لم يتأثر الإقليم الشرقي مباشرة بالحرب ولكن التداعيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أثرت عليه خصوصا مع اقترب الصراع من المنطقة

التغيير: فتح الرحمن حمودة

نظمت الشبكة الشبابية السودانية للمراقبة المدنية أمس السبت بمقر المنظمة الإفريقية في العاصمة الأوغندية كمبالا جلسة نقاش حول تقريرها الذي أعدته عن تآثير الحرب وتعدد الجيوش على إقليم شرق السودان بمشاركة عدد من المهتمين والفاعلين السياسين والصحفيين.

وجاء في الملخص التنفيذي للتقرير بأنه لم يتأثر الإقليم الشرقي مباشرة بالحرب التي إندلعت في 15 أبريل العام الماضي ولكن التداعيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أثرت عليه خصوصا مع اقترب الصراع من المنطقة، وزيادة الدعوات للتسليح العسكري بالتحديد مع وصول قوات الدعم السريع إلى مشارف ولاية القضارف.

تعدد الجيوش

وتحدث الناشط السياسي خالد نور عن السياق الاجتماعي في شرق البلاد وأوضح أن تعدد الجيوش في المنطقة يعتبر طبيعيا نظرا لارتباطه بالقبائل المحلية وليس بالمواقف السياسية تجاه الجيش السوداني والدعم السريع.

وأشار نور إلى أن الحركات المسلحة في الشرق تعتمد على جذورها القبلية والإثنية مما يشكل خطرا داخليا إذا ما وصلت الحرب الدائرة حاليا إلى الإقليم، مضيفا أن التقرير القى الضوء على منطقة عادة ما تعتبر نقطة مظلمة في السياق السوداني.

وبحسب الملخص فإن القوات العسكرية انتشرت في الولايات الشرقية التي تشهد نشاط تجنيد متزايد في الحركات المسلحة مع تدخلات أجنبية تؤثر على التسليح من دول الجوار مما أدى إلى عسكرة الأنشطة المدنية والسياسية وارتفاع نشاط الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي ضيقت الخناق على الناشطين والفاعلين الرافضين للحرب مما أثر على حالة حقوق الإنسان.

العنف الجنسي

من جانبها أشارت المتحدثة الثانية الناشطة النسوية والحقوقية خالدة صابر إلى أن التقرير لم يظهر العنف القائم على النوع ومدى تأثيره على النساء في الشرق وأوضحت أن مثل هذه التقارير غالبا ما تغفل مثل هذه الجوانب مضيفة أن الوقت قد حان للنساء هناك للتصدى للعنف الجنسي.

ولفتت خالدة إلى أن الوضع الحالي شرقي البلاد يتطلب سن قوانين تحمى النساء أثناء النزاعات إلى جانب جهود وقائية ومراكز مخصصة لدعمهن مشيرة إلى توقف العديد من المركاز الطبية في المناطق الشرقية خصوصا مراكز الأورام التي تخدم نسبة كبيرة من النساء.

عسكرة الحياة

وفي السياق قدم المتحدث الثالث فيصل محمد صالح وزير الإعلام الأسبق قراءة نقدية للتقرير مشيرا إلى وجود نقاط تعتمد على مصادر ثانوية وضعيفة وقال كان يجب أن يركز على المصادر الرئيسية إلى جانب تصحيح بعض الأخطاء التاريخية المتعلقة بمؤتمر البجة وحركة الأسود الحرة.

وأوضح فيصل بأن التقرير أثنى على التغطية الجيدة للتدخلات الإقليمية والدولية مشيرا إلى أن عسكرة الحياة المدنية في الشرق أضرت بشكل كبير على المدني السياسي وأضعفته وأن الحل يكمن في حراك جماعي عابر للقبلية.

 

يذكر أن ملخص التقرير كان قد أشار إلى أن الإقليم شهد ظهور حركات مسلحة جديدة وأنشئت معسكرات تدريب في إريتريا قرب حدود البلاد تضم خمس مجموعات مسلحة إلى جانب تركيزه على تحليل الوضع السياسي في الشرق وتأثير تكوين الجيوش القبلية على الاستقرار في ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر.

واعتمد التقرير على مقابلات مع الفاعلين السياسيين والناشطين في المجتمع المدني ومجموعات نقاش مركزة ومعلومات من مراقبين ميدانيين ومصادر أخرى .

وأظهرت النتائج تفاوتا في التداعيات الأمنية والاستهدافات المتنوعة للفاعلين المدنيين والنشطاء السياسيين مما أثر بشكل كبير على الوضع الإنساني والأمني في شرق السودان ويتطلب تدخلات فورية لدعم حقوق الإنسان والسلام في المنطقة.

وشهدت الجلسة العديد من المداخلات والتعقيبات من الحضور حيث طرحت عدد من الأسئلة على المنصة التى قامت بالرد عليها مما أثار النقاش وأبرز التحديات والفرص الممكنة لمستقبل أكثر استقرارا لشرق السودان.

وتعتبر الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية منصة متخصصة تجمع مختلف المنظمات والكيانات، أنشئت بهدف مراقبة الوضع السياسي والأمني والإنساني في السودان. وتسعى إلى معالجة الانتهاكات والدعوة إلى السلام وإرساء الديمقراطية.

 

الوسومالشبكة الشبابية السودانية حرب الجيش والدعم السريع شرق السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع شرق السودان

إقرأ أيضاً:

الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي

  

أجرى عدد من قيادات الأحزابالسياسية في اليمن ، في العاصمة البلجيكية بروكسل، لقاءات مع قيادات الاتحاد الأوروبي، تناولوا خلالها مستجدات الساحتين الوطنية والإقليمية، وسبل تطوير العلاقات الأوروبية اليمنية.

وتضمنت جولة المشاورات لقاءات موسّعة مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، وكذا مديرية الشراكات الدولية في الاتحاد، بالإضافة إلى فريق عمل الشرق الأوسط في مجلس الاتحاد الأوروبي، وأخيراً الاجتماع مع دائرة العمل الخارجي الأوروبي قسم الشؤون اليمنية.

وقد شدد المسؤولون الأوروبيون على موقف الاتحاد الداعم للحكومة الشرعية وتعزيز تماسكها السياسي، ورفضهم القاطع للسلوك الذي تقوم به مليشيا الحوثي بتهديد حرية الملاحة الدولية.

من جانبها، أكدت القيادات اليمنية أن الظروف الإقليمية والمستجدات باتت تتطلب تطوير العلاقات المشتركة من المستوى الإنساني الدبلوماسي إلى المستوى الجيوسياسي التنموي.

وأوضحوا أن ما يجمع الاتحاد الأوروبي ومنظومة الشرعية اليمنية لا يقتصر على المصالح المشتركة وحسب، بل يشمل أيضا المبادئ المتعلقة بالتعددية والديمقراطية، وهو ما يستوجب تنسيق العمل المشترك، للحد من تهديد المليشيا الحوثية الإرهابية وانتهاكاتها بحق الشعب اليمني.

تجدر الإشارة إلى أن وفد الجانب اليمني ضم كلا من: عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب، النائب عبد الرزاق الهجري، والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، عبد الرحمن السقاف، والأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبد الله نعمان، والأمين العام المساعد للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، عبد الله أبو حورية، ورئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام، عبد الوهاب معوضة

 

مقالات مشابهة

  • حكومة الإقليم تعبر عن سعادتها بعد حسم رواتب موظفيها بالطريقة التي فرضت من قبل بارزاني
  • حكومة الإقليم تشكر الكتل السياسية التي ساهمت بتمرير تعديل الموازنة
  • تناول ناقد للتقارير التي تدعي وجود مجاعة في السودان
  • بغض النظر عن اختلافنا السياسي مع البرهان، يلزمنا جميعا الاعتراف له بالشجاعة
  • جلسة طارئة للحوار الوطني لمناقشة تأثير التطورات المتسارعة في المنطقة على الأمن القومي
  • عبدالمنعم سعيد يكشف تأثير حكم ترامب لأمريكا على الشرق الأوسط
  • للمرة الأولى.. حكومة نتنياهو تناقش تشيكل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر
  • الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • مقال الرزيقي