جامعة السلطان قابوس تطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
تمكن قسم نظم المعلومات في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس من تطوير معادلة رياضية تعنى بتعزيز كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتعد هذه المعادلة الرياضية خطوة متقدمة في معالجة العديد من القصور الموجود في المعادلات الحالية؛ إذ أنها تقوم بقياس التشابهات الكمية والنوعية في البيانات الضخمة في آن واحد مما يعزز دقة وفعالية عمليات تحليل البيانات واستخراج المعرفة منها.
وقال الدكتور جميل بن درويش الشقصي، رئيس قسم نظم المعلومات والباحث الرئيسي في المشروع: إن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على الرياضيات لحل المشكلات المعقدة، وتطوير معادلات رياضية جديدة يمكن أن يؤدي إلى حلول أكثر فعالية وكفاءة، مما يعزز من قدرة الجامعة على تقديم حلول مبتكرة للمجتمع والقطاع الصناعة، مما يمكن لجامعة السلطان قابوس أن تكون في طليعة المؤسسات الأكاديمية التي تقود التقدم التكنولوجي في المنطقة والعالم.
وأوضح أنه تم عمل سلسلة من التجارب على مختلف البيانات الطبية كتلك المتعلقة بالجينات والسرطان وبعض البيانات الزراعية والتجارية، وأجريت عدة دراسات لنتائج التجارب وتمت مقارنتها مع العديد من المعادلات والخوارزميات الرائدة وأظهرت النتائج مفاهيم جديدة ودقيقة للمعادلة المطورة.
وأكد أن جامعة السلطان قابوس يمكن أن تطور برامج أكاديمية متقدمة تعتمد على هذه المعادلات، مما يجذب الطلاب الموهوبين والباحثين من جميع أنحاء العالم، ويساهم في تطوير كوادر علمية متميزة، كما أن الجامعات التي تتفوق في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تجذب شراكات مع الشركات والمؤسسات الكبرى، وهذه الشراكات يمكن أن توفر تمويلًا للأبحاث وفرص تدريب للطلاب، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للخريجين .. مؤكداً أن تطوير معادلات رياضية جديدة يمكن أن يساهم في تطوير تطبيقات عملية في مختلف المجالات مثل الطب، الزراعة، والاقتصاد، وهذه التطبيقات يمكن أن تعزز من مكانة الجامعة كمركز للابتكار والتكنولوجيا.
وأضاف: أن بناء القدرات الوطنية من خلال تطوير تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والتي قد تلعب دورًا محوريًا في تحسين كفاءة وجودة الخدمات الحكومية مثل الصحة، التعليم، النقل، والأمن، يؤدي إلى تقديم خدمات أفضل للمواطنين وتقليل التكاليف، الأمر الذي سينعكس إيجابا على سلطنة عمان وذلك من خلال المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی السلطان قابوس یمکن أن
إقرأ أيضاً:
بن علوي ما زال صائمًا
علي بن سالم كفيتان
لم تكن تتوقع علا الفارس الصحفية الأردنية بقناة الجزيرة القطرية، في برنامج "الجانب الآخر"، الذي بُثَّ يوم الجمعة عبر منصة "الجزيرة 360" أن يُصبح الحديث مع الوزير المُتقاعد يوسف بن علوي بن عبد الله، والذي شغل منصب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية سابقًا في سلطنة عُمان، عن زراعة الموز والنارجيل والطقوس الصوفية في جنوب الجزيرة العربية، وكُنَّا نتوقع من الحلقة، حديثًا مُعمَّقًا وجديدًا عن الحقبة التي شغل فيها بن علوي هذا المنصب الرفيع، لما يربو على 40 عامًا، صال وجال فيها عواصم العالم، وشكَّل وجه الدبلوماسية العُمانية الحصيفة والمُتأنية.
لكن على ما يبدو أنَّ الرجل، ما يزال يعيش روح المنصب، لذلك لم تستطع الصحفية الحصول على الكثير، ومعها كل من أقَّتَ ساعته لمُتابعة المقابلة. وقد اعترفت علا الفارس في نهاية اللقاء أنَّها وَقَعَتْ في مُراوغة لم تستطع من خلالها فك شفرات بن علوي، فأصبح الحديث عن بيت العائلة ومزرعة الموز وأشياء أخرى.
اعترف الإعلامي الكويتي عمَّار تقيّ صاحب البرنامج الشهير "الصندوق الأسود" أنَّ كل مساعيه للقاء بن علوي، باءت بالفشل. وهُنا نسأل: لماذا كل هذا التمنُّع عن تنوير النَّاس والمجتمع عن تلك الحقبة المُهمة التي مرَّت بها عُمان؟ وربما كثيرون لا يتفقون مع فلسفة بن علوي في كتابة المذكرات على أنها طقس غربي لا يُحبِّذه، وأنَّ كشف الحقائق قد يُثير الشجون للماضي؛ فالرجل بدأ ثائرًا على السُلطة، ثم أصبح لاحقًا أحد رموزها، ومن المُقرَّبين من السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- وهذا خلق ثراءً فريدًا للتجربة التي عاصرتها هذه الشخصية العُمانية المُتقلبة والهادئة في آنٍ معًا. الكثيرون يتطلعون للمزيد من البوح؛ فالمرحلة كانت حُبلى بالمواقف والتوجهات، وأخرجت توافقًا وطنيًا وبناء دولة عصرية في وسط إقليم مُلتهب؛ لذلك لم يُعط بن علوي الكثير وحسب توقعي بأنَّ لقاءه السابق مع الإعلامي موسى الفرعي كان أعمق وأشمل، وفيه الكثير من الدفء، ربما لكون الفرعي مسكونًا بشخصية بن علوي، وربما لأنَّ معاليه أراد أن يقذف بشيء من الطُعم في المحيط الإعلامي المُتعطِّش لمعرفة الكثير عن فترة حكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- التي كان بن علوي أحد الفاعلين الرئيسين فيها، فهل يوجد ما يُبرر كل هذا الحذر بعد أن انقضت المرحلة ورحل مُعظم أبطالها؟
لعلَّ الأبرز في حديث بن علوي الأخير للجزيرة، كان مبادرة السلام وحل الدولتين، وأنه ليس واقعًا؛ بل يدخل في العالم الافتراضي، الذي لا تعترف به إسرائيل ولا الدول الغربية، وبأنَّ الحل بيد الفلسطينيين أنفسهم، من خلال نبذ الخلافات، ورسم توجهٍ مُوحَّد يحقق ثوابتهم الوطنية في تحرير فلسطين. وهنا نسأل: ما دام أن حل الدولتين غير وارد في الحقيقة، لماذا الاستمرار في الدعوة إليه من قبل وزراء الخارجية العرب السابقين والحاليين؟ ولماذا طرحت المبادرة العربية الاعتراف بإسرائيل؟ ولماذا هذا السباق المحموم نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب؟
كل هذه المحاور المُهمة لم تدفع بها الصحفية الأردنية علا الفارس في المقابلة، ولم نجد لها إجابات شافية، في الوقت الذي تم التركيز فيه على زيارات رؤساء وزراء الكيان الصهيوني لعُمان، بينما يُدافع الوزير السابق بأنها أتت في سياق التوافق مع الفلسطينيين، ومن هنا لم يجد المشاهد في المقابلة الجديد، حتى عن السياسة الدولية، ولا عن القضايا المُهمة خارج الإطار الوطني، الذي ظل الباب موصدًا عليه.
أكد بن علوي على ما ذكره في مقابلته مع الفرعي، عن "الربيع العربي"، وبرَّره بأنه ناتج عن زيادة عدد الشباب في العالم العربي بنحو 60% من إجمالي عدد السكان، وبأن احتياجاتهم من الوظائف والتنمية والتطوير باتت تشكل ضرورة مُلحّة أمام الأنظمة الحاكمة، ولعل هذه هي الإشارة الأبرز لأهمية التفاعل الجدي والإيجابي مع مُتطلبات الشباب؛ ففي عُمان لم تكن الاعتصامات التي حدثت عام 2011 للمطالبة بسقوط نظام ولا النيل من الوحدة الوطنية؛ بل كانت ترفع العلم العُماني وصورة السلطان قابوس- رحمه الله- وتتقدم بمطالب مُستحقَّة تمثلت في مكافحة الفساد وطرح فرصٍ للتوظيف، وتنفيذ بعض المشاريع التنموية، وهذا ما استجاب له السلطان الراحل- طيب الله ثراه- من خلال تنفيذ كل المطالب، وفي حينها؛ مما أشعر الناس بدفء العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فكانت تجربة عُمان هي المُلهمة في احتواء الموقف، لذلك نرى أنَّ إشارة بن علوي جديرة بالاهتمام كرجلٍ عاش تلك المرحلة الفاصلة.
سننتظر من بن علوي المزيد عن تجربته الثرية من النضال إلى دهاليز الحكم، ولن نكتفي بما طرح حتى الآن من باب الشهادة على العصر، دون تحفظ؛ فالأجيال توَّاقة للتجارب المُلهِمة، ولا نعتقد أن هناك تجربةً أكثر عُمقًا ولا إلهامًا من حُكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ولم يتبق من رفاقه اليوم إلّا القليل من الرجال، أمثال بن علوي.
رابط مختصر