ثمنت قيادة السلطة المحلية في محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد، الدعم السخي المقدم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل إنعاش القطاعات الخدمية المرتبطة بحياة المواطنين، مشددة على أهمية استغلال هذا الدعم في سبيل الوصول إلى التنمية المستدامة التي ينشدها الجميع.

جاء ذلك خلال عقد المكتب التنفيذي بمحافظة شبوة، اجتماعاً، الأحد، برئاسة الشيخ عوض محمد بن الوزير محافظ محافظة شبوة- رئيس المجلس المحلي.

وقدم المحافظ، خلال الاجتماع، إحاطة بشأن نتائج زيارة العمل التي قام بها لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأبرز المباحثات والتفاهمات التي تمت مع قيادة دولة الإمارات، وأبرزها ثمار لقائه بالشيخ منصور بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من الشيوخ والقيادات الحكومية والتي تكللت بتحقيق عدد من التوجيهات الكريمة لتقديم الدعم لأبناء محافظة شبوة في عدد من القطاعات التنموية والخدمية مكرمة من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان" رئيس دولة الإمارات لأبناء محافظة شبوة.

واستعرض ابن الوزير أبرز القطاعات التي حظيت بالدعم السخي من الأشقاء في الإمارات وأبرزها قطاع الصحة العامة والكهرباء والزراعة والري، والتربية والتعليم، وقطاع مياه الريف، وغيرها من القطاعات الأخرى منها ما سبق إنجازه، وأخرى جارٍ التنفيذ، وما سيتم البدء بالتنفيذ فيه خلال الأيام القادمة.

وأشار محافظ شبوة إلى أن إجمالي الدعم الأولي للقطاع الخدمي خلال العام 2024م بلغ 5 ملايين دولار توزعت على قطاعات الصحة، والكهرباء، والتربية والتعليم، والزراعة والري، ومياه الريف، والقطاع السمكي، وصندوق النظافة. مؤكداً أن دعم الأشقاء للقطاعات الخدمية لمحافظة شبوة سيستمر لثلاث سنوات قادمة وسيشمل مختلف الجوانب الإنمائية في سبيل تحسين مجمل الخدمات المقدمة للمواطنين، منوهاً إلى أن مشروع الصرف الصحي لمدينة عتق تم إنجاز دراسة المشروع وبما يتواكب مع التوسع العمراني للمدينة لـ20 عاما قادمة.

وقال ابن الوزير، إن الأعمال الأولية لإنشاء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لمحافظة شبوة بدأت فعلياً، من أجل إنجاز هذا المشروع الذي سيسهم في التخفيف من أزمة الكهرباء واستقرارها خلال الفترة القادمة.

وشدد على تضافر الجهود لاستغلال هذا الدعم السخي الاستغلال الأمثل في سبيل رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وصولاً لتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع أن تنعم بها المحافظة وأبناؤها على جميع المستويات، مؤكداً أن هذا الدعم لم تحظَ به المحافظة من قبل مما يتحتم على الجميع تحمل مسئولياتهم لتسخيره بالشكل المطلوب.

وأشاد المكتب التنفيذي بالجهود الكبيرة التي بذلها محافظ المحافظة، وبالنتائج التي حققتها زيارته، وبثمار الدعم المقدم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة لأبناء محافظة شبوة في مختلف الجوانب الإنمائية والإنسانية والتي كان لها الأثر البالغ في تحسين مستوى كثير من الخدمات المقدمة لأبناء محافظة شبوة.

واستعرض الاجتماع تقريراً من مكتب وزارة المالية حول تحصيل الإيرادات للنصف الأول من العام الجاري. وأقر المكتب التنفيذي إعادة النظر في ربط الموازنة للمكاتب الإيرادية، مشدداً على ضرورة تحصيل الإيرادات أولاً بأول، وتكليف اللجنة المالية بمتابعة ذلك والرفع بالنتائج للدورة القادمة.

ووقف المكتب التنفيذي أمام تقرير مكتب التربية والتعليم والذي استعرض فيه نشاط المكتب وسير العملية التعليمية خلال العام الدراسي الماضي وأبرز ما تحقق من دعم للقطاع التربوي بجهود المحافظ بن الوزير، وبدعم الأشقاء في الإمارات.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة المکتب التنفیذی الأشقاء فی بن الوزیر فی سبیل

إقرأ أيضاً:

إبادة دارفور التي لم تنته مطلقا

ها هو فصل جديد من الأهوال تتكشف صفحاته في منطقة دارفور بالسودان، منطقتي.

ففي الثالث عشر من أبريل، استولت قوات الدعم السريع ـ وهي جماعة مسلحة مدعوة من دولة عربية ـ على مخيم زمزم وهو أكبر ملاذ للنازحين في السودان. وبوصفي نازحة وناجية من الإبادة الجماعية، فقد تشبثت بهاتفي أشاهد الفظائع عبر مقاطع فيديو مشوهة، محاولة أن أساعد من بعيد في إجلاء الناجين وتدبير الطعام لهم والماء والدواء، وتعقب الموتى منهم أو الأحياء.

على مدى سنتين، ظلت قوات الدعم السريع في حرب مع القوات المسلحة السودانية، أي الجيش السوداني الرسمي المدعوم من المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر وإيران وروسيا.

عادت العاصمة السودانية الخرطوم ـ بعد خضوعها طوال شهور للنهب والعنف الجنسي في ظل احتلال من قوات الدعم السريع ـ إلى سيطرة القوات المسلحة السودانية، لكن في موطني، أي شمالي دارفور، توشك الفاشر على الوقوع في أيدي الميلشيات شبه العسكرية.

وفي حين تواصل الجماعتان القتال، والفوز بالأرض وخسارتها، يبدو أن الثابت الوحيد هو أن المدنيين السودانيين يتحملون عناء الانتهاكات.

والناس من أبناء دارفور يتذكرون جيدًا هجمات مطلع القرن الحالي المعترف في عام 2003 بكونها إبادة جماعية والتي تحقق فيها المحكمة الجنائية الدولية. ولقد حذر خبير منع الإبادة الجماعية الأممي والولايات المتحدة من أن الإبادة الجماعية جارية تارة أخرى.

وفي رأيي أن إبادة دارفور الجماعية لم تنته قط. ولو أن التطهير العرقي الذي جرى في الجنينة سنة 2023 وحصار الفاشر وإحراق عشرات القرى خلال الأشهر القليلة المنصرمة ليس بالدليل الكافي على ذلك، فمن المؤكد أن أهوال مخيم زمزم دليل كافٍ. لقد باتت حياتنا نحن السودانيين ووجودنا نفسه مهددين.

فقد أدى أسبوع من القصف وإطلاق النيران في زمزم إلى مصرع أكثر من أربعمائة شخص، من الأطفال وعمال الإغاثة، وقادة المجتمع، ومن أقاربي. فاضطر مئات آلاف المقيمين في المخيم إلى الهرب بأنفسهم. وترددت أخبار تفيد أن أطفالًا صغارًا ماتوا من الظمأ وهم يحاولون الفرار. تهدمت العيادات، وترددت أخبار عن وفاة متطوعين في المطابخ الجماعية، وأطباء، وتفيد بأن الجرحى ينزفون دون أن يمد أحد لهم يد العون. وتظهر في الصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما يبدو أنه عمليات إعدام لمدنيين. ومن عداد المفقودين في مخيم زمزم ثمان وخمسون امرأة وفتاة من أقاربي وعائلتي الكبيرة يقول شهود عيان إن قوات الدعم السريع اختطفتهن. كما اختفى بعض من لم يتمكنوا من الهرب، ومن هؤلاء اثنان من أعمامي.

في زمزم عملت، ودرّست، وبكيت، وفرحت. فعلى مدى سنين، كان المخيم مأوى وأملا للناجين من إبادة دارفور الجماعية. وقد نشأ المخيم من عدم، حتى أصبح مجتمعًا مزدهرًا أعادت فيه العائلات النازحة تأسيس حياتها وعملت من أجل أن توفر لأبنائها مستقبلا أفضل. وشأن كثير من الشباب، تقدمت لمد يد العون، بالتدريس في مخيم زمزم في عامي 2013 و2017. أقمنا المخيم والاقتصاد وسددنا الفجوات الناجمة عن إجلاء جماعات المساعدة الدولية من المنطقة بعد عقود من الحرمان والتشريد والعزلة الاقتصادية والسياسية.

والآن أبيد كل ذلك. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن زمزم يحترق، في صدى مؤلم للماضي حينما حركت صور مماثلة العالم إلى العمل في دارفور. في غضون أيام من فبراير، أوقفت منظمتا أطباء بلا حدود وبرنامج الغذاء العالمي عملياتهما في المخيم بسبب الخطر.

وفي ظل إعاقة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وصول المساعدات في جميع أنحاء دارفور وعرقلتهم أو نهبهم لها، ضربت مجاعة من صنع الإنسان مخيم زمزم بشدة. وكانت منظمة أطباء بلا حدود في العام الماضي قد حذرت من وفاة طفل كل ساعتين بسبب سوء التغذية هناك. وذكرت منظمة «أنقذوا الأطفال» في ديسمبر أن العائلات تتغذى على علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من انتشار العنف في الأشهر الأخيرة، استمر الناس في اللجوء إلى زمزم، لكونه أكثر أمنا من أي مكان آخر.

