"لبنان حلوة وجميلة وأنصحكم بِها..هل البلد عبارة عن قصة حب، إذا حابب تعيشها سافر للبنان الحلو بكل تفاصيله، ببحره وغاباته وجباله وشعبه، بأكله وشربه وسهراته..باختصار كل ما تفسده الحياة بداخلك تصلحه سفرة واحدة للبنان، وأنصح كل العراقيين يجوا على لبنان".الكلام لسائح عراقي نشر فيديو عبر صفحته على تطبيق تيك توك "سالم حول العالم" وهو في طريق المغادرة في مطار بيروت، بعد أن أمضى أسبوعين في ربوع لبنان.
ليس تفصيلًا أن يشهد لبنان حركة سياحة، في توقيت الحرب المشتعلة على طول الخط الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ تشرين الأول الماضي، والتي تزداد ضراوة يومًا بعد يوم، وما أعقبها من بيانات عددٍ لا يستهان به من السفارات العربية والأوروبية، بتوصية رعاياها بمغادرة لبنان وتجنّب السفر إليه. رغم ذلك يصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي بين 85 و90 طائرة يوميًّا تتعدّى نسبة إشغالها 96%، ويصل معدّل عدد الوافدين يوميًّا بحدود 14 ألف وافد، وفق ما أعلن رئيس نقابة أصحاب مكاتب السّفر والسّياحة جان عبود ، لافتًا إلى أنّ "شركة طيران الشّرق الأوسط وشركات أخرى تضع رحلات إضافيّة لاستيعاب الطّلب في وجهات عديدة"، مشيرًا إلى أنّ الحجوزات في شهرَي تمّوز وآب لا تزال في وتيرة تصاعديّة".
الرامي: الموسم مقبول تزامنًا مع الحرب جنوبًا
"لا يمكن مقارنة الموسم الحالي بالذي سبقه، وبطبيعة الحال الدورة السياحيّة في مستويات منخفضة عن تلك التي تحقّقت في صيف 2023، ولكن بالتزامن مع الحرب الدائرة جنوبًا، يمكن توصيف النشاط السياحي بالمقبول" يقول رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي في اتصال مع "لبنان 24" لافتًا إلى أنّ الموسم الحالي يعتمد على السياحة الداخليّة والمغتربين في بلدان الخليج، بغياب السياح العرب، وهناك سيّاح من جنسيات مصريّة وأردنيّة وعراقيّة ولكن بأعداد قليلة، كما يغيب السيّاح الأوروبيون بظلّ الحذر من سفارات بلدانهم "نظرًا للظروف الأمنيّة الراهنة، يمكننا القول إنّ الموسم مقبول ولكن لا يمكن وصفه بالمتفوق".
نشاط لافت سبت وأحد
تمّ افتتاح خمسين مطعمًا جديدًا هذا الموسم، ولكن في المقابل هناك مطاعم أقفلت. ويمكن توصيف الحركة السياحية في المطاعم بأنّها ما دون الوسط، ولكنّها تتفوق في عطلة نهاية الأسبوع، وفق الرامي.وبالنسبة للنشاط السياحي وتفاوته بين المناطق، يلفت إلى أنّ الحركة متدنيّة في المناطق الجنوبيّة السياحيّة كجزين وصيدا وصور، بينما تتشابه في كل من طرابلس وبيروت. وهي خفيفة إلى متوسّطة خلال الأيام الخمسة الأولى من الأسبوع، وتنشط في عطلة نهاية الأسبوع. مشيرًا إلى أنّ حركة السهرات أفضل من حركة المطاعم، أّما الملاهي فتفتح أبوابها لمدّة يومين أسبوعيًّا أو ثلاثة أيام على أبعد تقدير، علمًا أنّها كانت تفتح أبوابها طيلة أيام الأسبوع خلال الموسم الماضي.
