شاهد: روسيا توثّق تاريخها الحديث في المناهج الدراسيّة
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
من الضغوط الأميركيّة والمواجهة مع الغرب إلى العمليّة العسكريّة في أوكرانيا والعقوبات غير المسبوقة، يدرج التاريخ الجديد لروسيا في الكتب المدرسية بدءاً من الأوّل من أيلول/سبتمبر المقبل لشرح "وجهة نظر الدولة" من هذا الصراع.
قدّم سيرغي كرافتسوف، وزير التعليم الروسي، كتاب التاريخ الجديد للطّلاب في السّنة الأخيرة من المرحلة الثانويّة.
وأكّد الوزير الرّوسي في مؤتمر صحافيّ أنّ "من المهم جعل الطلاب يفهمون أهداف" العمليّة العسكريّة الرّوسية في أوكرانيا التي بدأت في شباط/فبراير 2022، والتي تهدف رسمياً إلى "اجتثاث النازية" و"نزع سلاح" الدولة السوفياتية السابقة.
وندّد وزير التعليم مؤخراً، أمام الرئيس فلاديمير بوتين، بما وصفه ب "حرب حقيقيّة مستمرة ضد التاريخ"، متهماً "أعداء روسيا باستغلال سذاجة أطفالنا لتقسيم الشعوب وزرع الفتنة".
وزير التعليم الرّوسي يعلن عن كتاب التاريخ الجديدYuri KADOBNOV / AFPمن جانبه، أوضح فلاديمير ميدينسكي، مستشار الرئيس الروسي، للصحافيين أنّ هذا الكتاب المدرسي "ينشر وجهة نظر الدولة" ولكن ""بطريقة أبسط وأكثر إنسانية" مقارنة بالكتب المدرسية السابقة.
ويظهر على غلاف الكتاب الأزرق اللون، جسر مضيق كيرتش، الوحيد الرابط بين شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014 والبرّ الروسي.
روسيا والصين تؤكدان على أهمية تطوير الشراكة الاستراتيجية وتعزيز تعددية الأقطاب في العالمموسكو تكثف ضرباتها.. أوكرانيا: روسيا دمرت 180 ألف طن من الحبوب في 9 أيامالنيجر ومالي وبوركينا فاسو.. هل ولى إرث فرنسا الاستعماري وشرعت إفريقيا بواباتها لروسيا؟وبحسب وزير التعليم فإن الكتاب "سيكون متاحاً في جميع مدارس البلاد في الأوّل من أيلول/سبتمبر".
ويشيد الكتاب بالجنود الرّوس الذين "أنقذوا السلام" في القرم عام 2014، التي ضمّتها روسيا بعد استفتاء لم تعترف به كييف والمجتمع الدولي.
ويندّد أيضاً بفرض عقوبات على روسيا، بما في ذلك تجميد الغربيين لأصولها في الخارج عام 2022.
وتعهّد الوزير كرافتسوف أنّه "بعد نهاية العملية العسكرية الخاصة وبعد نصرنا، سنقوم بإكمال هذا" الكتاب.
المصادر الإضافية • أ ف ب
المصدر: euronews
كلمات دلالية: فلاديمير بوتين روسيا أوكرانيا روسيا فرنسا كرة القدم مهاجرون فيلم سينمائي الشرق الأوسط رجل إطفاء النيجر إسرائيل روسيا فرنسا كرة القدم مهاجرون وزیر التعلیم
إقرأ أيضاً:
بعد مرور 1000 يوم.. ما حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا بسبب الحرب؟
يصادف اليوم مرور ألف يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، الذي يمثل أكبر صراع دموي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومع استمرار المعارك، تتفاقم الخسائر البشرية والمادية في ظل مواجهة أوكرانيا تحديات غير مسبوقة منذ بداية الحرب عام 2022.
وتُقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 11 ألفا و700 مدني قتلوا، في حين أصيب أكثر من 24 ألفا و600 آخرين منذ بداية الحرب. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ماريوبول، المدينة التي تعرضت لدمار واسع وتخضع الآن لسيطرة القوات الروسية.
كما أعلنت السلطات الأوكرانية أن ما يقرب من 600 طفل فقدوا حياتهم بسبب الحرب. ورغم هذه الخسائر في صفوف المدنيين، فإن غالبية الضحايا هم من الجنود، بسبب طبيعة المعارك المباشرة التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والآليات المدرعة.
من جهتها، تشير تقديرات الدول الغربية إلى أن كلا الطرفين تكبد خسائر فادحة، حيث يُعتقد أن روسيا عانت من خسائر أكبر بسبب المعارك العنيفة في الشرق. ومع ذلك، تواجه أوكرانيا تحديا أكبر نتيجة انخفاض عدد سكانها مقارنة بروسيا. وتسببت الحرب في انخفاض عدد السكان بمقدار 10 ملايين شخص نتيجة الهجرة والنزوح الداخلي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أوضح في وقت سابق أن أكثر من 31 ألف جندي أوكراني قتلوا خلال المعارك مع الروس، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الجرحى أو المفقودين.
ويحرص الجانبان على الاحتفاظ بسجلات خسائرهما العسكرية كأسرار تتعلق بالأمن القومي، وتتفاوت التقديرات العلنية التي تقدمها الدول الغربية بشكل كبير استنادا إلى حد كبير للتقارير الاستخباراتية. لكن معظم التقديرات تشير إلى وقوع مئات الآلاف من الجرحى والقتلى من كلا الجانبين.
وتسيطر روسيا حاليا على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك مناطق إستراتيجية في الجنوب والشرق. أما القوات الأوكرانية، فتمكنت من شن هجوم مضاد هذا العام، وحققت اختراقات في مناطق روسية مثل كورسك، لكنها لم تستطع استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي خسرتها.
الخسائر الاقتصاديةوتعرض الاقتصاد الأوكراني لانكماش كبير، حيث تقلص بمقدار الثلث في عام 2022. وعلى الرغم من تحسن طفيف في العامين التاليين، ما زال الاقتصاد يمثل أقل من 80% من حجمه قبل الحرب.
وأظهرت التقييمات الأخيرة التي أجرتها جهات دولية، منها البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية، أن الحرب في أوكرانيا خلفت أضرارا مباشرة بلغت قيمتها 152 مليار دولار حتى ديسمبر/كانون الأول 2023. وشملت هذه الأضرار بشكل خاص قطاعات حيوية مثل الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة.
وقدرت الحكومة الأوكرانية والبنك الدولي التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار والتعافي بحوالي 486 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وهو مبلغ يعادل نحو 2.8 مرة من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في عام 2023.
أما قطاع الطاقة في أوكرانيا، فقد تأثر بشكل خاص نتيجة الاستهداف المستمر للبنية التحتية من قبل روسيا عبر هجمات بعيدة المدى.
كما شهدت صادرات الحبوب، التي تعد من أهم مصادر الدخل لأوكرانيا، انخفاضا حادا في البداية قبل أن تتمكن كييف من التكيف مع الوضع واستعادة جزء من تدفقاتها التجارية عبر إيجاد طرق بديلة لتجاوز الحصار الروسي.
وفيما يتعلق بالإنفاق الحكومي، تخصص أوكرانيا معظم عائداتها لتمويل الدفاع، وتعتمد بشكل كبير على الدعم المالي من الدول الغربية لتغطية نفقات أخرى، مثل الرواتب العامة ومعاشات التقاعد والبرامج الاجتماعية. وتشير تقديرات برلمانية إلى أن الحرب تكلف البلاد نحو 140 مليون دولار يوميا.
ومن المتوقع أن تستحوذ ميزانية الدفاع على نحو 26% من الناتج المحلي الإجمالي في مسودة ميزانية 2025، وهو ما يعادل حوالي 2.2 تريليون هريفنيا (53.3 مليار دولار). كما تلقت أوكرانيا مساعدات مالية تجاوزت 100 مليار دولار من شركائها الغربيين منذ بداية الحرب.
ومع استمرار المعارك وغياب أي مؤشرات على نهاية قريبة للصراع، تدخل أوكرانيا مرحلة حرجة مع مرور ألف يوم على بدء الحرب، حيث تضع التحديات الاقتصادية والبشرية والعسكرية البلاد أمام اختبارات صعبة، رغم الدعم الدولي المتواصل لها.