نيويورك تايمز: رد إسرائيل على هجمات حزب الله لم يصل مرحلة التصعيد الكبير
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن رد إسرائيل الأولي على هجمات حزب الله لم يصل بعد لحد التصعيد الكبير، ولم يتصاعد إلى مواجهة أكبر أو أكثر حدة، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف من أن تؤدي تداعيات الهجمات العسكرية بين الجانبين لحرب شاملة.
مصر تجدد التحذير من مخاطر استمرار إسرائيل في حربها ضد غزة إسرائيل: حزب الله مسئول بشكل واضح عن الهجوم الصاروخي على مجدل شمسوأوضحت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الأحد - أن القوات الإسرائيلية أعلنت، في وقت سابق اليوم، تنفيذ غارات ليلية في لبنان بعد ساعات من إطلاق صاروخ من جارتها الشمالية أدى لمقتل 12 شخصًا على الأقل، في بلدة في مرتفعات الجولان المحتل التي تسيطر عليها إسرائيل.
وأضافت أنه من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ضغوطًا داخلية لشن رد أكثر شراسة، مع كبار وزراء الحكومة في وقت لاحق لمناقشة خطوات أخرى، بعد عودته مبكرًا من زيارته إلى الولايات المتحدة.
وتابعت أن إسرئيل ألقت باللوم على حزب الله، في الهجوم الصاروخي الذي استهدف بلدة مجدل شمس الدرزية العربية إلا أن حزب الله نفى مسؤوليته.
ومن جهته..قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - بمؤتمر صحفي بعاصمة اليابان طوكيو - إن كل الدلائل تشير إلى أن الصاروخ أطلقه حزب الله.
من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب - وفقًا للصحيفة - إن الدبلوماسيين الأمريكيين يعملون على احتواء الأعمال العدائية وطلبوا من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى حزب الله لإظهار ضبط النفس في مواجهة أي رد إسرائيلي آخر.
وأضاف بو حبيب - في مكالمة هاتفية مع الصحيفة - "نحاول الآن كبح جماح حزب الله عن الرد على أي شئ قد يفعله الإسرائيليون بعد ذلك".
وبدوره.. ذكر الجيش الإسرائيلي أن ضرباته الليلية استهدفت بشكل رئيسي أماكن في لبنان كانت تضربها كثيرًا في الماضي ومعظمها بالقرب من الحدود مع إسرائيل أو المحيطة بميناء صور الجنوبي، وأفادت بوقوع ضربة واحدة بوادي البقاع، على بعد حوالي 60 ميلًا شمال الحدود الإسرائيلية- اللبنانية.
ومن ناحيتها.. ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن هناك أضرار جسيمة وبعض الضحايا نتيجة للضربات الإسرائيلية الليلية التي بدأت بعد منتصف الليل بقليل واستمرت حتى الفجر، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الضحايا من المدنيين أم المسلحين.
وفي السياق، أوضحت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الهجوم الصاروخي الذي وقع أمس هو الأكثر دموية على الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل منذ بدأت إسرائيل وحزب الله تبادل إطلاق الصواريخ أكتوبر الماضي.
وأشارت إلى رغبة بعض الإسرائيليين بأن يأذن نتنياهو بغزو بري كامل النطاق لجنوب لبنان من أجل ردع هجمات مماثلة، فيما يخشى آخرون أن تؤدي مثل هذه الخطوة لرد فعل أكثر تدميرًا من حزب الله، الذي تعد ترسانته من الأسلحة أكبر وأكثر تطوراً من أية جهة فاعلة غير حكومية أخرى بالمنطقة.
ويشعر القادة الإسرائيليون أيضًا بالقلق من فتح حرب كبرى ثانية بينما لا تزال الحرب في غزة مستعرة، فبعد تسعة أشهر من القتال مع حماس وحزب الله، تقلصت مخزونات الذخيرة الإسرائيلية، مما أثار تساؤلات حول مدى شدة المعركة التي قد تخوضها في لبنان.
وفي الوقت الحالي، يقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم ما زالوا منفتحين على حل دبلوماسي للصراع مع حزب الله.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين - في بيان في وقت سابق اليوم - إن تجنب الحرب الشاملة لا يزال ممكنًا من خلال تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي لم يتم تنفيذه أبدًا، والذي صدر عام 2006 والذي من شأنه أن ينشئ منطقة منزوعة السلاح في جنوب لبنان.
ومع ذلك، كانت هناك توقعات قوية صباح اليوم بأن إسرائيل قد تشن ردًا أكبر، ويخشى المحللون أن يؤدي ذلك إلى تحول الأعمال العدائية المنخفضة المستوى بين إسرائيل والميليشيات التي يقودها حزب الله إلى صراع أكثر كثافة..
مقتل جندي إسرائيلي من لواء جفعاتي متأثراً بإصابته
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم عن مقتل جندي من لواء جفعاتي متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال المعارك التي دارت جنوبي قطاع غزة.
وقال المتحدث في بيان صحفي: "ببالغ الحزن والأسى نعلن عن مقتل أحد جنودنا من لواء جفعاتي، الذي استشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء تأديته واجبه الوطني في المعارك جنوبي قطاع غزة. نتقدم بأحر التعازي لأسرته وأصدقائه وزملائه في الجيش."
وأشار المتحدث إلى أن الجندي كان قد نقل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد تعرضه لإصابة خطيرة خلال الاشتباكات مع عناصر فلسطينية مسلحة في المنطقة. ورغم الجهود الطبية المكثفة، لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته.
وأكد المتحدث أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته في قطاع غزة لحماية أمن إسرائيل ومواطنيها، مضيفاً: "سنستمر في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تواجهنا، ونعمل على ضمان سلامة شعبنا."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيويورك تايمز رد إسرائيل هجمات حزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
التوفيق الإلهي بين النجاح والخسران في مسيرة الإنسان
محمد الفرح *
عندما نقول إن الخيار الذي اتخذه اليمن في إسناد غزة كان بتوفيق الله، فإننا ننطلق من سنة إلهية ثابتة مفادها أن مسيرة الحياة عبارة عن مراحل يخضع الإنسان فيها للاختبار، ونتيجته في كل مرحلة تضعك بين خيارين: إما السخط الإلهي أو التوفيق الإلهي، يقابل ذلك خبيثًا أو طيبًا، كما قال تعالى: (مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
إذا كنت مسنودًا بمعونة الله وهدايته وتوفيقه، فأنت ستتجاوز كل مرحلة بنجاح، وتدخل إلى مرحلة أخرى تختبر فيها وتتجاوزها بنجاح، وهكذا حتى تلقى الله. وهي مراحل ارتقاء تحوز فيها رصيدًا تراكميًا إيمانيًا يجعلك قريبًا من الله. يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ).
وإن كنت في دائرة سخط الله، تنتقل من مرحلة لأخرى بضلال وعمى حتى تلقى الله، وفيها يجمع الإنسان رصيدًا تراكميًا سلبيًا في كل مرحلة، نتيجته تبعدك عن الله وألطافه أكثر حتى تلقاه وأنت منحرفًا وخاسرًا.
علامات نجاحك وخسارتك تظهر مؤشراتها ودلالاتها هنا في الحياة من خلال المواقف الصحيحة التي وقفتَها ووفقك الله لها، ومن خلال الأعمال التي قمت بها دون أن تحبطها أو يشوبها خلل نفسي أو عملي. لأن البعض يوفقه الله إلى مرحلة معينة، فتدخل الكثير من المؤثرات أو الشبهات التي تؤثر على إيمانه ونشاطه، فتصرفه عن هداية الله، بالتالي يتعثر في منتصف الطريق، والبعض يسقط في بداية المشوار، والبعض يحتفظ بخلل إيماني أو فكري يظهر عند أي اختبار ولو في نهاية العمر، فيتعرض الإنسان للزيغ. قال تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ).
أما أسباب التوفيق فتتمثل في الارتباط الوثيق بالله وفق رؤية صحيحة، ليس ارتباطًا أعمى أو ارتباطًا وفق عقائد باطلة أو ارتباطًا قاصرًا. ويدخل ضمن ذلك الدعاء بالتوفيق والهداية والثبات، كما في قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ). إضافة إلى الارتباط بهدى الله ارتباطًا سليمًا وصحيحًا، يرتبط بالقرآن ليس من الناحية الفنية والتجويدية فحسب، بل ارتباطًا عمليًا وفق رؤية القرآن وسنة الله في الهداية.
فضلاً عن أهمية الالتزام العبادي ومراجعة هدى الله والذكر لله والاستغفار، الذي يساعد في تزكية النفس ويحصّنها من الانحراف والسقوط السلبي، ويهيئها للقيام بالمسؤولية وأن تحظى بتوفيق الله وتثبيته وتسديده.
نسأل الله أن يوفقنا ويثبت أقدامنا وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، كما جاء في قوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
* عضو المكتب السياسي لأنصار الله