حراك نقابي أمريكي غير مسبوق تضامنا مع غزة
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
الثورة نت../
شهد الحراك النقابي الأمريكي المتضامن مع غزة تصعيد غير مسبوق خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن الأسبوع الماضي ، لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة للكونجرس ولقاء كبار المسئولين الأمريكيين.
وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، قاد نتنياهو حملة وصفها كثيرون بأنها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
ورفض نحو أربعين عضوا ديمقراطيا في الكونجرس حضور الخطاب. وكانت نائبة الرئيس كامالا هاريس غائبة بشكل ملحوظ، حيث حضرت بدلا من ذلك مناسبة سابقة (رغم أنها التقت بشكل منفصل مع نتنياهو في اليوم التالي).
وحضرت النائبة رشيدة طليب، الديمقراطية من ميشيغان، لكنها بدلاً من التصفيق، رفعت لافتة صغيرة كتب عليها “مذنب بالإبادة الجماعية” على أحد الجانبين و”مجرم حرب” على الجانب الآخر.
احتجاجات متزايدة
بموازاة ذل خارج مبنى الكابيتول، احتشد الآلاف من المحتجين في شارع بنسلفانيا حاملين رسالة الحراك القنابي بضرورة وقف حرب الإبادة على غزة.
وقال الصحفي اليساري يوجين بوريير من على خشبة المسرح وهو يخاطب المتظاهرين: “لا توجد إمكانية للنظر إلى هذا الأمر بطريقة مختلفة عن كونه إبادة جماعية مروعة وجريمة حرب. لقد قُتل عشرات الآلاف من المدنيين بسبب نتنياهو”.
وبحسب مجلة (progressive) الأمريكية، أصبحت الاحتجاجات الضخمة ضد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة حدثًا متكررًا في العاصمة واشنطن.
وفي يونيو الماضي دعت احتجاجات ” الخط الأحمر ” حول البيت الأبيض الرئيس جو بايدن إلى خفض التمويل لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والضغط من أجل وقف إطلاق النار. هذه المرة، انضمت النقابات العمالية إلى النشطاء تضامنًا.
وفي اكتوبر 2023، مع بدء القتل الجماعي للفلسطينيين في غزة ، قال الرئيس السابق للنقابة الدولية لعمال الموانئ والمستودعات المحلية لاري رايت، “من المهم حقًا أن تخرج النقابات وتعارض هذا العنف الرهيب ضد الفلسطينيين”.
و يوم الأربعاء الماضي، نزل أعضاء اتحاد عمال السيارات، واتحاد عمال البريد الأمريكي، والرابطة الوطنية للتعليم، واتحاد عمال الأبجدية إلى شوارع واشنطن، وانضموا إلى المتظاهرين الذين ينددون بالإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو في غزة.
صعد مارك دياموندستاين من اتحاد عمال البريد الأميركي (APWU) إلى المنصة وانتقد بايدن والحكومة الأميركية بسبب دورهما في قصف إسرائيل لغزة، معلناً أن “البيت الأبيض، بصفته الداعم المالي الرئيسي للآلة العسكرية الإسرائيلية، لديه القدرة على وقف المذبحة”.
كما ندد دياموندشتاين باستمرار الحكومة في “ترويج كذبة مفادها أن انتقاد حكومة (إسرائيل) يعادل بطريقة ما معاداة السامية أو معاداة اليهود”.
تضامن مع الضحايا
أكد براندون مانسيلا، عضو نقابة عمال السيارات المتحدة، أن الصلة بين عمال النقابات الأميركيين والضحايا في غزة ليست مجردة، مذكراً الحشد بأن العديد من زملائه في النقابة في الولايات المتحدة لديهم أقارب هناك.
وقد أوضح مانسيلا سبب اهتمام اتحاد عمال السيارات على وجه الخصوص بهذه القضية الدولية: “إن اتحادنا له تاريخ طويل في معارضة انتهاكات حقوق الإنسان والحروب والصراعات الخارجية. والسبب في ذلك هو أننا متورطون بشكل مباشر. ثم إن أموال دافعي الضرائب لدينا تدفع ثمن الدعم السياسي والأسلحة والموارد العسكرية التي تتعهد بها العديد من الدول التي تنتهك حقوق الإنسان”.
وعلى نحو مماثل، لاحظت القيادية النقابية بارول كول، أنه بعد أشهر من مشاهدة مقاطع الفيديو ورؤية صور لعمليات القتل التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، يبدو أن الأميركيين يعيدون ببطء تعلم أهمية التضامن الدولي.
وقالت كول: “في الولايات المتحدة، غالبًا ما نتلقى هذه الرواية بأن ما يحدث في الخارج لا يتعلق بنا حقًا. ولكن على مدار الأشهر التسعة الماضية، تلقى الناس قدرًا كبيرًا من التعلم حول كيفية تمويل الآلة السياسية للولايات المتحدة للإبادة الجماعية، وبذلك، إهمال احتياجات الناس هنا في الوطن”.
وأضافت “النقابات الأمريكية تريد وقف الحرب على غزة وإنهاء التمويل الأمريكي لها فورا”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
آيفون أمريكي الصنع.. ارتفاع جنوني في سعر iPhone بعد تعريفة ترامب
حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العديد من أهدافه السياسية والاقتصادية خلال فترة رئاسته، لكن لا يزال يأمل في تحقيق هدف واحد يتمثل في إنتاج هواتف آيفون في الولايات المتحدة.
ويتماشى هذا الهدف مع استراتيجيته الاقتصادية لإعادة بعض الصناعات الأمريكية إلى الداخل، وخاصة صناعة التكنولوجيا، ومع ذلك، يواجه هذا الهدف تحديات كبيرة، من حيث التكلفة والخدمات اللوجستية.
ردا على سؤال طرح حول تصريحات وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء الماضي، بشأن إنتاج هواتف آيفون في الولايات المتحدة.
أكدت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية، أن ترامب يعتقد أن الولايات المتحدة تمتلك القوى العاملة والموارد اللازمة لتصنيع هواتف آيفون على أراضيها.
وأضافت: “إذا استثمرت شركة آبل 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، فإنها بلا شك تعتقد أن البلاد قادرة على إنتاج مثل هذا المنتج”، ومع ذلك، يشكك العديد من المحللين في إمكانية حدوث ذلك.
ووفقا لـ ورا مارتن، المحللة في نيدهام، فإن تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة ليس خيارا عمليا، لأنه سيتطلب تكاليف أعلى بكثير.
وأضافت أن تكاليف الإنتاج سترتفع بشكل حاد إذا انتقلت شركة آبل إلى الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى ارتفاع سعر آيفون بشكل غير معقول.
ووفقا لمحلل شركة ويدبوش للأوراق المالية، دانيال آيفز، فقد يصل سعر آيفون إلى 3500 دولار أمريكي إذا تم تصنيع الجهاز في الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، لن تقتصر المشكلة على ارتفاع تكاليف العمالة فحسب، بل تشمل أيضا صعوبة تجميع سلسلة التوريد لمكونات مثل الرقائق والمعالجات في الولايات المتحدة.
حيث تحتاج آبل إلى مكونات بأسعار أقل، وهو أمر يصعب تحقيقه في سوق العمل الأمريكي، الذي يعتمد على ارتفاع الأجور مقارنة بالأسواق الآسيوية.
علاوة على ذلك، يواجه الرئيس ترامب تحديا آخر في سياسته التجارية، حيث بدأ في فرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة.
إذا قررت آبل نقل إنتاج آيفون إلى الولايات المتحدة، فإن الرسوم الجمركية المتزايدة على المنتجات الصينية قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار آيفون.
وعلى سبيل المثال، إذا تم تطبيق رسوم جمركية بنسبة 104% على المنتجات الصينية، فقد يرتفع سعر آيفون بشكل حاد، مما قد يؤدي إلى مضاعفة أسعاره ثلاثة أضعاف.
وفقا لتقارير "بلومبرج"، يشهد الطلب على هواتف آيفون في الولايات المتحدة زيادة ملحوظة، حيث يسارع العديد من المستهلكين إلى شرائها قبل أن تبدأ الرسوم الجمركية الجديدة في التأثير على الأسعار.
استراتيجية آبل لتجنب ارتفاع الأسعار
للتخفيف من الأثر المالي للرسوم الجمركية، نقلت آبل شحنات آيفون من الصين والهند إلى الولايات المتحدة، في محاولة لتخزين أكبر عدد ممكن من الهواتف الذكية لتجنب ارتفاع الأسعار.
وعلاوة على ذلك، قد تضطر آبل إلى التفاوض مع مورديها لخفض أسعار المكونات، بما في ذلك المعالجات والشاشات، لتخفيف الأثر المالي على هامش ربحها.
ومع ذلك، إذا فشلت هذه الاستراتيجيات، فقد تواجه آبل قرارا صعبا للغاية، يتمثل في قبول هوامش ربح أقل أو رفع الأسعار على المستهلكين.
وفي حال إذا استمر الرئيس ترامب في فرض رسوم جمركية إضافية، فقد ترتفع أسعار هواتف آيفون بشكل كبير.
وهذا يشير إلى أن هذه السياسات قد تؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي وتؤدي إلى ارتفاع أسعار الأجهزة، مما سيؤثر سلبا على المستهلكين الأمريكيين.
وفي الوقت الحالي، من المتوقع أن تواصل آبل مراقبة الوضع عن كثب، حيث سيكون أمامها العديد من الخيارات المعقدة لمواجهة هذا التحدي.
إذا ارتفعت الرسوم الجمركية إلى مستويات أعلى، فقد تواجه الشركة خيارا صعبا بين زيادة الأسعار أو تحمل العبء المالي لهذه الرسوم.