امريكا لن تتدخل ولكنها ستدفع المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
امريكا لن تتدخل ولكنها ستدفع المجتمع الدولي
لاستخدام كل الطرق والوسائل وربما استخدام القوة لوقف الحرب في السودان
محمد فضل علي .. كندا
تتجه انظار العالم الي السودان والعاصمة السويسرية في منتصف الشهر القادم اي بعد اقل من من شهر واحد في الموعد المحدد لبداية المفاوضات المقترحة بواسطة الولايات المتحدة الامريكية لبداية تلك المفاوضات بين قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع .
في هذه الاثناء جاء في اخبار امس السبت السابع والعشرين من يوليو الجاري
ان مصادر رفيعة قد كشفت عن الغاء زيارة مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور والمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو والقائم بالاعمال الأمريكي لدى الخرطوم السفيرة كولين كرينويلجي الي بورتسودان
وبحسب المصادر فإن السبب الرئيسي الذي جعل المسؤولين الأمريكين يقومون بخطوة إلغاء الزيارة التي كان مقرر لها في الأسبوع الأول من أغسطس القادم هو رفض قوات الجيش لطلبهم بلقاءه بمطار بورتسودان .
وكانت وسائل إعلام محلية قد كشفت ان الغرض من زيارة المسؤولين الامريكيين المشار اليهم الي مقر العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية كانت من اجل لقاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان واخرين للاتفاق علي صيغة للذهاب الي المفاوضات التي من المفترض ان تنعقد منتصف أغسطس في العاصمة السويسرية جنيف ..
ولم تتضح في الافق اي ردود فعل من السلطات الامريكية او الحكومة السودانية حول الغاء هذه الزيارة وعن كيفية الاتفاق لحضور مفاوضات وقف الحرب في السودان .
ويبدو ان الولايات المتحدة قد تسرعت بالغاء زيارة مبعوثيها الي حكومة بورتسودان لانها بذلك تكون قد اعطت الادارة المركزية للحرب وصناعة القرار السوداني في الحركة الاسلامية السودانية فرصة ذهبية لاضاعة الوقت والمناورة للتهرب من حضور تلك المفاوضات وهو الامر الذي كانت ستفعله في كل الاحوال حيث توجد استحالة حقيقية في استجابة نظام الامر الواقع في السودان وتحالف الاسلاميين وقوات الجيش لمتطلبات وقف الحرب مهما كانت الاسباب وهم لايزالوا حتي هذه اللحظة يعملون من اجل رفض وقف الحرب عن طريق المزيد من حملات التعبئة الجهادية والعقائدية لاستمرار الحرب مع قوات الدعم السريع التي هي في البداية والنهاية عبارة عن تجمع عسكري لمجموعات ذات خلفيات قبلية علي مستوي قيادة وقواعد قوات الدعم السريع حيث تنعدم تماما اي دوافع او خلفيات سياسية او ايديولجية او عقائدية لقوات الدعم السريع او حتي طموحات سياسية بصورة تبرر خطاب العنف الاخواني المندفع حيث يريد تحالف الاسلاميين وقيادة الجيش من الشعب السوداني و العالم كله ان يحارب معهم نفس الكيان الذي اشرفوا علي تاسيسة ودعمه وتمويلة من الصفر حتي تحول مع مرور الزمن الي قوي قتالية ضاربة وباطشة واذا كانت هناك فائدة وحيدة لقوات الدعم السريع علي الرغم من الاتهامات الخطيرة الموجهة لها من الدولة والمجتمع ومعظم القوي السياسية والاجتماعية في السودان بالتورط في انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان والقتل العشوائي للمدنيين واستباحة ممتلكاتهم اضافة الي اتهامات بشعة وغير مؤكدة بالتورط في عمليات العنف الجنسي واغتصاب نساء من بينهم فتيات قاصرات وصغار في السن ولكن يبقي تحطيم القدرات العسكرية للحركة الاسلامية واضعاف جناحهم العسكري هو الانجاز الوحيد المتفق عليه لقوات الدعم السريع .
شخصيا لانتوقع اي نجاح للمبادرة الامريكية لوقف الحرب في السودان علي الرغم من انها حظيت بدعم ومباركة معظم اتجاهات الراي العام السودانية بنسبة تكاد تقترب من نسبة مية بالمائة لكن عنصر الرفض الرئيسي لمبادرة وقف الحرب يكمن في تصادم المبادرة الامريكية ورغبة الاغلبية الشعبية في العالم وداخل السودان بوقف الحرب مع اجندة الحركة الاسلامية التي اصبحت تخوض حرب بقاء ومصير مع منافسها المسلح الاوحد في الصراع علي السلطة والثروة حيث لايوجد معارض سوداني واحد للحكومة الحالية يحمل بندقية بطريقة تمكنه من فرض مايريد علي حكومة الامر الواقع .
ستستمر الحرب السودانية وستزيد الخسائر وتدهور الاوضاع الانسانية وستنتشر المجاعة والموت الجماعي والتدريجي لملايين السودانيين بطريقة ستلفت انظار العالم كله الي مايجري في السودان وستكون هناك ردود فعل دولية مماثلة لما حدث عندما تجاوزت الاحداث والانتهاكات في قطاع غزة الفلسطينية الحدود وسيتحول الامر الي ادانة اخلاقية اخري للنظام العالمي ومنظماته ودولة الكبري .
بالطبع هناك تقصير وسوء في التقدير في ادارة الازمة السودانية بواسطة اصحاب الحق انفسهم من معظم القوي السياسية والاجتماعية والنخب السودانية التي عجزت بل تهربت عشرات المرات من الارتفاع الي مستوي مايجري علي الارض في السودان من دمار غير مسبوق منذ ان وجدت الدولة السودانية او استغلال الوجود المليوني لجماعات المهجر السوداني في تاسيس كيان يتمتع بالدعم والاعتراف من الشعب السوداني والعالم الخارجي لكي يصبح مفوضا من الشعب السوداني لحشد الدعم والاعتراف الدولي لقضيته و للتحدث باسم الشعب والامة السودانية والدفاع عن حقها المشروع في الامن والاستقرار والحياة الطبيعية والعدالة والسلام كيان مثل هذا ظل مطروحا علي شكل مبادرات فردية من اجل اقامة ادارة سودانية في المنفي ستظل هي البديل الوحيد من اجل الحفاظ علي المتبقي من كيان الدولة السودانية وعلي ارواح الملايين من ضحايا الحرب وقيادة خطوات المبادرات الدولية وليس العكس وتحديد الاولويات العاجلة من اجل استعادة الامن والاستقرار في البلاد .
المتوقع بعد المفاوضات القادمة في حال فشل المبادرة الامريكية واستمرار العنف والحرب في السودان ان تكثف الادارة الامريكية الراهنة والقادمة بعد الانتخابات الرئاسية الاتصالات مع المحكمة الجنائية الدولية وتتعهد لها بدعم القرارات القديمة والجديدة الصادرة حول السودان وان تقوم الولايات المتحدة مع جهات اخري داخل وخارج السودان باطلاق عملية واسعة لملاحقة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وتحديد مكان اقامتة واعادة اعتقاله وتسليمة الي المحكمة الجنائية الدولية بطريقة ترد اعتبار المحكمة الجنائية الدولية ومن هنا ستبداء العملية ومن المتوقع ان لا يتم المساس بقوات الدعم السريع والاكتفاء بمذكرات اعتقال دولية ضد عدد من قيادتها المتورطين في انتهاكات وجرائم حرب واشياء من هذا القبيل حتي لايحدث اختلال في ميزان القوي لصالح قوات الحركة الاخوانية العاملة داخل السودان بطريقة اصبحت تهدد حياة ملايين المدنيين وضحايا الحرب والنازحين داخل بلادهم بطريقة تهدد الامن الاقليمي والجوار السوداني بصورة مباشرة .
رابط له علاقة بالموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=Y0g7F5zdhO8
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الحرب فی السودان وقف الحرب من اجل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن تقدمه والدعم السريع يهاجم عطبرة بالمسيّرات
قال مصدر مسؤول في الجيش السوداني للجزيرة اليوم الخميس إن جنوده يحققون كل يوم تقدما جديدا في مختلف مناطق العمليات في وقت تتراجع فيه ما سماها مليشيا الدعم السريع.
وقد تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم القصف المدفعي المتقطع في ولاية الخرطوم، كل من مناطق تمركزه.
وبالتزامن أسقطت المضادات الأرضية للجيش السوداني فجر اليوم طائرات مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع فوق مدينة عطبرة شمال شرق الخرطوم.
خريطة لمناطق سيطرة الجيش والدعم السريع في ولاية الخرطوم بعد معارك سبتمبر/أيلول الماضي (الجزيرة)وبحسب شهود عيان، يعتقد أن المسيّرات كانت تستهدف مطار عطبرة، وهي كبرى مدن ولاية نهر النيل.
يشار إلى أن هذا هو الهجوم الثالث الذي تتعرض له المدينة خلال أسبوع.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، استعاد الجيش السوداني مناطق في الخرطوم الكبرى -بما فيها أم درمان– وفي ولاية الجزيرة، كما صد هجمات للدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ضحايا مدنيون اتُّهمت قوات الدعم السريع بقتلهم في قرية ود النورة بولاية الجزيرة (مواقع التواصل) اتهامات بقتل مدنيينفي غضون ذلك، قالت "منصة مؤتمر الجزيرة" إن قوات الدعم السريع اجتاحت قرية "ود عشيب" شرقي ولاية الجزيرة، وقتلت منذ أول أمس الثلاثاء 42 مدنيا بالرصاص.
وأضافت المنصة -التي يديرها ناشطون- أن 27 آخرين توفوا جراء الحصار وانعدام العلاج، بحسب ما نقلت صحيفة الراكوبة السودانية عن المنصة.
وذكرت المصدر نفسه أن قوات الدعم السريع هاجمت قرية ود عشيب منذ الخميس الماضي، ونهبت وروّعت السكان وفرضت عليهم حصارا محكما.
وفي الآونة الأخيرة، تواترت الاتهامات للدعم السريع بارتكاب عمليات قتل جماعي ضد السكان المدنيين في ولاية الجزيرة، وتنفي هذه القوات استهداف المدنيين.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على معظم مناطق ولاية الجزيرة باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها والتي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبا وغربا حتى ولاية النيل الأبيض.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وخلّفت مذاك عشرات آلاف القتلى.
كما تسببت الحرب في تشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة.
وشهدت الأيام الماضية تحركات دبلوماسية دولية في محاولة لوقف القتال، في وقت تحذر فيه منظمات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان.