غزة - مدلين خلة - صفا

تسبب تضاعف وتيرة المجاعة مجددًا في مدينة غزة وشمالها بدفع الأهالي هناك إلى إنتاج مواد غذائية في ظل انعدام الخضر والفاكهة واللحوم من الأسواق؛ فضلاً عن الارتفاع اللامنطقي للأسعار.

تلك الأسباب دفعت بالأهالي للبحث عن بدائل لوقف تضوّر الأطفال جوعًا، فيمَ كانت "الدُقّة" أحد تلك الحلول.

وحسب الأمم المتحدة فإن المجاعة حقيقة ولم يعد من الممكن تفاديها في قطاع غزة. من جهتها، أكخادت إحدى المنظمات غير الحكومية والتابعة لليونيسف أن "90 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 23 شهرا والنساء الحوامل يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية".

وتعتبر "الدقة الغزاوية" طبقٌ رئيس على موائد الافطار في البيت الغزيّ، كونها تحضر بطريقة بسيطة وتكلفة قليلة، إلا إنه ومع المجاعة التي أصابت شمال القطاع لم تعد مكوناتها متوافرة فأخذ السكان بالبحث عن بديل لصنعها، فكان الدقيق الأبيض ملاذهم.

و "الدُقة الغزاوية" خلطة شعبية تشتهر بها فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص وهي عبارة عن حبوب القمح المحمصة ويُضاف إليه الملح والبهارات الحارة والسمسم والسماق وملح الليمون ويُطحن الخليط بآلة خاصة ينتج عنها مسحوقٌ شبيه بالقهوة طعمًا ولونًا إلى حدٍ ما.

ومع غلاء المواد الأولية لإنتاج ذلك المسحوق البنيّ، لم لم يعدم سكان شمالي القطاع الوسيلة؛ فانقطاع القمح المخصص لصناعة "الدُقة"، دفعهم إلى استخدام الدقيق الأبيض والذي يعتبر المادة الغذائية المتوافرة بعد معاناة شديدة.

وعانى سكان شمال غزة، جراء الحرب والقيود الإسرائيلية في الشهور الماضية، من "مجاعة" في ظل شح شديد فرضته "إسرائيل" على إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

وعن طريقة تحضيرها بالدقيق الأبيض؛ تحكي المواطنة فايزة أبو وردة لوكالة "صفا" خطوات تجهيز الدقة.

وتقول أبو وردة: "إن المجاعة التي يتعرض لها شمال القطاع وقلة الأكل تسببت بقلة ما يمكن إيجاده لأكله مع الخبز، فصرنا نحمّص الطحين الأبيض ونصنع منه دُقة".

وتضيف: نستمر في تحميص كمية من الطحين حتى يغدو لونه بنيًا، ثم تُضاف التوابل التي باتت تشحّ في الأسواق كعين الجرادة، الكزبرة، القرفة، الكمون، السماق، الملح، حمض الليمون، والسمسم".

وتعتقد السيدة فايزة أن الصغار يحبون تناول الدُقة، كما أنها قد تعوّض بعض ما فقد في الأسواق من أطعمة.

لكن تحضير الدقة على بساطتها، لم يكن ليمرّ بسهولة على فايزة؛ فتقول إن تحميص الطحين على نار الحطب يأكل من لون أيدينا قبل أن يغدو بنيًا، عدا عن الأدخنة والأبخرة وحرّ تموز.. كل ذلك لسدّ جوع الأطفال المتضورين جوعًا.

وعلى الرغم من بساطة مكونات الدقة؛ إلا أن فايزة تمتنع عن تحضيرها إذا لم تجد بعض المكونات في السوق، ما يعني أن أطفالها وأحفادها لن يتناولون ما تجود به يدا الجدّة الممتلئة بالحروق الصغيرة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الدقة الزعتر المجاعة

إقرأ أيضاً:

اليونيسف تبدأ غدا المرحلة الثالثة للتطعيم ضد شلل الأطفال شمال غزة

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن المرحلة الثالثة لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال قطاع غزة ه تبدأ بين يومي 9 و11 سبتمبر، وستتكرر تلك العملية بعد أسابيع لتنفيذ الجولة الثانية من حملة التطعيم الواسعة لحماية أكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة في غزة.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قامت اليونيسف بتطعيم نحو 160 ألف طفل في جنوب غزة في أول أيام تنفيذ الحملة في الجنوب، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 355 ألف طفل تلقوا التحصين في وسط وجنوب غزة منذ الأول من سبتمبر الحالي.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 500 فريق تطعيم منتشر الآن في جنوب غزة بما في ذلك 380 فريقا متنقلا، وذلك لضمان إعطاء اللقاح لجميع الأطفال.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك" إن 4 منشآت طبية كبرى في وسط غزة ستواصل إعطاء اللقاح خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الإجلاء الطبي للمرضى والمصابين إلى خارج قطاع غزة، ما زال متوقفا بشكل كبير منذ إغلاق معبر رفح قبل أربعة أشهر، وإن نحو 12 ألف مريض ينتظرون مغادرة غزة لتلقي الرعاية الطبية التي تشتد حاجتهم إليها".

وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من تفاقم الأزمة الصحية في غزة نتيجة محدودية الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، بالإضافة إلى شح مواد النظافة ميسورة التكلفة.

وأشار المتحدث الأممي "ستيفان دوجاريك"، إلى ارتفاع سعر الصابون في غزة في شهر يوليو بنحو 1200%، مقارنة بالعام الماضي، كما زاد سعر الشامبو بنسبة 500%.

يذكر أن شركاء الأمم المتحدة يعملون على ضمان وصول مئات الآلاف من مستلزمات النظافة إلى المحتاجين إليها، إلا أن تلك الجهود تواجه عراقيل منها الصراع النشط والقيود على الوصول وغياب النظام العام والسلامة، وأوامر الإخلاء الصادرة عن السلطات الإسرائيلية.

اقرأ أيضاًالصحة العالمية: لدينا برنامج لوصول لقاح التطعيم ضد شلل الأطفال إلى جميع الأطفال في غزة

الصحة الفلسطينية: تطعيم 161188 طفلا ضد شلل الأطفال في خان يونس ومناطق برفح

مقالات مشابهة

  • اليونيسف تبدأ غدا المرحلة الثالثة للتطعيم ضد شلل الأطفال شمال غزة
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه أزمة الجوع الأكثر مأساوية في تاريخه
  • أونروا: بعض المناطق في شمال قطاع غزة تعاني من المجاعة
  • طبيب مغربي يعود من غزة.. استقبال حار وتضامن مع أهالي القطاع- (فيديوهات)
  • طبيب مغربي يعود من غزة .. استقبال حار وتضامن مع أهالي القطاع- (فيديوهات)
  • 355 ألف طفل يتلقون التطعيم ضد شلل الأطفال وسط وجنوب غزة
  • مقتل 12 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على غزة
  • لا يهتم لمظاهرات أهالي الأسرى.. لماذا لا يريد نتنياهو اتفاقا في غزة؟
  • البيت الأبيض: 189 ألف طفل تلقوا لقاح شلل الأطفال في قطاع غزة
  • هل تنجح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة رغم العوائق الإسرائيلية؟