برلمان جنوب السودان يعلق مناقشة الميزانية بسبب إقالة وزير المالية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
علق برلمان جنوب السودان، جلسة القراءة الثالثة لميزانية السنة المالية 2023-2024، علي أعقاب إقالة وزير المالية الأسبوع الماضي.
وكان من المتوقع أن يناقش البرلمان الانتقالي، الميزانية المالية، في مرحلة القراءة الثالثة، حيث يسابق البرلمان مع الزمن.
وقال جون أقانج دينق، رئيس لجنة الإعلام في البرلمان الانتقالي، تأجيل جلسة اليوم، الخاصة بمناقشة الميزانية في مرحلة القراءة الثالثة، من أجل السماح للوزير الجديد بالاطلاع على الميزانية الذي قدمه الوزير السابق.
وأوضح: "نحتاج إلى منح الوزير الجديد وقتاً للإطلاع على الميزانية الجديدة، لأن مرحلة القراءة الثالثة هي الأخيرة وحرجة، وسيتم فيه اتخاذ القرارات، لذك يتطلب من الوزير الجديد، أن يكون ملماً بتفاصيل الميزانية".
بحسب اقانج، أمام الوزير الجديد بضعة أيام للاطلاع على الميزانية، ليكون جاهزاً لمرحلة القراءة الثالثة.
وتابع: "على الوزير أن يكون جاهزا، وعلى الدراية بالتقرير المالي، وبعد ذلك ستتاح له الفرص لأنه وزير جديد في الوزارة".
الوزير الجديد باك برنابا، قبل تعيينه في منصب وزير المالية، عمل أستاذ مساعد في جامعة جوبا في قسم الإقتصاد.
أقال رئيس جنوب السودان سلفا كير، وزير المالية ديير تونج نجور، في أحدث تغيير حكومي مفاجئ في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، وربط متحدث باسم "كير" بين الإقالة وبين التراجع الأخير في قيمة العملة المحلية، وفقًا لما ذكرته فضائية "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
أكد المتحدث حين سُئل عن سبب إقالة نجور بعد نحو عام في منصبه: "رأيتم ما يحدث في السوق، أعني ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل جنيه جنوب السودان"، وأوضح المتحدث باسم "كير"، أن وزير المالية الجديد هو باك بارنابا شول، وهو خريج اقتصاد، ويعتبر حليفًا سياسيًا مقربًا من رئيس جنوب السودان، مضيفًا أن من المعتاد أن يجري كير تغييرات وزارية حين يقتضي الأمر.
انخفضت عملة جنوب السودان نحو الثلث مقابل الدولار في الشهرين الماضيين، وأرجع محللون ذلك لعدم الاستقرار الاقتصادي، ويعتمد اقتصاد البلاد على مبيعات النفط الخام، والتي تعثرت بفعل حرب أهلية عصفت بالبلاد بين عامي 2013 و2018، بعد فترة وجيزة من انفصالها عن السودان عام 2011.
قال بوبويا جيمس، المحلل في معهد السياسة الاجتماعية والبحوث ومقره جوبا: "إن قرار إقالة "نجور" لن ينهي على الأرجح التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد"، وأضاف: "حتى إذا أقال الرئيس كير 1000 وزير مالية أو محافظ بنك، فما دام أنه لا يوجد إصلاح اقتصادي، وما دامت العائدات الصغيرة من النفط لا تعزز الزراعة والقطاعات الإنتاجية الأخرى... فلن يكون هناك تحسن أبدًا في الاقتصاد".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوفد بوابة الوفد جنوب السودان وزیر المالیة
إقرأ أيضاً:
مجلة أميركية: جنوب السودان على شفا حرب أهلية
نشرت مجلة "ريسبونسيبل ستيتكرافت" الأميركية تحليلا لأحداث العنف المتفاقمة في دولة جنوب السودان بين قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان التابعة للرئيس سلفاكير والجناح العسكري الموالي لنائبه رياك مشار، والذي يُعرف أيضا باسم الجيش الأبيض.
وجاءت الاشتباكات المسلحة بين الفصيلين على خلفية وضع الرئيس سلفاكير في مارس/آذار الماضي نائبه مشار، الذي يتزعم المعارضة الرئيسية في البلاد، قيد الإقامة الجبرية في العاصمة جوبا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: السجون اليونانية تعج باللاجئين السودانيينlist 2 of 2إنترسبت: مشروع قانون يقمع الدروس عن فلسطين بولاية كاليفورنياend of listوردا على احتجاز رئيسها وبعض كبار قادتها، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مشار التعليق الفوري لمشاركتها في الآليات الأمنية الرئيسية التي أُنشئت بموجب الاتفاق المنشط لعام 2018 بشأن حل النزاع في جمهورية جنوب السودان.
تحذيرات من الأمم المتحدة
وفي المقابل، اتهمت الحكومة مشار بالتخطيط لتمرد لعرقلة السلام والانتخابات المقبلة، وأصدرت الأمم المتحدة تحذيرات متعددة من أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية، وحثت جميع الأطراف على التمسك باتفاق السلام.
وفي المقال التحليلي الذي نشرته المجلة الأميركية، عزت الكاتبة آشا أسوكان زيادة حدة التوتر في جنوب السودان إلى إقدام كير على تعيين رجل الأعمال بنيامين بول ميل خليفة له. وبول ميل مدرج على قائمة العقوبات الأميركية منذ عام 2017 لضلوعه في الفساد الحكومي.
إعلانوقالت إن ما زاد طين الأوضاع الأمنية في البلاد بلة أن أوغندا أرسلت جنودا إلى جنوب السودان لدعم سلفاكير وحكومته، منتهكة بذلك حظرا للأسلحة كانت قد فرضته الأمم المتحدة.
امتداد لصراع قديمولفتت أسوكان إلى أن الأوضاع الحالية في جنوب السودان تشبه الصراع الذي اندلع بين الطرفين في الفترة من عام 2013 إلى 2018، والتي اتسمت باتهامات متبادلة بتدبير انقلاب، واشتباكات عنيفة، ونشر معلومات مضللة، وبث تصريحات تحرّض على الكراهية، وتعبئة الجانبين أنصارهما للمواجهة، وتورط قوى أجنبية.
ويعود تاريخ الصراع بين سلفاكير ومشار إلى ما قبل انفصال جنوب السودان في عام 2011، وفق أسوكان التي أشارت إلى أن الرئيس ينتمي إلى قبيلة الدينكا، في حين ينحدر غريمه من قبيلة النوير، وهما القبيلتان الرئيسيتان في جنوب السودان.
وكان كلاهما من الشخصيات الرئيسية في الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي لتحرير السودان، التي أسسها وقادها في البداية الراحل جون قرنق في حربها الطويلة التي انتهت بالانفصال عن السودان.
أسباب داخلية وخارجية
ومما تسبب في الجمود السياسي الذي يؤجج بدوره العنف -برأي أسوكان التي تحمل درجة الماجستير في سياسة التنمية الدولية من جامعة ديوك الأميركية- غياب الحكم الفعّال والفساد والمظالم التي لم تعالج، والتنافس المستمر للسيطرة على موارد جنوب السودان وقواته العسكرية.
وثمة تداعيات إقليمية ساهمت هي الأخرى في تفاقم الأوضاع بجنوب السودان، واعتبرت الكاتبة أن الحرب التي تدور رحاها في دولة السودان المجاورة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع شبه العسكرية" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لها تأثير كبير على الأحداث في الجارة الجنوبية.
وتعتقد أن التقارب بين سلفاكير وقوات الدعم السريع ربما دفع الجيش السوداني إلى تنشيط علاقاته مع رياك مشار.
إعلانومما يعزز هذه الشكوك -حسب أسوكان- التقارير التي تشير إلى أن الجيش الأبيض التابع لمشار قد تلقى أسلحة وأشكالا أخرى من الدعم من القوات المسلحة السودانية.
تحذير من توسّع الصراع إلى الخارجوعلاوة على ذلك، فإن القتال الأخير بين الجيش الأبيض وقوات الدعم السريع في ولايتي أعالي النيل والنيل الأزرق يشير إلى تحرك القوات المسلحة السودانية لمنع تحركات قوات حميدتي وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال.
ورأت الكاتبة أن الحرب بالوكالة بين جنوب السودان والسودان، التي يغذيها دعم كل من الحكومتين للمليشيات المتعارضة، تنذر بزعزعة استقرار الدولتين والقرن الأفريقي بشكل أكبر، مما يقوض عمليات السلام الهشة أصلا، وربما يهدد بنزاع شامل أيضا قد يجر الدولتين الجارتين إلى حرب مباشرة.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن يزيد الصراع تدفقات اللاجئين إلى دول أخرى مجاورة مثل أوغندا وإثيوبيا وكينيا، ويقوض الأمن عبر الحدود، ويؤدي إلى اضطرابات اقتصادية.