شواهد استيطان في «كهف ناطف» بمحافظة ظفار تعود إلى العصر الحجري القديم
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
العُمانية: قامت البعثة الأثرية الفرنسية «بحر العرب» خلال السنوات العشر الماضية، بالتنقيب على امتداد سواحل محافظة ظفار بالتعاون مع المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار، حيث تم اكتشاف العديد من المواقع الأثرية التي يتجاوز عددها 400 موقع.
ومن ضمن هذه المواقع المكتشفة «كهف ناطف» الذي يُعد من المواقع المهمة والاستثنائية التي تعود إلى العصر الحجري القديم المتأخر (10.
ودلّت التنقيبات والدراسات الأثرية على أن الاستيطان في «كهف ناطف» تعود إلى 10000 آلاف سنة وهو أقدم مجتمع صيد في شبه الجزيرة العربية، وهذا ما أكدته المكتشفات الأثرية من بقايا الأسماك والسلاحف داخل هذه الكهوف، إضافة إلى العثور على قطعة من حبل في أحد كهوف ناطف وقد يكون أقدم حبل اكتُشِف على مستوى العالم، كما عُثر على الكثير من الأدوات الصوانية والخرز وحبات اللبان. وقال علي بن مسلم المهري رئيس قسم المسوحات والتنقيبات الأثرية بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار ومشرف فريق العمل، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: تعكف البعثة الفرنسية على دراسة الآثار البشرية في العصر الحجري الحديث وتقوم بجمع كل الآثار التي خلّفها الإنسان منذ ذلك العصر؛ حيث عثرت على مجموعات كثيرة من رؤوس السهام الحادة المصنوعة من حجر الصوان وبقايا عظام وقواقع بحرية مثقوبة كانت تستخدم للزينة وحلي النساء.
ووضّح رئيس قسم المسوحات والتنقيبات الأثرية بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار أن موقع «كهف ناطف» المعروف محليًّا بـ «كهف خنشروتن» الذي يقع بنيابة حاسك بالقرب من شلالات ناطف هو أحد تلك المواقع الأثرية التي عملت فيها البعثة الفرنسية وقد أثبت فريق البحث بقيادة الدكتور فنسنت شاربنتير (Vincent Charpentier ) - عالم آثار فرنسي من معهد ( INRAP ) - أن المكتشفات الأثرية في الموقع تعود لأزمنة تاريخية مختلفة مثل: العصر الحجري القديم المتأخر (9.500 - 11.000) والعصر الحجري الحديث ( 5.000 ـــ 8.500) والعصر البرونزي (3.000 -5.000) والعصر الإسلامي.
وأشار إلى أن الفريق عثر على آثار لأقدم صياد في تاريخ شبه الجزيرة العربية منذ 10.500 عام؛ حيث تم العثور على بعض الأصداف ومنها «الصفيلح»؛ ما يدل على أن المنطقة تعد أول مكان مُورِس فيه الصيد منذ العصر الحجري، مؤكدًا أن امتداد اليابسة نحو البحر كان أكبر مما هو عليه الآن. وأكد أن من أهم الأدوات التي عثر عليها فريقُ التنقيب في كهف ناطف أدوات حجرية من صنع البشر استخدمت في العديد من الأنشطة مثل القطع والحفر والكشط وهي عبارة عن «رؤوس من حجر الصوان» تسمى أحيانًا «رؤوس السهام» كانت تستخدم لاصطياد الغزلان وغيرها من الحيوانات البرية، إضافة إلى بعض أدوات صيد السمك المصنوعة من عظم السمك، وكذلك بعض أشكال الخرز والثقوب التي وجدت في الأصداف والقواقع البحرية التي استخدمها البشر لصنع القلائد والأساور أو تزيين الملابس والشعر، موضحًا أنه في أثناء التنقيب عُثر كذلك على عدة عظام من أسماك السردين وسمك السلور وكذلك سمك القرش، وحبل مكون من ألياف الأشجار يقدر عمره بـ( 9000 سنة).
