أفادت القناة 12 العبرية، اليوم الأحد، بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ووزير الجيش يوآف غالانت، أجريا تقييما للوضع الأمني، وصادقا على خطط عملياتية عسكرية في الجبهة الشمالية، مع كبار المسؤولين.

وأصدر مكتب وزير الجيش الإسرائيلي بيانا جاء فيه، "وزير الجيش يوآف غالانت أجرى تقييمًا للوضع العملياتي في القيادة الشمالية، وفي تقييم الوضع، عُرضت خيارات العمل ضد حزب الله في ضوء الحادث الخطير الذي وقع أمس في مجدل شمس، ووجه وزير الجيش بضرورة الاستعداد التام لأي تطور محتمل".

ومن جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين عرب وأوروبيين قولهم إن مسؤولين أمريكيين تواصلوا مع نظرائهم في إسرائيل ولبنان، وتبادلوا رسائل مع إيران لتهدئة التوتر في المنطقة.

وأشارت إلى ان الأطراف غير مهتمة بتوسيع الصراع لكن احتمالات حدوث خطأ مرتفعة.

 كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع قوله: "لا نعتزم فتح حرب مع لبنان".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توجه ظهر اليوم مُباشرة من مطار بن غوريون (عائدا من واشنطن) إلى مقر وزارة الدفاع بتل أبيب لعقد جلسة لتقييم الوضع الأمني قبل اجتماع الكابينت المقرر عصر اليوم.

اقرأ أيضا/ إيران تُحذّر إسرائيل من أي "مغامرات" عسكرية جديدة في لبنان

ويستدل من التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية أن "ردا إسرائيليا" لن يكون أشد من الضربات الإسرائيلية خلال الأشهر العشرة الأخيرة للقتال بين حزب الله وإسرائيل في ظل الحرب على غزة .

واستبعد المحللون "ردا إسرائيليا" أشد من الهجمات السابقة في لبنان، بسبب الخلافات حول "ردٍ" كهذا داخل الجيش الإسرائيلي، وبالأساس بسبب الصراعات داخل القيادة السياسية العليا.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن "هذه قرارات دراماتيكية للغاية ولن تُتخذ من دون مصادقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو".

وأضاف أنه "لا ينقص أهدافا في لبنان، وبضمنها منشآت بنية تحتية امتنعت إسرائيل عن استهدافها في أعقاب مطلب دولي بقيادة إدارة بايدن".

وأشار يهوشواع إلى تحذير أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في أعقاب استهداف طائرة الحوثيين المسيرة لتل أبيب. فقد حذر نصر الله من أن أي هجوم إسرائيلي سيستهدف بنية تحتية لبنانية سيقابل باستهداف بنية تحتية إسرائيلية، بينها منصات حقول الغاز.

وأضاف يهوشواع أنه من أجل التأكيد على جدية تهديد نصر الله، أطلق حزب الله طائرة مسيرة باتجاه منصة حقل الغاز "كاريش"، وأسقطها سلاح البحرية الإسرائيلي.

وسرب مسؤولون إسرائيليون لوسائل إعلام عربية، أمس، أن الرد الإسرائيلي على سقوط القذيفة الصاروخية في مجدل شمس لم يكن ردا يؤدي إلى حرب شاملة. إلا أن يهوشواع وصف ذلك بأنه "أمنية أكثر مما هو واقع. فعندما ندخل إلى ديناميكية تصعيد لا يمكن أن نتمكن دائما من الخروج منها".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي

لا خلاف في أن ما يمر بالمنطقة العربية من تطورات خلال العام الأخير، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، جد خطير وغير مسبوق، وإذا قلنا إنه خريف عربي مفعم بالمآسي والأزمات فلن نبتعد كثيرا عن واقع الحال.


والحاصل، أن طوفان الأقصى الذي انطلق لتوجيه لطمة لإسرائيل على ما أتصور، ومقايضتها بآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، وإحداث "تحريك" في الملف الفلسطيني بعد أكثر من 17 عاما من الجمود التام وعقب سيطرة حركة حماس على القطاع، قد انقلب إلى كارثة كبرى أو سيل يجرف أمامه البلدان العربية، وأول ضحاياها قطاع غزة نفسه، الذي يشهد حتى اللحظة، أكبر مهزلة إنسانية في التاريخ، بعشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين ودمار ليس له نظير ووضع على حافة المجاعة.


لكن قضيتنا اليوم، ليست فيما حدث في غزة وهو وضع بالغ الصعوبة وكارثة يراها العالم بأجمعه، ولا يمكن استمراره أكثر من هذا، وإنما المقصود بمقال اليوم هو تداعيات هذا "الطوفان"، والأطراف التي استغلت هذه اللحظة على الأمن القومي العربي والتداخلات الغريبة في المنطقة، والتي من المنتظر أن تشهد تدخلات أكبر وأكثر شراسة مع قرب بدء ولاية ترامب واستلام مهام منصبه رسميا في يناير.


ويمكن إجمال ما حدث من هزّة شديدة في الأمن القومي العربي انطلاقا من دراما غزة في نقاط شديدة الوضوح كالتالي:-
-قطاع غزة تعرض لدمار شديد، ولم ينجح الطوفان في إحداث اللطمة التي كانت مطلوبة لمقايضة الأسرى والتحريك، ولكنه ساعد إسرائيل على مد يدها الطويلة لتمزيق القطاع إربا إربا  والتصريح علانية باستمرار القوات الإسرائيلية فيه، يعني إعادة احتلاله بشكل كامل، ونسف كل ما سبق من تفاهمات بعد قيام إسرائيل باغتيال صف كامل من قيادات حماس بدأت بإسماعيل هنية وحتى يحيى السنوار، فالطوفان أطلق يد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وأصبح حلم الدولة الفلسطينية نفسه على المحك، ومع وصول ترامب وتأييده الشديد لخطوات إسرائيل فإن هذا الحلم قد أصبح بعيدا جدا.


-جاءت تداعيات الطوفان على لبنان، بعدما تدخل حزب الله في المعادلة، وقال إنه يدافع عن غزة أو يقوم بعملية إسناد جبهة غزة، وكانت النتيجة كارثية أيضا، فلم ينجح حزب الله بانتماءاته الإيرانية المعروفة في وقف الحرب على غزة، بل لم ينجح في الدفاع عن نفسه، وتعرض للتدمير شبه التام واغتيال كامل قيادة التنظيم وأولهم حسن نصر الله، والأسوأ أن تدخل حزب الله في الحرب، أطلق يد إسرائيل في لبنان، ما أدى لسقوط 4 آلاف عنصر ودمار شديد في جنوب لبنان ودمار مروع في بيروت، واستمر ذلك حتى وقف اطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، مع ضمان حق اسرائيل في القصف والضرب حال مخالفة حزب الله أو حكومة لبنان ما تم الاتفاق عليه.


-تداعيات الطوفان، لم تقف عند حدود لبنان ولكنها انتقلت لسوريا، فبعد الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله في لبنان وطرق الإمداد السورية لأسلحته وتواصل هذه الضربات ضد معسكراته في ضواحي دمشق وغيرها من المدن السورية، ما أدى لانهيار منظومته في دمشق، فإن هيئة تحرير الشام مدعومة بقوة إقليمية، رأت أن ذلك مناسب للهجوم المضاد في أضعف حالات النظام السابق وترنح حليفه حزب الله، ما أدى لسقوط النظام في دمشق خلال 12 يوما فقط لا غير، ولم تكن هذه المشكلة، ولكن استغلال إسرائيل للوضع الذي تمر بها سوريا كان فادحا، بعدما قامت اسرائيل وبتوجيهات مباشرة من نتنياهو، باقتحام المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل وأعلن نتنياهو سقوط الاتفاقية والسيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بمسح الأسطول البحري السوري من الوجود، وتدمير كافة مواقع وثكنات الجيش السوري تدميرا ممنهجًا وكافة المراكز البحثية، وأصبحت إسرائيل على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة دمشق.


نتنياهو، لم يترك الفرصة وإنما اعترف علانية وفي ظل غياب تحرك عربي قوي وموحد أمامه، أن تل أبيب تغير منطقة الشرق الأوسط، وأن لبنان لم يعد لبنان الذي نعرفه، يقصد وقت وجود حزب الله، ولا سوريا التي نعرفها، يقصد وقت وجود الجيش السوري الذي جرى تفكيكه وتدمير أسلحته وطائراته، ولا كذلك قطاع غزة.


المثير للدهشة، أن جماعة الحوثي في اليمن، لم تتعظ من كل ما حدث وكذلك المجموعات الإيرانية المسلحة في العراق، فاشتعلت الصواريخ والمسّيرات القادمة من البلدين نحو إسرائيل، ما ينذر بحملات جوية عنيفة على البلدين انطلقت منها واحدة اسرائيلية بالفعل نحو اليمن، لتكسير مقدرات الحوثي و"الأشياء الضئيلة" التي يمتلكه الشعب اليمني الذي يعيش خارج العصر، منذ الربيع العربي الأسود في عام 2011.


وهو ما يدفع للسؤال مجددا عما تسبب فيه طوفان حماس؟ وعما إذا كان ذلك قد جرنا بالفعل للعصر الإسرائيلي وهيمنة تل أبيب على مقدرات عدة دول عربية وتغيير أوضاعها، وضربها لتحقيق مصالحها المباشرة، وهو ما دفع رئيس وزراءها للقول علانية أن بلاده تقوم بتغيير الشرق الأوسط وستستمر في ذلك؟!!


فهل هذا معقول أو مقبول او يمكن الاستمرار فيه؟! أعتقد أن الدول العربية عبر مؤسساتها الجامعة وفي مقدمتها الجامعة العربية، مطالبة بالتحرك لمواجهة العصر الإسرائيلي وإيقاف نزيف الخسائر والتفتيت والتقسيم عند هذا الحد.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يسلم "اليونيفيل" سبعة لبنانيين احتجزهم بعد وقف إطلاق النار
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: "الكابينت" يجتمع هذه الأثناء وعلى جدول أعماله التطورات في سوريا
  • تسييس الجيش الإسرائيلي لتعميق هيمنة الفاشية
  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال شخصين جنوبي سوريا
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • رسالة من الجيش الإسرائيلي إلى ابنة حسن نصر الله
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • الكشف عن حصيلة إصابات الجيش الإسرائيلي في العمليات البرية بجنوب لبنان
  • تحذير قديم جديد من الجيش الإسرائيلي لسكان جنوب لبنان