شبكة انباء العراق:
2024-11-08@07:04:08 GMT

العرب وعشقهم للسفر عبر الزمن

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

واضح جدا إن تخلص البعض من القمامة الفكرية التي ورثوها ونشئوا عليها أصعب بكثير من تنظيف مدنهم من الأوساخ المتراكمة. ولن يكون واقعهم نظيفاً مادامت القذارة تملأ عقولهم. لا ريب انكم تشعرون اننا عدنا من حيث ندري أو لا ندري إلى العصر الأموي. .
نسمع منذ زمن بعيد عن تقنيات السفر إلى الماضي البعيد.

لكن هذا النوع من السفر لا تجده إلا في كتب الخيال العلمي والأفلام الهوليودية. ومع ذلك استنفرت منصات التواصل في العالم العربي والإسلامي طاقاتها التضليلية والتلفيقية حتى قطعت مسافة 1400 سنة إلى الوراء. وعادت بنا إلى الزمن الذي تأسست فيه الدولة الأموية التي لم تمكث سوى 88 سنة فقط. .
ولا ندري كيف نجحت المضخات الإعلامية الخبيثة في إشغال الجموع الغفيرة بالحديث عن يزيد بن معاوية الذي حكم ثلاث سنوات فقط، والحديث عن الحجاج بن يوسف الثقفي، وعن مروان بن الحكم، وأولاد مروان واحفاد مروان. ولا ندري كيف انبرى وعاظ السلاطين للذود عنهم، وتجميل صورتهم، ومحاولة حذف وشطب مجازرهم وتبرير خروقاتهم وانتهاكاتهم وإخفاقاتهم وفواحشم ومساوئهم كلها. حتى اشتركت بعض المساجد والمدارس الدينية في تقديس 14 ملك من ملوكهم. بعضهم لم يستلم الحكم سوى سويعات أو بضعة أيام. .
لقد وجدت المضخات الإعلامية ضالتها في هذه الحقبة التي أقحمت الناس في مواضيع تافهة تشغلهم عن حملات الابادة الجماعية في غزة، وتشغلهم عن المآسي التي تمر بها الامة العربية، حتى صار الحديث عن يزيد ومروان والحجاج حديث الساعة. .
اللافت للنظر ان الشعراء والأدباء في زمن الدولة الأموية نفسها لم يتغنوا بتلك الدولة الفانية مثلما يتغنى بها البعض الآن. والغريب بالأمر ان الذين يتغنون بها اليوم ليس فيهم أمويا واحدا، فقد انقرضت تلك الدولة بملوكها وأمرائها وولاتها منذ 1400 سنة، ولكن شاءت إرادة المنظمات الظلامية ان تعود بنا إلى متاهات العصور البالية. .
لن تجد امة واحدة في الكون تفكر بهذه الأساليب الساذجة، ولن تجد امة واحدة بهذا الغباء الموروث، فقد تجاهلوا المذابح والمجازر والانتهاكات اللا إنسانية ضد أشقاءهم، وفزعوا عن بكرة أبيهم للدفاع عن الحجاج الذي قبح وجه التاريخ عندما رجم الكعبة بالمنجنيق، وعندما استباح المدينة المنورة وانتهك أعراض نساءها. .
لسنا بصدد حملات التحريف التي استهدفت كتب التاريخ، بقدر ما نريد انتشال الناس من مرحلة الغيبوبة، وإخراجهم من الدوامات التي أقحمهم فيها شياطين منصات التواصل. .
هل تعلمون ان العرب اول من اخترعو البوصلة، وأول من اضاعوا الطريق. وأول من اكتشفوا الدورة الدموية، وأكثر من سفكوا دم بعضهم. وأول من اخترعوا الصفر لكنهم ظلوا يرزحون تحته. . .
ختاما: اخطر مراحل الغباء عندما يعتقد البعض ان الله يغضب إذا ذكرت مساوئ الطغاة، ولا يغضب لصراخ الأطفال اليتامى والجائعين والمرضى والمظلومين والمشردين. . . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النوب: إن هناك العديد من الشائعات التي يتم شنها على الدولة المصرية والقوات المسلحة خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى أن الدولة المصرية وقواتها المسلحة مستهدفة من قوى الشر ودائما ما يعملوا على بث الأكاذيب.

وأضاف بكري، خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار»، على قناة «صدى البلد»، أنه لا بد من التكاتف والالتفاف حول القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية لأجل التصدي لقوى الشر التى تريد النيل من الدولة المصرية، موضحاً أن أبناء الشعب المصري يدركون جيداً حجم المؤامرة التي تحاك ضد وطنهم ويتصدون لقوى الشر دائمًا.

وأوضح عضو مجلس النواب، أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بالمساس بأمن مصر القومي وقادرة على حماية مقدرات الدولة المصرية ومواجهة التحديات والمخاطر التي قد تطرأ على الأمن القومي المصري، مشيراً إلى أن الشعب المصري لن يستجيب لمثل هذه الإدعاءات الكاذبة.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري يكشف تفاصيل قانون الاحتلال الإسرائيلي لطرد الفلسطينيين من أراضيهم

مصطفى بكري: إسرائيل هي المستفيد الأول من فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية

مقالات مشابهة

  • هل تسمح الدولة بتمّلك أراضيها بمرور الزمن ؟
  • مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر
  • قائد الثورة: الزعماء العرب الذي يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لترامب لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا
  • ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بإبنة ترامب تيفاني ؟
  • علي جمعة: سيدنا محمد دعا بنفسه إلى عالمية الإسلام
  • مصادر مطلعة بصنعاء تكشف عن توجسات حوثية بعد فوز ”ترمب”وأول قرار متوقع يتخذه ضد الجماعة
  • رئيس الدولة يطمئن على صحة طارق محمد عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في مستشفى زايد العسكري
  • “الإصلاح اليمني”: التكتل الوطني مفتاح رئيسي للحل الذي طال البحث عنه
  • ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟
  • تحنيط الكائنات البحرية.. إرث الغردقة الذي يعانق الزمن