عربي21:
2025-03-10@07:34:03 GMT

خطاب الكونغرس وإعادة ترتيب البيت العربي

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

ركز كثيرون فى تعليقاتهم على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالكونغرس على الكذب الصارخ في ادعائه بعدم قتل المدنيين في غزة، وإنكار قيام إسرائيل بتجويع شعب غزة، وبأن إسرائيل لا تريد تدمير غزة، وكذلك على رد الفعل من قبل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الذين حضروا الخطاب، بمبالغتهم بالتصفيق له 80 مرة خلال الخطاب الذي استغرق ساعة، مما جعل زمن التصفيق يستغرق أكثر من ثلث زمن الخطاب .



ويظل السؤال: ومتى كانت إسرائيل ومسؤولوها لا يكذبون؟ والجميع يتذكر ادعاءاتها باغتصاب النساء خلال عملية طوفان الأقصى والتمثيل بالجثث، والتي روجها الرئيس الأمريكي نفسه، ومزاعمها بعد قصف مستشفى المعمداني بأن قصفها كان بصواريخ من قبل المقاومة، وتبريرها باقتحام مستشفى الشفاء بوجود أنفاق أسفله وتخزين المقاومة أسلحة به، وتكرار الكذب لتبرير كل مذبحة كبيرة بها في مناطق غزة.

وإذا كانت السياسة في تعريف البعض أنها فن الكذب، فماذا نتوقع من رئيس وزراء تولى منصبه عدة مرات منذ عام 1996 وحتى الآن؟ ولكن هل كان الكذب قاصرا عليه أم أنه امتد إلى الرئيس الأمريكي الذي ادعى مرات عديدة سعيه لوقف إطلاق النار وضغطه على قادة إسرائيل لتحقيق ذلك، وفي نفس الوقت يمد إسرائيل بالمزيد من السلاح والمال والمساندة؟

إن إعادة ترتيب البيت العربى أمر مطلوب وحيوي عند الحديث عن السعي لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فهؤلاء القادة لم يفعلوا شيئا مع استمرار إسرائيل في قتل سكان الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة، ونفس الصمت مع توالي اقتحامات اليهود لباحة المسجد الأقصىألم يمتد الكذب إلى قادة الدول العربية والإسلامية حين خدعوا الأمة بقرارات قمة لمساعدة غزه إنسانيا والسعي لوقف إطلاق النار منذ شهور والتي ظلت حبرا على ورق حتى الآن، بينما كثير منهم ينسقون بشكل مستمر مع إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية، لتشديد الحصار على غزة ومنع الطعام والوقود والدواء عنها، وتبني الرواية الإسرائيلية للأحداث بوسائل الإعلام التابعة لهم بل والنيل من المقاومة ومحاولة الوقيعة بينها وبين سكان غزة بشكل متكرر.

وهو ما كشفه رئيس الوزراء الإسرائيلى بحديثه عن عمله مع شركائه العرب، سواء لإقامة تحالف ضد إيران أو لإدارة غزة بعد الحرب، ألم يتحدث قادة عرب عن نزع سلاح غزة قبل أن يتحدث بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي؟ ألم يقمعوا التظاهرات المطالبة بإمداد غزة بالمساعدات وما زال الكثير من هؤلاء رهن الاعتقال؟ ألم تستمر صادراتهم لإسرائيل لتعويضها عن نقص سلعها الزراعية التي تأثرت بتراجع إنتاج المناطق المتضررة بالحرب؟ ألم ينسقوا مع إسرائيل لافتعال إغلاق معبر رفح بعد صمتهم عن اقتحام رفح مثلما صمتوا على اقتحام شمال غزة ووسطها قبل ذلك؟

فشل الأنظمة العربية بتحسين الأوضاع المعيشية

ومن هنا فإن إعادة ترتيب البيت العربي أمر مطلوب وحيوي عند الحديث عن السعي لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فهؤلاء القادة لم يفعلوا شيئا مع استمرار إسرائيل في قتل سكان الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة، ونفس الصمت مع توالي اقتحامات اليهود لباحة المسجد الأقصى، والذي تكرر مع الهجوم البري على غزة في تشرين أول / أكتوبر الماضي، وظل مستمرا حتى الآن رغم استمرار عمليات النزوح التي طالت تسعة أفراد من كل عشرة من سكان غزة حسب تصريح الأونروا، بل لقد طالب بعضهم إسرائيل بسرعة القضاء على المقاومة حسبما صرح قادة إسرائيليون .

هل سمع أحد تصريحا لمسؤول عربي ينتقد تصريح نتنياهو بالكونغرس أن الصراع بالشرق الأوسط ليس بين الحضارات ولكن بين البربرية والتحضر؟ ألم يعني ذلك اتهام العرب بالبربرية؟ وهل سمع أحد تصريحا لقيادي بإحدى الدول الإسلامية يرد فيه على تصريح نتنياهو بأنه لن يتم تقسيم القدس مرة أخرى وأنها عاصمتهم الأبدية؟ أليس ذلك نسفا لمساعي حل الدولتين التي تتشدق بها نظم عربية وإسلامية والتي رفضها الكنيست مؤخرا؟

ولذلك فإن تغير الأنظمة الدكتاتورية العربية يمثل شرطا أساسيا لتخفيف معاناة سكان فلسطين، حتى ولو بوجود أنظمة عربية محايدة بالفعل، وليست متواطئة مع إسرائيل وتشارك في إمدادها بالمعلومات الاستخباراتية وتتصدى للصواريخ والطائرات المُسيرة اليمنية والإيرانية المتجهة لإسرائيل، وتسهل مهمة الطائرات الإسرائيلية لقصف الحديدة.

إن الاستناد على وعود أمريكية أو أوروبية أو حتى من قبل دول عربية تدعي سعيها لوقف إطلاق النار بغزة، هذه أوهام سبق تريددها مرات عديدة خلال الشهور العشرة الماضية، والمتوقع حاليا أن يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في عمليات الإبادة الجماعية التي لم تعد وسائل الإعلام المصرية والعربية الرسمية تتحدث عنها..وربما يتعلل الكثير من العرب بسوء أحوالهم الاقتصادية وترقبهم لتحسنها من خلال استمرار تلك الأنظمة الدكتاتورية، وعدم انخراطها في معاداة إسرائيل، وهنا نتساءل هل تحسنت أحوال سكان المغرب الاقتصادية؟ وهل تحسنت أحوال المصريين بعد 11 عاما من الحكم الحالي الحليف لإسرائيل؟ أم تزداد معدلات الفقر والغلاء وتراجع مستوى  الخدمات الأساسية؟ وقس على ذلك بأحوال الشعوب العربية  التي قامت بالتطبيع مثل السودان .

الحرب مستمرة بدعم أمريكي

ومن هنا فتوجيه الاهتمام للتغيير عربيا ووجود أنظمة ديمقراطية، ووقف الحروب الأهلية باليمن وليبيا والسودان والصومال وغيرها تعد أمورا جوهرية، ليس فقط من أجل القضية الفلسطينية بل ولتحسين أحوال المواطنين العرب المعيشية وتنظيف مواردها من أجل مصلحتها، أما أن نترك هذا المسار ونركز اهتمامنا على أكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أو موقف الكونغرس المعروف سلفا لأناس يسعون لإرضاء منظمة أيباك اليهودية من أجل الفوز بإنتخابات مجلس الشيوخ أو النواب .

أو نستغرق في الأوهام التي تستند على تصريحات جوفاء من قبل مسؤلين أمريكيين، مثل القول بسعي بايدن لوقف إطلاق النار قبل رحيله لتحقيق إنجاز بفترته، أو تصريح نائبته هاريس خلال مقابلتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنها لن تصمت تجاه المعاناة في غزة، أو نحو ذلك مما قيل عن مسعى مصري لوقف إطلاق النار يستند على دخول المساعدات وحرية الحركة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيل من منذ رفح.

إن الاستناد على وعود أمريكية أو أوروبية أو حتى من قبل دول عربية تدعي سعيها لوقف إطلاق النار بغزة، هذه أوهام سبق تريددها مرات عديدة خلال الشهور العشرة الماضية، والمتوقع حاليا أن يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في عمليات الإبادة الجماعية التي لم تعد وسائل الإعلام المصرية والعربية الرسمية تتحدث عنها، وسيظل مستمرا في ذلك حتى تظهر نتائج الإنتخابات الأمريكية ويضمن استمرار دعمه أمريكيا بالعتاد والمال والغطاء السياسي أيا كان الفائز بها من أحد الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري .

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه خطاب الفلسطينيين نتنياهو الكونغرس امريكا فلسطين نتنياهو كونغرس خطاب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء الإسرائیلی لوقف إطلاق النار فی غزة من قبل

إقرأ أيضاً:

مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم

قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي إن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية أمر مخز وغير قانوني لكنه ليس مفاجئا، متهمة بعض الدول العربية بالتآمر على الفلسطينيين.

وأضافت -في مقابلة مع الجزيرة- أن كثيرين يعرفون أن إسرائيل تحاول السيطرة على ما تبقى من فلسطين، وإنها تفعل في الضفة حاليا ما فعلته في قطاع غزة.

ووفقا لألبانيزي، فإن ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليس مبررا للقيام بكل ما تقوم به إسرائيل بما في ذلك سعيها لاستئناف القتال في غزة.

تكرار سيناريو غزة في الضفة

ورغم أن إسرائيل لم تتعرض لأي هجوم في الصفة، فإن السكان هناك يتعرضون لعنف مشابه تماما لما تعرض له أهل قطاع غزة، بينما الدول العربية والمجتمع الدولي لا يفعل أي شيء، كما تقول ألبانيزي.

ووصفت المقررة الأممية ما يجري بالضفة الغربية وموقف الدول العربية منه بالأمر الصادم، وقالت إنه لا توجد أي مبررات أمنية تجيز منع وصول المياه للناس.

وقالت إن كثيرا من المقررين الأممين يؤكدون عدم أحقية إسرائيل في الضفة أو غزة أو القدس الشرقية ومن ثم فإن عليها سحب قواتها وتفكيك مستوطناتها أو على الأقل احترام واجباتها القانونية كدولة احتلال.

إعلان

وأكدت أنه لا مبرر أيضا للسلوك الذي تمارسه إسرائيل خلال شهر رمضان من منع للفلسطينيين الذين هم دون الـ55 عاما من الصلاة في المسجد الأقصى، وقالت إن الفلسطينيين حاولوا تحريك المجتمع الدولي بكل الطرق سلما ومقاومة.

واتهمت ألبانيزي السلطة الفلسطينية بالانقطاع عن مواطنيها، وقالت إنه من غير الممكن توجيه أي اتهام للفلسطينيين، لأن المجتمع الدول المنقسم هو المتهم الوحيد بما آلت له الأوضاع في فلسطين.

موقف العرب صادم

وأشارت إلى أن دولا مثل جنوب أفريقيا وإسبانيا وناميبيا اتخذت خطوات للرد على ما تقوم به إسرائيل، بينما العرب لم يتخذوا أي خطوة مماثلة سوى محاولة منع مخطط دونالد ترامب في غزة.

وسخرت ألبانيزي من الحديث عن محدودية قدرة الدول العربية على فعل شيء، وقالت إن الظرف الحالي يوفر فرصة مهمة لتوحيد الصوت العربي دفاعا عن الفلسطينيين بدلا من الحديث عن إعمار غزة فقط.

وأكدت أنه لا يمكن أن يكون التطبيع مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين وقضيتهم، وأفادت بأن "بعض الدول العربية تتآمر مع إسرائيل على الفلسطينيين".

وواصل الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية بمخيم نور شمس في مدينة طولكرم مخلفا دمارا هائلا في منازل السكان، واقتحم عدة بلدات ومدن بالضفة.

وكانت سلطات الاحتلال هجرت عشرات الآلاف من الفلسطينيين من المخيم، ثم سمحت لهم بالعودة لأخذ بعض مقتنياتهم، لكنهم صدموا من حجم الدمار الذي لحق ببيوتهم.

وفي وقت سابق اليوم، جرت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة بيت أمر بمدينة الخليل، وقد عرقلت هذه القوات دخول المصلين إلى المسجد الإبراهيمي.

وتشن إسرائيل عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية منذ أسابيع، بدأت في مخيمات اللاجئين، ثم توسعت لتشمل مناطق أخرى.

وهذا العدوان هو الأطول والأكثر تدميرا منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، وقد أسفر عن أكبر موجة نزوح فلسطيني في الضفة الغربية منذ عام 1967، حيث أجبر الاحتلال نحو 40 ألف شخص على النزوح قسرا من منازلهم.

إعلان

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: معظم الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مع حماس
  • الهلع من قرارات ترامب يدفع الجزائر لتوقيع عقد مع لوبي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك(وثائق رسمية)
  • رئيس الوزراء يتابع تنفيذ مستهدفات الدولة فى التحول الرقمى
  • مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • رئيس الوزراء: منظومة الشكاوى الحكومية جسر يربط بين الشرائح المجتمعية والجهات المعنية
  • رئيس الرعاية الصحية: استحداث مشروعات جديدة وإعادة الاستثمار الجيد للأصول
  • العقيد حسن عبد الغني المتحدث باسم وزارة الدفاع: حققت قوات وزارة الدفاع تقدماً ميدانياً سريعاً، وأعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام
  • رئيس جهاز الاستخبارات العامة السيد أنس خطاب: لا صحة لما تداولته بعض الصفحات على شبكة الإنترنت حول الرسائل التي نشرت مؤخرًا والتي ادعى كاتبها أنها صادرة عن رئيس جهاز الاستخبارات السوري. (تغريدة على X)