القاهرة- أ ش أ:

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلا جديدا سلط من خلاله الضوء على الطاقة الشمسية ودورها في التحول نحو الطاقة المستدامة، كما تناول أهم الأسواق العالمية في مجال الطاقة الكهروضوئية، وأهم مقومات مصر في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، والجهود المصرية نحو توطين صناعة الألواح الشمسية.

وأوضح التحليل أن الطاقة الشمسية تُعَد الأكثر وفرة من بين جميع مصادر الطاقة، ولها دور محوري في التحول نحو الطاقة المتجددة، ومكافحة التغير المناخي، وقد شهدت الطاقة الشمسية في مصر نموًّا ملحوظًا في السنوات الأخيرة مدفوعًا بارتفاع الطلب على الطاقة النظيفة، وتحقيق رؤية مصر 2030 للتحول نحو الطاقة المتجددة، ودعم الدولة المصرية للمشروعات الخضراء، حيث وضعت الدولة خطة طموحة لزيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 1.9 جيجاوات، بعدما تمكَّنت من زيادة حجم قطاع الطاقة المتجددة بنحو 7 أضعاف.

تناول تحليل المركز في بدايته صناعة أنظمة الطاقة الشمسية، إذ أوضح أن الخلايا الشمسية (الخلايا الكهروضوئية) تُعد هي المُكون الرئيس لألواح الطاقة الشمسية، حيث تُحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية، عن طريق التأثير الفوتو ضوئي، بحيث تُصنع الخلية من مواد شِبه مُوصلة، مما يُكسبها خصائص كهربائية عند تعرُّضها إلى الضوء، مثل: التيار الكهربائي، والمقاومة، والجهد، ويجب أن تكون الخلية الشمسية أيضًا قادرة على امتصاص الضوء، وإنتاج الإلكترونات، وتتراوح الأعمار الافتراضية للخلايا الشمسية على اختلاف أنواعها ما بين (10 - 30 سنة).

وتُصنع الخلايا الشمسية بشكل عام من مواد شبه موصلة، على سبيل المثال: السيليكون البلوري الذي يستخرج من معالجة الرمال، ويُشكل إنتاج السيليكون ما يقرب من 90% من صناعة الخلايا الشمسية.

وتناول مركز المعلومات خلال التحليل أسواق الطاقة الكهروضوئية العالمية، مشيرا إلى أنه وفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة في أبريل الماضي، بشأن هذه الأسواق خلال عام 2024، فإن القدرة التراكمية العالمية للطاقة الكهروضوئية شهدت نموًّا؛ لتصل إلى 1.6 تيراوات في عام 2023، مقارنةً بـ 1.2 تيراوات في عام 2022، مع استخدام 446 جيجاوات من الأنظمة الكهروضوئية في عام 2023 ارتفاعًا من 407.3 جيجاوات.

وأشار التحليل إلى أن الطاقة الكهروضوئية أدت دورًا مهمًّا في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الكهرباء في عام 2023، مع تركيب أكثر من 75% من القدرات المتجددة الجديدة في عام 2023، ونحو 60% من التوليد من القدرات المتجددة الجديدة.

وأضاف التحليل أن الصين استحوذت على النصيب الأكبر من القدرة التراكمية للطاقة الكهروضوئية بنسبة 43% من إجمالي القدرات التراكمية للطاقة الكهروضوئية على مستوى العالم خلال عام 2023، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 19%، ثم أوروبا بنسبة 18%، والأمريكتان بنسبة 15%.

وفيما يتعلق بكبرى الدول في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية على مستوى العالم، فقد جاءت الصين كأعلى الدول في إنتاج الطاقة الشمسية بنحو (584.2 تيراوات/ساعة) خلال عام 2023، تليها الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتسجل نحو (238.1 تيراوات/ ساعة)، ثم الهند (113.4 تيراوات/ساعة)، واليابان (109.4 تيراوات/ساعة).

وسلط مركز المعلومات الضوء على التقرير الصادر حديثا عن الوكالة الدولية للطاقة في يونيو 2024 والذي يتناول الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة، إذ من المتوقع أن يتجاوز الاستثمار العالمي في الطاقة 3 تريليونات دولار أمريكي لأول مرة في عام 2024، منها تريليونا دولار أمريكي مخصصان لتقنيات الطاقة النظيفة والبنية التحتية. وقد تسارع الاستثمار في الطاقة النظيفة منذ عام 2020، وأصبح الإنفاق على الطاقة المتجددة الآن أعلى من إجمالي الإنفاق على النفط والغاز والفحم.

وأشار التحليل إلى انخفاض تكاليف الألواح الشمسية بنسبة 30% على مدى العامين الماضيين، كما انخفضت بشكل حاد أسعار المعادن الضرورية لتحولات الطاقة، وخاصة المعادن اللازمة للبطاريات.

وحذَّر تقرير الوكالة الدولية للطاقة من استمرار اختلال تدفقات الاستثمار في الطاقة، وخاصةً عدم كفاية استثمارات الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة والبلدان النامية خارج الصين، على الرغم من ذلك هناك علامات أولية على انتعاش هذه الاستثمارات، إذ من المتوقع أن تقترب استثمارات الطاقة النظيفة من 320 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة أكثر من 50% منذ عام 2020.

وأشار التحليل إلى أنه من المتوقع في عام 2024، أن تظل حصة الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة في اقتصادات الأسواق الناشئة والبلدان النامية خارج الصين عند نحو 15% من الإجمالي، وهذا - سواء من حيث الحجم أو الحصة - أقل بكثير من المطلوب لضمان الوصول الكامل إلى الطاقة الحديثة، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة مستدامة.

ومن المتوقع أيضًا أن تتجاوز استثمارات قطاع الطاقة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية 500 مليار دولار أمريكي في عام 2024؛ لتتجاوز جميع مصادر التوليد الأخرى مجتمعة، وعلى الرغم من أن النمو قد يتراجع قليلًا في عام 2024 بسبب انخفاض أسعار الوحدات الكهروضوئية، فإن الطاقة الشمسية تظل محورية في تحول قطاع الطاقة.

وأوضح التحليل أن مصر تتمتع بمقومات طبيعية وجغرافية واقتصادية هائلة تجعلها وجهة مثالية لتصبح مركزًا إقليميًّا وعالميًّا لإنتاج الطاقة الشمسية.

وقد استعرض التحليل أهم تلك المقومات: أولا الموارد الطبيعية حيث تتمتع مصر بإمكانات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومن المتوقع تعظيم الاستفادة من الجغرافيا الطبيعية وإمكانات الطاقة الشمسية المحلية، بالإضافة إلى توافر خام السيليكون الذي يدخل في صناعة الألواح الشمسية، ثانيا، الموقع الجغرافي فتتمتع مصر بموقع استراتيجي متميز يُسهم في جعلها مركزًا رئيسًا بين حركة التجارة العالمية، ثالثا، المناخ حيث تعد مصر إحدى المناطق الواقعة في المنطقة الوسطى للحزام الشمسي في العالم؛ ما يجعلها أكثر الدول العالمية التي تستغل الطاقة الشمسية، رابعا، تشجيع القطاع الخاص: حيث تدعم الدولة شركات القطاع الخاص في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة لتمكينها من الدخول بشكل قوي في مجال إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة، وذلك من خلال إدارته وتشغيله.

وخامسا العمالة الماهرة والمُدربة إذ تتمثل تنافسية مصر في مجال الموارد البشرية في قدرتها على توفير عمالة ماهرة ومدُربة في مجال تصنيع وإنتاج الطاقة الشمسية، وتعتبر مصر بمثابة المصدر الإقليمي الرئيس للعمالة الماهرة في العديد من القطاعات، ومنها قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصةً في ظل تبني الدولة برامج وطنية لإعداد وتدريب العمالة الماهرة.

وسادسا، بنية تحتية متطورة وحديثة: فهناك العديد من المقومات في مجال البنية التحتية في مصر، حيث حققت مصر إنجازات غير مسبوقة في مجال مشروعات البنية التحتية التي أسهمت في تعزيز دورها الإقليمي والدولي، وجعلها واحدة من أهم الدول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأوضح التحليل أنه في إطار اهتمام الدولة المصرية بالمشروعات القومية، وعلى رأسها مشروعات الطاقة المتجددة، فقد تبنت الدولة استراتيجية تنموية متكاملة ومستدامة حتى عام 2035 لدعم قدرات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، وتنفيذ تعهدها بالوصول إلى نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030 بدلًا من 2035، مقارنةً بنحو 20% عام 2022، كما تُمثل الطاقة الشمسية بنسبة 2% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة عام 2022، في حين يستهدف وصولها إلى 26% عام 2035.

وقد أبرز التحليل أهم المشروعات الكبرى لتوطين صناعة الألواح الشمسية: مشروع مجمع إنتاج السيليكون بمدينة العلمين الجديدة: يضم 4 مراحل، حيث تم الانتهاء من إعداد دراسة الجدوى التفصيلية للمرحلة الأولى، والتي تستهدف إنتاج السيليكون المعدني بطاقة إنتاجية 45 ألف طن سنويًّا، وبتكلفة استثمارية تُقدر بنحو 172 مليون دولار أمريكي، اعتمادًا على خام الكوارتز المصري فائق النقاء، بدلًا من تصديره خامًا للخارج.

وتتضمن المرحلة الثانية من المشروع، إنتاج مشتقات السيليكون الوسيطة التي تدخل في صناعات المواد العازلة، والتشييد والبناء، والمطاط، والاستخدامات الطبية، وغيرها، أما المرحلة الثالثة من المشروع فتهدف إلى إقامة مصنع لإنتاج البولي سيليكون، الذي يدخل في صناعة الخلايا الشمسية والإلكترونيات، بطاقة إنتاجية قدرها نحو 10 آلاف طن سنويًّا.

ويعد إطلاق منصة مصر للطاقة الشمسية من أهم المشروعات الكبرى وقد تم إطلاقها خلال العام الحالي، بهدف ميكنة وتيسير إجراءات تركيب المحطات الشمسية الصغيرة، ويتم من خلال المنصة التعرف على متابعة تركيب "محطات طاقة شمسية" للمواطنين أفرادًا وشركات، وربطها على شبكة الكهرباء القومية عن طريق شركات التوزيع المختلفة.

وتم إنشاء المنصة بالتعاون بين هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة القابضة لكهرباء مصر، ومشروع نظم الخلايا الصغيرة والمتوسطة التابع لمركز تحديث الصناعة، وجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك.

كما يعد مشروع إنتاج الطاقة الشمسية بمنطقة "كوم أمبو" التابعة لشركة "أكوا باور" من أهم المشروعات الكبرى، حيث تبلغ قدرة المشروع نحو 200 ميجاوات من الطاقة النظيفة التي تُسهم في انخفاض ثاني أكسيد الكربون بنحو 280 ألف طن سنويًّا، ويلبي المشروع احتياجات نحو 130 ألف وحدة سكنية، فضلًا عن أن المشروع يحتوي على أحدث التكنولوجيات من الألواح الشمسية، بالإضافة إلى 952 عاكسًا كهربائيًّا على مساحة 4.8 كيلومتر مربع.

ويعتبر مجمع بنبان في أسوان أكبر تجمع لمحطات الطاقة الشمسية في إفريقيا والشرق الأوسط، ويهدف المشروع إلى التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة المنتجة، وكذلك توفير فرص عمل للشباب، فضلا عن مساهمته في تنوع مصادر الطاقة الكهربائية للمواطنين، بالإضافة إلى خفض 2 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًّا، ويضم المشروع 32 محطة شمسية لتوليد الكهرباء بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.47 ألف ميجاوات.

وجرت موافقة مجلس الوزراء على العرض المُقدَّم من شركة "أميا باور"، إحدى شركات مجموعة النويس الإماراتية للاستثمار، لتنفيذ مشروعات إضافية من الطاقات المتجددة، ويصل إجمالي القدرات المخطط إضافتها من مشروعات شركة "أميا باور" قبل صيف 2025 إلى 2000 ميجاوات شاملة نظام التخزين بالبطاريات.

وأوضح التحليل في ختامه أن مصر تمتلك إمكانات هائلة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية بفضل هذه المقومات الواعدة؛ لتصبح رائدة إقليميًّا وعالميًّا في إنتاج الطاقة الشمسية، فضلا عن استهداف استراتيجية الدولة المصرية لزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، وتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية، واستغلال الموارد الطبيعية، وخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما يؤكد أن مجالات توطين صناعة الألواح الشمسية في مصر مجال واعد خلال السنوات القادمة.

هذا المحتوى من

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 زيادة البنزين والسولار انحسار مياه الشواطئ نتيجة الثانوية العامة الطقس أسعار الذهب إسرائيل واليمن سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان مجلس الوزراء مركز المعلومات الطاقة الشمسية الطاقة الكهروضوئية الطاقة الجدیدة والمتجددة إنتاج الطاقة الشمسیة الطاقة الکهربائیة ت الطاقة الشمسیة الطاقة المتجددة الخلایا الشمسیة الطاقة النظیفة دولار أمریکی قطاع الطاقة من المتوقع على الطاقة فی الطاقة فی عام 2023 فی عام 2024 فی مجال مرکز ا التی ت

إقرأ أيضاً:

وكالة الطاقة الدولية: ارتفاع الطلب على الكهرباء يتطلب طاقة متنوعة وصامدة فورا

تقول التوقعات السنوية إن الطاقة المتجددة، بقيادة الطاقة الشمسية، ستنمو أسرع من أي مصدر رئيسي آخر خلال السنوات القليلة المقبلة.

سيزداد الطلب على الكهرباء بوتيرة أسرع بكثير من نمو الطاقة الإجمالي في العقود المقبلة، مما يبرز الحاجة إلى تنويع مصادر الطاقة، وفق تحليل صدر الأربعاء. ويقول تقرير "الوكالة الدولية للطاقة" إن الطاقة المتجددة، بقيادة الطاقة الشمسية، ستنمو أسرع من أي مصدر رئيسي آخر في الأعوام القليلة المقبلة، وإن الطلب على الفحم والنفط سيبلغ ذروته عالميا بحلول نهاية هذا العقد. وأشار التقرير إلى أن كثيرا من مشاريع الغاز الطبيعي تمت الموافقة عليها في 2025 بسبب تغييرات في السياسة الأميركية، بما يشير إلى أن الإمدادات العالمية سترتفع رغم استمرار التساؤلات حول كيفية استخدامها، فيما من المقرر أن ترتفع القدرة النووية العالمية بما لا يقل عن الثلث بحلول 2035 بعد سنوات من الجمود. وتزامن إصدار النسخة السنوية من آفاق الطاقة العالمية مع مفاوضات المناخ الأممية في البرازيل هذا الأسبوع، حيث يدعو القادة العالميون إلى سبل لكبح احترار الكوكب.

الطلب على الطاقة في تصاعد

تؤكد "الوكالة الدولية للطاقة" أن بناء مرونة أكبر في أنظمة الطاقة بات مهما على نحو خاص، مع دفع مراكز البيانات والتدفئة والتبريد والكهربة وغيرها للطلب على الطاقة، إذ تسير طلبات الكهرباء على مسار ارتفاع بنحو 40 في المئة بحلول 2035. وقال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول: "في العام الماضي قلنا إن العالم يتحرك بسرعة نحو عصر الكهرباء، ومن الواضح اليوم أنه قد وصل بالفعل". وفي تحول عن اتجاه العقد الماضي، أوضح أن "النمو الجامح في الطلب من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي يسهم أيضا في زيادة استخدام الكهرباء في الاقتصادات المتقدمة". وأشار بيرول إلى أن الاستثمارات العالمية في مراكز البيانات يُتوقع أن تصل إلى 580 مليار دولار (501 مليار يورو) في 2025، متجاوزة 540 مليار دولار (467 مليار يورو) تُنفق على إمدادات النفط العالمية. ولمن يقول إن "البيانات هي النفط الجديد"، فهي "مثال لافت على الطبيعة المتغيرة للاقتصادات الحديثة".

Related ما هو كوب 30 ولماذا يهم ومن سيحضر محادثات المناخ للأمم المتحدة هذا العام؟ الاحترار العالمي يتجاوز 1.5 درجة

يستكشف التقرير نطاقا من السيناريوهات المختلفة التي تمثل مستقبلات محتملة لنظام الطاقة العالمي، ويشدد على أن أيا من هذه السيناريوهات "لا ينبغي اعتباره توقعا". وتُظهر نظرة هذا العام تجاوز العالم 1.5 درجة مئوية في أي سيناريو، بما في ذلك تلك التي تتضمن خفضا سريعا جدا للانبعاثات. وإذا نُفذت سياسات الحكومات المعلنة كما هو مخطط، تتوقع الوكالة وصول الاحترار العالمي إلى 2.5 درجة بحلول 2100، بارتفاع طفيف عن 2.4 درجة في نظرة العام الماضي. وإذا بلغ العالم صافي انبعاثات صفري بحلول منتصف القرن، تُرجَّح إمكانية إعادة درجات الحرارة إلى ما دون 1.5 درجة على المدى الطويل، إلى جانب "تقدم سريع جدا" في تحويل قطاع الطاقة، وذلك يتطلب "نشرا واسعا لتقنيات إزالة ثاني أكسيد الكربون" وهي تقنيات غير مثبتة على نطاق كبير حاليا. وأعادت الوكالة هذا العام أيضا إدراج مسار أكثر تشاؤما يُعرف بـ"سيناريو السياسات الحالية" للمرة الأولى منذ 2019، وهو ينظر فيما قد يحدث إذا تخلت الحكومات عن سياسات الطاقة المخطط لها ومضت قدما فقط بما هو مُدرج بالفعل في التشريعات أو اللوائح. وفي هذا "السيناريو"، تشير النظرة إلى أن العالم سيحترّ 2.9 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول 2100، ويواصل الارتفاع من هناك. ومع أن دولا كثيرة فاتتها مهلة نشر خططها المناخية الجديدة قبيل COP30، ستنشر الوكالة لاحقا سيناريو ينظر في "التعهدات المعلنة" عندما تتوافر "صورة أكثر اكتمالا" لهذه الالتزامات.

هل يبلغ الطلب على الوقود الأحفوري ذروته؟

إذا نفذت الحكومات سياساتها المعلنة كما هو مخطط، فمن المرجح أن يبلغ الاستخدام الإجمالي للوقود الأحفوري ذروته قبل 2030، بحسب الوكالة. وفي أعوام سابقة، أشارت النظرة السنوية للوكالة إلى أن استخدام النفط والغاز والفحم قد يبدأ في الانخفاض خلال ثلاثينيات هذا القرن، غير أن الصورة باتت أكثر تعقيدا الآن مع تباطؤ زخم العمل المناخي في بعض الاقتصادات الكبرى، ما يجعل الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري أقل يقينا. وقد بلغ استخدام الفحم ذروته بالفعل أو بات قريبا جدا منها، ومن المتوقع أن يتراجع تدريجيا إذا أوفت الحكومات بسياساتها الحالية في الطاقة والمناخ. أما الطلب على النفط فيُتوقع أن يتسطح بحلول 2030 قبل أن يتراجع تدريجيا، لكن استخدام الغاز الطبيعي سيواصل النمو في ثلاثينيات هذا القرن بدلا من بلوغ الذروة مبكرا كما أشارت نظرات سابقة. وفي "سيناريو السياسات الحالية"، تقول الوكالة إن الطلب العالمي على النفط والغاز قد يواصل النمو حتى 2050. وقال بيرول في اتصال هاتفي الأربعاء: "سنظل نستخدم النفط، وسنظل نستخدم الغاز. لكن نمو الطلب على الكهرباء مذهل". وأشار إلى دور قطاع النقل الذي يمثل 45 في المئة من الاستهلاك العالمي للنفط مثلا، مضيفا: "كيفية كهربة النقل، خاصة في الدول خارج الصين وأوروبا، ستحدد شكل طلب النفط ونموه".

ليس سيناريو "العمل كالمعتاد" الطاقة المتجددة والكهرباء "ستهيمنان على المستقبل"

تُعد نسخة الأربعاء من التقرير السنوي الأولى منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ فبعد الانسحاب من اتفاق باريس للمرة الثانية، تراجعت الإدارة عن عشرات لوائح المناخ وخفّضت الدعم لمشاريع الطاقة المتجددة، بينما تعهّد ترامب بدعم صناعة الوقود الأحفوري والاستثمار في الفحم وتخفيف قيود التلوث. وتردد أن "الوكالة الدولية للطاقة" تعرّضت لضغوط من الولايات المتحدة، وهي ممول رئيسي للوكالة القائمة في باريس، لإدراج "سيناريو السياسات الحالية" الأكثر إيجابية بشأن مستقبل الوقود الأحفوري. غير أن مؤلفي التقرير قالوا في مقال نُشر عبر الإنترنت إنهم أعادوا هذا السيناريو لأنه من المهم "رؤية العالم من خلال عدسات مختلفة"، دون ذكر ضغوط أميركية. وتؤكد النظرة أن هذا المسار ليس "العمل كالمعتاد" وسيتطلب عدم تغيير من الحكومات حتى حيث تُظهر نيتها خلاف ذلك؛ ففي الاتحاد الأوروبي مثلا يعني فشل الدول في الوفاء بتعهدات التخلص من الفحم أو عدم إجراء تحسينات إضافية على لوائح كفاءة الطاقة. وفي المقابل، يرى محللو الطاقة أن التحول إلى الطاقة النظيفة يحدث بغض النظر عن سياسات المناخ حول العالم؛ إذ قال ديف جونز، كبير المحللين في مركز الطاقة العالمي "إمبر": "الأدلة على الأرض طاغية. مبيعات المركبات الكهربائية تنطلق في دول ناشئة كثيرة، والطاقة الشمسية تتغلغل حتى في الشرق الأوسط". وأضاف: "الطاقة المتجددة والكهرباء ستسيطران على المستقبل". ويرى بعضهم، مثل بن باكويل، الرئيس التنفيذي لـ"المجلس العالمي لطاقة الرياح"، أن النظرة لا تلتقط بالكامل زخم المتجددة؛ وكان ينبغي أن تؤكد أن مسار الطاقة المتجددة يتسارع مدفوعا بـانخفاض تكلفة التقنيات، والدعم السياسي القوي، والاتجاه نحو الكهربة. وقال: "نحن نتسارع. يمكنك رؤية ذلك في كل أنحاء العالم ونراه في أرقامنا للعام الماضي وكذلك في أرقام النصف الأول من هذا العام. يبدو الأمر مثيرا جدا جدا، للرياح وللشمس فعلا، وللعام المقبل أكثر من ذلك". واعتبر ستيفان زينغر، المستشار العالمي للطاقة في "كان إنترناشونال"، أن الوكالة "تتراجع إلى الخلف"، مضيفا: "بوصفها مركزا فكريا عالميا، فشلت الوكالة إلى حد كبير في تمثيل موقع معظم بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والعالم النامي، إذ تدعم صافي انبعاثات صفري مع خفض 98 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول منتصف القرن". وأوضحت الوكالة، في الاتصال الهاتفي الأربعاء، أنها ترى فروقا اقتصادية وسياسية وفي جهود الطاقة النظيفة عبر العالم، وأن تحليلها يحاول أخذ تلك الفروق في الحسبان.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة مصادر الطاقة الأحفورية طاقة كهرباء COP30 اعلان اعلان اخترنا لك إسرائيل تحدد هوية جثة رهينة سلّمتها حماس.. وغوتيريش: الوضع في غزة "هش للغاية" فرنسا: إصابة 10 أشخاص في حادث دهس بجزيرة أوليرون.. والتحقيق مستمر في الدوافع "صفعة لترامب": ممداني يظفر برئاسة بلدية نيويورك.. والديمقراطيون يحسمون نيوجيرسي وفرجينيا السعودية على أعتاب صفقة "إف-35".. نهاية التفوّق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط؟ بين القصف واعتقال مادورو.. خطط واشنطن تجاه فنزويلا تدخل مرحلة "الحسابات الثقيلة" اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 عاجل. لائحة رئيس الحكومة العراقية تحقق "فوزاً كبيراً" في الانتخابات التشريعية 2 ملفات جيفري إبستين.. غيسلين ماكسويل تسعى لطلب تخفيف عقوبتها من ترامب 3 صور تظهر حجم الدمار في الفلبين بعد الإعصار "فونغ وونغ" 4 "غوغل" تزيل حدود الصحراء الغربية من خرائطها داخل المغرب 5 تقارير عن لقاء بين كوشنر وأبو شباب.. وواشنطن تنفي اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامب إسرائيل الصحة غزة دراسة جمهورية السودان سوريا ألمانيا إيران فرنسا التايفون رفح - معبر رفح الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • تدشين مرحلة جديدة في مسار الطاقة المتجددة بوصول أولى شحنات توربينات لمشروعي "رياح 1 و2"
  • استثمار يُعيد تشكيل مزيج الطاقة في عُمان
  • وكالة الطاقة الدولية: ارتفاع الطلب على الكهرباء يتطلب طاقة متنوعة وصامدة فورا
  • أوكيو للطاقة البديلة تدشّن مرحلة جديدة في مسار الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان
  • توقيع اتفاقية لتطوير مشروع محطة ظفار لطاقة الرياح المرحلة الثانية
  • "نماء لشراء الطاقة" توقع اتفاقية مع تحالف يضم "سيمبكورب" السنغافورية و"أوكيو للطاقة البديلة"
  • معلومات الوزراء يتناول في مجلته سياسات مناخية: اتجاهات الانتقال إلى الطاقة المتجددة
  • «معلومات الوزراء» يستعرض دوافع وتحديات الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة
  • «كهرباء ومياه دبي»: رفع القدرة الإنتاجية لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية 60%
  • وفد من الجهاز الوطني للتنمية يزور الصين لبحث مشاريع الطاقة المتجددة والاستثمار