د. مرتضى الغالي

نشروا موجات عاتية من الهشاشة الاجتماعية والبجاحة السياسية والاختلال القيمي والاهتراء الوجداني والوطني .. وأوجدوا أوضاعاً مريعة من الانهيارات النفسية وسقوط الحصانات الأخلاقية..! .

ولهذا نشاهدهم في (هذا السيرك العجيب) بعد أن تسللوا إلى مواقع السلطة والوزارة والإدارة والسياسة وهم بهذا الادقاع الروحي والهزال الفكري وفقر الدم الإنساني.

.! .

أهل السودان حيثما كانوا يستيقظون كل صباح – هذا إذا ناموا- وهم لا يعلمون في أي قائمة سيكونون هم وأفراد أسرهم ؛ هل في قائمة القتلى بالدانات والقصف أو بين المصابين أو المشردين التائهين أم مع الجوعى والمرضى أو رهن اعتقالات ومطاردات مخابرات البرهان وياسر العطا وكرتي وإبراهيم جابر أم في قبضة المليشيات..!! .

ومع هذا يتحدث أمين حسن عمر عن الانتخابات وعودة سلطة المؤتمر الوطني والحركة الكيزانية وهو يفصل بيت عبارة وعبارة بضحكة الاستهزاء الترابية الشهيرة..! .

ويعلن ياسر العطا عن استمرار الحرب حتى ولو تم إزهاق 48 مليون من أهل السودان..!! ما جدوى الانتصار وكيف يحتفل به السودانيون بعد فنائهم جميعاً..؟! هذا كلام يثير سخرية (طبيز قليل الميز) كما تصفه الثقافة الشعبية السودانية..! .

كثيرون من هذا الشاكلة من أبناء التربية الإنقاذية الفاسدة تركوا تجارتهم في عالم الاغتراب ببيع البيرغر والمشروبات (نصف الروحية) وحسبوا منحة العطالة المتاحة في أمريكا وكندا واستراليا واسكندنافيا مقارنة برشاوى حكومة البرهان ومخصصات كرتي وحكومة الانقلاب المأخوذة من المال العام ففضلوا الثانية..!

وعادوا إلى ارض الوطن ينشئون المواقع الاسفيرية والصحف والقنوات الفضائية ويتاجرون في الإعفاءات ويتحدثون في السياسة والتحول الديمقراطي .. ويسجلون عضويتهم باسم الكتل الديمقراطية والمجتمع المدني والإدارة الأهلية .. ويتطاولون بالحديث عن تمثيل أقاليم السودان وكتابة مواثيق المرحلة الانتقالية..!!.

لقد تمت تغذيتهم (إنقاذياً) بحقد كبير على الوطن ؛ وبحسب اشتراطات الاخونجية فإن الوصول للسلطة والمال تقتضي التخلي عن أي مُزعة من الأخلاق أو الخوف من العيب والحرام .. وهذه من مرتكزات الوصايا الاخوانية منذ تأسيس حركتهم في أربعينات القرن الماضي..! .

كل شيء مباح ومستباح من اجل التمكين ودولة الباطل ؛ الأرواح وأعراض الناس .. ومال الدولة والموارد والمال والعقار والأراضي .. ولا فرق بين الغاية والوسيلة .. ولا رأفة بكبير ولا صغير ولا رحمة أمام شهوة السلطة والمال..! كل المحظورات حلال عليهم فهم في حصانة من العقاب ما بقوا داخل التنظيم وفي طاعته على الشر وتنفيذ رغائبه بلا تفكير ولا مراجعة..! .

لا تتحرّج من البهتان وداوم التمرين على الكذب ولا تخجل منه وقم بتمرين ملامحك عليه..(راجع أشداق عمر البشير والبرهان) ولا تنزعج من الحنث بالقسم واليمين الغموس .. ولا تكترث عندما تتنكر للعهود والمواثيق واعتبرها كأن لم تكن .. ولا تقيد نفسك بما قلته بالأمس حتى لا يمنعك ذلك من أن تنقض غداً ما قلته اليوم..! ثم أرم خصمك بما تفعله أنت وجماعتك .. ويمكن تطبيق ذلك (ببساطة) على موقف البرهان والاخونجية من مليشيات الدعم السريع وإلقاء تهمة دعمها وتأييدها على قوى الحرية والتغيير..! .

أنهب مال البلاد وحقوق العباد وقل إنك من الأطهار..!

افسد نفسك كما شئت واتهم الآخرين بالمثلية..! .

اسرق وأطلق على السرقة اسم (التجنيب)..! .

سجل بالتزوير 99 قطعة ارض وأبلع مال الدولة وقروضها وقل إنها من مبيعات “مغلق سوق السجانة”..! .

خذ عائدات النفط و”الجاز” بما يربو على 60 مليار دولار واختفي عن العيون .. وأودع المال الحرام في مصارف جزيرة كيمان (الكتومة)..! .

اسرق عائدات الذهب وقدم شهاداتك للعمل محاسباً في دول الخليج..! .

اتهم السودانيين (بالشحدة) وأعلن نفسك داعياً لتطبيق الشريعة ثم اهرب للعمل مستشاراً في هيئة الصحة العالمية..! وفي أيام الحرب والموت الزؤام وتفريغ الوطن من أهله واستنفار أبناء المساكين .. قم بعقد قران أنجالك المحظوظين في بهو فنادق السبعة نجوم ببذخ ينافس احتفالات مهراجات الهند..!! .

خذ 5 مليون دولار من مال الدولة “رشوة على فتوى كاذبة” واهرب إلى تركيا مستغنياً بشالهيات اسطنبول عن المسجد والمنبر في “جبرة” مربع 12..! .

قم ببناء مدرسة ماسونية متعددة الطوابق وقل إنها من بيع حواشة جدك في امتداد المناقل..! .

خذ سلفية من البنك واشترى بربع قيمتها البنك نفسه بموظفيه ومبانيه..!! .

قم ببيع السكة حديد والنقل الميكانيكي وهيئة النقل البحري والنهري وعقارات لندن وخط هيثرو وأطلق على ذلك برنامج الخصخصة وخروج القطاع العام من العمل التجاري..! .

اسرق أموال الأوقاف والعمرة وقل انك أمير الحج..! .

اقتل من تجد عنده دولارات من حر مال أبيه .. واكتنز في بيتك سلة من العملات الأجنبية وما شئت من دولارات وإسترليني ويورو وين وليرة ودراخما .. وسيتم تعيينك (سفيراً في إيران)..!.

أنت في مرتبة (الزعيم الشيخ) قم بالاستيلاء على أرض حكومية في موقع متميز ، ثم قم ببيعها نقداً للدولة..! ثم سيبني جهاز الأمن عليها قصراً على الطراز الأوروبي بتكلفة 6 مليون دولار سكناً لك (بحكم منصبك) .. ثم لا تسكن فيه .. بل قم بتأجيره لخواجات (بالدولار) وأقبض عائد الإيجار على دائر السنت..! .

ادعم المليشيات وقم بتسليحها بما يتفوق على الجيش .. وانشرها على ربوع الوطن تقتل وتنهب كما تشاء .. واقصف المواطنين بالطائرات وقل إنها “حرب الكرامة”..! وإن الذين يطالبون بإيقافها حماية للوطن والمواطنين إنما يناصرون هذه المليشيات..!!.

إنهم يعيشون على الإنكار والكذب والمغالطة والبهتان ويظنون أن الشعب يمكن أن ينسى أو يتناسى ما فعلوه وما يفعلونه الآن ..! .

إنها العقيدة الاخوانية الفاسدة : الحق ممنوع والعيب مبلوع واللوم مرفوع .. والرزق على “المؤتمر الوطني”..! .

الله لا كسّبكم..!! .

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الفبركة الإلكترونية والابتزاز الرقمي.. كيف تقع الضحية؟ وكيف تحمي نفسك؟

تزايدت في الآونة الأخيرة حوادث الفبركة الإلكترونية والابتزاز الرقمي، التي باتت تهدد الأفراد والمؤسسات على حد سواء، مستغلة التطور التقني في إنتاج محتوى مزيف يصعب تمييزه عن الحقيقي. ونتيجة لذلك، أصبح الكثير من الأشخاص عرضة لهذه الأفعال الإجرامية، التي تنتهك الخصوصية وتستغل الضحايا ماديًا ونفسيًا.

ويطرح هذا الواقع تساؤلات ملحة حول كيفية عمل هذه الفبركات، وما المقصود بالابتزاز الإلكتروني؟ وما موقف القانون المصري من هذه الجرائم؟ والأهم من ذلك، كيف يمكننا حماية أنفسنا من الوقوع ضحايا لتلك الألاعيب الرقمية؟

إيقاف دعم واتساب لبعض هواتف آيفون في مايو 2025.. ماذا يجب أن تعرف؟ «هواتف أيفون تطير سريعًا من الهند إلى أمريكا».. كيف واجهت «آبل» تحديات ترامب الجمركية؟ ما هي الفبركة الإلكترونية؟

تُعرف الفبركة الإلكترونية بأنها عملية تعديل أو إنشاء محتوى رقمي مزيف، سواء كان صورًا أو فيديوهات أو نصوصًا، بهدف خداع المتلقي وإيهامه بأنها حقيقية.


ويتم استخدام برامج وتطبيقات متقدمة مثل الفوتوشوب وتقنية "ديب فيك"، إلى جانب أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح تقليد الأصوات وإنشاء وجوه وهمية ومشاهد غير واقعية.

وتهدف هذه الفبركة في كثير من الأحيان إلى تشويه السمعة أو التضليل أو الابتزاز، سواء لأفراد عاديين أو شخصيات عامة أو حتى مؤسسات.

ما هو الابتزاز الإلكتروني؟

يُعد الابتزاز الإلكتروني أحد أخطر أنواع الجرائم الرقمية، ويقوم على تهديد شخص أو جهة ما بنشر معلومات حساسة أو محتوى خاص عبر الإنترنت، مقابل الحصول على مبالغ مالية أو خدمات غير مشروعة.

وغالبًا ما يستند المبتزون إلى محتوى تم الحصول عليه بطرق غير قانونية، مثل:

اختراق الأجهزة الإلكترونية.التجسس والتنصت.استخدام محتوى مفبرك تم إنشاؤه باستخدام أدوات تقنية متطورة.أنواع الفبركة الإلكترونية

تتنوع أساليب الفبركة الإلكترونية وفقًا لنوع المحتوى وطريقة التلاعب به، ويمكن تصنيفها إلى:

1. فبركة الصور والفيديوهات:

تشمل تعديل الصور الشخصية، أو تركيب وجه شخص على فيديو إباحي باستخدام "ديب فيك"، مما يعطي انطباعًا زائفًا بأنه ارتكب فعلًا مشينًا.

2. فبركة الأصوات:

تُستخدم تقنيات ذكاء اصطناعي لتقليد نبرة وصوت الشخص المستهدف، بهدف إنشاء مكالمات وهمية أو رسائل صوتية تحمل محتوى غير لائق أو مجرم.

3. فبركة النصوص والمستندات:

تشمل إنشاء مستندات مزورة مثل عقود أو مراسلات إلكترونية قد تستخدم لتوريط الضحية في قضايا قانونية أو فضائح اجتماعية.

أنواع الابتزاز الإلكتروني

تتنوع دوافع وأساليب الابتزاز الإلكتروني، ويمكن تلخيص أبرز أنواعه في النقاط التالية:

1. ابتزاز مالي:

طلب مبالغ مالية مقابل عدم نشر محتوى خاص أو صور شخصية للضحية.

2. ابتزاز عاطفي:

استغلال علاقات شخصية أو رسائل سابقة بهدف الضغط النفسي على الضحية، خاصة في العلاقات العاطفية.

3. ابتزاز جنائي:

تلفيق محتوى مزيف يورط الضحية في جريمة وهمية، للضغط عليه بهدف ابتزازه أو دفعه لتنفيذ أوامر معينة.

4. ابتزاز سياسي أو اجتماعي:

تشويه سمعة شخصيات عامة أو مؤسسات باستخدام محتوى مفبرك يتم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

العقوبات القانونية للفبركة والابتزاز الرقمي

وفقًا لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 في مصر، تم تحديد عقوبات صارمة للحد من هذه الجرائم، وتشمل:

الفبركة الإلكترونية:

الحبس حتى 3 سنوات

غرامة مالية تصل إلى 100،000 جنيه مصري

الابتزاز الإلكتروني:

الحبس من سنة إلى 5 سنوات

غرامة من 50،000 إلى 200،000 جنيه

وفي حال تسبب الابتزاز في ضرر نفسي أو جسدي جسيم، يمكن أن تصل العقوبة إلى السجن المؤبد.

كيف تحمي نفسك من الفبركة والابتزاز الإلكتروني؟

مع تصاعد هذه الظواهر الرقمية الخطيرة، من الضروري أن يتخذ كل فرد خطوات وقائية تحميه من الوقوع ضحية، ومن أبرز هذه الخطوات:

1. التحقق من صحة المحتوى:

استخدم أدوات مثل البحث العكسي عن الصور على Google للتأكد من صحة الصور أو الفيديوهات المنتشرة.

2. تأمين البيانات الشخصية:

لا تشارك بياناتك الحساسة أو صورك الشخصية على الإنترنت.

استخدم كلمات مرور قوية وفريدة.

فعّل ميزة التحقق بخطوتين على حساباتك.

3. الإبلاغ الفوري:

في حال التعرض لأي ابتزاز رقمي، يجب التوجه مباشرة إلى وحدة مكافحة جرائم الإنترنت بوزارة الداخلية أو الإبلاغ عبر بوابة الشكاوى الرسمية.

4. نشر الوعي المجتمعي:

تظل التوعية الرقمية هي خط الدفاع الأول، سواء في المدارس أو المؤسسات أو عبر الإعلام، لمنع انتشار هذه الجرائم والتصدي لها قبل وقوعها.

مقالات مشابهة

  • فرحة تحولت لمأتم.. غرق 4 أطفال من أبناء عمومة أثناء زفاف في الفشن ببني سويف
  • تبين أن الشعب السوداني مارق أكثر من الإنقاذ
  • مصرع 4 فتيات غرقًا بالنيل خلال حضورهم حفل زفاف
  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الخميس 17 أبريل 2025: امنح نفسك حرية
  • جلالة السلطان يعود إلى أرض الوطن
  • ازاي تحمي نفسك من سرطان القولون.. نصائح خاصة
  • إصابة الرابر ليل ناس بشلل جزئي في الوجه
  • الفبركة الإلكترونية والابتزاز الرقمي.. كيف تقع الضحية؟ وكيف تحمي نفسك؟
  • كيف تحمي نفسك من عواصف الغبار؟
  • برج القوس .. حظك اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025: اهتم برعاية نفسك