بلغ محصوله القانوني بالمغرب 296 طنا..كيف خرج 3 آلاف مزارع للقنب الهندي من "الظل إلى العلن" (روبورتاج)
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
بعد العيش لعقود في أجواء من « الخوف والسرية » أصبح المزارع المغربي عبد السلام إيشو يمارس زراعة القنب الهندي « في وضح النهار » للعام الثاني على التوالي، مستفيدا من التشريع التدريجي لهذه الزراعة لأغراض طبية وصناعية.
فرغم منعها منذ 1954، ظلت هذه النبتة تزرع بشكل غير قانوني في جبال الريف بشمال المملكة، ليستخرج منها مخدر الحشيشة الذي يهر ب خصوصا نحو أوروبا، إذ يعد المغرب من أكبر منتجيها في العالم.
لكن مزارعي تلك القرى الفقيرة باتوا قادرين على ممارسة هذه الزراعة بشكل قانوني في ثلاثة من أقاليم جهة الريف، بعدما أقرت المملكة في العام 2021 قانونا ينظم الاستخدامات الطبية والصناعية للقنب الهندي.
يقول عبد السلام البالغ 48 عاما لوكالة فرانس برس « لم أكن أتخيل يوما أننا سنزرع الكيف (القنب الهندي) من دون خوف ولا قلق من الاعتقال، أو التعرض للسرقة أو عدم التمكن من بيع المحصول »، وهو يعيش في قرية المنصورة بإقليم شفشاون (حوالى 300 كيلومتر شمال الرباط).
يهدف هذا الاتجاه إلى مكافحة الاتجار بالمخدرات وحجز موقع في السوق الدولية للاستعمالات الصناعية للقنب الهندي، فضلا عن إنماء منطقة الريف حيث تعيش 80 إلى 120 ألف أسرة على عائدات زراعته غير القانونية بحسب التقديرات الرسمية.
العام الماضي بلغ مجمل المحصول القانوني 296 طنا، وفق الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي. ويختلف عن المحاصيل التي تحول إلى حشيشة، باحتوائه نسبة جد منخفضة من المادة المخدرة (تي إش سي).
قبل إقرار القانون كان نشاط هؤلاء المزارعين أشبه « بالعيش في غابة وفوضى، أما اليوم فصرنا نعمل بحرية وكرامة »، كما يقول عبد السلام مستعرضا بفخر حقل القنب الهندي الأخضر.
واستطاع العام الماضي جني « محصول قياسي من حوالى ثمانية أطنان في حقل مساحته هكتار واحد »، على ما يوضح.
وقد باع هذا المحصول في مقابل 80 درهما للكيلوغرام (حوالى 8 دولارت) إلى شركة مغربية تستعمله في إنتاج مكملات غذائية.
عند دخول القانون حيز التنفيذ العام 2023 كان عبد السلام إيشو المزارع الوحيد في قريته الذي انخرط في المشروع، بينما صار عددهم الآن نحو 70 مزارعا، على ما يؤكد.
ينطبق هذا الأمر إجمالا على قرى الأقاليم الثلاثة المرخص فيها بزراعة القنب الهندي وهي الحسيمة وشفشاون وتاونات (شمال)، حيث ارتفع عدد المزارعين المنخرطين في الزراعة القانونية من 430 إلى 3000، وفق الوكالة المختصة.
من بين هؤلاء التحق المزارع سعيد الكدار البالغ 47 عاما بتعاونية تضم نحو عشرة مزارعين، رغم « كثير من المخاوف والتساؤلات في البداية »، لكنها على ما يقول « تبددت شيئا فشيئا لأن التقنين في نهاية المطاف هو الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه ».
كذلك، ارتفعت المساحة المزروعة قانونا عشر مرات، لتنتقل من 286 هكتار في العام 2023 إلى 2700 هكتار هذا العام.
لكنها تبقى بعيدة كثيرا عن مساحة 55 ألف هكتار كانت تغطيها الزراعة غير القانونية للقنب الهندي العام 2019.
ويضيف سعيد « لدي الكثير من الأمل »، مؤكدا أن حياته الجديدة « لا يمكن إلا أن تكون أفضل من العيش في حالة من عدم الاستقرار والسرية ».
وكان يحضر بذور قنب هندي مستوردة من الخارج لتنمو تحت غطاء بلاستيكي، في انتظار حصادها في أكتوبر.
ويقول عبد السلام إيشو انه سيتم حصاد محاصيل من بذرة القنب الهندي المحلية، المعروفة باسم « البلدية »، للمرة الأولى بشكل قانوني في غشت، في حين حيث اقتصرت محاصيل العام الماضي على البذور المستوردة.
ويوضح قائلا « القنب الهندي موجود في كل مكان لكن البذرة +البلدية+ ميزة بالنسبة لنا علينا تثمينها إلى أقصى حد ».
لتحقيق ذلك استطاع إقناع 58 مزارعا بتشكيل تعاونية متخصصة في زراعة القنب الهندي محلي الأصل.
بموازاة ذلك، أصدرت الوكالة المختصة أكثر من 200 ترخيص لشركات تعمل في تصنيع منتجات القنب الهندي، أو في تصديرها أو استيراد بذور النبتة.
في بلدة باب برد قرب شفشاون استغل عزيز مخلوف هذه الفرص ليفتتح مصنعا، يوظف 24 عاملا، ينتج مواد مختلفة من القنب الهندي، تشمل الزيوت ومستحضرات التجميل ودقيقا ومكملات غذائية.
ويعرب مخلوف عن تفاؤله قائلا « يمكن استخلاص عدة أشياء من القنب الهندي، إنه قطاع جذاب ».
لكن السلطات تدرك أن تنظيم هذا المجال يتيح « بناء اقتصاد موثوق قادر على الصمود، بشكل تدريجي »، كما يوضح مدير الوكالة المختصة بالتقنين محمد الكروج لوكالة فرانس برس.
ويشدد على أن « الهدف الأول هو تحسين مستوى عيش المزارعين ».
بحسب دراسات رسمية يمكنهم أن يحققوا ما يعادل 12 بالمئة من إيرادات القطاع المنظم، في مقابل « 4 بالمئة فقط من السوق غير القانونية »، التي يسيطر عليها المهربون.
ويختم الكروج مؤكدا أن الأهم هو تمكين المزارعين « من الخروج من الظل إلى النور ».
(وكالات)
كلمات دلالية القنب الهندي الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي مزارعون
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: القنب الهندي الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي مزارعون القنب الهندی للقنب الهندی عبد السلام
إقرأ أيضاً:
نائب: لا وجود لمفهوم الرخوة في الحدود وغرفة عمليات لإدارة امنها بشكل مباشر - عاجل
بغداد اليوم- بغداد
أكد عضو لجنة الامن النيابية النائب ياسر اسكندر، اليوم الاثنين (2 كانون الأول 2024)، عدم وجود مفهوم الرخوة في اليات مسك الحدود.
وقال اسكندر في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "اليات تعزيز مفهوم مسك الحدود العراقية- السورية هي امتدادا لجهود مستمرة منذ اكثر من 5 سنوات من خلال ابعاد متعددة تاخذ بنظر الاعتبار التحصين والتهيئة لاي متغيرات مع اعتماد التقنيات الحديثة".
وأضاف أنه "ليس هناك اي وجود لمفهوم المحاور الرخوة امنيا في مسك الحدود بل كلها مؤمنة بطريقة جيدة وهناك جهود لتعزيزها مع التطورات الحاصلة الان في سوريا".
وأشار الى أن "غرفة عمليات عليا هي من تتولى ادارة ملف امن الحدود بشكل مباشر واتخاذ كافة الاجراءات الميدانية من اجل درء مخاطر اي تهديدات لافتا الى أنه "لدينا قوات كبيرة قادرة على مواجهة اي تحديات بكفاءة عالية".
وفي شأن متصل، ترأس رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، الأحد، (1 كانون الأول 2024) اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني.
وقال المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء، تلقته "بغداد اليوم"، انه "جرى خلال الاجتماع بحث مجمل الأوضاع الأمنية والمستجدات في المنطقة، خاصة ما يتعلق من أحداث في الجمهورية العربية السورية، إذ استمع القائد العام إلى إيجاز مفصل عما يجري داخلها بعد سيطرة الجماعات الإرهابية على عدد من المناطق فيها".
كما استمع القائد العام للقوات المسلحة وفقاً للبيان، إلى "شرح مفصل أيضاً من قبل قائد قوات الحدود، عن الأوضاع والتحصينات على الشريط الحدودي العراقي السوري، وأشاد بالإجراءات المتخذة في تأمين الحدود الدولية،" مشدداً في الوقت نفسه على "الاستمرار في متابعة تأمين الحدود وتكثيف الجهد الاستخباري والمعلوماتي، ورصد التحركات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية داخل الأراضي السورية".
ووجّه السوداني "جميع القيادات بأن يكون تواجدها ميدانياً، ومتابعة قواطع المسؤولية، خاصة على الحدود المشتركة".
وفي محور مهم آخر، شدد القائد العام للقوات المسلحة على "استمرار العمليات الاستباقية وملاحقة ما تبقى من العناصر الإرهابية، مثمناً الإنجازات الأخيرة المتحققة في القضاء على قيادات وعناصر عصابات داعش" مؤكدا "ضرورة بذل أقصى الجهود لمواجهة التحديات الأمنية، مشيراً إلى أن أمن العراق من أهم الأولويات لدى الحكومة، وسيتم التصدي لأي تهديد يمكن أن يمسّ أرض البلد وسيادته".
وأكد الاجتماع "ضرورة توحيد الخطاب الوطني، وأن تتوخى جميع وسائل الإعلام الدقة في نقل المعلومة، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي يمكن أن تؤثر في الأمن الداخلي وتزعزع الاستقرار".
وفي سياق تأمين الحدود ، أكد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، السبت (30 تشرين الثاني 2024)، أن الحدود العراقية مغلقة بشكل كامل، والقوات الأمنية ملتزمة بأوامر القائد العام لحماية العراق.
وقال المحمداوي في تصريح لقناة العراقية الإخبارية تابعته "بغداد اليوم"، إن "القوات الأمنية بصنوفها كافة قادرة على حماية العراق وجاهزة لأي تحد"، مؤكدا، بأن "الحدود العراقية مغلقة بشكل كامل وان قيادة العمليات ملتزمة بأوامر القائد العام للقوات المسلحة لحماية العراق".
وأضاف، أن "القوات الأمنية قطعت شوطا كبيرا على المستوى الأمني واختلف الوضع حاليا عما كانت عليه".