عربي21:
2024-11-22@11:48:54 GMT

موقفي من الانتخابات الرئاسية التونسية

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

أولا ـ محددات الموقف

1 ـ إن تونس ازداد تدهور حالها على جميع الأصعدة كما لم يحدث لها في أي وقت مضى .

2 ـإأن السبب المباشر من ضمن الأسباب الأخرى لهذا الانهيار القياسي هو وجود قيس سعيد في قرطاج وهو الشخص الذي لا تؤهله في الأصل لا القدرات الذهنية ولا العملية ولا السياسية (كما شرحناه حتى قبل انتخابه في 2019) لقيادة أي بلاد فضلا عن البلاد التونسية بمميزاتها وبأوضاعها الصعبة والحرجة.

ومما يزيد من فداحة وخطورة الوضع الانفراد الفرعوني بالسلطة وتعويق قيس سعيد بالانقلاب لجميع آليات ومحركات التطور بما أدخل البلاد في دائرة مغلقة من العبث المطلق المهدد لكيان الدولة والأمان المجتمعي.

3 ـ إن القوى الصلبة والقوى الأخرى التي رافقت قيس سعيد منذ انقلابه في 25 تموز / يوليو 2021 لا يمكنها منطقيا وعمليا في 2024 مواصلة مسايرته في تفكيك الدولة وتقسيم الجسم الوطني، فهي على تنوعها تظل قوى تونسية لا تتساوق طموحاتها مع تصرفات قيس سعيد حتى بدالة الربح والخسارة.

4 ـ إان قيس سعيد تراجعت شعبيته بشكل لافت إلى حد الانهيار بالمقارنة مع 2019 حتى في الدورة الأولى، إذ لم يعد يناصره الا شريحة محبطة معروفة بمحدودية الوعي وخواء الخطاب وضعف السردية لا يملك المرء إلا الإشفاق على الجزء المغرر به منها والحسرة على الجزء المخدوع فيها.

إن وضعية البلاد وعوائق المسار الانتخابي بلغت درجة من الخطورة تخرجنا من موقع الرفاه للاختيار المريح للرئيس القادم و قد تضع بعضنا في حالة الاكراه لاختيار أي مرشح يكون أقل تعاسة من قيس سعيد.5 ـ إن إنقاذ الدولة والمجتمع التونسي من هذا البلاء الجاثم أصبح متاحا إلى حد ما في سياق راهن مفاده أن التخلص من قوس قيس سعيد هو في حقيقته مهمة وطنية حارقة وهو فرض عين محمول على كل تونسية وتونسي مهما كانت قناعاته وتوجهاته.

6 ـ إن صندوق الاقتراع على الرغم مما أحاط به الانقلابي من إجراءات تعسفية لصالحه يظل في الوضع الشعبي الراهن فرصة قد تكون متاحة للتخلص من البلاء المحيق بالبلاد والعباد خاصة أنه السبيل الباقي للمواطنين قبل اضطرارهم لاحقا إلى التمرد على الطغيان والتصدي للخراب.

7 ـ  إن الخروقات القانونية الفادحة و العبثيةالمتصلة بالانتخابات الرئاسية (سبق لي التعرض لها في مقال سابق) و التي قد تكون متعمدة يمكن أن توقف المسار الانتخابي في أية مرحلة و ذلك بقرار قضائي اداري و تؤجله إلى وقت آخر محفوف بالمخاطر بما يحرم التونسيون من إمكانيات التغيير العاجل بواسطة الصندوق.

8  ـ إن وضعية البلاد وعوائق المسار الانتخابي بلغت درجة من الخطورة تخرجنا من موقع الرفاه للاختيار المريح للرئيس القادم و قد تضع بعضنا في حالة الاكراه لاختيار أي مرشح يكون أقل تعاسة من قيس سعيد.

ثانيا ـ المطلوب وطنيا:

1 ـ إن الخطوة الحاسمة لإنقاذ البلاد هي التخلص بواسطة الصندوق من قيس سعيد بوصفه العائق الأول لفتح الأفق الوطني. و ن ثمة فإن شعار هذه الانتخابات هو "لا تصويت لقيس سعيد" إذ يجب وضع سدود انتخابية لفوزه المستبعد أصلا.

2 ـ أمام العوائق الموضوعة تعسفا لقبول الترشح فإنه من المهم الآن أن نتفاعل مع هذه الشروط إيجابا بمساعدة المترشحين الجديين على تجاوز عائق التزكيات والتفاعل سلبا بخوض معارك قضائية ونضالية للضغط من أجل تسهيل الشروط الأخرى.

3 ـ عند إعلان هيئة بوعسكر على المقبولين للترشح في بداية آب / أغسطس 2024 فإن:

 ـ الاحتمال الأول هو قبول عدد معقول من المترشحين ممن يمثلون في تنوعهم اتجاهات الرأي العام . وفي هذه الصورة علينا كقوى ديمقراطية التفاوض مع هذا المترشح أو ذاك للالتفاف حوله مقابل التزامات محددة .

ـ الاحتمال الثاني: في صورة قبول الهيئة لمترشحين غير جديين سواءا في مواجهة أو مع قيس سعيد فإن مرحلة نضالية سيحين وقتها بدءا من مقاطعة نشيطة للانتخابات وصولا إلى أشكال نضالية أخرى متاحة.

4 ـ في صورة الاحتمال الأول أعلاه يتعين علينا تعبئة الشعب للمشاركة في الحملة الانتخابية وخاصة في التصويت يوم الاقتراع بما يفرض عمليا دورة ثانية لان عدم المشاركة الواسعة ستكون حتما لفائدة  العشرة في المائة التابعة لقيس سعيد و التي ستنزل لا محالة بثقلها و أكبر .

5 ـ في الدورة الثانية وإن فشل قيس سعيد في الوصول إليها فللشعب كامل الحرية في اختيار رئيسه أما في صورة وجود قيس سعيد في الدورة الثانية فيجب مضاعفة العمل والتعبئة من أجل إسقاطه بإسناد منافسه مهما كان بكل قوة حتى إن كان هذا الأخير محل جدل من هذا الطرف أو ذاك. إذ لا ننسى أن المرحلة الحالية هي الإنقاذ وإطفاء الحريق وسد الشريان النازف بإسقاط قيس سعيد قبل رفاهة التصويت على من يراه هذا الطرف أو ذاك قريبا منه أو بعيدا. 

ثالثا ـ المخاوف المشروعة.

1 ـ القول إن قيس سعيد كما صرح به لن يسلم السلطة حتى إن خسر الانتخابات.. نحن لا نستبعد هكذا احتمال فالرجل أثبت سابقا أنه قصووي وغير مهتم بالآخرين وبمصلحة الوطن.. إن أقدم على ذلك فهو لن يمر مهما كان الوضع وسيسقط قسرا ونتمنى أن يكون ذلك بأقل الخسائر .

وما زلت أعتقد أن قيس سعيد وقبل لجوئه لهكذا مغامرة فإنه سيسعى لطرق باب إلغاء الانتخابات بقرار قضائي بالاستناد على الخروقات الفادحة التي ارتكبها هو نفسه في النصوص الخاصة بالانتخابات.

إن الخطوة الحاسمة لإنقاذ البلاد هي التخلص بواسطة الصندوق من قيس سعيد بوصفه العائق الأول لفتح الأفق الوطني. و ن ثمة فإن شعار هذه الانتخابات هو "لا تصويت لقيس سعيد" إذ يجب وضع سدود انتخابية لفوزه المستبعد أصلا .2 ـ القول إن المشاركة في الانتخابات هي خيار يضفي الشرعية على الانقلاب ويكسبه شرعية جديدة وإن المقاطعة هي السبيل الوحيد للتخلص من هذا الكابوس الوطني  . مثل هذا القول له حجية والمقاطعة النشيطة مازالت قائمة إذا توفرت شروطها السابق ذكرها والمتمثلة في مخرجات هيئة بوعسكر في 6 أغسطس / آب وإعلانها عن الترشحات المقبولة، أما التلبس بخيار المقاطعة في كل الأحوال فأراه هدرا لفرصة متاحة لا يخدم إلا الانقلابي.

3 ـ القول إنه من غير المعقول إعادة تجربة 2019 مع قيس سعيد  بالتصويت لمترشح لا يوثق فيه . ولهؤلاء أقول إن الوطن في قاعة الإنعاش وإن الحريق يشتد فيه ببقاء قيس سعيد وإنه ليس لهذا الشعب اليوم خيار آخر غير الإطاحة به في أقرب الأوقات فكل يوم يبقى فيه في قرطاج يلحق الضرر الفادح بتونس، ومن ثمة فإننا نتمنى أن يكون عدد المقبول ترشحاتهم كثر ليتسنى الاختيار لكن ومهما كان الحال فإننا سنجد من ضمنهم رجل دولة سوي يتعامل مع الشعب وقواه الحية بمعايير السياسة بما يفتح الأفق الوطني نحو تطوره الطبيعي نحو النمو والحرية والكرامة الوطنية.. وغير ذلك فهو استمرار السد التاريخي المتمثل في قيس سعيد .

أستاذ جامعي ومحامي ووزير تونسي سابق

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تونس الانتخابات الرأي تونس انتخابات رئاسة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قیس سعید

إقرأ أيضاً:

درة: أتحمّل مسؤولية "وين صرنا؟".. وهذا موقفي من الاعتزال

كشفت الفنانة التونسية درة تفاصيل تجربتها الأولى في الإخراج، من خلال فيلم "وين صرنا؟"، الذي شارك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ45.

بداية تجربة "وين صرنا؟"

أوضحت درة في لقاء تلفزيوني أنها تعرّفت على الأسرة الفلسطينية التي شاركت في فيلمها من خلال "نادين"، إحدى بطلات العمل، التي أرسلت إليها تفاصيل معاناتهم، فوجدت نفسها تنجذب للقصة.
وأكدت درة أنها كانت دائماً داعمة للقضية الفلسطينية والفلسطينيين، مشيرة إلى أنها درست العلوم السياسية وقدمت رسالة الماجستير الخاصة بها عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحق العودة. وأوضحت أنها كانت تمتلك خلفية واسعة عن الموضوع، حيث كانت تقوم بزيارة مخيمات اللاجئين في لبنان أثناء رسالتها.

وأشارت إلى أن القضية كانت دوماً بداخلها رغم عملها في الفن، لذلك عندما وقعت أحداث غزة الأخيرة، شعرت بالعجز الشديد، لأنه لا يوجد شيء تقدمه لمن يعانون تلك المعاناة، لذلك شعرت أن ما تملكه لتعبّر به هو السينما.
وأوضحت درة أن ما تعلمته في تجربة "وين صرنا؟"، كان إنسانيا بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى تعلمها أشياء كثيرة تتعلق بالإخراج، موضحة أنها قدمت الفيلم بطريقة بسيطة، وكانت تتعلم أثناء العمل في الفيلم.

من يتحمل مسؤولية الفيلم؟

وصفت درة تجربتها الإخراجية الأولى فيه بأنها كانت بمثابة بداية جديدة في مجال مختلف، حيث كانت لا تعلم كيف سيكون رد فعل الجمهور على العمل.
وأوضحت أن "وين صرنا؟" يحمل طابعاً خاصاً كونه فيلماً تسجيلياً وثائقياً يتناول القضية الفلسطينية، مؤكدةً أنها تتحمل كامل المسؤولية عن الفيلم، كونها مخرجته ومنتجته.
أضافت درة أنها كانت ترغب في أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور، خصوصاً الفلسطينيين، حتى يشعروا بأنهم يرون أنفسهم في العمل. وأكدت أن هدفها كان التعبير عنهم، مشيرة إلى أنها صنعت الفيلم خصيصاً من أجلهم.
كما لفتت إلى أنها كانت تحمل همّ كل من شاركوا في العمل، وكانت تتمنى أن تخلق شيئاً حقيقياً يعكس رسالتهم، ويظل بمثابة وثيقة إنسانية مخلصة ووفية لحياتهم التي أهدوها لهذا الفيلم.

هل تتخلى عن التمثيل؟

قالت درة إن الاكتفاء بشيء واحد ما بين عملها في التمثيل أو الإخراج أو تصميم الأزياء يعد اختياراً صعباً، وأضافت: "أنا لم أشبع من أي شيء فيهم، وأشعر أنني لم أحقق شيئاً مما كنت أتمنى تحقيقه في هذه المجالات وأن أضع فيه بصمة حقيقية"، لكنها أشارت إلى أنها قد تتخلى عن تصميم الأزياء، لأنه قد يدخل تحت أحد بنود عملها، رغم شغفها به.
وأضافت درة أن التمثيل مهنتها الأساسية، لكنها لا تعلم إلى متى ستظل تمثل، لأنها قد تقرر التوقف في فترة ما من حياتها. معبرة عن أنها ترغب في تقديم أدوار أفضل.
وأشارت إلى أنها عندما تخرج وتنتج يكون لديها رؤية تحبها من كافة الجوانب، لكن لا يزال الوقت مبكراً على الحكم على تجربتها في الإخراج.

مقالات مشابهة

  • درة: أتحمّل مسؤولية "وين صرنا؟".. وهذا موقفي من الاعتزال
  • قيس سعيّد يعلن الحرب على مؤسسات حكومية وهمية.. يُصرف عليها ملايين الدنانير
  • قيس سعيّد يعلن الحرب على مؤسسات وهمية.. يُصرف عليها ملايين الدنانير
  • رئيس الصومال يتعهد بتعزيز الديمقراطية وتنفيذ الانتخابات المباشرة
  • نعيم قاسم: حزب الله سيساهم بشكل فعال في الانتخابات الرئاسية بعد وقف إطلاق النار
  • السنوسي: الانتخابات البلدية بمثابة الإحماء للانتخابات الرئاسية والتشريعية
  • رومانيا.. زعيم حزب الليبراليين السابق ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية
  • الميليشيات والصراعات المسلحة.. تهديدات تواجه الانتخابات البلدية في ليبيا
  • زعيم المعارضة في صوماليلاند سيرو يفوز في الانتخابات الرئاسية
  • وزير الخارجية يغادر البلاد متوجها إلى الجمهورية التونسية لترؤس وفد دولة الكويت المشارك في أعمال الدورة الرابعة للجنة المشتركة الكويتية-التونسية