«لو كانت أوروبا منزﻻ، فبريطانيا هي البهو، وإيطاليا هي المطبخ، وفرنسا هي المرحاض».. مثل إنجليزي شهير، يصف الدول الأوروبية، من حيث التحضر والتقدم والرقي.

لكن ذلك التحضر والتقدم والرقي.. ومحاربة التخلف والرجعية والتطرف، وغيرها من التابوهات، كانت شعارات ما انفك أن استمسك بها الغرب وصدع بها رؤوسنا، واستحلوا بها دماء ملايين الناس، ورسموا هالة مقدسة يمنع غيرهم من الاقتراب منها، ولكن في أول موقف، يظهر على حقيقته القميئة ودمويته الذميمة اللئيمة.

كان حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، خير شاهد على ذلك، الذي كان تعبيرا صريحا وواضحا على ترويج الشذوذ والتحرش بالأطفال وعبادة الشيطان، وازدراء المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، في مشهد يجلي حقيقة مدى انحدار الحضارة الغربية، واتجاهها السريع إلى الهاوية.

فرنسا تلك الدولة التي كانت في وقت من الأوقات من الدول الأوروبية المتدينة بشكل كبير، ولها إسهامات كبيرة في إرسال البعثات التبشيرية بالمسيحية إلى الخارج، واحتضانها مئات الكنائس، أعلنت هويتها الجديدة صراحة في حفل الافتتاح، إنها الهوية الشاذة الإلحادية الجديدة، التي تعرضها أمام العالم، من دون خجل أو مواربة، وبلاشك ستسعى إلى تصديرها إلى الدول الراغبة في ذلك.

الحفل الذي أحدث صدمة على مستوى العالم، فبجانب ترويجه للشذوذ والتحرش والتحول الجنسي وعبادة الشيطان، كانت الكارثة الكبرى، حينما مثل مجموعة من الأشخاص -قيل إنهم متحولين جنسيا- العشاء الأخير للسيد المسيح عليه السلام، فلك أن تتخيل أن أشهر لوحة ترمز للمسيحية، عن «العشاء الأخير» الذي اجتمع فيها المسيح عليه السلام، بحواريه، لإخباره إياهم أنه سيتعرض للخيانة، للرسام العالمي ليوناردو دي سير بيرو دا فينتشي، يتم تجسديها بشواد ومتحولين جنسيا وأشباه رجال وطفلة صغيرة ترمز لاشتهاء الأطفال جنسيا تحت مصطلح «بيدوفيليا»، ما يعد إهانة كبيرة، لمسيحي العالم كله وليس ذلك فقط بل لجميع الشرائع السماوية عامة، وخصوصا أنها جاءت من دولة مسيحية.

ولنا أن نتساءل: ماذا لو جاء هذا الازدراء من دولة عربية؟ هل كان الغرب الذي صم آذانه، سيصمت، أم يستل سيفه ويشهر أسلحته ويوجه فوهتها إلى تلك الدولة؟ فضلا عن العقوبات الجاهزة ومفصلة لاستتخدامها في أي وقت.

واقعة العشاء الأخير ليست وحدها التي كانت محل صدمة الجميع، بل نبعت الصدمة أيضا من تمثيل أحد مشاهد حفل الافتتاح، بظهور فارس يمتطي حصانا، فهو للوهلة الأولى طبيعي، ولكن جاء تحليل البعض بأن المشهد إسقاط على «الحصان الشاحب» أو «pale horse»، التي ترمز إلى «الموت» أو «الجحيم» في الإنجيل، فضلا تحليل البعض بأن المشهد رسالة رمزية من المنظمات التي تحكم العالم خفي، بأنهم سيحملون القتل والموت لمن يخالفهم.

ما زاد الطين بلة أيضا، حينما حمل شعلة البطولة، متحول جنسي، بظهر مقزز، بجواره متحول جنسي آخر، يرقص في الحفل الرئيسي، بجسد أنثى وذقن رجل، ما يدفعك إلى التقيؤ فورا.

المشهد برمته يدعو إلى ضرورة إعادة النظر في الصورة الذهنية التي تشكلت على مدار السنوات الماضية -بفعل فاعل- حول تحضر الغرب وتقدمه وانضباطه، فهذا الانحلال والتردي الأخلاقي في واحد من أكبر المحافل الرياضية العالمية، التي من المفترض أن توحد الشعوب وتحثها على المشاركة في بناء المجتمعات وتقرب العادات والتقاليد وتنشر ثقافات تفيد العالم، كان كافيا بفضح الوجه المعيب المخجل، لواحدة من أهم دول أوروبا تحضرا ورقيا!!

ولا أستغرب ذلك المشهد الذي يفرضه الغرب متمثلا في فرنسا، شذوذا ومثلية وانحلالا أخلاقيا وازدراء أديان، فبعد الإبادة الجماعية التي تشهدها فلسطين حاليا، منذ 10 أشهر، وراح ضحيتها حتى الآن ما يتخطى الـ40 ألف شهيد، 90% منهم أطفال ونساء فقط، نحو 100 ألف مصاب، فضلا عن الشهداء والمصابين الذي يرقدون أسفل حطام المباني التي سويت بالأرض، وسط صمت مخز مشين من دول العالم المتحضر المتقدم راعية الحقوق والحريات، فبعد كل هذا لا أستغرب أي شيء يحدث في العالم، الذي ينتطلق بسرعة الصاروخ إلى نهايته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أوروبا أولمبياد باريس 2024 أولمبياد باريس باريس 2024 الشذوذ التحرش بالأطفال عبادة الشيطان ازدراء المسيح الحضارة الغربية الدول الأوروبية المسيح العشاء الاخير الانجيل الإبادة الجماعية فلسطين العشاء الأخیر

إقرأ أيضاً:

وزير الرياضة يسافر إلى فرنسا لدعم بعثة مصر في بارالمبياد باريس 2024

يستعد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة للسفر إلى باريس، غدًا الجمعة لحضور منافسات البعثة المصرية في دورة الألعاب البارالمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس وتستمر حتى 8 سبتمبر الجاري.

ويحرص وزير الشباب والرياضة على التواجد في باريس، من أجل تقديم الدعم والمساندة والتحفيز للاعبين لحصد الميداليات ورفع علم مصر عاليًا.

وحققت البعثة المصرية ميداليتين ذهبيتين من نصيب أبطال رفع الأثقال البارالمبي: “محمد المنياوي، وريحاب رضوان“.

وحقق محمد المنياوي الميدالية الذهبية في وزن 59 كجم بعد رفع ثقل قدره 201 كجم، بينما حصلت ريحاب رضوان على الميدالية الذهبية في وزن 55 كجم بعد رفع ثقل قدره 121 كجم.

وتشارك مصر في الدورة ببعثة قوامها 54 لاعبا ولاعبة يمثلون 10 رياضات هي: “رفع الأثقال البارالمبي - ألعاب القوى البارالمبي - الكرة الطائرة جلوس - كرة الهدف - السباحة البارالمبي - تنس الطاولة البارالمبي - البارا تايكوندو - البوتشيا - التجديف البارالمبي - الباراكياك“.

مقالات مشابهة

  • مظاهرات ضد ماكرون وبارنييه تعم باريس ومدن فرنسا
  • فرنسا.. ابنة الرجل الذي دعا غرباء لاغتصاب زوجته على مدار سنوات تتحدث عن الجحيم
  • فرنسا.. ابنة الرجل الذي دعا غرباء لاغتصاب زوجته تتحدث عن الجحيم
  • المملكة تُتوّج بميداليتين عالميتين في أولمبياد المعلوماتية الدولي بجمهورية مصر
  • سواريز.. «المشهد الأخير»!
  • إيطاليا تطعن فرنسا في قلب باريس!
  • "المجاهدين": قتل الاحتلال المتضامنة الأميركية التركية يظهر نازيته
  • كتشنر التي كانت تعاكسنا أغرقه الله في بحر الشمال يا خينا: كيف اساء كتشنر إعداد معركة سومي (1916) (1-2)
  • مبابي يعلق على نزاعه المالي مع باريس سان جيرمان
  • وزير الرياضة يسافر إلى فرنسا لدعم بعثة مصر في بارالمبياد باريس 2024