دل: تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجية الأعمال
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
قال جي جي بونز، نائب الرئيس الأول والمدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لمجموعة حلول العملاء في شركة دل تكنولوجيز، إن التكنولوجيا تشهد تحولًا جذريًا يشبه تأثير ظهور الهواتف الذكية في منتصف القرن العشرين، على الرغم من أننا شهدنا تدفقًا مستمرًا من التطورات التكنولوجية منذ ذلك الحين، إلا أنه لم يكن لأي منها نفس التأثير التحويلي الذي حققه ظهور الذكاء الاصطناعي.
بالنسبة للشركات، لم يعد تبني الذكاء الاصطناعي أمرًا اختياريًا، وأصبح تمكين القوى العاملة من دمجه في الممارسات اليومية أمرًا بالغ الأهمية. ومع ذلك، يعتمد النجاح على تزويد الأشخاص بالأدوات اللازمة لتحقيق إمكاناته الكاملة. ويُعد تحديث أجهزة الكمبيوتر الشخصي داخل الشركات أمرًا ضروريًا لتحقيق ذلك، كما أنه يوفر العديد من الفوائد التي تتراوح بين زيادة الإنتاجية والكفاءة لضمان ميزة تنافسية.
يعتقد المحللون أن جهاز الكمبيوتر الذي يدعم الذكاء الاصطناعي سيزود العمال بأدوات أكثر استجابة لمتطلباتهم من أي وقت مضى. ويدعي مزودو التكنولوجيا أيضًا أن هذه الأجهزة تمثل خطوة كبيرة تتجاوز الحوسبة التقليدية، حيث توفر مزيجًا قويًا من قوة المعالجة والميزات الذكية التي يمكنها إعادة تعريف العمليات وتحسينها عبر المؤسسات. علاوة على ذلك، يزعمون أن دورة التحديث من هذا النوع قد توفر للعمال ميزة فورية وملموسة من دمج الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية، كل ذلك بينما يخطط القادة لاستراتيجيات ذكاء اصطناعي أكثر شمولاً لدفع النمو على المدى الطويل.
ولكن على الرغم من الميزات الهائلة التي توفرها هذه الأجهزة، لا يزال هناك تردد بين قادة الأعمال في الاستثمار فيها بالكامل. وبالنظر إلى هذا عن كثب، فإننا ندرك أن هناك العديد من العوائق التي تحول دون اعتمادها على نطاق أوسع.
مبررات التكلفة والاستثمار
وفقًا للخبراء، فإن العوائق الرئيسية التي تحول دون اعتماد هذه التقنية هي عدم اليقين، والمخاوف المتعلقة بالتكلفة، وحقيقة أن حالات الاستخدام الراسخة لا تزال قيد التطوير.
إن التكلفة المتزايدة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي، الناتج عن الأجهزة المتخصصة وتعقيدات التكامل، تثير القلق، خاصة أثناء فترات الركود الاقتصادي. كما أن حداثة التكنولوجيا وتطورها السريع يجعل التخطيط على المدى الطويل أمرًا صعبًا، خاصة في الحالات التي لا تظهر فيها فوائد الذكاء الاصطناعي على الفور. وهذا يجعل من الصعب تبرير الاستثمار الأولي الكبير المحتمل دون عائد واضح وفوري على الاستثمار (ROI).
وفي الوقت نفسه، أظهرت أبحاثنا اعتقادًا عامًا في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بأن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا ثوريًا في مختلف الصناعات. كما تعترف الشركات بأن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي سيكون أمرًا لا مفر منه قريبًا ولا يمكن تجنبه إلى حد كبير.
بينما نتطلع نحو مستقبل يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي، يجب على المؤسسات أن تتبنى التغيير وتستكشف بعناية القوة التحويلية لأجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتمكين القوى العاملة لديها. وإليكم ما يمكن أن تبدو عليه هذه القوة التحويلية:
تعزيز الإمكانات البشرية
لا تقتصر أجهزة الكمبيوتر التي تدعم تقنية الذكاء الاصطناعي على القدرة الحاسوبية الخام فقط. وهي تهدف إلى تعزيز الذكاء البشري.
تعمل هذه الأجهزة كشركاء أذكياء يمكنهم تبسيط سير العمل، وأتمتة العمليات المتكررة، وتوفير الوصول السريع إلى المعلومات. وهذا يتيح المزيد من الوقت للتفكير الاستراتيجي وحل المشكلات بشكل إبداعي، وهو أمر بالغ الأهمية لدفع لتوليد وتحقيق نجاح الأعمال في المشهد التنافسي اليوم.
تعمل أجهزة الكمبيوتر المدعمة بالذكاء الاصطناعي على إبعاد المحترفين عن الأعمال الروتينية الرتيبة والمستهلكة للوقت والتي تصرف الانتباه بعيدًا عن التركيز على الإستراتيجية والقيمة المضافة، الأمر الذي يتطلب في النهاية التفكير النقدي والإبداع. حيث يمكن للمحترفين استكشاف أفكار جديدة، وتجربة أساليب مختلفة، وتطوير الحلول المتطورة التي تؤدي إلى الميزة التنافسية. تؤدي زيادة الإنتاجية والكفاءات بهذه الطريقة إلى أوقات تسليم أسرع وتحسين مخرجات المشروع واستخدام أكثر كفاءة للموارد الحالية.
وبالمثل، توفر ميزات مثل Copilot+ المضمنة في أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعمة بالذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول الفوري إلى المعلومات والرؤى التي قد تساعد الأشخاص على اتخاذ قرارات أفضل. كما يمكنها جمع البيانات ذات الصلة بسرعة وتحليلها وتقديمها بطريقة واضحة وموجزة.
وهذا يمكّن المتخصصين من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً تعتمد على البيانات مع تخفيف المخاطر وتحسين النتائج. إن أتمتة المهام المتكررة وتبسيط العمل له أيضًا فائدة في تقليل العبء المعرفي على القوى العاملة. وهذا يمكن أن يقلل من التوتر ويعزز المشاركة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والتفكير الابتكاري.
مكاسب إنتاجية غير مسبوقة
عندما يتعلق الأمر بالأجهزة نفسها، تقوم معالجات الذكاء الاصطناعي المتخصصة (NPUs) بتنفيذ أعباء عمل الذكاء الاصطناعي دون عناء، مما يسمح لوحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات بتشغيل التطبيقات الأخرى بكفاءة غير مسبوقة. كما تتيح هذه المهام المتعددة السلسة للمحترفين التوفيق بين المهام المختلفة بسهولة لزيادة الإنتاجية وتعزيز التركيز.
باستخدام معالجات الذكاء الاصطناعي المتخصصة (NPUs)، يمكن لأجهزة الكمبيوتر التي تدعم الذكاء الاصطناعي معالجة المهام التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل متزامن، مثل التعرف على الصور ومعالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي، دون المساس بأداء التطبيقات الأخرى. يتيح ذلك للمحترفين إجراء عمليات محاكاة متطورة، وتحليل مجموعات البيانات الكبيرة، وتنفيذ المهام الأخرى الصعبة مع الحفاظ على تجربة مستخدم سلسة وسريعة الاستجابة.
تعد ميزات أجهزة الكمبيوتر التي تدعم الذكاء الاصطناعي مفيدة بشكل خاص للمحترفين الذين يحتاجون إلى العمل على العديد من المهام أو التطبيقات في وقت واحد. على سبيل المثال، يمكن للمصمم تحرير صور عالية الدقة مع الاستمرار في تشغيل برنامج العرض ثلاثي الأبعاد والتواصل مع العملاء عبر مؤتمرات الفيديو، كل ذلك دون مواجهة مشكلات تتعلق بزمن الاستجابة أو الأداء.
تعظيم عائد الاستثمار مع الخدمات المحسنة
نظرًا لأن العائد على الاستثمار بعد تحديث جهاز الكمبيوتر الشخصي الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي يمثل مصدر قلق رئيسي، فمن الأهمية بمكان التركيز على الانتقال السلس الذي يزيد من القيمة إلى الحد الأقصى مع تقليل فترات التعطيل. إذا قررت المؤسسات إجراء هذا التحول، فيمكن تعويض الاستثمار الأولي من خلال الاستفادة من عروض الخدمات الشاملة المتوفرة من خلال شركاء التكنولوجيا.
يمكن للشركاء الذين يسهلون الاتصال بنظام بيئي أوسع من البرامج والخبرات أن يقدموا دعمًا كبيرًا طوال عملية النقل. كما يمكنهم المساعدة في التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي، باستخدام فهمهم العميق لتقنيات الذكاء الاصطناعي وأفضل الممارسات لمساعدة المؤسسات على تجنب المخاطر الشائعة وتقليل فترات التوقف المكلفة.
وبالمثل، فإن خدمات المراقبة والصيانة الاستباقية التي يقدمها الشركاء تضمن الأداء الأمثل في جميع الأوقات. وتتضمن هذه الخدمات ترقيات منتظمة للبرامج، وتشخيصات الأجهزة، والدعم عن بعد، مما يضمن تشغيل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي تعمل دائمًا بأعلى كفاءة.
قد تقوم الخدمات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتحليل أنماط استخدام الأجهزة وتحديد فرص التحسين. وبهذه الطريقة، يمكن للخدمات تقديم رؤى وتوصيات مخصصة حول أفضل السبل لتحسين الأداء وخفض التكاليف وتعزيز تجربة المستخدم.
على الرغم من بعض التحفظات، فإن مستقبل الأعمال يكمن في اعتماد الذكاء الاصطناعي. تُعد أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية لفتح آفاق هذا المستقبل، وتمكين القوى العاملة، ودفع المؤسسات نحو التطوير والنجاح على المدى الطويل. إن الفوائد المحتملة لأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تفوق بكثير أي عيوب متصورة، مما يجعل من الضروري للشركات أن تتعاون مع مزودي التكنولوجيا لتأمين مستقبلهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أجهزة الکمبیوتر التی بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی القوى العاملة التی تعمل
إقرأ أيضاً:
بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
التقى طلبة أكاديمية CNN أبوظبي، وعدد من الجامعات الإماراتية بيل غيتس أحد أبرز روّاد التكنولوجيا وأقطاب العمل الخيري في العالم، رئيس مؤسَّسة بيل وميليندا غيتس واستمعوا إلى أفكاره عن مستقبل الذكاء الاصطناعي خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات البرنامج التدريبي السنوي للأكاديمية.
وفي إطار سلسلة من الفرص التدريبية التي تنظِّمها هيئة الإعلام الإبداعي، أتاحت المحاضرة التفاعلية على مدى 30 دقيقة للطلاب المتدربين، فرصة فريدة للتعرُّف إلى آراء غيتس بشأن التطوُّرات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال المشاركة في مناقشات هادفة ومحفِّزة للتفكير خلال الجلسة.
وأدارت بيكي أندرسون، مديرة تحرير شبكة CNN أبوظبي ومذيعة برنامج «كونيكت ذا وورلد مع بيكي أندرسون»، الحوار الذي تناول تأثير التقنيات الناشئة في عالم اليوم، وكيفية توظيفها خاصة الذكاء الاصطناعي، لمعالجة التحديات العالمية، وأهمها تحديات القضاء على الأمراض، وتغيُّر المناخ والأمن الغذائي في المناطق المحرومة.
وتعرَّف الطلاب خلال اللقاء إلى المعايير التي تحدِّد من خلالها مؤسَّسة بيل غيتس أهمَّ التحديات، وآليتها في البحث عن الحلول المبتكرة لإحداث التغيير على أرض الواقع.
وأكد محمد ضبيع، المدير العام لهيئة الإعلام الإبداعي بالإنابة، الحرص عاماً بعد عام على توسيع نطاق الفرص المتاحة للمواهب الشابة في الصناعات الإبداعية في أبوظبي، وقال إن فرصة التحدُّث إلى أحد أكثر المبتكرين وروّاد التكنولوجيا المرموقين في العالم يؤكِّد التزامنا ونهجنا الثابت بتقديم أفضل التجارب التعليمية للجيل الشاب من أبناء الوطن، بالتعاون مع شركائنا في أكاديمية CNN أبوظبي.
وعبرت ريم المزروعي، طالبة في أكاديمية CNN أبوظبي عن سعادتها بهذه التجربة الفريدة التي قدمتها لهم أكاديمية CNN أبوظبي وقالت: «التقينا بشخصيتين مؤثرتين في مجالاتهما، بيل غيتس في التكنولوجيا وبيكي أندرسون في الصحافة والإعلام الجزء القيِّم في هذه الحصص التعليمية يتمثل في الاطلاع على إدارة بيكي أندرسون لهذه الجلسة الفريدة مع شخصية رائدة، إلى جانب فهم أهمية البحث عن الضيف والإعداد المسبق لأي حوار».
ومنذ عام 2011، تتعاون مؤسَّسة بيل غيتس مع دولة الإمارات في مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تحسين مستوى الصحة في العالم، والاستجابة للأخطار الفورية والآثار السلبية طويلة المدى الناجمة عن تغيُّر المناخ، إلى جانب تسريع الابتكار.
وإضافة إلى عمل المؤسَّسة، يهتم بيل غيتس أيضاً بمجموعة من المشاريع التي تعالج قضايا عالمية مُلِحَّة، مثل توفير الطاقة النظيفة، وتوسيع نطاق الحلول التي تسهم في تحقيق الحياد المناخي.
ويتمحور عمل المؤسَّسة حول فلسفة العمل الخيري التحفيزي، أي الاستثمار في الابتكارات التي تحسِّن حياة مَن هم في أمَسِّ الحاجة إليها.
يُذكَر أنَّ أكاديمية CNN كانت قد أُطلِقَت في أبوظبي في عام 2020، وهي برنامج تدريبي شامل يمتد 12 أسبوعاً ويقوده مذيعو ومراسلو CNN، ومتخصِّصون من مختلف العالم، ويكتسب خلاله المشاركون المهارات الأساسية اللازمة للعمل في غرفة الأخبار، والفهم العميق لأخلاقيات العمل الصحفي وتقنيات التحقُّق من الأخبار، والسرد القصصي وكتابة السيناريو، وغيرها من المهارات، من خلال ورش عمل تفاعلية ودورات تدريبية متخصِّصة ودروس رقمية مصمَّمة حسب الطلب.
(وام)