وقد أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن ما يصل إلى أربعمائة ألف شخص اضطروا إلى الفرار من زمزم في ثنايا هجوم قوات الدعم السريع. وقد تم تسكينهم في أرض قاحلة تقع شمالي الفاشر وليس في متناولهم فيها غير قدر محدود للغاية من الطعام والماء. وانهار الناجون المنهكون المتجهون سائرين على الأقدام إلى «طويلة»، وهي بلدة على بعد نحو ستة وثلاثين ميلًا غرب زمزم. وفي مكان قريب، تعرض أبو شوك، وهو مخيم آخر للنازحين، لهجمات متكررة من قوات الدعم السريع. وتعرض العشرات للقتل. فهذا ليس محض تهجير، ولكن إبادة.

وتعد أفعال قوات الدعم السريع جزءًا من حملة إرهاب أشمل. فالجماعة متهمة باستخدام القتل خارج نطاق القضاء والعنف الجنسي والتجويع المتعمد بوصفها أسلحةً حربيةً ضد المدنيين. ولقد مارست قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية الوحشية بلا هوادة ضد المدنيين في صراعهما على السلطة. وقد ترقى فظائعهما إلى مستوى جرائم الحرب، وفقًا لما قالته بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن الجهود الإنسانية وجهود السلام والدبلوماسية الدولية التي تركز على إنهاء الصراع لم تقم فقط بإقصاء المدنيين، وإنما ركزت أيضا وباستمرار على الأطراف المتحاربة. وقد عجز الجنرالات الذين تركزت عليهم تلك الجهود المرة تلو الأخرى عن إنهاء الحرب. فلا بد من محاسبتهم قبل أن تحل علينا مذبحة أخرى.

قبل سنوات، عندما كنت في الرابعة والعشرين من عمري، قدت مسيرة سلام عبر السودان لترويج مسؤولية جماعية عن السلام. كانت آمال الناس بسيطة ولكنها عميقة: فقد كانوا يريدون الطعام على موائدهم، والمدارس، والصحة الجيدة، والفرصة لرؤية أطفالهم يكبرون. واليوم، تبدو تلك الأحلام أبعد منالا من أي وقت مضى.

وأكبر أمل للسودان الآن إنما يكمن في الأفراد المهتمين، وفي الناجين الشجعان الباقين على الأرض، وفي الجماعات السودانية من قبيل (الشبكة الإنسانية لنازحي الداخل) التي حافظت على حياة مخيمات من قبيل زمزم. وبرغم أن جمع التبرعات ضروري لإنقاذ الأرواح، فكل تمويل العالم لن يكفي لإنهاء هذه الحرب إذا استمرت دول غنية في دعم الأطراف المتحاربة.

ولا بديل عن أن يفرض قادة العالم ضغطا على القادة العسكريين وداعميهم من أجل السماح بإيصال المساعدات والموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في المناطق الأكثر تضررًا، فدونما عمل فوري، يشمل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، من أجل حماية المدنيين وخلق عملية مفتوحة تعطي الأولوية لإسهام المدنيين في جهود السلام وموافقتهم عليها، سوف يستمر محونا سياسيًا وعمليًا. ولو أننا حاضرون على الطاولة، فلا ينبغي أن نكون محض رموز أو أفكار ثانوية. وإنما يجب أن نقود الجهود التي ستحدد كيف نعيش بقية حياتنا.

وإلى أعمامي وأبناء عمومتي الذين ما زالوا محبوسين في زمزم، أقول: ألمكم ليس خفيًا. وشجاعتكم غير منسية. ولقد خذلكم العالم اليوم، ولكننا سنناضل لكيلا يخذلكم في الغد. وفي مواجهة عنف الإبادة الجماعية، يكون أملنا في حد ذاته فعلًا وتحديًا.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: القطار الكهربائي السريع مشروع استراتيجي لتحقيق التنمية الشاملة
  • المالية: الوضع الاقتصادي الراهن يفرض تسريع وتيرة التكامل الأفريقي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة
  • جامعة العريش: التأمين الصحي الشامل أهم أدوات الدولة لتحقيق التنمية
  • اجتماع تنفيذيّة منظمة التحرير نهاية عبّاس؟ .. الهبّاش: “نتنياهو يستخدم وجود حماس لمنع إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ
  • منظمة بدر: بدعم من مكتب خامنئي والإطار تحويل قضاء تلعفر إلى محافظة
  • توجيهات مستمرة لتحقيق التنمية.. مدبولي يهنئ الرئيس السيسي بذكرى عيد تحرير سيناء
  • سفير أوزبكستان: نتطلع للتعاون مع الإمارات بمؤتمر «اليونسكو»
  • إبادة دارفور التي لم تنته مطلقا
  • حمدان بن محمد يشهد إطلاق أول برنامج دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في دبي
  • الإمارات تمهد لمستقبل أكثر استدامة وخضرة