عربي21:
2024-11-08@05:53:56 GMT

موقفي من الانتخابات الرئاسية التونسية

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

أولا ـ محددات الموقف

1 ـ إن تونس ازداد تدهور حالها على جميع الأصعدة كما لم يحدث لها في أي وقت مضى .

2 ـإأن السبب المباشر من ضمن الأسباب الأخرى لهذا الانهيار القياسي هو وجود قيس سعيد في قرطاج وهو الشخص الذي لا تؤهله في الأصل لا القدرات الذهنية ولا العملية ولا السياسية (كما شرحناه حتى قبل انتخابه في 2019) لقيادة أي بلاد فضلا عن البلاد التونسية بمميزاتها وبأوضاعها الصعبة والحرجة.

ومما يزيد من فداحة وخطورة الوضع الانفراد الفرعوني بالسلطة وتعويق قيس سعيد بالانقلاب لجميع آليات ومحركات التطور بما أدخل البلاد في دائرة مغلقة من العبث المطلق المهدد لكيان الدولة والأمان المجتمعي.

3 ـ إن القوى الصلبة والقوى الأخرى التي رافقت قيس سعيد منذ انقلابه في 25 تموز / يوليو 2021 لا يمكنها منطقيا وعمليا في 2024 مواصلة مسايرته في تفكيك الدولة وتقسيم الجسم الوطني، فهي على تنوعها تظل قوى تونسية لا تتساوق طموحاتها مع تصرفات قيس سعيد حتى بدالة الربح والخسارة.

4 ـ إان قيس سعيد تراجعت شعبيته بشكل لافت إلى حد الانهيار بالمقارنة مع 2019 حتى في الدورة الأولى، إذ لم يعد يناصره الا شريحة محبطة معروفة بمحدودية الوعي وخواء الخطاب وضعف السردية لا يملك المرء إلا الإشفاق على الجزء المغرر به منها والحسرة على الجزء المخدوع فيها.

إن وضعية البلاد وعوائق المسار الانتخابي بلغت درجة من الخطورة تخرجنا من موقع الرفاه للاختيار المريح للرئيس القادم و قد تضع بعضنا في حالة الاكراه لاختيار أي مرشح يكون أقل تعاسة من قيس سعيد.5 ـ إن إنقاذ الدولة والمجتمع التونسي من هذا البلاء الجاثم أصبح متاحا إلى حد ما في سياق راهن مفاده أن التخلص من قوس قيس سعيد هو في حقيقته مهمة وطنية حارقة وهو فرض عين محمول على كل تونسية وتونسي مهما كانت قناعاته وتوجهاته.

6 ـ إن صندوق الاقتراع على الرغم مما أحاط به الانقلابي من إجراءات تعسفية لصالحه يظل في الوضع الشعبي الراهن فرصة قد تكون متاحة للتخلص من البلاء المحيق بالبلاد والعباد خاصة أنه السبيل الباقي للمواطنين قبل اضطرارهم لاحقا إلى التمرد على الطغيان والتصدي للخراب.

7 ـ  إن الخروقات القانونية الفادحة و العبثيةالمتصلة بالانتخابات الرئاسية (سبق لي التعرض لها في مقال سابق) و التي قد تكون متعمدة يمكن أن توقف المسار الانتخابي في أية مرحلة و ذلك بقرار قضائي اداري و تؤجله إلى وقت آخر محفوف بالمخاطر بما يحرم التونسيون من إمكانيات التغيير العاجل بواسطة الصندوق.

8  ـ إن وضعية البلاد وعوائق المسار الانتخابي بلغت درجة من الخطورة تخرجنا من موقع الرفاه للاختيار المريح للرئيس القادم و قد تضع بعضنا في حالة الاكراه لاختيار أي مرشح يكون أقل تعاسة من قيس سعيد.

ثانيا ـ المطلوب وطنيا:

1 ـ إن الخطوة الحاسمة لإنقاذ البلاد هي التخلص بواسطة الصندوق من قيس سعيد بوصفه العائق الأول لفتح الأفق الوطني. و ن ثمة فإن شعار هذه الانتخابات هو "لا تصويت لقيس سعيد" إذ يجب وضع سدود انتخابية لفوزه المستبعد أصلا.

2 ـ أمام العوائق الموضوعة تعسفا لقبول الترشح فإنه من المهم الآن أن نتفاعل مع هذه الشروط إيجابا بمساعدة المترشحين الجديين على تجاوز عائق التزكيات والتفاعل سلبا بخوض معارك قضائية ونضالية للضغط من أجل تسهيل الشروط الأخرى.

3 ـ عند إعلان هيئة بوعسكر على المقبولين للترشح في بداية آب / أغسطس 2024 فإن:

 ـ الاحتمال الأول هو قبول عدد معقول من المترشحين ممن يمثلون في تنوعهم اتجاهات الرأي العام . وفي هذه الصورة علينا كقوى ديمقراطية التفاوض مع هذا المترشح أو ذاك للالتفاف حوله مقابل التزامات محددة .

ـ الاحتمال الثاني: في صورة قبول الهيئة لمترشحين غير جديين سواءا في مواجهة أو مع قيس سعيد فإن مرحلة نضالية سيحين وقتها بدءا من مقاطعة نشيطة للانتخابات وصولا إلى أشكال نضالية أخرى متاحة.

4 ـ في صورة الاحتمال الأول أعلاه يتعين علينا تعبئة الشعب للمشاركة في الحملة الانتخابية وخاصة في التصويت يوم الاقتراع بما يفرض عمليا دورة ثانية لان عدم المشاركة الواسعة ستكون حتما لفائدة  العشرة في المائة التابعة لقيس سعيد و التي ستنزل لا محالة بثقلها و أكبر .

5 ـ في الدورة الثانية وإن فشل قيس سعيد في الوصول إليها فللشعب كامل الحرية في اختيار رئيسه أما في صورة وجود قيس سعيد في الدورة الثانية فيجب مضاعفة العمل والتعبئة من أجل إسقاطه بإسناد منافسه مهما كان بكل قوة حتى إن كان هذا الأخير محل جدل من هذا الطرف أو ذاك. إذ لا ننسى أن المرحلة الحالية هي الإنقاذ وإطفاء الحريق وسد الشريان النازف بإسقاط قيس سعيد قبل رفاهة التصويت على من يراه هذا الطرف أو ذاك قريبا منه أو بعيدا. 

ثالثا ـ المخاوف المشروعة.

1 ـ القول إن قيس سعيد كما صرح به لن يسلم السلطة حتى إن خسر الانتخابات.. نحن لا نستبعد هكذا احتمال فالرجل أثبت سابقا أنه قصووي وغير مهتم بالآخرين وبمصلحة الوطن.. إن أقدم على ذلك فهو لن يمر مهما كان الوضع وسيسقط قسرا ونتمنى أن يكون ذلك بأقل الخسائر .

وما زلت أعتقد أن قيس سعيد وقبل لجوئه لهكذا مغامرة فإنه سيسعى لطرق باب إلغاء الانتخابات بقرار قضائي بالاستناد على الخروقات الفادحة التي ارتكبها هو نفسه في النصوص الخاصة بالانتخابات.

إن الخطوة الحاسمة لإنقاذ البلاد هي التخلص بواسطة الصندوق من قيس سعيد بوصفه العائق الأول لفتح الأفق الوطني. و ن ثمة فإن شعار هذه الانتخابات هو "لا تصويت لقيس سعيد" إذ يجب وضع سدود انتخابية لفوزه المستبعد أصلا .2 ـ القول إن المشاركة في الانتخابات هي خيار يضفي الشرعية على الانقلاب ويكسبه شرعية جديدة وإن المقاطعة هي السبيل الوحيد للتخلص من هذا الكابوس الوطني  . مثل هذا القول له حجية والمقاطعة النشيطة مازالت قائمة إذا توفرت شروطها السابق ذكرها والمتمثلة في مخرجات هيئة بوعسكر في 6 أغسطس / آب وإعلانها عن الترشحات المقبولة، أما التلبس بخيار المقاطعة في كل الأحوال فأراه هدرا لفرصة متاحة لا يخدم إلا الانقلابي.

3 ـ القول إنه من غير المعقول إعادة تجربة 2019 مع قيس سعيد  بالتصويت لمترشح لا يوثق فيه . ولهؤلاء أقول إن الوطن في قاعة الإنعاش وإن الحريق يشتد فيه ببقاء قيس سعيد وإنه ليس لهذا الشعب اليوم خيار آخر غير الإطاحة به في أقرب الأوقات فكل يوم يبقى فيه في قرطاج يلحق الضرر الفادح بتونس، ومن ثمة فإننا نتمنى أن يكون عدد المقبول ترشحاتهم كثر ليتسنى الاختيار لكن ومهما كان الحال فإننا سنجد من ضمنهم رجل دولة سوي يتعامل مع الشعب وقواه الحية بمعايير السياسة بما يفتح الأفق الوطني نحو تطوره الطبيعي نحو النمو والحرية والكرامة الوطنية.. وغير ذلك فهو استمرار السد التاريخي المتمثل في قيس سعيد .

أستاذ جامعي ومحامي ووزير تونسي سابق

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تونس الانتخابات الرأي تونس انتخابات رئاسة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قیس سعید

إقرأ أيضاً:

موزمبيق: الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على أكبر احتجاج ضد الحزب الحاكم

أطلقت شرطة موزمبيق الغاز المسيل للدموع على آلاف المحتجين في العاصمة مابوتو يوم الخميس خلال أكبر مظاهرة حتى الآن ضد حزب فريليمو الحاكم منذ فترة طويلة والذي أعلن فوزه في انتخابات متنازع عليها الشهر الماضي. 

وتصاعد الغضب منذ أعلنت السلطات الانتخابية فوز فريليمو في انتخابات التاسع من أكتوبر الماضي مما أدى إلى تمديد حكمه الذي استمر 49 عاما، بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء. 

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن 18 شخصا على الأقل قتلوا في حملة الشرطة على الاحتجاجات منذ ذلك الحين. وكانت الانتخابات متنازع عليها بشدة حيث أيد العديد من الشباب المرشح المستقل فينانسيو موندلين الذي يقول إن الانتخابات مزورة وشجع المظاهرات. 

وردد المحتجون هتافات "السلطة للشعب" و"يجب أن يسقط فريليمو" وقام بعضهم بإغلاق الشوارع بإطارات مشتعلة وحملوا لافتات محلية الصنع تدعم موندلين.

قالت جوليا ماكامو، 55 عاماً، وهي بائعة متجولة وأم لستة أطفال، وما زالت ترتجف من الغاز المسيل للدموع الذي استنشقته أثناء الاحتجاج في حي ماكساكوين "لقد انتهى الأمر. إذا لم نقف الآن، فلن يتغير شيء"، مضيفة "لقد حان الوقت لرؤية ظهر فريليمو".

وقال أدريانو نوفونجا، مدير مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في موزمبيق، إن البلاد لم تشهد مثل هذه المظاهرات الضخمة من قبل.

وأكدت جماعات المجتمع المدني والمراقبون الغربيون أيضاً أن الانتخابات كانت غير عادلة وإن النتائج تم التلاعب بها ولم يستجب متحدث باسم فريليمو لطلبات التعليق.

واتهم الحزب بالتلاعب في الأصوات في الانتخابات السابقة ونفى ذلك وقد أشعل هذا احتجاجات أصغر حجماً العام الماضي.

ولم يتحدث الرئيس فيليبي نيوسي منذ تصاعد الاحتجاجات. وهدد وزير دفاعه بنشر الجيش وحذر من محاولات الاستيلاء على السلطة.

لم يصدق المجلس الدستوري في موزمبيق بعد على نتائج الانتخابات، وهي العملية التي تستغرق عادة نحو شهرين.

أمر المجلس أمس الأول الثلاثاء اللجنة الانتخابية بتوضيح سبب وجود تناقضات في عدد الأصوات التي تم فرزها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والإقليمية في غضون 72 ساعة، وفقًا لرسالة اطلعت عليها رويترز.

 

ولم يستجب المتحدث باسم اللجنة الانتخابية على الفور لطلب التعليق.

أعرب العديد من الموزمبيقيين عن إحباطهم من نقص الفرص الاقتصادية في حين أن البلاد غنية بالموارد الطبيعية. 

وتعمل كل من توتال إنرجيز (TTEF.PA)، وإكسون موبيل (XOM.N)، على تطوير مشاريع غاز بمليارات الدولارات في أقصى شمال البلاد والتي توقفت بسبب تمرد مسلح.

قالت جيسيكا مواندو، 22 عامًا، وهي ناشطة اجتماعية وطالبة: "يجب على جيلنا أن يتحرك الآن لضمان مستقبل أكثر إشراقًا للجيل القادم نحن عازمون على مواجهة المخاطر".

أغلقت جنوب أفريقيا معبرها الحدودي الرئيسي لأسباب أمنية، ونصحت وزارة خارجيتها مواطنيها بعدم السفر إلى موزمبيق إلا للضرورة.

أعلنت شركة Grindrod للخدمات اللوجستية في جنوب أفريقيا، يوم الخميس، أنها علقت عمليات الموانئ والمحطات في موزمبيق.

مقالات مشابهة

  • الشرطة تواجه أكبر مظاهرة ضد الحزب الحاكم في موزمبيق
  • بايدن: لا بد أن نقبل الخيار الذي اتخذته البلاد في هذه الانتخابات الرئاسية
  • موزمبيق: الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على أكبر احتجاج ضد الحزب الحاكم
  • ليلى عبداللطيف تتصدر الترند بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية.. والجمهور سعيد بـ فشلها
  • “استقبلها الآن”.. تردد قناة التاسعة التونسية 2025 الجديد علي نايل سات
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. عبدالمنعم سعيد: الجانب الاقتصادي العامل الأساسي في الانتخابات
  • المغرب يشارك في مناورات بحرية بالسواحل التونسية
  • بايدن يدعو الناخبين للتصويت لكامالا هاريس عبر منصة " إكس "
  • درة التونسية تروج لمشاركتها المميزة في مهرجان القاهرة السينمائى
  • كامالا هاريس تطلق نداءً للتغيير في ختام الحملة الانتخابية