لبنان ٢٤:
2025-01-31@16:02:12 GMT

كلام موجع...ولكنه حقيقي

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

كلام موجع...ولكنه حقيقي

في حمأة المعلومات المتضاربة عن تطور الوضع الجنوبي نحو الأسوأ قرّر صديق لي السفر إلى لبنان في الوقت، الذي كانت فيه وزارة الخارجية الكندية تحذّر الكنديين، وبالأخص من هم من أصل لبناني، من خطورة السفر إلى لبنان، وتنصح من هم فيه بمغادرته فورًا. وهكذا فعل الكثيرون من المغتربين اللبنانيين، ليس من كندا فقط، بل من كل أصقاع الأرض، حيث ينتشر اللبنانيون، وقد وصلت أعداد الذين لم ترهبهم التهديدات الاسرائيلية، ولم تردعهم تحذيرات الدول التي يعيشون فيها إلى ما يقارب الأعداد التي كانت تقصد هذا البلد الفريد من نوعه يوم لم يكن مهدّدًا أمنيًا لا من إسرائيل ولا من غيرها.


صديقي قصد لبنان قبل شهر من الآن متكلًا على ربه، ويأخذ بيده حبه المطلق لبلده الأم، الذي أقسم أن يزوره مرة على الأقل كل سنة، وقد عاد بالأمس إلى مونتريال، وهو أمضى في الربوع اللبنانية أجمل شهر في حياته، بحسب تعبيره.
ويخبر جميع الذين يسألونه بدافع الاطمئنان عن الوضع في بلاد الارز، فيجيبهم بأن اللبنانيين يعيشون في أفضل حال على رغم ما يسمعونه يوميًا من أخبار عن احتمال توجيه اسرائيل ضربة واسعة لكل لبنان وليس للجنوب والبقاع فقط، وعلى رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تطال الجميع بحدود متفاوتة، وإن كان القلق على المستقبل هو القاسم المشترك بين جميع أبناء الوطن، الذي انهكته المماحكات السياسية وخلافات أهل البيت الواحد، التي لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، على رغم أن هؤلاء يجمعون على أن إتمام هذا الاستحقاق هو المدخل التلقائي لبداية طبيعية لحّل المشاكل العالقة و"فكفكة" العقد المستعصية ووضع البلاد على سكّة التعافي الاقتصادي، الذي طال انتظاره.
لكن ما هو مخيف في كلام صديقي العائد للتو من بلد الاصطياف بامتياز قوله إن المعيشة في لبنان صعبة جدًّا بالنسبة إلى اللبنانيين، الذين لا يتقاضون رواتبهم بـ "الفريش دولار"، وهم الأغلبية. فأسعار السلع الاستهلاكية نار، وهي "تأكل" أخضر المعاشات ويابسها حتى قبل أن يبدأ الشهر، مع ما يلوح في الأفق من أزمات ستبدأ بالظهور تباعًا عندما يحين وقت دخول التلامذة إلى المدارس والطلاب إلى الجامعات، حيث يُقال على ذمّة الرواة إن الأقساط المدرسية ستتضاعف، أي أن الوالد الذي لديه ولدان في الصفوف الابتدائية يتوجب عليه أن يدفع سنويًا عن كل ولد ما يناهز الخمسة الآف دولار عدًّا ونقدًا، أي ما مجموعه عشرة الآف ما عدا الغلط بالعدّ والسهو، وذلك قبل الحديث عن المأكل والمشرب والمسكن، ناهيك عن الفاتورة الاستشفائية والطبية، التي يطيل الكلام عنها بما يوجع أكثر من المرض بحدّ ذاته، حتى أن معظم اللبنانيين يفضّلون عدم الذهاب إلى الطبيب للمعاينة لأن كلفة المعاينة أو ثمن الدواء غير متوافرين، وإن صودف أن توافرا فيُتركان لأمور أكثر حاجة.
ويختصر صديقي كلامه بما يزيد الهمّ همًّا بقوله إن لبنان هو للميسورين فقط أو للسياح المغتربين، الذين يقصدونه مرّة كل سنة على ما تقوله السيدة فيروز، ويصرفون فيه خلال شهر ما أدخروه على مدى سنة. أما الذين "على قدّ حالهم" من اللبنانيين فيجهدون للعيش كل يوم بيومه، وهم يردّدون الصلاة الربانية "أعطنا خبزنا كفاف يومنا"، و"أصرف ما تيسّر في الجيب يأتيك ما في الغيب"، وهكذا دواليك حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

