ساتمار يهود يرون دولة الاحتلال خطيئة (بورتريه)
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
احدى الجماعات الحسيدية اليهودية "المتصوفة" والتي ترفض وجود "دولة إسرائيل" في فلسطين، شأنها في ذلك شأن جماعة "ناطورى كارتا".
واحدة من أكبر الجماعات الحسيدية في العالم، مناهضة بشدة للصهيونية، وتؤمن بأنه "لا يجب أن تكون هناك دولة يهودية قبل ظهور المسيح المنتظر".
يتبرؤون من دولة الاحتلال ومن الصهيونية، ويعتبرون الصهيونية "أكبر خطيئة في تاريخ اليهود" وأن معتنقيها هم "أشد كفرا من الملحدين".
نشأت طائفة "ساتمار" عام 1904 في إحدى قرى رومانيا، وهاجر أتباعها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبات عددهم اليوم ما بين 200- 300 ألف نسمة.
والتيار "الحريدي"، الذي نشأ أصلا بموازاة نشوء الحركة الصهيونية بين يهود أوروبا، عارض الحركة منذ نشوئها، وعارض قيام دولة يهودية، ومر بالكثير من التحولات ومع ذلك بقيت مجموعتين، هما "الطائفة الحريدية" و"حسيدية ساتمار"، تعارضان وجود دولة الاحتلال حتى اليوم. كما عارضت أوساط حريدية أخرى إقامة دولة يهودية علمانية بوصفه "كفرا"، و"تحسبا من استخدام دولة كهذه قوتها من أجل فرض العلمانية على مواطنيها اليهود".
التشدد لدى "الحسيدين" يجعل منهم طائفة تعيش في العصور الماضية فهو يبدأ برفض كل أشكال ومظاهر الحداثة، لا هواتف محمولة، لا إنترنت، لا أجهزة حاسوب، ولا ملابس حديثة أيضا، الرجال يرتدون زي رجال الدين، بدلة سوداء وقبعة ضخمة من الفرو، والنساء يرتدين ملابس فضفاضة أشبه بملابس اليهود في شرق أوروبا خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ولا يحق للمتزوجات منهن إظهار شعرهن والأمر يصل هنا إلى حلق الشعر وارتداء نوع موحد من الشعر المستعار بحيث تبدو كل النساء بالشكل نفسه.
يعتبرون أنفسهم أولياء أيدولوجية الجمهور "الحريدي الأرثذوكسي" بأكمله، لأنهم يعارضون التغييرات في روح الحداثة، وغالبا ما يستخدمون شعار"الجديد ممنوع في التوراة".
و "الحريديم" تعني المتقون، أو الأتقياء، وهم تيار ديني، يتمسك بأصول الدين، وبالتفسير الحرفي للنص الديني، وبتطبيق الشريعة اليهودية، وبالحرص الشديد على أداء الفروض الدينية، وبالحفاظ على نمط حياة خاص، شبه منعزل عن المجتمع، وبأهمية الكيان الأسرى، وبالفصل بين الجنسين في كل المجالات: في المواصلات العامة، وفى التعليم، وفى المناسبات العامة كالأفراح، وبالتزام الحشمة في الملبس.
وهم يعتقدون أن "قيام إسرائيل بجهود بشرية تمرد على إرادة الرب".
ويصفون دول الاحتلال بأنها دولة عنصرية "تفسد التوراة"، وأنها "أسوأ من النازية، فالأولى أبادت الأجساد، لكن الصهيونية تبيد الأجساد والأرواح" بحسب ما يقولون.
وكثيرا ما خاطب زعيم جماعة "ساتمار"، زلمان لييف تييتلبيوم، أتباعه محذرا باستمرار "علينا أن نصرخ يا إلهي، يا إلهي، إلى أين وصلنا؟ لا علاقة لنا بالصهيونية، ولا علاقة لنا بحروبهم، ولا علاقة لنا بدولة إسرائيل".
أعضاء الطائفة الموجودين في فلسطين المحتلة لا يتلقون المال من دولة الاحتلال ومقرهم الرئيسي في أمريكا.
تييتلبيوم يهاجم في خطاباته الأحزاب الدينية الحريدية المتشددة التي تشارك في اللعبة الانتخابية داخل دولة الاحتلال بقوله " من يأخذ منهم الأموال ( من حكومة الاحتلال) فإنه سينفصل على مصادر القداسة، نحن نرى أنهم بذلك مستعدون لبيع التوراة وكل شيء من أجل المال، الأحزاب الحريدية التي تشارك في الحكومة ثم تأخذ الأموال من الحكومة الصهيونية ترتكب الخطايا".
ويعارض أفراد طائفة "ساتمار" أي اقتحام أو حتى الدخول العادي للأقصى، ويعتبرون كل من يقوم بذلك مخالفا لتعاليمهم الدينية، لذلك يرفضون الاعتداء على الحرم القدسي الشريف، ومن يقوم بذلك هو "مجرم ويريد سفك الدماء". بحسب معتقداتهم.
وترفض هذه الطائفة زيارة الحرم القدسي لأنه "لا مصلحة لليهود الأرثوذكس للذهاب للحرم القدسي الشريف، إذ لدينا معابدنا الخاصة، وعلى العكس لدينا الحظر الصارم للدخول إليه، ونعتبر من يقوم بذلك منبوذا من كل يهودي أرثوذكسي".
وعندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب " القدس عاصمة لإسرائيل" قال تيتلباوم: "إن ترامب لا يمتلك حق إعلان القدس عاصمة لإسرائيل. وكما لم يعترف يهود الحريديم بإعلان الرئيس الأمريكي هاري ترومان يهودية إسرائيل في عام 1948، لن يعترفوا بهذا الأمر الآن"، متابعا "القدس مدينة مقدسة ومدينة تقوى، والصهيونية لا صلة لها بالقدس".
ويقوم أتباع الطائفة بمظاهرات ونشاطات على منصات التواصل بشكل يومي ضد حرب الإبادة على قطاع غزة المتواصلة منذ تسعة أشهر، من بينها القيام بمظاهرات واعتصامات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، من خلال الاحتجاجات أمام مقر تابع للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، وكذلك في مكاتب أعضاء "الكونغرس" الذين يتلقون تمويلا من "إيباك".
وهو ما يضاعف من مخاوف اللوبي المؤيد لدولة الاحتلال في أمريكا من "أن الدعم لإسرائيل يتضاءل بين اليهود الأمريكيين".
وغالبا ما تركز هذه الطائفة عبر صفحتها على منصة "أكس" على أن " اليهودية ليست الصهيونية" وبأن "اليهودية هي دين وليست عرق" وبأن دولة الاحتلال ترتكب إبادة جماعية في غزة، مطالبة بفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية وسياسية عليها، رافعين شعارات مثل "اليهود يقولون أوقفوا الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين" و "الصهيونية إرهاب".
وكثيرا ما يتعرض أتباع هذه الطائفة للمضايقات والاعتقال في دولة الاحتلال وفي الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مواقفهم الرافضة للحرب على غزة وفضحهم طبيعة هذا الكيان وبأنه ليس دولة يهودية، وبان الصهيونية هي نقيض اليهودية.
ويبدو نشاطهم منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي لافتا ويتصاعد بشكل كبير وبدا ذلك واضحا في تواجدهم في التظاهرات الرافضة لزيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لأمريكا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه اليهودية دولة الاحتلال خطيئة اليهود خطيئة دولة الاحتلال بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال دولة یهودیة
إقرأ أيضاً:
أستاذ علاقات دولية: نتنياهو سيفشل في تنفيذ مخططه في غزة عاجلا أو آجلا
قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية إنَّ موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يختلف تمامًا عن نظيره السابق شارون في هذا التوقيت، إذ إنَّه يسعى إلى تكريث وفرض واقع جديد على الجميع، مشيرًا إلى أنَّه سيفشل في تنفيذ مخططه في غزة عاجلا أو آجلا.
صمود الشعب الفلسطينيوأضاف أستاذ العلاقات الدولية خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه خاصة داخل قطاع غزة قدم نموذجًا من الصمود والبقاء على أرضه، برغم من حجم المجازر التي ارتكبت في حقه بكل أطيافه نساء وأطفال وشيوخ، مشيرًا إلى وقوع نحو 153 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح جراء القصف والهجمات الإسرائيلية.
صمود يذهل دولة الاحتلال الإسرائيليوتابع: «مازال هناك صمود فلسطيني يذهل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن إلى متى؟! لابد أن يتحرك المجتمع الدولي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني والوقوف معه بحق خاصة في ظل وجود الكثير من المواقف الدولية المغزية في التعامل مع القضية الفلسطينية مثل قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتبار نتنياهو مجرم حرب، ومن المفترض أن يكون هناك إجماع دولي على تنفيذ مثل هكذا قرار».