وعن خطوات التنقيب في المواقع الأثرية؛ وضّح رئيس قسم المسوحات والتنقيبات الأثرية بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار أن هناك خطوة أولى قبل القيام بعملية التنقيب، إذ يقوم الفريق بإكمال عملية المسح والتوثيق الطبوغرافي للكهوف، بما في ذلك نموذج ثلاثي الأبعاد ثم يتم تنظيف سطح الموقع، بعدها يرسم الفريق مربعًا ذا /4/ أضلاع، ويُحفر فيه ببطء مع مراعاة فوارق مستويات الطبقات الأرضية التي تشكلت خلال 11.000 عام بواسطة الأدوات الحديدية الخفيفة كأدوات البناء والملاعق والفرش. واستطرد قائلاً، ثم تبدأ أعمال التنقيب الفعلية بإزالة طبقات التربة والكشف عن القطع الأثرية والهياكل، بعدها يقوم علماء الآثار بتسجيل وتوثيق كل اكتشاف بدقة، مع الإشارة إلى موقعه وتفاصيله، ومع ظهور القطع الأثرية يتم تحليلها وتأريخها باستخدام أساليب علمية مختلفة ودقيقة، وتساعد هذه المعلومات المجمعة في معرفة أسرار الحياة في أزمنة ما قبل التاريخ كما تعد نافذة يطل من خلالها أبناء الحاضر على عالم الأسلاف وحضارات الأمم الغابرة. وحول عملية فرز وتصفية المواد الأثرية من الرمل المستخرج من قاع مربع الحَفْرية؛ أشار رئيس قسم المسوحات والتنقيبات الأثرية بالمديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار إلى أنه - بعد التنقيب البطيء - تتم غربلة كل طبقة من الرواسب المزالة بشبكة معدنية بقطر 2/3 ملمتر لإزالة الغبار والرمل وعزل الأصداف والعظام وبقايا الفحم من الحرائق الماضية والأدوات الحجرية، ثم يتم جمع عينات المستكشفات لدراستها ومعرفة المدة الزمنية التي عاشتها تلك الأشياء. وأكد على أنه يوجد في نيابة حاسك العديد من المواقع الأثرية الأخرى التي ستعمل الوزارة على استكشافها في المستقبل القريب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المواقع الأثریة العصر الحجری الحجری ا
إقرأ أيضاً:
305 عام على تأسيس منزل البقرولى أجمل المنشأت المعمارية الأثرية والتاريخية برشيد
مدينة رشيد السياحية والأثرية أحد أهم المدن بمحافظة البحيرة و متحفا مفتوحا للعمارة الإسلامية، وذلك يتجلى فى مبانيها المدنية والدينية من منازل ومساجد ، فهى ثانى أكبر المدن بعد القاهرة ويوجد بها العديد من الآثار الإسلامية والمنازل الأثرية منها منزل البقرولى.
قال الأستاذ أحمد حباله مدير منطقة ٱثار رشيد لـ « الوفد »،أن البيوت الاثرية في رشيد لا يوجد لها مثيل في مصر لانها مميزة بالطوب الاحمر مع الاسود في زخرفة الواجهات مع المشربيات اللى اتجمعت من غير مسامير.
وأضاف مدير منطقة ٱثار رشيد لـ « الوفد »، بأن منزل البقرولى يعد من أجمل المنشأت المعمارية الأثرية والتاريخية بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة ،حيث تم بناؤه عام 1131 هـ / 1718 م ، و يقع في شارع على الجارم وسط عشرات المنازل الأثرية في مدينة رشيد ، وتم تسجيله ضمن الأثار بالقرار رقم 10357 لسنة 1951.
عدسة « الوفد » إنتقلت إلى منزل البقرولى، لرصد هذه التحفة المعمارية فهو يتكون من ثلاثة أدوار وله واجهتين،الواجهة الشرقية ويقع بها المدخل البارز الذى يتوسطه باب المخزن وعلى المدخل زخارف بالطوب قوامها أشكال متدرجة(شمعدان)،وفى الطرف الشمالى يقع شباك السبيل الذى يعلوه لوح رخامى عليه كتابة باللغة التركية.
في منزل البقرولى ينقسم واجهة الدور الأول إلى قطاعين رأسيين أحدهما بارز ويشغله شباكان يعلوهما ثلاثة شبابيك ويعلوها مناور،ويشغل القطاع الثانى شباك يعلوه منور،أما الواجهة الشمالية وبها بالدور الأرضى وشباك السبيل فى الطرف الشرقى ويعلوه لوح رخامى عليه كتابات تركية.
والدورين الاول والثانى يتكونان من ثلاثة قطاعات يمثل القطاع الأول الدورقاعة والقطاع الثانى يشمل حجرات والثالث المرحاض فى كلا من الدورين.
يذكر أن منزل البقرولي كان ضمن المنشأت التي حرص الدكتور محمد عبداللطيف مساعد وزير الآثار لشئون المناطق علي زيارتها،وذلك ضمن جولته التفقدية التى قام بها لآثار منطقة رشيد وشملت 39 أثرا ، وذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية ، خلال مؤتمر الشباب الذى عقد مؤخرا بمحافظة الإسكندرية ، بالإهتمام بمدينة رشيد ووضعها على خريطة السياحة الإقليمية والدولية ، وبناء على تعليمات الدكتور خالد العنانى وزير الآثار الٱسبق
IMG_٢٠٢٤٠٩١٩_٠٠٣٣٢٤ IMG20240917143538 IMG20240917143621 IMG20240917143857 IMG20240917144013 IMG20240917143608 IMG20240917143821 IMG20240917143821