التداول عبر الإنترنت.. ظاهرة اقتصادية تشهد إقبالا واسعا
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
في ظل التطور التكنولوجي السريع، أصبح التداول عبر الإنترنت أحد أهم الأنشطة الاقتصادية التي تجذب العديد من المستثمرين والمتداولين حول العالم. وتوفر منصات التداول عبر الإنترنت بيئة سهلة وآمنة للمستخدمين، مما يمكنهم من شراء وبيع الأسهم والعملات والسلع دون الحاجة إلى التواجد في مكاتب أو أسواق تقليدية.
وأدت سهولة الوصول إلى المعلومات والبيانات الفورية التي توفرها هذه المنصات، والقدرة على تنفيذ العمليات بسرعة ودقة عالية، إلى نمو ملحوظ في عدد المستخدمين الجدد الذين ينضمون يوميًا إلى منصات التداول الإلكترونية.
وأكدت مروى بنت سالم المحيجرية مدربة في التداول أن الفترة الماضية شهدت إقبالا واسعا من المواطنين للالتحاق ببرامج تدريبية في هذا المجال، وقامت العديد من المؤسسات بإطلاق برامج تدريبية وحلقات عمل توعوية لمساعدة المستثمرين على فهم أساسيات التداول وإدارة المخاطر، لتعزيز الثقة بين المتداولين الجدد وتقليل حالات الخسارة التي قد تحدث نتيجة نقص المعرفة أو الخبرة.
وأشارت إلى أن حجم التداول عبر الإنترنت قد ازداد بشكل ملحوظ في العقد الأخير. وساهمت التطورات التكنولوجية والتوسع في الوصول إلى الإنترنت في نمو هذا القطاع. كما أن الظروف الاقتصادية العالمية، مثل التقلبات في الأسواق المالية وتغيرات أسعار الفائدة، دفعت الكثيرين إلى البحث عن فرص استثمارية بديلة من خلال منصات التداول عبر الإنترنت.
وأوضحت أن التداول عبر الإنترنت يتيح للمستثمرين الفرصة للوصول إلى أسواق عالمية متنوعة، مما يزيد من فرص تحقيق الأرباح، محذرة من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن تقلبات السوق، وتشدد على أهمية التعليم والتدريب قبل البدء في التداول.
وأضافت إن منصات التداول عبر الإنترنت أدوات متطورة تمكن المستخدمين من شراء وبيع الأصول المالية، مثل الأسهم والعملات الأجنبية والسلع والعقود مقابل الفروقات، بضغطات زر قليلة. هذه المنصات توفر وصولاً إلى البيانات اللحظية للأسواق، أدوات تحليل فني، أخبار اقتصادية، وتوقعات السوق.
وقالت إن هناك جهات رقابية تضمن حماية المستثمرين وتنظيم الأنشطة التجارية عبر الإنترنت، كما تم وضع العديد من القوانين واللوائح التي تهدف إلى حماية حقوق المتداولين ومنع الاحتيال والأنشطة غير القانونية.
وبينت أن التداول عبر الإنترنت يُعد ظاهرة اقتصادية مهمة تساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي، مشيرة إلى أن النجاح في هذا المجال يتطلب توعية وتدريبا مستمرين بالإضافة إلى الالتزام بالقوانين واللوائح المعمول بها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منصات التداول
إقرأ أيضاً:
أبو خابصها ظاهرة بنكهة عراقية .. في سطور
أبريل 22, 2025آخر تحديث: أبريل 22, 2025
احمد الحربي جواد
انتشر في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مصطلح طريف وغريب في آنٍ واحد: “أبوخابصها”.
يطلق هذا اللقب على أولئك الأشخاص الذين يتصرفون بشكلٍ مفرط، غريب، أو حتى “غبي”، وقد يكون تصرفهم هذا مقصودًا أو عفويًا، لكنّ الهدف غالبًا هو جمع أكبر عدد ممكن من الإعجابات والمشاهدات.
لا يمر يوم أو يومان إلا ونجد “أبو خابصها” قد أدلى برأيه في كل شيء: من أسباب فشل العراق في الوصول إلى كوكب المريخ، إلى تفسيره العلمي العميق لاختلاف طعم البامية البايتة في ثريد التشريب!
وفي أي حدث يشغل الرأي العام، ستجده حاضرًا برأي يخالف المنطق والواقع، وآخر مثال هو ما حصل بعد خسارة منتخبنا الوطني في إحدى المباريات، حيث أغرقنا بآرائه التكتيكية والتحليلية، وكأنه مدرب عالمي مخضرم.
ولا يكتفي بذلك، بل يمتد فضوله ليغطي المجال العسكري، بخبرة تعادل ضابط أركان تخرج من أكاديمية “سانت هيرست” البريطانية، ومع ذلك لا يتردد في إظهار مواهبه الهندسية في البناء والفضاء والصواريخ العابرة للسطح… باختصار: موسوعة متنقلة.
أما في السياسة؟ فحدّث ولا حرج. لديه آراء ومعلومات “حصرية” لم يسمع بها السياسيون أنفسهم، ويبدأ حديثه بجملته المفضلة:
“جماعة قالوا لي، وانت أخوية وما أضم عليك شي”، وكأنها وثائق ويكيليكس خاصة به فقط!
لكن الخطر الأكبر يظهر حين يتحول إلى الطبيب العلاّمة.
المريض العراقي اليوم يقف حائرًا بين توجيهات طبيبه المختص، ونصائح صديقه “أبو خابصها” الذي سبق أن أُصيب بنفس الأعراض، والاختلاف فقط في الطبيب، والتشخيص، والدواء!
وفي كل بيت عراقي ستجد “طبيبًا” من هذا النوع، يُشير باستخداماته العشوائية:
“قبل الأكل، بعد الأكل، خذ نص حبة، كلها مرة وحدة”.
وإذا ساءت حالة المريض، وذهب إلى المستشفى، فإن “الكردوس” المرافق لا بد أن يتضمن نسخة من “أبو خابصها”، وستميّزه بسهولة، لأنه سيكون مشرفًا عامًا:
“وين الطبيب؟ وهي وينها الممرضة؟”، رغم أنه يراهم أمامه.
ولا تنسَ تعليقه الحاسم:
“ليش ما شدّوله كانونِة؟ يرادله واحد ياخُذله سونار، وخل يضربوله إبرة أحسن”!
حتى القانون لعبته! فهو قاضي، ومحامي، وإذا لزم الأمر… حرامي.
ويستطيع شرح الفروقات الدقيقة بين قوانين المرور البريطانية والأمريكية، والغرامات والمعاملات الحكومية والعقارية.
أما في قيادة السيارة؟ فـ”أبو خابصها” لا يستخدم الإشارة مطلقًا، وصوت المنبه والإضاءة العالية عنده ليست للسلامة بل للعزف،
يعزف بها “هوسات” وكأن الشارع مسرحٌ خاص به!
“أبو خابصها” موجود في كل مكان، في كل وقت، ومع كل حدث.
وما علينا إلا أن نتجاهله، لا نعطيه حجمًا أكبر مما يستحق، كي لا يتحوّل إلى نقمة علينا… ونعمة عليه.
وللحديث بقية… دمتم سالمين.