بسبب الدونر كباب.. مواجهة دبلوماسية بين تركيا وألمانيا
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
يشكل الطبق الشعبي تركي الأصل "الدونر" (Doner)، المعروف جداً في أوروبا، محور "مواجهة مطبخية ودبلوماسية" بين أنقرة وبرلين.
وفي أبريل الماضي، قدم الاتحاد الدولي للدونر "يودوفيد" (Udofed) الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، طلباً إلى المفوضية الأوروبية لحماية الدونر (الكباب) باعتباره "طبقا خاصاً تقليدياً مضموناً".
وحدد طلب المنظمة التركية الكمية المطلوبة من كل مكوّن، ونوع اللحم الذي يُكدّس ويُشك في السيخ الدوّار على المشواة العمودية، والتوابل التي تُضاف إليه، وسماكة السكين المستخدمة لتقطيع شرائح اللحم الرقيقة لدى نضجها، كما الشاورما العربية.
وبدا الاتحاد الدولي للدونر حريصاً على تحديد صارم ودقيق لشروط استعمال صفة "دونر".
ولم تُقابَل هذه الخطوة بارتياح في ألمانيا، حيث يُعَد الدونر رمزاً للجالية التركية التي تتكون أساساً من أحفاد الـ"غاستابيتر" Gastarbeiter أي العمال الأتراك الذين استعانت بهم المصانع الألمانية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
حتى أن برلين تؤكد أبوّتها لإحدى النسخة الأكثر شعبية من الدونر، وهي تلك التي يوضع فيها اللحم داخل ساندويتش.
فأحد العمال الأتراك في برلين، ويدعى قادر نورمان، كان "أول من وضع اللحم في الخبز المسطح عام 1972، واخترع نسخة الكباب التي تحظى بشعبية كبيرة في ألمانيا"، على ما ورد على الموقع الرسمي للعاصمة.
وأكد وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير، المتحدر من والدين من المهاجرين الأتراك، أن "الكباب جزء من ألمانيا. ويجب أن يكون بمقدور الجميع أن يقرروا بأنفسهم كيفية تحضيره وتناوله هنا. لا حاجة إلى توجيهات من أنقرة".
وقالت مصادر في الوزارة لوكالة فرانس برس، إن الطلب التركي "أثار الدهشة" في برلين.
ويسمح القانون الأوروبي لدول ثالثة - أي خارج الاتحاد الأوروبي - بالتقدم بطلب حماية وتسجيل أسماء منتجات داخل الاتحاد الأوروبي.
ويشعر الطاهي بيرول ياغجي بالقلق من أن النسخة التركية "لا تسمح إلا بلحم البقر أو لحم الضأن أو الدجاج".
وشرح هذا الطاهي، وهو صاحب مطعم في منطقة ميرنغدام، لوكالة فرانس برس، أن "الأمر مختلف هنا، فالوصفة التقليدية قائمة على لحم العجل!".
وكان ياغجي يقف أمام شيشَي دونر عموديين دوّارين، أحدهما من لحم الديك الرومي المهدد أيضاً بالطلب التركي.
واحتج ياغجي الخمسيني على القرار التركي حيال الدونر "الذي يُستهلَك في كل أنحاء العالم، وليس من الممكن لتركيا أن تُملي على الآخرين ما يجب عليهم فعله"، مبديا استعداده لتغيير اسم منتجاته إذا لزم الأمر.
ورأت وزارة الزراعة الألمانية أن "العواقب الاقتصادية على قطاع الطعام الألماني ستكون هائلة" في حال قُبِل طلب الاتحاد الدولي للدونر "غير الدقيق" و"المتناقض".
وأشار اتحاد الفنادق والمطاعم الألماني أيضًا إلى مخاطر "غياب الوضوح والشفافية" وإلى "صعوبات في التحديد القانوني" و"عدد كبير من النزاعات المستقبلية".
وقال عارف كيليش (39 عاماً)، وهو صاحب مطعم للوجبات الخفيفة في غرب العاصمة برلين: "زبائني لن يرغبوا في تناول لحم الضأن، فهو ذو مذاق خاص جداً".
ورأى كيليش أن الأفضل تغيير الاسم بدلاً من تغيير المنتجات، فزبائن مطعمه "يعرفون ما يأكلون، طالما أن الجودة موجودة، فإن الاسم لا يهم!".
وبرر الاتحاد الدولي للدونر طلبه بـ"الأبوة العثمانية للدونر"، إذ عثر على وصفته في مخطوطات تعود إلى عام 1546.
وتمثل ألمانيا ثلثي مبيعات الكباب في أوروبا، إذ تبلغ قيمتها 2,4 مليار يورو سنويا، حسب الاتحاد الأوروبي للقطاع.
وأصبح هذا الطبق جزءاً من الأساليب الدبلوماسية. ففي أبريل الفائت، اصطحب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الطاهي عارف كيليش معه في زيارة رسمية إلى تركيا، وهو حفيد مهاجر تركي.
وبين الأمتعة التي حملاها سيخ لحم عجل مجمداً ضخم الحجم، قُدِّم خلال استقبال رسمي.
وقال كيليش: "في تركيا نتناول الدونر على طبق، وقد قدمته لهم على الطريقة البرلينية، في خبز مع صلصة، وأعجبهم ذلك".
فهل يمكن أن ينتصر تنوع الكباب؟ الجواب أن القرار بات في يد المفوضية الأوروبية، بحسب المتحدث المسؤول عن الزراعة في المفوضية، أولوف جيل.
واعترضت ألمانيا رسميا هذا الأسبوع على الطلب التركي. وفي حال قُبل هذا الاعتراض، فسيكون أمام الأطراف 6 أشهر كحد أقصى للتوصل إلى تسوية، قبل أن تصدر اللجنة قرارها.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الطاقة الشمسية.. الشمالية: المساحات التي تضررت بسبب إستهداف المليشيا للكهرباء غير كبيرة
أطلق مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية بالولاية الشمالية المهندس عثمان أحمد عثمان عددا من البشريات لمزارعي الولاية الذين تضرروا خلال الموسم الشتوي بسبب إستهداف مليشيا الدعم السريع للتيار الكهربائي وتأثير ذلك على الإمداد المائي، وذلك بخطط حكومية جادة لدعمهم وتمكينهم من تجاوز التحديات.وقال المهندس عثمان مدير عام الإنتاج بالولاية إن الدولة ستدعمهم بالطاقة الشمسية عبر برامج التمويل الأصغر أو المحفظة الزراعية، إضافة لتوفير عملية مدخلات الإنتاج والوقوف معهم حتى تمكينهم وحماية الموسم الصيفي باتخاذ إجراءات اكثر صرامة لحماية الأمن العام وحماية المنشآت ومكتسبات المواطنين.وأكد عثمان في تصريح لـ (سونا) أن المساحات التي تضررت بسبب إستهداف المليشيا للكهرباء غير كبيرة وأن الضرر مرتكز في منطقة واحدة، مشيرا إلى أن وزارته تعمل بإطمئنان لإنجاح الموسم الصيفي.واصاف أن المساحات التي لم تزرع في الموسم الشتوي سيتم زراعتها في الموسم الصيفي، مبيناََ أن الخطة تستهدف زراعة 470 ألف فدانا، خاصة وأن الولاية بها أكثر من 2 مليون فدانا صالحة للزراعة .وبشر الوزير المنتجين والمزارعين بأن هنالك دراسات لترعتي سد مروي خاصة الترعة الغربية التي يمكن أن تدخل (4) مليون فدانا بصورة سريعة مع أخذ جميع المشاريع لتروى من البحر أو المياه الجوفية.وقال إن عددا من الجهات وضعت الدراسات والتكلفة أصبحت معروفة، لافتاََ إلى أنه سيكون مشروع الولاية في القريب العاجل الذي يعمل على مضاعفة المساحات الزراعية والإنتاجية بالولاية الشمالية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب