مسجد ومركز إسلامي شيعي يعرف باسم المسجد الأزرق أو مسجد الإمام علي، بدأ بناؤه أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وافتتح عام 2000، يضم مركزا إسلاميا ينظم العديد من الأنشطة الدينية والثقافية لفائدة المسلمين في ألمانيا خاصة وأوروبا عامة.

تاريخ النشأة

عقد الإيرانيون المقيمون في هامبورغ عام 1953 اجتماعا في فندق أتلانتيك لمناقشة ضرورة بناء مسجد وإنشاء مركز إسلامي في هذه المدينة، ليكون مركزا للاجتماعات ومكانا لحل المشاكل وقضايا الحياة اليومية المختلفة للمسلمين في المنطقة.

أُرسل المقترح إلى مرتضى البروجردي، الذي كان آنذاك مرجعا للشيعة عبر العالم، فوافق على إنشاء المسجد، كما حوّل مبلغا ماليا للمساهمة في البناء.

وفي يونيو/حزيران من العام نفسه عُقد لقاء تشاوري، وانتُخب 9 أشخاص للإشراف على بناء المسجد، وكان أول عمل لهم هو جمع التبرعات وفتح حساب باسم "السكان الإيرانيين".

وفي عام 1955 عُين محمد محقيقي نشاطه ممثلا للبروجردي وإماما للمسجد، وبعد جمع التبرعات اشترى مجلس البناء في أكتوبر/تشرين الأول 1957 الأرض التي بني عليها المسجد، وكانت مساحتها 3744 مترا مربعا، وتقع قرب بحيرة ألستر.

وفي ديسمبر/كانون الأول نظم مجلس البناء مسابقة بين 3 شركات لتصميم مخطط بناء المسجد، وأرسلت التصاميم إلى مدينة قم ليختار "البروجردي" التصميم النهائي.

عُقد الاتفاق مع إحدى الشركات في 11 مارس/آذار 1960 وبدأت الاستعدادات لبناء المسجد بمساحة نحو 832 مترا مربعا.

المسجد الأزرق يستضيف الاجتماعات الدينية والثقافية (غيتي) توقف البناء

وضع حجر الأساس للمسجد وبدأت عملية البناء واستمرت حتى عام 1963 ولكنها توقفت بسبب وفاة البروجردي، وكان حينها الهيكل الخارجي للمسجد على وشك الانتهاء، حينها عاد محمد محقيقي إلى إيران وتوقفت أعمال البناء.

في عام 1965 اختير محمد بهشتي إماما للمسجد، وسارع في تشكيل مجلس بناء جديد، واختار مجلس أمناء يضم 7 أفراد هو أحدهم.

وفي الفترة بين 1966 و1967 انتهت عملية بناء الجزء الإداري داخل المسجد وجزئية تبليط الجدران الخارجية بعد استئناف المساعدات والتبرعات.

في عام 1970 عاد بهشتي إلى إيران وتولى محمد مقدم من بعده مسؤولية المسجد وإدارة المركز حتى 1992 بعد ترميمه.

انتهى تبليط القبة من الداخل عام 1989 وبناء القبو والخدمات داخله، وتركيب المعدات في قاعة المحاضرات.

انتهت عملية بناء المسجد عام 2000 وأقيم حفل افتتاحه بحضور العالم رضا الحسيني نسب، الذي بقي هناك 5 سنوات ألقى خلالها محاضرات وأدار المركز الإسلامي.

المسجد الأزرق مكون من مئذنتين ارتفاع كل واحدة 18 مترا (غيتي) التصميم

يتكون المسجد من جزأين، الجزء الرئيسي الخارجي على شكل دائرة تعلوها قبة إسمنتية مغطاة بطبقة نحاسية تحولت للون الأخضر، ارتفاعها 18 مترا وقطرها 13.5 مترا، أما الجزء الداخلي فمكون من البلاط الرخامي الأزرق ونقشت عليه آيات من سورتي الجمعة والإسراء.

للمسجد مئذنتان إسمنتيتان على جانبي القبة، رأساهما من السيراميك، ويبلغ قطر كل منهما 2.20 متر وبارتفاع 18 مترا، استمر بناء محراب المسجد عامين تقريبا، كما بنيت نافورة أمام المدخل الرئيسي للمسجد، مما أضفى شكلا جماليا على حديقته.

يوجد في الطابق الأرضي متوضأ وبعض المرافق الصحية، وغرفة مطبخ وقاعة استقبال، إضافة إلى مكتب مجلة "فجر" التي تصدر عن المركز باللغة الألمانية منذ 1982.

أنشئت قاعة محاضرات كبيرة بجوار صحن المسجد تتسع لحوالي 200 مقعد، مجهزة بنظام للترجمة الفورية، وتحتوي على صفائح مزخرفة بآية من سورة النحل مثبتة فوق منصة المحاضرات.

وبجوار قاعة المحاضرات وحدة سمعية وبصرية لاستقبال الوسائط الصوتية والمرئية أنشئت عام 1991 تتضمن خطبا وتراتيل وأدعية.

أما في الطابق الثاني فتوجد مكتبة تحتوي على 5 آلاف كتاب من مختلف المجالات الدينية والتاريخية والثقافية باللغات الفارسية والعربية والألمانية والإنجليزية، وتستخدم أحيانا في بعض الحصص التعليمية، وفي الاجتماعات الأسبوعية الصغيرة.

أهداف المركز الإسلامي

يقول القائمون على المسجد إنه بني ليكون "مركزا إسلاميا مفيدا ونشطا، ولتطوير الاتصال بين المسلمين الذين يعيشون في المنطقة الأوروبية خاصة ألمانيا، ولتعميق معرفتهم بالتعاليم الإسلامية".

أنشطة المركز

تتنوع الأنشطة في المركز بين دينية وثقافية ومنها:

عقد اجتماعات منتظمة ولقاءات في أيام المناسبات الخاصة. تنظيم اجتماعات دينية وثقافية. الفصول التعليمية (دروس قراءة القرآن، القواعد الخاصة بالنساء، التربية الإسلامية). التواصل مع المؤسسات والمراكز الإسلامية الأخرى. تنظيم رحلات مدرسية لزيارة المسجد والمركز الإسلامي. إصدار مجلة الفجر. حظر المركز الإسلامي

دهمت الشرطة الألمانية يوم 24 يوليو/تموز 2024 المسجد الأزرق ومنشآت تابعة للمركز الإسلامي بعد أن قررت السلطات حظره واتهمته بالترويج لما وصفته بـ"حكم إسلامي سلطوي"، وكانت أنشطته محور تحقيق منذ أشهر عدة للاشتباه بدعمها حزب الله اللبناني.

وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها "حظرت المركز الإسلامي في هامبورغ والمنظمات التابعة له في كل ألمانيا، لأنه منظمة إسلامية متطرفة لها أهداف مخالفة للدستور".

واتّهمت المركز بأنه "ممثّل مباشر للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية"، مشيرة إلى أنه ينشر فكر طهران "بأسلوب عدائي ومتشدد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرکز الإسلامی المسجد الأزرق بناء المسجد

إقرأ أيضاً:

دعوة السيسي لتدشين مدارس وفصول تعليمية بالمساجد تثير مخاوف مصريين

أثار طرح رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، لاستخدام المساجد في العملية التعليمية لتعويض نقص عدد المدارس والفصول، جدلا في الشارع المصري.

وخلال حفل تخرج أئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، أكد السيسي، أن أعداد المساجد أكثر من أعداد المدارس، متسائلا: "هل يمكن استخدام المساجد للعبادة والتعليم بنفس الوقت؟".

وقال: "عندنا مساجد كثيرة جدا وعدد قليل من المدارس قياسا بعدد السكان، وكان أيام النبي صلى الله عليه وسلم، يستخدمون المساجد بكل شؤون الدنيا".

وتساءل: لماذا لا نستفيد من المساجد؟، مشيرا إلى أنها تُفتح بكل صلاة 10 دقائق، ملمحا لإمكانية تعليم طلاب المدارس ببعضها، ومعربا عن رؤيته بأنه بدلا من بناء مسجد ومدرسة بشكل منفصل، يمكن بناء جامع وبداخله مدرسة.



"تساؤلات ومخاوف"
وتساءل معارضون مصريون حول دلالات حديث السيسي عن إنشاء مدارس وفصول تعليمية بالمساجد، فيما رفض متحدثون لـ"عربي21"، فكرة أن يكون هدفه تعظيم دور المسجد بالمجتمع على غرار عهد النبوة وصدر الإسلام، وتخوفوا من أن يكون هدفه السيطرة على المساجد وتقليص أدوار العبادة فيها.

وعلى الجانب الآخر، أكد مراقبون أن تفكير السيسي مادي بحت، ويهدف الاستفادة من وفرة المساجد لسد عجز المدارس والفصول الدراسية، وحث الشعب ورجال الأعمال وأحزاب الموالاة لبناء المدارس بالجهود الذاتية كما يبنون المساجد، وفي المقابل تقليص دور الدولة في تجهيز الفصول الدراسة، وتوفير مخصصات بناء المدارس ببند التعليم بالموازنة المصرية.

وتصل إجمالي مخصصات التعليم نحو 998.1 مليار جنيه بموازنة العام المالي الحالي (2024 /2025 )، تم تخصيص 565 مليار جنيه للتعليم قبل الجامعي، ومن بين بنودها إنشاء 16 ألف فصل جديد، إحلال وتجديد 13 ألف فصل.


وفي المقابل، رحب مؤيدون للنظام بفكرة السيسي، وما أطلقوا عليه "الاستغلال الأمثل للموارد المادية والبشرية" وبينها المساجد، ملمحين إلى أن الفكرة فرصة لعودة الكتاتيب وتعليم الكبار والدروس في المساجد الكبرى، وسط دعوات لتبني المجتمع المدني الفكرة.

وعن حديث السيسي عن إنشاء مدارس أو فصول بالمساجد، قال الباحث بالشؤون القانونية عباس قباري: "لا أراه من زاوية الحرص على دور المسجد المجتمعي أو توجه الدولة نحو تطبيق تجربة إسلامية شمولية كالتي تدعو إليها الجماعات الإسلامية ومنها الإخوان عبر نهوض المدارس بدور تعليمي أو توعوي".

وأضاف: "لكني أراه مزاحمة لدور المسجد ذاته، ورؤية مضيقة للمساحة المخصصة للعبادة، وضنا على الناس أن تكون كل هذه المساحات فقط للصلاة".

وتابع: "فليكن المسجد مدرسة بشكل أساسي يتم إنشائها بتبرعات وعطايا المصلين وأهل الحي، والقيام بالدور الذي ينبغي أن تقوم به الدولة في بناء المدارس وتشييد الفصول التعليمية".

وختم بالقول: "وفي هذه الوجهة المتعسفة ظلم للمسجد ورواده ونكوص عن دور الدولة في تسيير حياة الناس وتيسيرها".



"تعظيم المساجد أم خدمة التعليم؟"
وفي تعليقه، قال الأكاديمي الأزهري الدكتور محمد أحمد عزب: "تلقيت كما تلقى غيري مقترح تطوير المساجد لتؤدي دورا مساعدا للمدارس في العملية التعليمية، باندهاش بالغ".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "الحق أننا في سياق الوضع التعليمي الذي آل إليه قطاع التعليم في مصر، أصبحنا نبحث عن قشور وحبال بالية نطنطن بها لندلل على الاهتمام بالتعليم".

وتساءل: "المساجد عاجزة عن الوفاء بدورها الديني وهو الأساس، فكيف يمكنها أن تقوم بدور تكميلي في العملية التعليمية؟".

ويرى عزب، أن "مقترح تطوير دور المساجد، يشبه لحد كبير تغافلنا عن الإضرار بحقنا التاريخي في  المياه، وتوجيه الموارد لتحلية المياه، وهو مقترح لا يحقق أقل القليل مما سينفق عليه".

ويعتقد أن "المطالبة بأن تكون المساجد كذلك هو تحويل لها عن مسارها، ونزع سلطتها الدينية لتتحول لمقار خدمية، ومن ثم تضفي شرعية على مخرجات تعليمية ومظاهر لا يزال المجتمع يرفضها أو ينظر لها بريب".


ومضى يوضح أن "العملية التعليمة تحتاج نفس الجهد الذي اتخذ في تشييد الكباري، ونفس الهمة في إنشاء المونوريل، ونفس التصميم والإنفاق الذي وضع في العاصمة، ونفس التحدي الذي عُمرت به صحراء العلمين".

وختم بالقول: "وقتها سنجد التعليم الذي يتهافت العالم على رؤيته، عوضا عن تحويل المساجد لأداء ما تعجز عنه".

"نسبة المساجد وعدد المدارس"
ويصل إجمالي عدد المساجد في مصر 151.194 مسجدا، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عام 2024، منها 3450 مسجدا بالعاصمة القاهرة.

وفي المقابل، فإن عدد المدارس يصل إلى 27 ألف مدرسة، بحسب حديث إعلامي لنائب وزير التعليم أيمن بهاء الدين، 5 أيلول/ سبتمبر 2024.

 وفي تعليقه على حديث السيسي، قال الناشط السياسي المصري الدكتور يحيى غنيم: "هو رجل يهذي، وفقط يريد أن يبرر سطوة الجيش على الأئمة وتحويلهم إلى مخبرين من خريجي المخابرات الحربية"، مضيفا في حديثه لـ"عربي21"، أنه "عدو للمساجد وللمصلين ولكل ما له علاقة بالإسلام".

وعن مخاوف البعض من أن تكون هناك خطة يدبرها رأس النظام بشأن المساجد آخر ما تبقى لشعائر المسلمين، كما انتهى سابقا دور الكتاتيب وتجري الآن الحرب على التعليم الأزهري، قال غنيم، إنه "لو استطاع لأغلقها، ولكنه عطلها عن أداء مهمتها، وسلط على الأوقاف والأزهر والدعوة بعض القوم".

ولم يتفق غنيم، مع نظرة البعض لفكرة السيسي، بأنها مادية بحتة تهدف لدفع الناس والأحزاب الموالية له ببناء الفصول وتجهيزها في المساجد وعدم تكلفة ميزانية الدولة بناء مدارس جديدة، وقال: "هو لا يهمه تعليم؛ بل يهم العسكر جميعا تجهيل الشعب، وهم يعملون على ذلك منذ 1952".


"الخطاب الديني وتخريج الأئمة"
وفي السياق، وخلال لقاء تخريج وتأهيل دفعة جديدة من الأئمة، ضمت 550 إماما مدة 24 أسبوعا، دعا السيسي، مجددا لتجديد الخطاب الديني، مؤكدا أنه وجه وزارة الأوقاف، ومؤسسات الدولة الوطنية، ومنها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبى لصقل مهارات الأئمة.

ومنذ كانون الثاني/ يناير 2015، يواصل السيسي الدعوة لتغيير الخطاب الديني، في الوقت الذي يرفض فيه الأزهر بعض توجهاته في هذا الإطار، إلا أنه يسمح لبعض برامج الفضائيات المصرية أو التي تبث من القاهرة بتوجيه الانتقادات للشريعة الإسلامية والتشكيك في بعض الثوابت وإهانة بعض قادة ورموز التاريخ والفقه الإسلامي.

ويلاقي تدريب أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية رفض المعارضين الإسلاميين، الذين أعربوا عن مخاوفهم من تغيير فكر الأئمة والمسؤولين عن الدعوة والخطابة في مصر مستقبلا، بما يخالف أصول وقواعد الشريعة الإسلامية.

وفي ظل توجيه السيسي، باستخدام المساجد في العملية التعليمية يواجه التعليم الأزهري والأزهر الشريف، ضغوطا من قبل علمانيين ويساريين مصريين، يتهمون مناهج الأزهر من بداية التعليم الإبتدائي الأزهري حتى التخرج من جامعة الأزهر بتغذية الإرهاب.



"أزمة ثقة"
ويتزامن حديث السيسي، مع أزمة ثقة بين الأهالي ووزارة التعليم مع تعيين وزير التعليم الحالي محمد عبداللطيف، 3 تموز/ يوليو الماضي، في قرار تفجرت معه أزمة تزوير شهادته للدكتوراة والماجستير وشهادته الجامعية.


والثلاثاء، الماضي أقام نحو 15 محاميا عضوا بمجلس النقابة العامة وبينهم سياسيين وشخصيات عامة، دعوى بمحكمة القضاء الإداري بالقاهرة، تطالب بعزل وزير التعليم.

إلا أن مقيم الدعوى المحامي عمرو عبدالسلام، فجر جدلا آخر بإعلانه عن وصول تهديدات من أسرة الوزير لمقيمي الدعوى، ما زاد من حالة الغضب بين جموع المحامين، وسط تزايد المطالبات بعزل الوزير.



وقال الكاتب عمار على حسن: "كل يوم يبقى فيه وزير التربية والتعليم بمنصبه إهانة للشعب، ووصمة عار في جبين هذا العهد، وبرهان دامغ على أن أي حديث عن تطوير أو تحديث أو نهضة أو بناء، هو محض تسلية للموهومين، وتسرية للمخدوعين".



"الأزمة أكبر"
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد مدير إحدى المدارس أن "أزمة التعليم في مصر أكبر بكثير من الحديث عن فصول ومدارس تتحملها المساجد"، مبينا أن "العجز كبير بين المدرسين، والإداريين، ولا تنتظم العملية التعليمية بشكل كامل ويحدث الخلل دائما ولا نجد مدرسين لسد العجز والغياب والمرضي".

ولفت إلى أن "نظام التقييم المعمول به والامتحانات الشهرية تشت تركيز المدرس قبل الطلاب، وأصبح المعلم لا يهتم بالشرح قدر اهتمامه بعمل التقييم وبتنفيذ الامتحانات الشهرية لمدة أسبوع كل شهر، ما يدفع بالطلاب إلى السناتر والدروس الخصوصية لتعويض نقص الشرح في المدرسة".

"تعظيم لدور المسجد"
المفكر والأكاديمي المصري الدكتور خالد فهمي، قال لـ"عربي21": "بالرجوع إلى تاريخنا فمصطلح المسجد في تراث العرب والمسلمين يساوي تماما مصطلح المدرسة، وأضرب هنا مثالين على دولتين عريقتين في عالمنا الإسلامي واحدة من الدول العربية وهي مصر وواحدة من الدول التي تسمى دول الأعاجم وهي تركيا".

أستاذ اللغة العربية والعلوم اللغوية بجامعة المنوفية، أوضح أنه "إلى الآن النظام التعليمي التركي والآثار التركية يستعملون مصطلحين المصطلح الوارد من الفرنسية (ليكول) وهي المدرسة الحديثة التي نشأت في ظل الأنظمة السياسية والتعليمية الحديثة بعد الثلث الأول من القرن العشرين، ولديهم أيضا في النظام التعليمي والثقافي والآثاري مصطلح مدرسة، والذين يزورون إسطنبول وغيرها سيجدون بعض الأماكن والآثار".


وأضاف: "نظرا  إلى أن المسجد له أخلاقيات حاكمة فعندما يتحول إلى مدرسة أو يستعمل كمدرسة فالروح الواجبة من تعظيم المسجد أتصور أنها ستنسحب فينشأ جيل من الأولاد يعظمون المسجد وينشأ جيل من الأولاد متأثرين بعظمة المسجد منضبطين أخلاقيا فيما أتصور".

وتساءل: "ما المانع من أن نستفيد من وفرة المساجد، والذين يطالعون تجربة الدول التي عانت اقتصاديا لإنقاذ التعليم كألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية يجدهم استعملوا كل شيء الحدائق العامة والأماكن المهدمة".

ويعتقد فهمي، أن "وفرة المساجد يمكنها أن تسهم مع هيئة الأبنية التعليمية في توفير المدراس، وأتصور أن هذا قد يؤدي إلى العناية المعمارية بالمدرسة المسجد أو المسجد المدرسة، بحيث يكون في المستقبل القريب المبنى الواحد مزدوج الوظيفة، يعني نصنع مسجدا ملحق بمدرسة أو مدرسة ملحق بها مسجد أو مسجد مصمم على هيئة القيام بالدورين".

وعن رؤية البعض أن الدولة تسعى للتهرب من بناء المدارس، قال: "لا أحب اتهام النظام، ولا أظن أنه يملك هذا، ولا يقدر عليه، ولا أتصور أن أي نظام لديه قدر ضئيل من الرشد السياسي أن يترك هذا الأمر للعشوائية وإلا ستكون العواقب صعبة".

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء فرنسا يدين مقتل مصل في مسجد والشرطة تطارد الجاني
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: ‏المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية
  • حبس مهندسة و3 آخرين لاتهامهم بالتزوير والتلاعب في تراخيص البناء بالمنيا
  • مقتل مُصلٍّ في مسجد بـ”لاغراند كومب”.. المسجد الكبير بباريس يدين ويستنكر
  • دعوة السيسي لتدشين مدارس وفصول تعليمية بالمساجد تثير مخاوف مصريين
  • إعلام فرنسي: مقتل أحد المصلين طعنًا على يد مصل آخر داخل مسجد
  • وفاة أحد المصلين طعنا داخل مسجد جنوبي فرنسا
  • محافظ الشرقية يفتتح مسجد الرحمة بأبو كبير بتكلفة 10ملايين جنيه
  • وكيل أوقاف كفر الشيخ: افتتاح مسجد العاطل بـ فوة.. صور
  • "التحالف الإسلامي" برنامج بناء القدرات البشرية لمحاربة الإرهاب