لبنان ٢٤:
2024-11-23@19:00:16 GMT

كلام موجع...ولكنه حقيقي

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

كلام موجع...ولكنه حقيقي

في حمأة المعلومات المتضاربة عن تطور الوضع الجنوبي نحو الأسوأ قرّر صديق لي السفر إلى لبنان في الوقت، الذي كانت فيه وزارة الخارجية الكندية تحذّر الكنديين، وبالأخص من هم من أصل لبناني، من خطورة السفر إلى لبنان، وتنصح من هم فيه بمغادرته فورًا. وهكذا فعل الكثيرون من المغتربين اللبنانيين، ليس من كندا فقط، بل من كل أصقاع الأرض، حيث ينتشر اللبنانيون، وقد وصلت أعداد الذين لم ترهبهم التهديدات الاسرائيلية، ولم تردعهم تحذيرات الدول التي يعيشون فيها إلى ما يقارب الأعداد التي كانت تقصد هذا البلد الفريد من نوعه يوم لم يكن مهدّدًا أمنيًا لا من إسرائيل ولا من غيرها.


صديقي قصد لبنان قبل شهر من الآن متكلًا على ربه، ويأخذ بيده حبه المطلق لبلده الأم، الذي أقسم أن يزوره مرة على الأقل كل سنة، وقد عاد بالأمس إلى مونتريال، وهو أمضى في الربوع اللبنانية أجمل شهر في حياته، بحسب تعبيره.
ويخبر جميع الذين يسألونه بدافع الاطمئنان عن الوضع في بلاد الارز، فيجيبهم بأن اللبنانيين يعيشون في أفضل حال على رغم ما يسمعونه يوميًا من أخبار عن احتمال توجيه اسرائيل ضربة واسعة لكل لبنان وليس للجنوب والبقاع فقط، وعلى رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تطال الجميع بحدود متفاوتة، وإن كان القلق على المستقبل هو القاسم المشترك بين جميع أبناء الوطن، الذي انهكته المماحكات السياسية وخلافات أهل البيت الواحد، التي لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، على رغم أن هؤلاء يجمعون على أن إتمام هذا الاستحقاق هو المدخل التلقائي لبداية طبيعية لحّل المشاكل العالقة و"فكفكة" العقد المستعصية ووضع البلاد على سكّة التعافي الاقتصادي، الذي طال انتظاره.
لكن ما هو مخيف في كلام صديقي العائد للتو من بلد الاصطياف بامتياز قوله إن المعيشة في لبنان صعبة جدًّا بالنسبة إلى اللبنانيين، الذين لا يتقاضون رواتبهم بـ "الفريش دولار"، وهم الأغلبية. فأسعار السلع الاستهلاكية نار، وهي "تأكل" أخضر المعاشات ويابسها حتى قبل أن يبدأ الشهر، مع ما يلوح في الأفق من أزمات ستبدأ بالظهور تباعًا عندما يحين وقت دخول التلامذة إلى المدارس والطلاب إلى الجامعات، حيث يُقال على ذمّة الرواة إن الأقساط المدرسية ستتضاعف، أي أن الوالد الذي لديه ولدان في الصفوف الابتدائية يتوجب عليه أن يدفع سنويًا عن كل ولد ما يناهز الخمسة الآف دولار عدًّا ونقدًا، أي ما مجموعه عشرة الآف ما عدا الغلط بالعدّ والسهو، وذلك قبل الحديث عن المأكل والمشرب والمسكن، ناهيك عن الفاتورة الاستشفائية والطبية، التي يطيل الكلام عنها بما يوجع أكثر من المرض بحدّ ذاته، حتى أن معظم اللبنانيين يفضّلون عدم الذهاب إلى الطبيب للمعاينة لأن كلفة المعاينة أو ثمن الدواء غير متوافرين، وإن صودف أن توافرا فيُتركان لأمور أكثر حاجة.
ويختصر صديقي كلامه بما يزيد الهمّ همًّا بقوله إن لبنان هو للميسورين فقط أو للسياح المغتربين، الذين يقصدونه مرّة كل سنة على ما تقوله السيدة فيروز، ويصرفون فيه خلال شهر ما أدخروه على مدى سنة. أما الذين "على قدّ حالهم" من اللبنانيين فيجهدون للعيش كل يوم بيومه، وهم يردّدون الصلاة الربانية "أعطنا خبزنا كفاف يومنا"، و"أصرف ما تيسّر في الجيب يأتيك ما في الغيب"، وهكذا دواليك حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

السنيورة: العودة إلى “نحن انتصرنا” استخفاف بعقول اللبنانيين ومصالحهم ومستقبلهم

لبنان – صرح رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة بأن لبنان أصبح يفتقد شبكة الأمان العربية التي كانت لديه في العام 2006، مؤكدا أن العودة إلى “نحن انتصرنا” استخفاف بعقول اللبنانيين.

وشدد السنيورة في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية، على أن حال الإنكار التي يعيشها البعض يجب أن تصل إلى نهايتها.

ووصف الوضع الحالي في لبنان “بأنه أخطر مما كان عليه في 2006″، داعيا حزب الله إلى استخلاص العبر لكي يعود حزبا سياسيا فقط له الحق في أن يمارس عمله السياسي وأن يدافع عن وجهة نظره من خلال مؤسساتنا الديمقراطية.

وأفاد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق بأن الإصرار على أن يستمر بسلاحه لن يؤدي إلا للمزيد من الأضرار باللبنانيين.

وانتقد السردية التي اعتمدها حزب الله بأنه يؤمّن الردع في مواجهة إسرائيل ويؤمّن الحماية للبنان، مشيرا إلى أنه في المحصلة ثبت أنه لم يتمكن من الردع ولا في حماية لبنان ولا حتى حماية نفسه، وهذا يظهر واضحا من خلال ما جرى عام 2006.

وذكر أن الحرب وصلت إلى النهاية، مضيفا: “بمفهومي.. لبنان استطاع أن يمنع إسرائيل من الانتصار آنذاك، ولا يقلل أحد على الإطلاق من أهمية ما استطاع لبنان من خلال الصمود ومن خلال أيضا بسالة المقاومة”.

وأوضح أنه ومن خلال عمل الحكومة استطاعت أن تجمع كل اللبنانيين وتحقق هذا الإنجاز الكبير بمنع إسرائيل من الانتصار، لكن كان هناك رأي آخر أن هذا هو “الانتصار الإلهي”.

وأشار إلى أن البعض يمر بـ”حال إنكار” لا سيما لدى قاعدة حزب الله، وبعد أن تهدأ الأمور علينا أن نواجه التداعيات أكان ذلك في ما يخص النسيج اللبناني، وفي ما يخص إعادة الإعمار، وبالنهاية عودة الدولة.

وشدد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق على أنه يجب الأخذ في الاعتبار المتغيرات في المنطقة والعالم خصوصا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وبين السنيورة “أنه وخلال الفترة الماضية كانت مقولة الردع لدى حزب الله أننا قادرون على أن نصل إلى أي نقطة في إسرائيل وأن نصيبها في أي مكان، وكان هناك تضخيم للقدرات التي لدى الحزب وتضخيم للتوقعات لدى اللبنانيين حول ما يمكن أن يقوم به، وتضخيم أيضا للدور الذي تمكن أن تلعبه إيران في لبنان، وأنها حاضرة من أجل أن تنجد حزب الله عندما يحتاجها، إلا أنه تبين أيضا أن إيران تتصرف كدولة ولها مصالحها واعتباراتها وبالتالي تريد أن تحمي بلادها وأن تحمي أبناءها من أن يتعرضوا إلى مخاطر، وهذا الأمر سمعناه من المسؤولين الإيرانيين”.

وأكد أنه لم يعد بالإمكان أن يتحمل لبنان استمرار الاعتداءات التي تؤدي إلى المزيد من الضحايا والجرحى والتدمير المنهجي لأنحاء كثيرة في لبنان، ولاسيما أن إسرائيل تلجأ الآن إلى عملية تفريغ مناطق واسعة من جنوب لبنان، عبر تدمير كامل للعديد من القرى والبلدات، وهذا الأمر يؤدي إلى العدد الكبير من النازحين الذين يفوق عددهم الآن المليون و200 ألف تقريبا نحو ربع السكان نزحوا من ديارهم، وهذا يشكل عبئا كبيرا وضخما على الدولة وعلى اللبنانيين.

المصدر: صحيفة “الراي” الكويتية

مقالات مشابهة

  • العتبة العباسية تعلن حجم المساعدات التي ارسلتها للنازحين اللبنانيين في سوريا
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • الأمم المتحدة: مخاوف بشأن سلامة اللاجئين اللبنانيين العائدين من سوريا
  • الأمم المتحدة تكشف عدد اللبنانيين النازحينِ إلى سوريا وتحذر من هذا الأمر!
  • لا استقلال حقيقيًا من دون جيش يفرض سيطرته على كل لبنان
  • البيسري في أمر اليوم: وحدة اللبنانيين تبقى السلاح الاقوى في الدفاع عن الاستقلال
  • الملك يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء اللبنانيين
  • السنيورة: العودة إلى “نحن انتصرنا” استخفاف بعقول اللبنانيين ومصالحهم ومستقبلهم
  • تفاؤل حقيقي أو مفخخ؟
  • عن مفاوضات لبنان.. كلامٌ من الخارجية الأميركية!