؤثر على استقرار العراق بأكمله.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی کرکوک
إقرأ أيضاً: