المؤيدون لفلسطين في أمريكا يقيمون مواقف هاريس من حرب غزة
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
وضع مؤيدو فلسطين المرشحة للانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس تحت الأنظار في انتظار رؤية موقفها الأساسي من وقف اطلاق النار في غزة ودخول المساعدات لتحديد موقفهم من انتخاباتها في الانتخابات المقرر إقامتها في تشرين الثاني / نوفمبر، بعد انسحاب الرئيس الحالي جو بايدن من سباق الانتخابات.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا حول مواقف المؤيدين لفلسطين من المرشحة الديمقراطية المفترضة لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس، مشيرة إلى أنه على نائبة الرئيس الرضا بنفس الضغط الذي مارسه اليسار على الرئيس جو بايدن بسبب مواقفه من غزة.
وفي التقرير الذي أعدته صابرينا صديقي قالت فيه إن هاني المدهون لا يخطط ولم تكن لديه خطط التصويت لبايدن هذا العام وبعد مقتل شقيقه بغارة للاحتلال الإسرائيلي على غزة هذا العام. وقال المدهون إن "يدي بايدن ملوثة بالدم" لأنه أرسل الأسلحة الأمريكية دعما لجهود الحرب.
والآن وقد انسحب بايدن من السباق أصبح المدهون جاهزا لمنح صوته إلى هاريس، وليس هذا فقط بل وتعبئة الناخبين لدعمها في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. والسبب وراء هذا التغير هو أن "ركزت على الأصوات الفلسطينية". وتحدث المدهون بالهاتف مع هاريس في تشرين الثاني/نوفمبر وتلقى رسالة تعزية شخصية منها بعد مقتل شقيقه، وأضاف أن هاريس "تحدثت عن المعاناة الفلسطينية والضحايا وتحدثت عن الوضع وعلى مستوى إنساني أكبر"، وتضيف الصحيفة أن غزة وإلى جانب موضوعات قليلة أخرى أثبتت أنها انقسامية للحزب الديمقراطي وفي هذا الموسم الانتخابي.
ولاحظ المؤيدون لفلسطين مواقف وتأكيد هاريس على مظاهر القلق الإنسانية ويراقبونها عن كثب وإن كانت ستبعد نفسها عن سياسة الرئيس تجاه غزة وتقديم رؤية خاصة بها، وقبل انسحابه، كانت مواقف بايدن الحاسمة والداعمة للحرب الاحتلال الإسرائيلي في غزة، رغم الضحايا بين المدنيين والكارثة الإنسانية، ستعرض حملته الانتخابية للخطر، ووسط ردة فعل من التقدميين في الحزب والعرب- المسلمين الأمريكيين والناخبين الشباب والأمريكيين السود.
وعبر البيت الأبيض والحملة الانتخابية للرئيس عن مظاهر قلقهم الخاصة من أن الناخبين الذين يشعرون بالخيبة قد لا يشاركون في الانتخابات أو يصوتون لمرشح في حزب ثالث، بشكل سيعرض حظوظ الحزب في الولايات المتأرجحة مثل ميتشغان وجورجيا وبنسلفانيا للخطر.
ونقلت الصحيفة عن الموظفة المعينة في وزارة الداخلية ليلي غريبنبرغ كول والتي كانت أول موظفة يهودية أمريكية تستقيل من الإدارة احتجاجا على حرب غزة " أعتقد انه من الضروري أن تبعد نفسها عن بايدن وتحدد موقفا مستقلا عنه في الموضوع". وكانت كول ناشطة ميدانية في حملة هاريس عام 2020، معلقة: " ليس فقط لأن هناك أشياء أخلاقية صحيحة يمكنها القيام بها، ولكن لأنه الشيء السياسي الذكي الذي يمكنها عمله".
وتضيف الصحيفة أن هاريس كانت وخلف الأضواء قوة دافعة باتجاه وقف إطلاق النار وزيادة الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي كي تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك حسب بعض المسؤولين في الإدارة، وبالتحديد عبرت عن قلقها في أحاديثها الخاصة والعامة عن توسع الجو الذي انتشر في القطاع.
وأظهرت الاستطلاعات فيما بعد هجمات تشرين الأول/أكتوبر دعما أمريكيا للحرب في غزة، لكن الاستطلاعات الأخيرة كشفت عن زيادة أعداد الأمريكيين الذين لا يوافقون على إدارة الاحتلال الإسرائيل للحرب، وبخاصة بين الشبان الديمقراطيين والمستقلين الذي يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين ويثيرون أسئلة حول الدعم العسكري الأمريكي إلى إسرائيل.
ويقول مسؤولون حاليون وسابقون إن هاريس يمكن أن تعبر عن موقف مستقل نسبيا من بايدن، لكنهم لا يتوقعون منها أن تبعد كثيرا عن الموقف الرسمي الذي عبر عنه الرئيس في أحاديثه العامة.
ورغم أنها عبرت عن تحفظات من العملية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في غزة، وبعد اجتماعها مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، إلا أنها أكدت على دعمها المتواصل لحق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ولم تشر إلى دعم عسكري مشروط لحليفة أمريكا القديمة.
وفي خطاب ألقته هاريس بآذار/مارس كانت أول مسؤولة في إدارة بايدن تدعو علنا لوقف إطلاق النار. وأشارت إلى تقارير تحدثت عن الفلسطينيين الذين "يأكلون الحشائش وعلف الدواب ونساء يلدن أجنة تعاني من نقص التغذية وبعناية طبية قليلة أو بدونها وأطفال يموتون بسبب الجفاف وفقر التغذية". وقالت إن على "الحكومة الإسرائيلية زيادة تدفق المساعدات بشكل كبير، ولا يوجد هناك عذر". ولم تفت تعليقات كهذه عن انتباه المؤيدين لفلسطين والذين شعروا أن بايدن ناضل ليظهر تعاطفه مع الفلسطينيين في غزة أو الحديث بشكل أكثر وضوحا عن ظروفهم.
وبحسب مدير "إيمغيج" المجموعة التي تركز على الصوت المسلم، وائل الزيات: "هناك اعتراف بأنها في مكان أحسن مقابل مرشح ديمقراطي"، مضيفا "هناك بعض الناس يتساءلون عن مدى اختلافها؟ وهناك دعوات مشروعة للحذر ومتابعة خطوات هاريس للإمام". وفي لقائها مع نتنياهو قالت إنها ملتزمة بدعم الاحتلال الإسرائيلي وحقها بالدفاع عن نفسها، ولكن طريقة الدفاع مهمة “دعونا نتوصل إلى صفقة ويكون لدينا وقف للنار ينهي الحرب" و "دعونا نعيد الأسرى إلى بيوتهم، ودعونا نقدم المساعدات الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني". إلا أن هاريس وبخت في بيان المحتجين ضد نتنياهو وما رأته تصرفات "غير وطنية".
وكانت تعلق على كتابات جدرانية في واشنطن "حماس قادمة" حيث شجبت أي فرد يرتبط بحركة إرهابية مثل حماس. ولدى هاريس علاقات قوية مع اليهود الأمريكيين، فزوجها دوغ إيموف، يهودي ولعب دورا مهما في جهود الإدارة لمواجهة معاداة السامية. واندلعت التظاهرات وبعد الحرب في كل المدن الأمريكية والجامعات.
ويخطط مؤيدو فلسطين لتظاهرات في مؤتمر الديمقراطيين الشهر المقبل حيث سيتم التأكيد على هاريس كمرشحة عن الحزب. وطالما لاحق المتظاهرون هاريس وبايدن في الحملات الانتخابية. ويقول المنظمون للتظاهرات إنها ستستمر من أجل زيادة الضغط على الإدارة وتغيير مواقفها. وتقول ساندرا تماري، المديرة التنفيذية لمشروع عدالة "الواجب هو تغيير السياسة الأمريكية".
وينظر مؤيدو فلسطين إلى هاريس ومن ستختاره على بطاقة الرئاسة نائبا لها. ومن الأسماء المطروحة، حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو المؤيد القوي للاحتلال الإسرائيلي، وزاد هذا من قلق مؤيدي الاحتلال من أن شابيرو، يهودي، كان ناقدا لتظاهرات الطلبة المؤيدين لفلسطين ودعم قانونا يسمح للولاية لمنع تخصيص أموال لجامعة تدعم سحب الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مانويل بوندر، المتحدث باسم شابيرو إن الحاكم "كان قويا في الحديث ضد الكراهية بما فيها معاداة السامية وكراهية الإسلام". وقال إن شابيرو الذي يتمتع بعلاقات مع المسلمين الأمريكيين والعرب الأمريكيين والفلسطينيين المسيحيين والمجتمع اليهودي دعا الجميع واستمع إليهم وعمل معهم من أجل الحفاظ على سلامة مجتمعنا.
ولاحظ مؤيدو فلسطين عندما صفق السناتور الديمقراطي عن أريزونا مارك كيلي بعد وصف نتنياهو في خطابه امام الكونغرس، مؤيدي فلسطين بأنهم "حمقي مفيدون لإيران". ورد كيلي على الصحيفة للتعليق قائلا إن نتنياهو تحدث عن أشياء يشعر بها الأمريكيون ولكنه أكد على ضرورة الاعتراف بالضحايا المدنيين في غزة "ليس كل فلسطيني في غزة هو حماس". وهاجم جمهوريون هاريس بأنها لم تظهر دعما قويا لإسرائيل وتساءل بعضهم إن كانت مثل بايدن في موقفها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هاريس غزة الانتخابات بايدن الاحتلال امريكا غزة الاحتلال بايدن الانتخابات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی مؤیدو فلسطین فی غزة
إقرأ أيضاً:
عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
عبد الباري عطوان
من المؤكد أن الصاروخ الباليستي فرط الصوت اليمني الذي أصاب هدفه بدقة في قلب مدينة يافا الفلسطينية المحتلة فجر اليوم السبت سيدخل التاريخ، وسيحتل مكانة بارزة في العناوين الرئيسية للصراع العربي-الصهيوني لعدة أسباب:
الأول: إيقاعه إصابات بشرية ضخمة بوصوله إلى هدفه، حيث اعترف العدو الصهيوني بإصابة ثلاثين شخصاً حتى الآن، يُعتقد أن معظمهم من العسكريين، كما أحدث حرائق كبرى يمكن مشاهدة ألسنة لهبها وأعمدة دخانها من مسافات بعيدة، وهي سابقة تاريخية.
