العرب وعشقهم للسفر عبر الزمن
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
واضح جدا إن تخلص البعض من القمامة الفكرية التي ورثوها ونشئوا عليها أصعب بكثير من تنظيف مدنهم من الأوساخ المتراكمة. ولن يكون واقعهم نظيفاً مادامت القذارة تملأ عقولهم. لا ريب انكم تشعرون اننا عدنا من حيث ندري أو لا ندري إلى العصر الأموي. .
نسمع منذ زمن بعيد عن تقنيات السفر إلى الماضي البعيد.
ولا ندري كيف نجحت المضخات الإعلامية الخبيثة في إشغال الجموع الغفيرة بالحديث عن يزيد بن معاوية الذي حكم ثلاث سنوات فقط، والحديث عن الحجاج بن يوسف الثقفي، وعن مروان بن الحكم، وأولاد مروان واحفاد مروان. ولا ندري كيف انبرى وعاظ السلاطين للذود عنهم، وتجميل صورتهم، ومحاولة حذف وشطب مجازرهم وتبرير خروقاتهم وانتهاكاتهم وإخفاقاتهم وفواحشم ومساوئهم كلها. حتى اشتركت بعض المساجد والمدارس الدينية في تقديس 14 ملك من ملوكهم. بعضهم لم يستلم الحكم سوى سويعات أو بضعة أيام. .
لقد وجدت المضخات الإعلامية ضالتها في هذه الحقبة التي أقحمت الناس في مواضيع تافهة تشغلهم عن حملات الابادة الجماعية في غزة، وتشغلهم عن المآسي التي تمر بها الامة العربية، حتى صار الحديث عن يزيد ومروان والحجاج حديث الساعة. .
اللافت للنظر ان الشعراء والأدباء في زمن الدولة الأموية نفسها لم يتغنوا بتلك الدولة الفانية مثلما يتغنى بها البعض الآن. والغريب بالأمر ان الذين يتغنون بها اليوم ليس فيهم أمويا واحدا، فقد انقرضت تلك الدولة بملوكها وأمرائها وولاتها منذ 1400 سنة، ولكن شاءت إرادة المنظمات الظلامية ان تعود بنا إلى متاهات العصور البالية. .
لن تجد امة واحدة في الكون تفكر بهذه الأساليب الساذجة، ولن تجد امة واحدة بهذا الغباء الموروث، فقد تجاهلوا المذابح والمجازر والانتهاكات اللا إنسانية ضد أشقاءهم، وفزعوا عن بكرة أبيهم للدفاع عن الحجاج الذي قبح وجه التاريخ عندما رجم الكعبة بالمنجنيق، وعندما استباح المدينة المنورة وانتهك أعراض نساءها. .
لسنا بصدد حملات التحريف التي استهدفت كتب التاريخ، بقدر ما نريد انتشال الناس من مرحلة الغيبوبة، وإخراجهم من الدوامات التي أقحمهم فيها شياطين منصات التواصل. .
هل تعلمون ان العرب اول من اخترعو البوصلة، وأول من اضاعوا الطريق. وأول من اكتشفوا الدورة الدموية، وأكثر من سفكوا دم بعضهم. وأول من اخترعوا الصفر لكنهم ظلوا يرزحون تحته. . .
ختاما: اخطر مراحل الغباء عندما يعتقد البعض ان الله يغضب إذا ذكرت مساوئ الطغاة، ولا يغضب لصراخ الأطفال اليتامى والجائعين والمرضى والمظلومين والمشردين. . . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
صور عيد الميلاد من الفضاء تؤجج نظرية المؤامرة.. ماذا قالت ناسا؟
أثارت صور احتفال رائدي الفضاء سونيتا ويليامز وباري بوتش ويلمور بعيد الميلاد من على متن مركبتهما "بوينغ ستارلاينر" جدلاً واسعاً عبر الإنترنت، حيث شكك البعض في مصداقيتها واعتبرها دليلاً على "نظرية مؤامرة".
وظهر الرائدان وهما يرتديان قبعات سانتا كلوز بجوار شجرة عيد الميلاد ويفتحان الهدايا ويتناولان وجبات عيد الميلاد الشهيرة.
وتسبب تعطل محركات مركبة "ستارلاينر" عقب انطلاق الرحلة في 5 يونيو، في إجبار الرائدين على البقاء في الفضاء حتى فبراير (شباط) المقبل، بعدما كانت الخطة الأصلية أن تكون الرحلة لمدة 8 أيام فقط، فيما ينتظر الرائدان عودة مركبة "سبيس إكس دراغون" لنقلهما إلى الأرض.
وبسبب الصور، انهالت التعليقات عبر منصة إكس، إذ اتهم البعض وكالة الفضاء الأمريكية بالخداع، فعلق أحدهم، مازحاً: "هل أخذوا قبعات سانتا معهم قبل الإنطلاق، أم أنهم حاكوها أثناء وجودهم في الفضاء؟".
وقال آخر: "هل هؤلاء نفس الأشخاص الذين انطلقوا في مهمة لمدة 8 أيام في يونيو الماضي؟".
واعتقد آخرون أن وجود زينة عيد الميلاد هو دليل على ما وصفوه بـ"مؤامرة كبرى"، وأن رواد الفضاء ليسوا عالقين فعلاً في الفضاء.
وكتب معلق: "كل هذا مجرد عرض كبير"، فيما زعم مستخدم آخر على منصة "إكس" أن رواد الفضاء الذين يطفون في الفضاء هم في الواقع داخل استوديو تصوير في مكان ما.
ناسا توضح
ومع ذلك، فإن التفسير بسيط للغاية، بل ومبهج، حسبما وصفته صحيفة "نيويورك بوست"، مؤكدة الصحيفة، نقلاً عن وكالة ناسا، أن قبعات سانتا وشجرة عيد الميلاد وأنواع الزينة الأخرى والهدايا ووجبات الطعام وغيرها ما هي إلا جزءاً من شحنة تزن 3 أطنان أرسلتها "سبيس إكس" أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب ناسا، فإنه يتم تزويد محطة الفضاء الدولية بالإمدادات اللازمة لروادها عدة مرات كل عام.
وتضمنت الشحنة لحوم وديك رومي، وبطاطا، وخضروات وفطائر وبسكويت، كما شملت أيضاً عناصر خاصة بالمهمة وأغراضاً علمية.
وفي مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، تمنّت وليامز للجميع على الأرض عيد ميلاد سعيد وموسم عطلات مبهج.
وقالت: "إنه وقت رائع هنا، حيث نحظى بفرصة قضاء الوقت مع كل أفراد عائلتنا على متن محطة الفضاء الدولية".
وأضافت: "نحن سبعة هنا، وسنستمتع بصحبة بعضنا البعض."