لبنان ٢٤:
2024-09-08@08:38:21 GMT

كلام موجع...ولكنه حقيقي

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

كلام موجع...ولكنه حقيقي

في حمأة المعلومات المتضاربة عن تطور الوضع الجنوبي نحو الأسوأ قرّر صديق لي السفر إلى لبنان في الوقت، الذي كانت فيه وزارة الخارجية الكندية تحذّر الكنديين، وبالأخص من هم من أصل لبناني، من خطورة السفر إلى لبنان، وتنصح من هم فيه بمغادرته فورًا. وهكذا فعل الكثيرون من المغتربين اللبنانيين، ليس من كندا فقط، بل من كل أصقاع الأرض، حيث ينتشر اللبنانيون، وقد وصلت أعداد الذين لم ترهبهم التهديدات الاسرائيلية، ولم تردعهم تحذيرات الدول التي يعيشون فيها إلى ما يقارب الأعداد التي كانت تقصد هذا البلد الفريد من نوعه يوم لم يكن مهدّدًا أمنيًا لا من إسرائيل ولا من غيرها.


صديقي قصد لبنان قبل شهر من الآن متكلًا على ربه، ويأخذ بيده حبه المطلق لبلده الأم، الذي أقسم أن يزوره مرة على الأقل كل سنة، وقد عاد بالأمس إلى مونتريال، وهو أمضى في الربوع اللبنانية أجمل شهر في حياته، بحسب تعبيره.
ويخبر جميع الذين يسألونه بدافع الاطمئنان عن الوضع في بلاد الارز، فيجيبهم بأن اللبنانيين يعيشون في أفضل حال على رغم ما يسمعونه يوميًا من أخبار عن احتمال توجيه اسرائيل ضربة واسعة لكل لبنان وليس للجنوب والبقاع فقط، وعلى رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تطال الجميع بحدود متفاوتة، وإن كان القلق على المستقبل هو القاسم المشترك بين جميع أبناء الوطن، الذي انهكته المماحكات السياسية وخلافات أهل البيت الواحد، التي لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، على رغم أن هؤلاء يجمعون على أن إتمام هذا الاستحقاق هو المدخل التلقائي لبداية طبيعية لحّل المشاكل العالقة و"فكفكة" العقد المستعصية ووضع البلاد على سكّة التعافي الاقتصادي، الذي طال انتظاره.
لكن ما هو مخيف في كلام صديقي العائد للتو من بلد الاصطياف بامتياز قوله إن المعيشة في لبنان صعبة جدًّا بالنسبة إلى اللبنانيين، الذين لا يتقاضون رواتبهم بـ "الفريش دولار"، وهم الأغلبية. فأسعار السلع الاستهلاكية نار، وهي "تأكل" أخضر المعاشات ويابسها حتى قبل أن يبدأ الشهر، مع ما يلوح في الأفق من أزمات ستبدأ بالظهور تباعًا عندما يحين وقت دخول التلامذة إلى المدارس والطلاب إلى الجامعات، حيث يُقال على ذمّة الرواة إن الأقساط المدرسية ستتضاعف، أي أن الوالد الذي لديه ولدان في الصفوف الابتدائية يتوجب عليه أن يدفع سنويًا عن كل ولد ما يناهز الخمسة الآف دولار عدًّا ونقدًا، أي ما مجموعه عشرة الآف ما عدا الغلط بالعدّ والسهو، وذلك قبل الحديث عن المأكل والمشرب والمسكن، ناهيك عن الفاتورة الاستشفائية والطبية، التي يطيل الكلام عنها بما يوجع أكثر من المرض بحدّ ذاته، حتى أن معظم اللبنانيين يفضّلون عدم الذهاب إلى الطبيب للمعاينة لأن كلفة المعاينة أو ثمن الدواء غير متوافرين، وإن صودف أن توافرا فيُتركان لأمور أكثر حاجة.
ويختصر صديقي كلامه بما يزيد الهمّ همًّا بقوله إن لبنان هو للميسورين فقط أو للسياح المغتربين، الذين يقصدونه مرّة كل سنة على ما تقوله السيدة فيروز، ويصرفون فيه خلال شهر ما أدخروه على مدى سنة. أما الذين "على قدّ حالهم" من اللبنانيين فيجهدون للعيش كل يوم بيومه، وهم يردّدون الصلاة الربانية "أعطنا خبزنا كفاف يومنا"، و"أصرف ما تيسّر في الجيب يأتيك ما في الغيب"، وهكذا دواليك حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: سكان غزة يشكلون 80% من البشر الذين يعانون من الجوع

سرايا - اتهم مايكل فخري، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، الاحتلال بتنفيذ "حملة تجويع" ضد الفلسطينيين خلال الحرب في غزة، وهو اتهام ينفيه الاحتلال بشدة.

وأشار فخري في تقرير أصدره هذا الأسبوع إلى أن الحملة بدأت بعد يومين من 7 أكتوبر.

وأوضح أن عدوان الاحتلال منع وصول المواد الغذائية والمياه والوقود وغيرها من الإمدادات إلى غزة.

وردّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذه الاتهامات بوصفها "كذبا فاضحا"، قائلاً في مؤتمر صحفي: "سياسة تجويع متعمدة؟ يمكنك أن تقول أي شيء لكن هذا لا يجعله حقيقة".

وبعد ضغوط دولية، وخاصة من الولايات المتحدة، فتحت حكومة نتنياهو تدريجيا بعض المعابر الحدودية لتسليم شحنات المساعدات تحت سيطرة مشددة.

ولفت فخري إلى أن هذه المساعدات المحدودة كانت تتجه بشكل رئيسي إلى جنوب ووسط غزة، وليس إلى الشمال، حيث أمر الاحتلال الفلسطينيين بالتوجه.

أزمة إنسانية متفاقمة وأشار فخري، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة أوريغون والمكلف من قبل مجلس حقوق الإنسان كمحقق خاص بشأن الحق في الغذاء، إلى أنه "بحلول ديسمبر، شكل الفلسطينيون في غزة 80% من سكان العالم الذين يعانون من المجاعة أو الجوع الكارثي".

وأضاف: "لم يحدث في تاريخ ما بعد الحرب أن أُجبر السكان على الجوع بهذه السرعة وبشكل شامل كما حدث لـ 2.3 مليون فلسطيني في غزة".

خلفية تاريخية وفي تقريره المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار فخري إلى أن سياسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين تعود إلى 76 عامًا منذ استقلالها وتشريد الفلسطينيين.

وذكر أن الاحتلال استخدمت منذ ذلك الحين "مجموعة كاملة من تقنيات الجوع والتجويع"، مما أدى إلى معاناة إنسانية هائلة بين سكان غزة.


إقرأ أيضاً : لبيد: علينا إبرام صفقة وإنهاء الحربإقرأ أيضاً : “حزب الله” يقصف مواقع عسكرية إسرائيلية بصواريخ “كاتيوشا” والاحتلال يرصد سقوط 30 صاروخًا في الجليل الأعلىإقرأ أيضاً : كيف قتلت المتضامنة الأميركية بالضفة .. نتائج تشريح الجثة

مقالات مشابهة

  • من هم الذين يريدون انهاء دور القضاء العراقي؟
  • خالد ناجح يكتب: كلام مصري
  • ارذلوني وانبذوني.. كلام لافت من باسيل لمناصريه!
  • هام حول الناخبين الذين لم يعثروا على أسمائهم في القوائم
  • مدير الاستخبارات الأميركية: كان هناك خطر حقيقي من الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية في خريف 2022
  • الأمم المتحدة: سكان غزة يشكلون 80% من البشر الذين يعانون من الجوع
  • فيديو سرقة سيدة في وضح النهار يشعل غضب اللبنانيين
  • إذا انتهت الحرب.. هل ينجح لودريان في حثّ اللبنانيين على انتخاب رئيسٍ؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: "ياليتنا نبطل كلام" ومانبطلش نحلم !!
  • حماس تدعو واشنطن لـممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار