تحالف حكومي كامل.. علاقة بغداد وواشنطن تنتقل لمرحلة جديدة
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ ذكر تقرير لشبكة "صوت أمريكا"، ان الولايات المتحدة والعراق يأملان باتخاذ خطوات حاسمة هدفها توسيع شراكتهما بالانتقال بها من التركيز بالكامل تقريبا على مواجهة تنظيم داعش، الى مرحلة يصفها الامريكيون بأنها تحالف حكومي كامل.
وجاء التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، في اطار تغطية لزيارة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي الى واشنطن حيث التقى مسؤولون عسكريون من البلدين في البنتاغون، في سياق زيارة العباسي ومحادثاته مع نظيره الاميركي لويد اوتسن الذي قال "اننا ندرك ان مهمتنا العسكرية ستتغير فيما تبني قواتكم قدراتها".
ونقل التقرير عن اوستن قوله ان المحادثات جزء من "الخطوة التالية في شراكتنا الدفاعية الاستراتيجية".
ومن جهته، قال العباسي ان فيما من المهم "الحفاظ على الانتصارات" التي حققتها القوات العراقية والامريكية"، الا ان الاكثر اهمية الان تعزيز العلاقات والتعاون بيننا وبين الولايات المتحدة للمضي قدما"، مضيفا "نحن متشجعون لاننا لن نغادر واشنطن بلا نجاح".
ولفت التقرير الامريكي الى انه لدى الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق مهمتهم تقديم المشورة والمساعدة لقوات الامن العراقية في مطاردة فلول تنظيم داعش.
ونقل التقرير عن مسؤولين امريكيين قولهم ان الترتيبات المعمول بها حيث تتولى القوات العراقية مسؤولية القيادة منذ كانون الاول/ديسمبر العام 2021، برهنت على نجاحها، اذ ان التقديرات الامريكية تظهر ان صفوف قد تم اضعافها الى اقل من الف مقاتل في العراق بينما انهارت قيادة التنظيم في العراق بالمثل باستمرار تحت ضربات القوات العراقية.
وبحسب مسؤولين امريكيين فان النتيجة كانت تراجعا بنسبة 64٪ في هجمات داعش في العراق حتى الان خلال العام الحالي، كما ان الهجمات صارت اقل خطورة.
ونقل التقرير عن نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الاوسط دانا سترول للصحفيين قبل بدء المحادثات العراقية-الامريكية، قولها "اعتقد انه من العدل ان نقول ان القوات الامريكية خلال عقود في المستقبل، لن تكون موجودة في العراق بالتشكيل الحالي الذي نحن عليه اليوم".
لكن التقرير الامريكي اشار الى انه لم يتحدد حتى الآن الشكل الذي قد يبدو فيه الوجود الامريكي في العراق، الا انه اضاف ان النجاح المستمر ضد تنظيم داعش، من شأنه ان يمهد الطريق امام المناقشات التي قد تجعل علاقة واشنطن بالعراق تبدو اشبه بشراكات امريكية اخرى قائمة في المنطقة.
وتقول سترول "نحن مهتمون بعلاقة دفاعية دائمة ضمن شراكة استراتيجية .. ليس فقط علاقة عسكرية، وليس فقط علاقة دفاعية.. ننظر في شراكة استراتيجية شاملة بين الحكومات للسنوات العديدة القادمة".
واوضح مسؤولو وزارة الخارجية الامريكية ان مثل هذه العلاقة تتضمن التركيز بشكل اكبر على اقتصاد العراق، مشيرين الى ان بعض الشركات الامريكية مثل "سينابون" و"برجر كينج" قد فتحت بالفعل متاجر في بغداد.
ونقل التقرير عن مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية، اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله ان "هذه اشارة رمزية قوية للغاية والى ان العراقيين يريدون منتجات امريكية، ويريدون اعمالا امريكية، حتى لو كانت امتيازات". وتابع قائلا "نرغب في الاستمرار في توسيع مشاركتنا في مجال الطاقة، خصوصا في مساعدة العراقيين على بناء قدر اكبر من الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة لديهم". كما شدد على التركيز على ايجاد سبل "للحفاظ على توظيف الشباب العراقي".
ويقول مسؤولون امريكيون ان التقدم الذي حققه العراق في مكافحة الفساد شجعهم ايضا، مشيرين الى التطوير الذي طال القطاع المصرفي خصوصا، برغم قرار واشنطن تسمية 14 مصرفا عراقيا على القائمة السوداء بشبهات تبييض الاموال لمصلحة ايران، وهو ما اثار انتقادات في الشهر الماضي.
وبرغم ذلك، ذكر التقرير انه من المرجح ان يبقى التركيز الاقوى على التعاون العسكري بالنظر الى التهديد المستمر من جانب داعش، حتى وان كان قد تم الحد منه.
وذكر التقرير بتصريح لقائد قوات التحالف الجنرال ماثيو ماكفارلين قبل المحادثات العراقية-الامريكية قال فيه "ما زلت اعتقد ان عودة ظهور داعش تشكل خطرا كبيرا".
واشار التقرير الى ان المسؤولين العسكريين الامريكية يرون ان هناك مجالات لا تزال تحتاج الى تقوية مثل استخدام الطائرات المسيرة وطائرات المراقبة لايجاد اهداف داعش والقضاء عليها. وبحسب الجنرال ماكفارلين فان القوات الامريكية "تعمل معهم بالتأكيد الان لتطوير المنصات التي لديهم ودمجها في العمليات".
كما ذكر تقرير "صوت أمريكا" بما اورده تقرير للمفتش العام بوزارة الدفاع الامريكية مؤخرا حول مخاوف بشأن جهاز مكافحة الارهاب العراقي ، مشيرا الى انه "لم يجند اي عناصر جدد منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2018".
وبحسب المسؤولين الأمريكيين فإن هناك ضرورة ايضا لاعداد القوات العراقية لكي تكون قادرة على التعامل مع المخاوف الامنية خارج نطاق تنظيم داعش ومكافحة الارهاب.
وذكر التقرير ان المسؤولين الأمريكيين يدركون في الوقت نفسه ان هناك منافسة من دول اخرى ترغب في تعزيز التعاون الامني مع العراق، مثل الصين وروسيا وتركيا.
ونقل التقرير عن سترول قولها ان "هذا هو السبب في ان هذا الحوار يعتبر شديد الاهمية، وعلينا ان نعمل مع العراقيين على صورة شاملة لجلب كل تلك الموارد (العسكرية والامنية)، بالاضافة الى رؤيتهم المتعلقة بقدراتهم".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد داعش العراق امريكا القوات العراقیة تنظیم داعش فی العراق الى ان
إقرأ أيضاً:
بعد الضربات الامريكية على البوكمال.. الفصائل: خرجنا من سوريا قبل 6 أيام من سقوط دمشق
بغداد اليوم - بغداد
حدد مصدر مقرب من الفصائل العراقية المسلحة، اليوم الثلاثاء (17 كانون الأول 2024)، أسباب اخلاء مقرات الفصائل في سوريا قبيل سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدا ان الفصائل خرجت قبل 6 ايام من سقوط دمشق.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" أول مقر للفصائل تم اخلائه في سوريا قبل سقوط نظام الأسد بـ6 ايام تقريبا"، لافتا الى ان قرار الاخلاء الشامل لم يكن فوضويًا وجاء من خلال التنسيقية العامة لقوى المقاومة بشكل عام وبإيعاز عام دون استثناء".
وأضاف، ان" اخلاء مقرات الفصائل جاء في خضم قراءة لمرحلة مفصلية تستدعي اتخاذ قرارات استراتيجية لتفويت الفرصة على الأعداء في تحقيق اجندة خبيثة، مؤكدا بان طبيعة هذه المرحلة وأسباب الاخلاء التفصيلية وماهي الظروف التي رافقت هذه المرحلة سيتم كشفها في وقت لاحق".
واشار المصدر الى، ان" سوريا امام تحديات كبيرة جدا والمرحلة المقبلة محفوفة بالمخاطر في ظل اتساع الوجود الأمريكي والصهيوني وما يحدث الان من تدمير ممنهج لمرتكزات وقدرات الجيش السوري بشكل مباشر لانتزاع كل ادوات القوة، مجددا تأكيده بان "ليس هناك اي مقر للفصائل في سوريا".
واعلنت القيادة المركزية الامريكية يوم امس الاثنين، قيامها بقصف لمواقع تتبع كانت تتبع لفصائل موالية لايران في سوريا.
وكان قد كشف مصدر مقرب من فصائل المقاومة، يوم الأربعاء (11 كانون الأول 2024)، مصير مقراتها في سوريا بعد الأحداث الأخيرة، لافتا الى ان قرار الاخلاء والانسحاب استراتيجي وجاء من خلال تنسيقية المقاومة ككل.
وقال في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "الاحداث في سوريا تمت بتخطيط امريكي وتورط بعض الدول الإقليمية والمستفيد الأكبر هم الصهيونية ومعتنقي الفكر المتطرف، مؤكدا بانه مع الوقت ستظهر الحقائق بشكل اكبر امام الشعب مع التأكيد بانه هم من يختار من يحكمه ويدير شؤونه".
وأضاف أن "جميع مقرات الفصائل في سوريا بدون استثناء تم اخلاها وليس هناك اي وجود لنا في اي بقعة من هذه الأرض الكريمة" لافتا الى ان "قرار الاخلاء والانسحاب استراتيجي وجاء من خلال تنسيقية المقاومة ككل".
وأشار الى ان "سوريا ستبقى جزء من محور مقاومة المحتل ومخططات الغرب في هذه المنطقة ونؤمن بالنخب في انها ستفشل كل من يريد تمزيق هذا البلد وخلق المزيد من الفوضى والقتل والتطرف".