المطران تابت في حفل إزاحة الستارة عن نصب وليم حسواني: كان متجذرًا في حبّه لأرضه
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
شارك راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت، أهالي بلدة رأس الحرف في إزاحة الستارة عن النصب التذكاري للفنان والشاعر والأديب وليم حسواني بقداس ترأسه في كنيسة سيدة الانتقال في البلدة، عاونه فيه خادم الرعية الأب شربل رعد، وبحضور فاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية من المنطقة يتقدمهم النائبات الآن عون وهادي أبو الحسنز
وفي بداية عظته قدم المطران تابت إلى عائلة الراحل تعزي البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، ثم قال: "بفخر كبير نقف اليوم روحيين ومدنيين، عائلة وأصدقاء، أمام هامة كبيرة من هامات الوطن وليم حسواني.
إذا تحدثنا عن وليم حسواني الإنسان والفنان والأديب والشاعر يطيل الكلام، ولكننا إذا تحدثنا عن وليم الانسان المؤمن يطيل الكلام أكثر. فلم يكن يزور مسقط رأسه إلا ويكون بين المصلين تحت أقدام أمنا العذراء، سيدة الانتقال، شفيعته الدائمة في الأفراح والاتراح والملمات.
لم يكن وليم حسواني مؤمنًا فقط، بفعل ما ورثه من عائلته وأهله تعاليم ومبادئ وقيمًا، بل كانت له علاقة خاصة مع كنيسته، بما تعنيه من مكان ومكانة، فيها يسمو الإنسان ويرتقي. من عرفه عن كثب، يُدرك حقيقة هذا الايمان، الذي حققه بالعمل المتواصل لخير لم يدع يسراه تعلم ما كانت تقوم به يمناه.
ما أقوله عن وليم ابن الكنيسة، ليس شعرًا ولا قصيدة، بل حقيقة اختبرها في حياته، إذ كانت علاقته بالله مميزة بعمقها اللاهوتي وقراءته لسر التجسد والخلاص. كان وليم مغمساً بالروحانية المارونية، ومتجذراً بحب الأرض والإنسان من دون غش ولا تزلف.
عندما نتحدث عن وليم حسواني يرد تلقائيا اسم رأس الحرف مُرادفا له. فالعلاقة بينهما كانت استثنائية. فبقدر ما أعطته أعطاها، وما بين وليم وأهله وأبناء قريته حكاية من حكايات الأخوين رحباني في مسرحياتهم التاريخية، حيث كانت لشخصية "الشاويش" فيها لمعة حملت الكثير من رائحة الصنوبر والزنزلخت والطيون والزعتر البري، التي تعبق كرائحة البخور ما إن تطأ القدم أرض هذه القرية الجميلة.
عرفته عن بعد، يوم كنت طفلا، كبطل من أبطال مسرحيات الرحابنة، وتوطدت معرفتي به في مسيرتي الكهنوتية خلال خدمتي كمرشد عام للكشاف الماروني في لبنان وهو كان نائب رئيسها حينها، وقد نظم نشيدها الكشفي ولحنه. ثُمَّ في الأسقفية وقد كان يزور مع آمال سنويا عزيزنا ابنه انطوان المقيم في مونتريال - كندا، وهو من الناشطين والداعمين لمسيرة الأبرشية وبرامجها فضلاً عن حضوره الى جانبي ليس فقط كصديق، بل كأخ. في العمق، جمع بيننا حبنا المشترك لرأس الحرف وقتالة وبحمدون، ولما يرمز إليه الوجود المسيحي في هذه المنطقة النموذجية من العيش الجبلي الصافي، قبل أن يُباعد بين أبنائها ما هو غريب عن الأصالة، والتقاليد والأعراف، والعادات.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، أستذكر كباراً من أبناء رأس الحرف الحبيبة، لمعوا في المجال الديبلوماسي والفن والعلم والأدب والاعلام، ومن بينهم كبيران من أبنائها هما الخوري مارون ابي عاصي وأنطون أبي عاصي. فَلأَنْفُسِ مَنْ رَحَلوا نطلب الرحمة والغفران، ولمن لا يزالون يناضلون التمني بالعمر الطويل، على أمل أن يكون الآتي من الأيام أفضل لوطننا الحبيب."
ثم أزيحت السترة عن النصب التذكاري، الذي صممه الفنان رودي رحمة، وألقيت كلمات لكل من رئيس بلدية رأس الحرف المهندس أنطوان الأسمر، الدكتور سهيل مطر، ونقيب شعراء الزجل الشاعر بسام حرب والشاعر زياد عقيقي وانطوان حسواني، وأدارت الحفل الشاعرة نجوى الشدياق حريق.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
واشنطن: الطبيبة المرحلة إلى لبنان كانت متعاطفة مع حزب الله
قالت السلطات الأمريكية، اليوم الاثنين، إنها رحلت طبيبة من رود آيلاند إلى لبنان الأسبوع الماضي بعد اكتشاف "صور ومقاطع فيديو متعاطفة" مع الزعيم السابق لحزب الله، حسن نصر الله، ومسلحين تابعين للحزب على ملف العناصر المحذوفة في هاتفها الخلوي.
وأوضحت الدكتورة رشا علاوية أثناء التحقيق أنها حضرت في لبنان جنازة زعيم حزب الله المغتال حسن نصر الله، والذي تدعمه من "منظور ديني" كمسلمة شيعية.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قدمت هذه التفاصيل لأنها سعت إلى طمأنة قاضٍ فيدرالي في بوسطن بأن الجمارك وحماية الحدود الأمريكية لم تخالف عمدًا أمرًا أصدرته يوم الجمعة كان ينبغي أن يوقف علاوية على الفور.
وتم اعتقال المواطنة اللبنانية البالغة من العمر 34 عامًا، يوم الخميس في مطار لوجان الدولي في بوسطن بعد عودتها من رحلة إلى لبنان لرؤية أسرتها. فيما رفع ابن عمها دعوى قضائية لوقف ترحيلها.
وفي أول تفسير علني لإبعادها، قالت وزارة العدل إن علاوية، أخصائية الكلى والأستاذة المساعدة في جامعة براون، مُنعت من العودة إلى الولايات المتحدة بناءًا على ما وجده مكتب الجمارك وحماية الحدود على هاتفها والتصريحات التي أدلت بها خلال مقابلة بالمطار.
وقالت علاوية عن حضورها الجنازة، بحسب نص المقابلة وفقًا رويترز: "إنه أمر ديني بحت"، وأضافت "إنه شخصية كبيرة جدًا في مجتمعنا. بالنسبة لي هذا ليس سياسيًا."
وتصنف الحكومات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، حزب الله كجماعة إرهابية. واستنادًا إلى تلك التصريحات واكتشاف صور على هاتفها لنصر الله وآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، قالت وزارة العدل إن مكتب الجمارك وحماية الحدود خلص إلى أن "نواياها الحقيقية في الولايات المتحدة لا يمكن تحديدها".
وفي ملف قدمته يوم الاثنين، دافعت وزارة العدل أيضًا عن مسؤولي الجمارك وحماية الحدود ضد مزاعم الفريق القانوني لعلاوية بأنها قد نُقتل جواً خارج البلاد مساء الجمعة في انتهاك لأمر صادر عن قاضي المقاطعة الأمريكية ليو سوروكين في ذلك اليوم. وكان القاضي قد أصدر أمرا يمنع من إبعاد علاوية عن ماساتشوستس دون إشعار قبل 48 ساعة. إلا أنه تم وضعها في رحلة إلى ترانزيت نحو فرنسا في تلك الليلة وعادت منها مباشرة إلى لبنان.
وكان القاضي قد وجه الحكومة يوم الأحد بمعالجة "مزاعم خطيرة" بأن أمر المحكمة قد انتهك عمدًا قبل جلسة استماع كان من المقرر عقدها يوم الاثنين. فيما تم إلغاء تلك الجلسة يوم الاثنين بناءً على طلب المحامي الوحيد المتبقي لعلاوية، بعد انسحاب محاميو شركة المحاماة "أرنولد أند بورتار"، والذين كانوا يمثلونها مجانًا، مشيرين إلى مزيد من التروي بشأن القضية سريعة التحريك.
وقالت محامية في الشركة إنها ذهبت إلى المطار يوم الجمعة وأظهرت لضابط الجمارك وحماية الحدود نسخة من أمر القاضي سوروكين على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها قبل مغادرة رحلة الخطوط الجوية الفرنسية لعلاوية، فيما أكد مسؤول آخر في مكتب الجمارك وحماية الحدود في تصريح يوم الاثنين إنه تم إبلاغه بذلك قبل اصطحاب علاوية إلى منطقة الصعود.
إلا أن وزارة العدل قالت إن الإخطار يجب أن يتم تلقيه من خلال القنوات الرسمية بشكل مباشر وأن يتلقاه المستشار القانوني للوكالة لمراجعته وتوجيهه، وهو ما لم يحدث.
وكتب محامو وزارة العدل: "يأخذ مكتب الجمارك وحماية الحدود أوامر المحكمة على محمل الجد ويسعى جاهدًا للالتزام دائمًا بأمر المحكمة".
وكان قد تم إغلاق ملف وزارة العدل لاحقًا من قبل سوروكين بناءًا على طلب محامي علاوية وابن عمها.