الثاني: هذا الصاروخ فرط الصوت لم يأتِ انتقاماً للعدوان الأمريكي-الصهيوني على صنعاء والحديدة، وإنما جاء في إطار استراتيجية يمنية تهدف إلى تكثيف الضربات للعمق الفلسطيني المحتل دون توقف، جنباً إلى جنب مع استراتيجية قصف حاملات الطائرات والسفن الأمريكية والصهيونية في جميع بحار المنطقة. فلليوم الثالث على التوالي، تقصف قوات الجيش اليمني أهدافاً عسكرية صهيونية بصواريخ فرط الصوت، تضامناً مع شهداء غزة.
الثالث: فشل جميع منظومات الدفاع الجوي الصهيونية المتطورة، وعلى رأسها القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وصواريخ حيتس و”ثاد”، في اعتراض أي من صواريخ فرط الصوت اليمنية، ووصولها جميعاً إلى أهدافها. وهذا ما دفع الاحتلال إلى فتح تحقيقات رسمية لمعرفة أسباب هذا الفشل، في اعتراف ضمني بالهزيمة.
الرابع: تتميز هذه الصواريخ الباليستية الجديدة (قدس 1 وقدس 2) بتجهيزها برؤوس حربية متطورة جداً، وقدرتها الكبيرة على المناورة والانفصال عن “الصاروخ الأم” قبل وصولها إلى أهدافها، مما يؤدي إلى فشل الصواريخ الاعتراضية المعادية في اعتراضها وتدميرها.
الخامس: تحول اليمن إلى دولة مواجهة رئيسية، وربما وحيدة، مع كيان الاحتلال، رغم المسافة الهائلة التي تفصله عن فلسطين المحتلة، والتي تزيد عن 2200 كيلومتر. وهذا يعني أن الجوار الجغرافي المباشر بات يفقد أهميته في ظل وجود صواريخ فرط الصوت والمسيّرات المتطورة جداً.
ما يميز القيادتين السياسية والعسكرية في اليمن هو قدرتهما على اتخاذ القرار بالقصف الصاروخي سواء للعمق الصهيوني أو لحاملات الطائرات الأمريكية والصهيونية والبريطانية. وهذه صفة تفتقدها للأسف جميع الدول العربية والإسلامية، سواء الصغرى منها أو الكبرى، التي تفتقر إلى الشجاعة والمروءة وعزة النفس، وتبحث دائماً عن الأعذار لتبرير جبنها وتجنب الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على أراضيها أو الدفاع عن المقدسات.
الظاهرة اللافتة في عمليات القصف اليمني للعمق الصهيوني والقواعد العسكرية الحساسة فيه، أنها بدأت توقع خسائر بشرية ودماراً كبيراً، وهو أكثر ما يزعج ويرعب المستوطنين وقيادتهم، ويقوض المشروع الصهيوني من جذوره. فهذا القصف يأتي بعد هدوء الجبهة اللبنانية وسقوط سورية، ويفسد على نتنياهو وجيشه احتفالاتهم بما اعتبروه “إنجازات”. فجميع الحروب العربية الرسمية مع كيان الاحتلال كانت على أراضٍ عربية، وقصيرة جداً، ولم تصل مطلقاً إلى المستوطنين، ولم تطلق صافرة إنذار واحدة في حيفا أو يافا أو باقي المدن الفلسطينية المحتلة. ربما الاستثناء الوحيد كان عندما أطلق العراق أكثر من أربعين صاروخاً على تل أبيب أثناء عدوان عام 1991.
هذا الموقف اليمني المشرف ربما هو مصدر الأمل الوحيد للصامدين في فلسطين المحتلة، الذين يواجهون حرب الإبادة والتطهير العرقي والمجازر اليومية، بعد أن خاب ظنهم كلياً بجميع أنظمة الحكم العربية والإسلامية، خاصة تلك التي ترفرف الأعلام الصهيونية في قلب عواصمها، ناهيك عن التعاون العسكري والاستخباري والتجاري العلني والسري مع كيان الاحتلال.
غزة ليست وحدها، ويكفيها أن الشعب اليمني، أصل العرب، يقف في خندقها، ولا ترهبه الغارات الصهيونية والأمريكية، ولا يتردد في تقديم الشهداء.
الأمر المؤكد أن اليمن العظيم لن يتخلى عن غزة ومجاهديها، وستستمر صواريخه الباليستية في زعزعة أمن واستقرار كيان الاحتلال وكل القوى الاستعمارية الداعمة له. فاليمن ظاهرة استثنائية، تفوقت على الجميع في شجاعتها ووطنيتها وثباتها على الحق، وتعاملها مع العدو بأنفة وكبرياء، ومخاطبته بالصواريخ والمسيّرات، وهي لغة القوة التي يجيدها ويخشاها الأعداء… والأيام بيننا.