أرقام المطار ليست مؤشّرًا سياحيًّا
الأعداد الوافدة عبر مطار بيروت لا تشكّل مؤشرًا عن حال الموسم السياحي "فليس كلّ الوافدين هم سيّاح. كما أنّ مطار بيروت يلعب اليوم دور المنفذ الجوي للوافدين ليس إلى لبنان فقط بل إلى سوريا أيضًا" يلفت الرامي، ولا يعوّل كثيّرا على تزخيم النشاط السياحي خلال شهر آب إذا استمرت الظروف الأمنيّة نفسها "هناك حرب نفسيّة وإعلاميّة فرضت نفسها على لبنان بالتزامن مع الموسم السياحي،معطوفة على عوامل داخليّة أخرى، تلقي بتبعاتها السلبيّة، وتحول دون تحقيق موسم سياحي جيد كالذي تحقق العام الماضي".
وفق بيانات المطار، بلغ عدد الوافدين إلى لبنان منذ مطلع العام وحتى نهاية حزيران الماضي مليونًا و545 ألفا و666 زائرًا، وبلغ عدد المغادرين مليونًا و452 ألفًا و996 مغادرًا. كما بلغ عدد الوافدين خلال شهر حزيران الماضي 406 آلاف و396 وافدًا، مقارنة بـ427 ألفاً و854 وافدا في حزيران 2023، بتراجع بلغت نسبته 5% فقط. بالمقابل، سجّل عدد المغادرين 300 ألف و362 مغادرًا مقارنة بـ280 ألفا و366 في الشهر ذاته من العام الماضي، بزيادة 7.13%. يشكّل السيّاح العرب حوالي 25 بالمئة من مجموع الوافدين، وفق عبود، من جنسيات أردنية ومصريّة وعراقيّة، وقد شهدت فترة عيد الأضحى قدوم بعض الخليجيّين ولا سيّما الكويتيّين.
قد يرى كثيرون تناقضًا في المشهدية اللبنانية، بما تجسّده من تقاطع بين اللهيب الميداني جنوبًا، واطلاق الموسم السياحي في معظم المناطق بعد الحملة الوطنيّة التي نظّمتها وزارة السياحة بعنوان "مشوار رايحين مشوار" فضلًا عن حفلات صيف لبنان 2024 لنجوم الصف الأول . كما أنّ المهرجانات حافظت على الحدّ الأدنى من نشاطها في عدد من المناطق، رغم ما يتطلبه عملها من تحضيرات مسبقة تزامنت مع اندلاع الحرب، وأبرز المهرجانات لهذا الموسم، مهرجان أعياد بيروت، ومهرجانات إهدنيات وجبيل والبترون وغيرهم، في حين اكتفت مهرجانات بيت الدين الدولية بسلسلة معارض فنيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
لبنان.. محاولة تفتيش حقيبة دبلوماسية للسفير الإيراني بمطار بيروت تشعل جدلا والسفير يوضح
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تقارير ومقاطع فيديو قالوا إنها للازدحام الذي حدث في مطار بيروت الدولي نتيجة لمحاولة تفتيش حقيبة دبلوماسية للسفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، الأمر الذي أثار تساؤلات وتكهنات حول الحادثة.
وأوضح السفير الإيراني في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية شبه الرسمية، قال فيها إن "الإجراء الذي قام به مسؤولو مطار بيروت كان نتيجة لعدم دراية كافية، وقد تم حل المشكلة بعد تواصل من الجانب الإيراني".
وأضاف وفقا لوكالة تسنيم: "بسبب نقص معرفة مسؤولي المطار بشأن قضية الحقيبة الدبلوماسية والتوجيهات التي تلقوها، حاولوا فتح الحقيبة الدبلوماسية. لكن، بعد تواصلنا وتدخل وزارة الخارجية اللبنانية، تم حل المشكلة وخرجت الحقيبة دون تفتيش".
وتابع: "نتيجة لهذه الإجراءات، حدث ازدحام وتأخير للمسافرين، مما تسبب في استياء العديد منهم. نحن نعتبر هذا الإجراء الذي استهدف تحديداً شركة طيران إيرانية أمراً غير مقبول، وقد اعترضنا عليه. إذا كان هناك أي إجراء يجب اتخاذه، فيجب أن يُطبق على الجميع بشكل متساوٍ".