جزيرة السينية .. ثراء تاريخي يكشف عراقة المنطقة وتأثيرها الإنساني
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
تسرد جزيرة السينية في أم القيوين قصة عراقة وإبداع إنساني غارق في القدم، وتروي كنوزها حكاية أم القيوين القديمة، لتبرز جانباً مهماً من تاريخ دولة الإمارات وإسهامات المنطقة ودورها في مسار التواصل الإنساني عبر مختلف العصور.
وتحتضن الجزيرة العديد من المواقع الأثرية المتنوعة، التي تشمل موقع دير السينية، ومدينة أم القيوين القديمة، ومدينة صيد اللؤلؤ، والمقابر الإسلامية، والتلال الصدفية والأبراج، التي تم الكشف عنها طوال السنوات الماضية، وتعد الجزيرة الواقعة شرق مدينة أم القيوين أكبر جزر الإمارة من حيث المساحةً إذ يبلغ طولها ما يقارب ثماني كيلومترات.
وتواصل دائرة السياحة والأثار بأم القيوين جهودها لاكتشاف المزيد من الكنوز في الجزيرة من خلال استمرار عمليات البحث والتنقيب الأثري في المواقع بشكل سنوي والعمل على تكثيف جهود الصون والترميم الأثري، وتهيئة هذه المواقع التاريخية والاهتمام بها ثم الترويج لها وجعلها خياراً مثالياً لاستقبال الزوار والوفود من مختلف دول العالم.
وأكد سعادة هيثم سلطان آل علي مدير عام دائرة السياحة والآثار في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” التزام الدائرة بحماية وصون التراث الثقافي للدولة، من خلال الجهود المبذولة في البحث الأثري والتنقيب.
وقال:”نعمل بجد للكشف عن الآثار والمواقع الأثرية والحفاظ عليها، والسعي باستمرار لتطوير العمليات عبر التقنيات المستخدمة في هذا المجال لضمان استمرارية هذا التراث للأجيال القادمة”.
وأشار إلى دور الدائرة في مجال تعزيز الوعي بأهمية الآثار والتراث الثقافي محلياً وعالمياً، من خلال تنظيم فعاليات تثقيفية وورش عمل، واستقبال الوفود الرسمية وإشراك طلبة الجامعات بهدف نشر الوعي والمعرفة حول القيمة التاريخية والثقافية الكبيرة للآثار والتراث الثقافي.
واستعرض مدير عام الدائرة رحلة الاكتشافات في الجزيرة، مبيناً أن أولى عمليات البحث والتنقيب الأثري في الجزيرة تم بقيادة الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا رئيس دائرة السياحة والآثار، ليتم اكتشاف موقع دير السينية في عام 2021، ومن ثم تلتها اكتشاف العديد من المواقع الثقافية المهمة في الجزيرة.
-أم القيوين القديمة.
تبرز “مدينة أم القيوين القديمة” التي تشمل مدينتين ذات تسلسل تاريخي واحد، تم استيطانهما في الجزيرة ويعود تاريخهما من القرن الرابع عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، حيث أثبتت الأبحاث استقرار أهالي أم القيوين فيهما منذ ما لا يقل عن 700 عام من وقتنا الحاضر قبل انتقالهم إلى البر المقابل منذ بدايات القرن الثامن عشر وتعمير مدينة أم القيوين الحالية.
ويعود تاريخ المستوطنة الأولى في أم القيوين القديمة إلى القرن الرابع عشر وحتى القرن الخامس عشر الميلادي استناداً إلى الفخار المكتشف في المستوطنة، وهو فخار مزجج باللون الأخضر تم استيراده من الصين في أواخر عهد سلالة يوان، وأوائل سلالة مينج، وأما المستوطنة الثانية فيعود تاريخها إلى الفترة من منتصف القرن السابع عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر، إذ ثبت ذلك من وجود خزفيات زرقاء وبيضاء تم استيرادها من الصين خلال أواخر عهد سلالة مينغ وأوائل سلالة تشينغ.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی الجزیرة
إقرأ أيضاً:
محاضرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تستعرض ثراء وتنوع الثقافة في دولة قطر
ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، قدم الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد ورقة عمل بعنوان "موجز الثقافة في قطر"، وذلك في ندوة عقدت ضمن فعاليات الصالون الثقافي بالمعرض الذي يستمر حتى الخامس من فبراير/شباط الجاري.
وتناول الدكتور حسن رشيد في ورقته تنوع الثقافة القطرية وثراءها في مختلف المجالات الأدبية والفنية، مشيرا إلى أن أول من رصد تاريخ الثقافة في دولة قطر كان المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، الذي جمعت أشعاره بين الحكمة والأدب والفروسية. كما شهدت قطر عبر تاريخها مرور عدد من الشعراء العرب الذين أثروا المشهد الأدبي، إلى جانب بروز أسماء قطرية تركت بصمتها في عالم الشعر، مثل الفقيه والقاضي والشاعر محمد بن حسن المرزوقي، والشاعر مبارك بن سيف آل ثاني، اللذين أسهما في تحديث الشعر العربي في قطر.
وسلط الدكتور رشيد الضوء على أبرز المبدعين القطريين في مجالات الأدب والقصة والنقد، مستعرضًا تجربة الكاتب يوسف عبد الله النعمة، الذي يعد من أوائل الكتاب القطريين في القصة القصيرة، إلى جانب مساهمات الكاتبتين وداد الكواري وحصة العوضي، اللتين لعبتا دورًا بارزًا في تطور الأدب النسوي القطري.
إعلانكما تناول في ورقته الحكايات الشعبية في قطر وارتباط الفنون بها، مشيرًا إلى أن المسرح القطري حقق حضورًا بارزًا على المستوى الخليجي بفضل أسماء كبيرة مثل عبد الرحمن المناعي وحمد الرميحي وغانم السليطي وغيرهم من المسرحيين الذين أسهموا في تطوير المشهد المسرحي في البلاد.
وتطرق رشيد أيضًا إلى النهضة التي تشهدها دولة قطر في مجال الفنون التشكيلية، مسلطًا الضوء على دور المؤسسات الثقافية في رعاية هذا الفن، مثل وزارة الثقافة ومتاحف قطر، التي لعبت دورًا محوريًا في دعم الفنانين وتعزيز حضور الفن التشكيلي القطري في المحافل العالمية، كما أشار إلى دور الموسيقى في إثراء المشهد الثقافي القطري، حيث تسهم المؤسسات المعنية في دعم هذا المجال وإبراز المواهب الموسيقية القطرية.
وركز الناقد المسرحي في ورقته على الجهود التي تبذلها دولة قطر في النهوض بالمجال الثقافي، مستعرضًا الدور المهم الذي تلعبه المؤسسات الثقافية الرائدة في البلاد، مثل دار الكتب القطرية، التي تأسست عام 1962، ومكتبة قطر الوطنية، ونادي الجسرة الثقافي الذي استضاف على مدى عقود رموز الفكر والأدب العربي، بالإضافة لدور مجلة الدوحة التي أسهمت منذ نشأتها عام 1968 في تعزيز الثقافة القطرية على الصعيد العربي.
كما نوه بالمشاريع الثقافية الحديثة التي تعكس حرص دولة قطر على ترسيخ هويتها الثقافية والانفتاح على العالم، ومن بين هذه المشاريع مؤسسة الدوحة للأفلام، التي تدعم صناعة السينما، والمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، التي أصبحت مركزًا رئيسيًا للأنشطة الثقافية والمهرجانات الدولية، إلى جانب الجوائز التي تمنحها قطر في مختلف مجالات الإبداع دعمًا للحركة الثقافية والإبداعية على المستويين المحلي والعربي.