"ديب سيك"... تهديد صيني حقيقي لعمالقة الذكاء الاصطناعي الأمريكيين؟

شهد عالم الذكاء الاصطناعي مؤخرًا دخول منافس جديد بقوة على الساحة، وهو روبوت المحادثة الصيني "ديب سيك-آر1" (DeepSeek-R1)، الذي أطلقته شركة صينية ناشئة تحمل الاسم نفسه. تمكن هذا التطبيق، خلال أيام فقط من إطلاقه في 20 يناير 2025، من تجاوز المنافسين الأمريكيين مثل ChatGPT (أوبن إيه.آي) وGemini (جوجل) ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا على متجر آبل.

هل يمثل هذا التطور تهديدًا حقيقيًا لكبار الشركات الأمريكية؟ وهل يمكن أن يُعيد "ديب سيك" تشكيل خريطة المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي؟

النجاح السريع والمفاجئ

يعود سبب الضجة التي أثارها "ديب سيك" إلى أدائه القوي وتكلفته المنخفضة مقارنة بالمنافسين الأمريكيين. ووفقًا لموقع "بانديلي" الصيني المتخصص، فقد تصدر التطبيق قائمة أكثر التطبيقات المجانية تحميلًا في كل من النسخة الأمريكية والصينية من متجر آبل في 27 يناير، وهو إنجاز غير مسبوق لشركة صينية ناشئة في هذا المجال.

أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاح "ديب سيك" هو تركيزه على المهندسين المحليين بدلًا من الاعتماد على المواهب الأجنبية، كما تفعل بعض الشركات الصينية الأخرى. ويقول غوانغيو تشياو-فرانكو، الخبير في التكنولوجيات الناشئة بجامعة رادبود الهولندية:

"بدلًا من البحث عن المواهب في الخارج، تركز ديب سيك على المهندسين الشباب المتخرجين حديثًا من الجامعات الصينية، مما يمنحها ميزة تنافسية من حيث التكلفة والكفاءة".

تكلفة أقل وفعالية أكبر

وفقًا لتقرير نشرته الشركة الصينية، فإن تكلفة تدريب نموذج ديب سيك-آر1 بلغت 5.6 مليون دولار فقط، مقارنة بمئات المليارات من الدولارات التي تنفقها شركات وادي السيليكون مثل أوبن إيه.آي وجوجل.

ماريو كرين، مدير الأبحاث في معهد ماكس بلانك بألمانيا، أشار إلى أن هذه التكلفة المنخفضة قد تعود إلى استخدام "ديب سيك" تقنيات مختلفة لتقليل الحاجة إلى الإشراف البشري المكلف أثناء تدريب النموذج. كما أن الشركة توفر نموذجها بشكل مفتوح المصدر، مما يمنح المطورين والمستخدمين فرصة لتعديله بحرية، على عكس النماذج المغلقة مثل ChatGPT وGemini.

وقد علق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه.آي، على نجاح "ديب سيك" بقوله:

"نموذج آر1 مذهل، خاصة بالنظر إلى ما يقدمه مقابل السعر. ولكننا لا نزال نؤمن بأن القدرة الحاسوبية الأكبر ستظل العامل الأساسي في نجاح نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية".

التأثير الاقتصادي والمنافسة المحتدمة

يبدو أن نجاح "ديب سيك" لم يقتصر فقط على جذب المستخدمين، بل كان له أيضًا تأثير فوري على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في وادي السيليكون. فقد شهدت أسهم كل من مايكروسوفت، جوجل، ميتا، وإنفيديا انخفاضًا ملحوظًا بعد الإعلان عن تقدم التطبيق الصيني، حيث خسرت إنفيديا وحدها أكثر من 12% من قيمتها السوقية في بداية الأسبوع.

المحلل المالي ألكسندر باراديز من شركة IG France علق على هذا التطور قائلًا:

"قد يكون لديب سيك تأثير هائل على النموذج الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في أمريكا الشمالية، خاصة وأن الشركات الكبرى تعتمد على فرض رسوم مرتفعة لتغطية تكاليفها الهائلة، بينما يقدم المنافس الصيني بديلًا أقل تكلفة وفعالًا".

الذكاء الاصطناعي والمنافسة الجيوسياسية

لا يمكن فصل نجاح "ديب سيك" عن السياق السياسي والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة. فبينما تحاول واشنطن فرض قيود على تصدير التقنيات المتقدمة إلى الصين، يثبت نجاح "ديب سيك" أن بكين قادرة على تطوير تقنياتها الخاصة رغم هذه القيود.

يقول يان لو كون، كبير الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي في "ميتا":

"نجاح ديب سيك هو دليل على تفوق نماذج المصدر المفتوح على نماذج الذكاء الاصطناعي المغلقة التي تهيمن عليها الشركات الأمريكية".

من جانب آخر، يبدو أن الحكومة الصينية تستغل نجاح "ديب سيك" لتعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي. فمؤسس الشركة، ليانغ وينفينغ، كان الرئيس التنفيذي الوحيد لشركات الذكاء الاصطناعي المدعو لحضور اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني في 20 يناير، مما يعكس اهتمام الحكومة بدعم وتطوير هذه التقنيات.

عقبات وتحديات مستقبلية

رغم نجاح "ديب سيك"، فإن التحديات لا تزال قائمة، خاصة فيما يتعلق برقابة الحكومة الصينية على المحتوى. فقد لاحظ مستخدمون أن الروبوت يتجنب الإجابة عن أسئلة تتعلق بالأحداث السياسية الحساسة، مثل احتجاجات ميدان تيانانمن أو وضع تايوان، حيث يرد بعبارات مثل:

"أنا مساعد ذكاء اصطناعي مصمم لتقديم إجابات مفيدة وغير مؤذية".

وهذا قد يشكل عائقًا أمام انتشار التطبيق عالميًا، حيث أن المستخدمين في الدول الغربية قد ينظرون إلى هذه الرقابة بعين الريبة.

هل "ديب سيك" هو المستقبل؟

بفضل مزيج من التكنولوجيا المتقدمة والتكلفة المنخفضة والمصدر المفتوح، نجح "ديب سيك" في إحداث زلزال في قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي خلال فترة قصيرة. ولكن يبقى السؤال: هل سيتمكن من الاستمرار في هذا الزخم ومنافسة عمالقة وادي السيليكون على المدى الطويل؟

يرى بعض المحللين أن "ديب سيك" قد يكون مجرد بداية لموجة جديدة من الابتكارات الصينية التي ستغير قواعد اللعبة في سوق الذكاء الاصطناعي، بينما يرى آخرون أن قيود الرقابة الصينية قد تحد من انتشاره عالميًا.

في كل الأحوال، من الواضح أن "ديب سيك" قد فتح الباب أمام مرحلة جديدة من المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية في هذا المجال أمرًا مسلمًا به.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب
  • كلام مواقع.. بتروجت يعلن مفاجأة بشأن انتقال رشاد المتولي للأهلي
  • النائب فرنجية بحث مع وفد مجلس التنفيذيين اللبنانيين أهمية مشاريع التحوّل الرّقمي
  • بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
  • العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه على أرزاق المواطنين اللبنانيين.. هذا ما فعله جنوبا
  • معرض بغداد الدولي.. استثمار حقيقي أم دعاية إعلامية؟
  • "ديب سيك"... تهديد صيني حقيقي لعمالقة الذكاء الاصطناعي الأمريكيين؟
  • كلام عن مذكرة توقيف بحق علي حجازي.. ما القصة؟
  • سياسة الزواريب وتناتش الحصص..عون يحذر اللبنانيين من المناكفات والمصالح الضيقة
  • مواكب العار.. الكتائب: نرفض ترهيب اللبنانيين في المناطق الآمنة