تتصاعد التقديرات الاسرائيلية بشأن مآلات التوتر الجاري مع حزب الله، التي تبدو بسبب الخيام التي نصبها عبر الحدود الشمالية، لكن الحزب يواصل الضغط على الاحتلال، مستغلا حالة الضعف بسبب الاحتجاجات في الشوارع.

الجنرال ايلي تشيني ماروم، القائد السابق لسلاح البحرية، وعضو الحركة الأمنية، أشار أنه "في الآونة الأخيرة تصاعدت التوترات بين إسرائيل والحزب على طول الحدود، هذه المرة بسبب خيام مقامة على بعد عدة أمتار من الخط الأزرق، وهي استمرار للوضع المتوتر على الحدود الشمالية، وفي أوجها أطلق الحزب في مارس مسلّحاً يضع عبوة ناسفة عند مفترق مجيدو، ثم إطلاق 34 صاروخا من الأراضي اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة،

وفي الوقت نفسه، يواصل الاحتلال، بناء عقبة كبيرة على طول الحدود اللبنانية، ستجعل من الصعب للغاية على قوة الرضوان للنخبة عبور الخط الأزرق، والحزب يقوم ببناء نقاط مراقبة على طول الخط الحدودي".



وأضاف في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أنه "على خلفية هذه التوترات مع الحزب، فإن الدولة تشهد احتجاجا عاصفا ضد الحكومة بسبب التغييرات القانونية، فمنذ حرب لبنان الثانية قبل 17 عامًا، استمرت الحدود اللبنانية هادئة نسبيًا، استثناء عدد من الأحداث التي وقعت على طولها، احتوتها إسرائيل، ولم تتصرف بالرد عليها، أما إيران، فتعتبر الحزب فرقة أمامية لها، وتبني منذ فترة خطة متعددة المجالات من شأنها مهاجمة إسرائيل من جميع الجهات بعدوّ قادر على العمل ضدها عسكريًا، وبشتى الوسائل من الهجمات المسلحة والصواريخ، ومن عدة جبهات: لبنان وسوريا وغزة".

وذكر أن "توترات الحزب تتزامن مع ما نراه مباشرة أمام عيوننا من بناء قدرة عسكرية شاملة من خلال الأموال والدعم الإيراني، للحصول على موطئ قدم لإلحاق الأذى بإسرائيل، وأهم تهديد من الحزب المتحوّل من منظمة مسلحة إلى منظمة شبه عسكرية، تمتلك قوة من عشرات آلاف المسلحين، بما فيها قوة خاصة تسمى "الرضوان"، تعدادها 2500 رجلا، وأكثر من 100 ألف صاروخا، بعضها دقيق، مما يهدد أجزاء كبيرة من إسرائيل، فضلا عن امتلاكه القدرة على تنفيذ عمليات داخل إسرائيل كما حدث في مفترق مجدّو، فضلا عن  انخراط الحزب بالمقاومة الفلسطينية، مما يعني حدوث المواجهة في نهاية المطاف، ويبقى السؤال الوحيد متى؟.



وأوضح أنه "يبدو من الصواب تحليل قدرات الحزب قليلاً، فوحدة النخبة الرضوان، لديها خبرة عملياتية بالقتال في سوريا، واستثمر الحزب فيها وسائل عديدة، وهدفها هو الاستيلاء على مناطق الجليل، أو أجزاء منه، وقد بدأت بعرض أفلام دعائية لتمجيد قوتها، وإثارة القلق في إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته يجعل الحزب مكشوفاً وقابلاً للاختراق من الاستخبارات الإسرائيلية، ويصبح هدفاً أكثر ملاءمة، رغم أن قوة الرضوان كبيرة، وتتطلب تدريبا ودعماً لوجستياً وتكنولوجياً، وكلها بالتأكيد مكلفة للغاية، فضلا عن حيازة الحزب للصواريخ بكميات كبيرة، وفي الصراع القادم سيتم إطلاقها بكميات كبيرة داخل إسرائيل".

وأكد أن "المخابرات الإسرائيلية تراقب الحزب منذ سنوات، ويفترض أنه سيتم التعامل مع عدد قليل جدًا من أهداف المخزونات والقاذفات فور بداية القتال، وإلحاق أضرار جسيمة بها، تمامًا مثل بداية حرب لبنان الثانية التي ألحقت أضرارًا جسيمة بمنظومة الصواريخ بعيدة المدى، وتواصل إسرائيل تطوير نظام اعتراض الصواريخ متعدد الطبقات، وقريبًا سيظهر على الساحة نظام اعتراض يعتمد على الليزر، مما سيؤدي لإلحاق أضرار جسيمة بقدرات الحزب الصاروخية، ومنذ حرب صيف 2006، تجنب الحزب تصعيد الوضع في جولة أخرى من القتال، لأن التقديرات الإسرائيلية تزعم أن السبب فيها هو الردع".

وأوضح أن "الحزب يهدف بشكل أساسي لأن يكون رادعًا لإسرائيل من أجل ردع هجوم محتمل على النظام النووي الإيراني، لأن مثل هذا الهجوم سيؤدي لإطلاق صواريخ على نطاق واسع من لبنان إلى العمق الإسرائيلي، فيما يواصل الجيش الاستعداد لمواجهة التهديد، من خلال التحضير لتدمير قوة الحزب الرئيسية، وبالتالي ترك إيران عرضة لهجوم إسرائيلي دون أن تكون قادرة على تهديدها بشكل حقيقي إلا من خلال إطلاق عدد من صواريخ شهاب".

يضاف الى تلك المعطيات الاسرائيلية أن الاحتجاج السياسي في إسرائيل، وتهديد الجنود بعدم الوصول للخدمة، ينظر إليه الحزب بأنه تفكك للمجتمع الإسرائيلي، وتحقيق رؤية "بيت العنكبوت" التي توقعها بعد الانسحاب من لبنان، ولذلك قد يرى ما يحدث فيها بأنه نقطة ضعف، معتقداً أنه الوقت المناسب لمهاجمتها في الوقت الحالي، لكن الإيرانيين لا يرون ما يحدث فرصة للهجوم عليها، ولذلك فهم مستمرون في تبني عقيدة الحملة متعددة الساحات ضد إسرائيل لغرض شن حرب استنزاف، وبالتالي قد نشهد الفترة المقبلة أعمال احتجاجات على امتداد الحدود الشمالية كالخيام الحالية، وإلحاق أضرار بالكاميرات، والتواجد على خط السياج.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حزب الله الاحتلال حرب حزب الله الاحتلال حرب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمني إسرائيلي: لم تفلح “تل أبيب” في تحقيق أي من أهداف الحرب

#سواليف

قال مستشار الأمن القومي بدولة الاحتلال الإسرائيلي #تساحي_هنغبي إن القضاء على حركة ” #حماس” سيستغرق وقتا طويلا، مضيفا أن إعادة #الأسرى من #غزة لا تزيد أهمية عن باقي #أهداف_الحرب.
وأكد هنغبي خلال مشاركته في مؤتمر هرتسليا في “تل أبيب”، اليوم الثلاثاء، أن “إسرائيل” تناقش مع أميركا كيف يمكن للأمم المتحدة والدول الأوروبية وما وصفها بالدول العربية المعتدلة “إيجاد بديل لحكم حماس في غزة”، وفق تعبيره.
ورغم مرور أكثر من 8 أشهر على بدء العدوان على قطاع غزة، لم تفلح “تل أبيب” في تحقيق أي من أهداف الحرب التي أعلنتها في استعادة المحتجزين والقضاء على قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
جبهة الشمال
وبخصوص جبهة الشمال، قال إن “إسرائيل” ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع حزب الله اللبناني، وهي تفضل حلا دبلوماسيا.
وأشار إلى أن “اسرائيل” والإدارة الأميركية تؤمنان بالمسار الدبلوماسي، ولكن إذا لم يتم التوصل إلى تسوية فستسعيان للتغيير بوسائل أخرى، وفق تعبيره.
وأوضح أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين “متفائل ويرى أن المرحلة الثالثة من القتال بغزة ستدفع حزب الله لخفض حالة الإسناد المعلنة”.
وأضاف هنغبي أن هناك ما وصفه بالإجماع في المجتمع الإسرائيلي بشأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان.
وفي سياق متصل نقل موقع أكسيوس عن آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان قوله إن حزب الله بحاجة إلى التفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل بدلا من تصعيد التوترات.
وذكر الموقع الأميركي أن الولايات المتحدة تؤكد أنها لن تكون قادرة على كبح جماح “إسرائيل” إذا استمر الوضع على الحدود في التصاعد.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد أعلن -الثلاثاء الماضي- التصديق على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية قبل يومين إن محادثات أمنية وسياسية جارية في إسرائيل لاختيار التوقيت المناسب للتحرك في الشمال.
وتؤرق جبهة الشمال “إسرائيل” بعد شن حزب الله خلال الأشهر الماضية ضربات موجعة أجبرت عشرات الآلاف من سكان المناطق القريبة من الحدود مع لبنان إلى النزوح، كما تسببت بحرائق وأضرار شملت مواقع وقواعد عسكرية لقوات الاحتلال.
وتتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية بلبنان -في مقدمتها حزب الله- والجيش الإسرائيلي قصفا يوميا على الحدود منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن سقوط المئات بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل وحزب الله إن عملياتهم تأتي في إطار التضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض للشهر التاسع على التوالي لحرب إسرائيلية مدمرة خلفت أكثر من 123 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- إضافة إلى آلاف المفقودين.

مقالات مشابهة

  • غالانت من واشنطن: لا نريد حربا مع حزب الله ويمكن أن نعيد لبنان للعصر الحجري
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف منزلا في النبطية جنوب لبنان ويوقع جرحى
  • مع تصاعد مخاوف الحرب مع لبنان.. مصدر أمني إسرائيلي يعلق لـالحرة
  • بيني غانتس يتحدث عن الكارثة التي تنتظر “إسرائيل” إذا شنت حرباً على حزب الله
  • لواء في جيش الاحتلال: هجوم “إسرائيل” على لبنان يعني دمار الهيكل الثالث
  • مسؤول أمني إسرائيلي: لم تفلح “تل أبيب” في تحقيق أي من أهداف الحرب
  • هل تستطيع إسرائيل التعايش مع حزب الله عند الحافة الامامية؟
  • حزب الله بين منع الحرب على لبنان ورفع كلفتها
  • طهران لواشنطن: حرب لبنان ستكون مختلفة عن غزة
  • تحذير أميركي ـ أوروبي من اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط