شارك راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت، أهالي بلدة رأس الحرف في إزاحة الستارة عن النصب التذكاري للفنان والشاعر والأديب وليم حسواني بقداس ترأسه في كنيسة سيدة الانتقال في البلدة، عاونه فيه خادم الرعية الأب شربل رعد، وبحضور فاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية من المنطقة يتقدمهم النائبات الآن عون وهادي أبو الحسنز

وفي بداية عظته قدم المطران تابت إلى عائلة الراحل تعزي البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، ثم قال: "بفخر كبير نقف اليوم روحيين ومدنيين، عائلة وأصدقاء، أمام هامة كبيرة من هامات الوطن وليم حسواني.

نذكره، نتحدث عنه ونُكرّمه، فيحلو التكريم رغم الدمعة تذرف على غيابه وقد عزّ علينا أن نراه بيننا في يوم كهذا اليوم.

إذا تحدثنا عن وليم حسواني الإنسان والفنان والأديب والشاعر يطيل الكلام، ولكننا إذا تحدثنا عن وليم الانسان المؤمن يطيل الكلام أكثر. فلم يكن يزور مسقط رأسه إلا ويكون بين المصلين تحت أقدام أمنا العذراء، سيدة الانتقال، شفيعته الدائمة في الأفراح والاتراح والملمات.

لم يكن وليم حسواني مؤمنًا فقط، بفعل ما ورثه من عائلته وأهله تعاليم ومبادئ وقيمًا، بل كانت له علاقة خاصة مع كنيسته، بما تعنيه من مكان ومكانة، فيها يسمو الإنسان ويرتقي. من عرفه عن كثب، يُدرك حقيقة هذا الايمان، الذي حققه بالعمل المتواصل لخير لم يدع يسراه تعلم ما كانت تقوم به يمناه.

ما أقوله عن وليم ابن الكنيسة، ليس شعرًا ولا قصيدة، بل حقيقة اختبرها في حياته، إذ كانت علاقته بالله مميزة بعمقها اللاهوتي وقراءته لسر التجسد والخلاص. كان وليم مغمساً بالروحانية المارونية، ومتجذراً بحب الأرض والإنسان من دون غش ولا تزلف.
عندما نتحدث عن وليم حسواني يرد تلقائيا اسم رأس الحرف مُرادفا له. فالعلاقة بينهما كانت استثنائية. فبقدر ما أعطته أعطاها، وما بين وليم وأهله وأبناء قريته حكاية من حكايات الأخوين رحباني في مسرحياتهم التاريخية، حيث كانت لشخصية "الشاويش" فيها لمعة حملت الكثير من رائحة الصنوبر والزنزلخت والطيون والزعتر البري، التي تعبق كرائحة البخور ما إن تطأ القدم أرض هذه القرية الجميلة.

عرفته عن بعد، يوم كنت طفلا، كبطل من أبطال مسرحيات الرحابنة، وتوطدت معرفتي به في مسيرتي الكهنوتية خلال خدمتي كمرشد عام للكشاف الماروني في لبنان وهو كان نائب رئيسها حينها، وقد نظم نشيدها الكشفي ولحنه. ثُمَّ في الأسقفية وقد كان يزور مع آمال سنويا عزيزنا ابنه انطوان المقيم في مونتريال - كندا، وهو من الناشطين والداعمين لمسيرة الأبرشية وبرامجها فضلاً عن حضوره الى جانبي ليس فقط كصديق، بل كأخ. في العمق، جمع بيننا حبنا المشترك لرأس الحرف وقتالة وبحمدون، ولما يرمز إليه الوجود المسيحي في هذه المنطقة النموذجية من العيش الجبلي الصافي، قبل أن يُباعد بين أبنائها ما هو غريب عن الأصالة، والتقاليد والأعراف، والعادات.

ولأن الشيء بالشيء يُذكر، أستذكر كباراً من أبناء رأس الحرف الحبيبة، لمعوا في المجال الديبلوماسي والفن والعلم والأدب والاعلام، ومن بينهم كبيران من أبنائها هما الخوري مارون ابي عاصي وأنطون أبي عاصي. فَلأَنْفُسِ مَنْ رَحَلوا نطلب الرحمة والغفران، ولمن لا يزالون يناضلون التمني بالعمر الطويل، على أمل أن يكون الآتي من الأيام أفضل لوطننا الحبيب."

ثم أزيحت السترة عن النصب التذكاري، الذي صممه الفنان رودي رحمة، وألقيت كلمات لكل من رئيس بلدية رأس الحرف المهندس أنطوان الأسمر، الدكتور سهيل مطر، ونقيب شعراء الزجل الشاعر بسام حرب والشاعر زياد عقيقي وانطوان حسواني، وأدارت الحفل الشاعرة نجوى الشدياق حريق.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مرغم: ثورة فبراير كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء والثوار أثبتوا ذلك

ليبيا –  قال عضو المؤتمر العام السابق منذ عام 2012 وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمد مرغم، إن “ثورة فبراير” كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء.

مرغم وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”،أضاف:” هذا هو المعنى الذي يجعلني أرفض رفضًا قاطعًا وبكل حسم أي انتقاص من قدر فبراير وعظمتها، وأي محاولة لمساواتها أو حتى مقارنتها بسبتمبر، لقد كانت ثورة من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء، وقد أثبت الثوار ذلك فعلًا لا ادعاءً”.

وواصل حديثه:” فقط، إذا كان لي من كلمة أقولها فهي (لقد كان الثمن باهضًا لتحقيق هدف الوصول إلى الحرية، فكان على من بقي من ثوارها أن ينتظموا في كيان واحد من أجل ضمان تحقيق هدف حماية الحرية، وإذ لم يفعلوا فكما ترون ثمن حمايتها أضعاف ثمن تحقيقها وقتًا وجهدًا ودماءً”.

وختم مرغم حديثه:”رحم الله إدريس عندما قال ( المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله)”.

مقالات مشابهة

  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في قداس ذكرى «الدويهي»
  • الدوري السعودي: حمدالله يوجّه رسالة إلى عمر السومة.. هذا ما جاء فيها
  • محافظ القاهرة: تشجيع الحرف اليدوية بالتوسع في إقامة المعارض
  • مرغم: ثورة فبراير كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء والثوار أثبتوا ذلك
  • المترشح الحر تبون: الحملة الانتخابية كانت نظيفة.. الجزائر في مرحلة مفصلية
  • المرشح تبون: الحملة الإنتخابية كانت نظيف.. الجزائر في مرحلة مفصلية
  • محافظة القاهرة تطلق بازار مشغولات في مجال الحرف 15 سبتمبر
  • ريال مدريد يوجه رسالة إلى رونالدو.. هذا ما جاء فيها
  • الأميرة النرويجية التي تزوجت "ساحراً وفرعوناً" تنشر شعاراً غريباً
  • محامٍ : العقود الشفوية عند البيع والشراء لا يعمل بها إذا كانت فوق الـ 100 ألف .. فيديو